ترامب وهاريس .. من يكسب ثقة أمريكا ؟
تاريخ النشر: 10th, September 2024 GMT
سرايا - في ساحة السياسة الأمريكية، لا صوت يعلو فوق صوت المناظرة المرتقبة بين دونالد ترامب، رجل الأعمال الملياردير والرئيس الأمريكي السابق الذي يمثل القوة الصاخبة والإثارة، وكاملا هاريس نائبة الرئيس التي تمثل الواقعية والهدوء.
وتعد المناظرة اختباراً للإرادات، سيحاول كل منهما إقناع الأمريكيين بأنه هو من يملك الرؤية الصحيحة لقيادة الأمة الأمريكية في السنوات القادمة .
فترامب الذي قاد رئاسةً مليئة بالتقلبات والصراعات لازال يحتفظ بقاعدة جماهيرية كبيرة تؤمن بفكرته حول "أمريكا أولاً"، بينما هاريس تمثل جيلًا جديدًا من القادة الذين يسعون إلى بناء أمريكا أكثر شمولية وعدالة.
ومن المتوقع وفقا لتقارير أمريكية أن يركز ترامب في هجومه على هاريس على دورها كنائبة للرئيس بايدن وسياسات الإدارة الحالية في ملفات الاقتصاد والهجرة والسياسة الخارجية.
وبحسب شبكة "سي إن إن" فقد توقعت هاريس أن ترامب سوف "يكذب" خلال المناظرة، وقالت إنها تتوقع هجمات بشأن هويتها العرقية والنوع الاجتماعي، بما يتماشى مع الطريقة التي هاجم بها ترامب من قبل الرئيس الأسبق، باراك أوباما والمرشحة الرئاسية الديمقراطية السابقة، هيلاري كلينتون، مشيرة إلى أنه قد يستحضر هويتها كامرأة سمراء أثناء المناظرة.
هاريس قد تقلب الأمور
وفي هذا الصدد علقت المؤرخة الرئاسية دوريس كيرنز غودوين أنها تعتقد "أنه إذا كانت (هاريس) مستعدة لذلك، فقد تكون هذه واحدة من تلك اللحظات التي يمكنها قلب الأمور فيها... يبدو لي من المدهش أن يفعل (ترامب) ذلك، ولكن ربما يفعله مع العلم باندفاعه، ويمكنني أن أتخيل أنها أعدت لذلك".
وأضافت غودوين وفقا لـ " سي إن إن" أنها "متأكدة" أن ترامب يجب أن يعرف أنه إذا كانت هاريس "مستعدة لأي موضوع، فسيكون ذلك، ويمكنها حقًا قلب الأمر".
وأضافت هاريس في المقابلة، التي تم تسجيلها، الأربعاء الماضي، أثناء رحلتها إلى ولاية نيو هامبشاير، إنها تأمل في إثبات أن ترامب "يميل إلى القتال من أجل نفسه" وهو ما يتناقض مع التزامها هي بالعمل لمصلحة الناخبين.
وقالت هاريس: "ما أود الإشارة إليه هو ما نعرفه نحن، والكثير من الناس، بينما أسافر في جميع أنحاء البلاد خلال هذه الحملة، يميل (ترامب) إلى القتال من أجل نفسه، وليس من أجل الشعب الأمريكي. وأعتقد أن هذا سيظهر خلال المناظرة"
من جهتها تعتمد كامالا هاريس على قدرتها على مخاطبة جمهور واسع بطريقة تجمع بين الحزم والتعاطف. فهي تتميز بأسلوب يجمع بين الذكاء اللفظي والقدرة على إيصال الرسائل المعقدة ببساطة ووضوح.
فقد اشتهرت هاريس بأدائها في مجلس الشيوخ كمحامية ذات خبرة، تجيد مواجهة النقاشات بأسلوب قانوني رصين وهادئ، مما يعزز من مصداقيتها أمام الجمهور.
قد تحاول التركيز على قضايا العدالة الاجتماعية، وحقوق الأقليات، وسياسات الصحة والتعليم التي تعزز المساواة. كما أنها قد تركز على الأزمات التي وقعت خلال فترة رئاسة ترامب مثل تعامله مع جائحة كورونا والانقسامات التي شهدتها أمريكا في عهده.
متى وأين ستقام المناظرة؟
تبدأ المناظرة الساعة 21:00 بتوقيت شرق الولايات المتحدة (01:00 بتوقيت غرينتش) الثلاثاء 10 سبتمبر .
وتقام المناظرة مباشرة على شبكة إيه بي سي نيوز الأمريكية ABC News من مركز الدستور الوطني في فيلادلفيا، بنسلفانيا.
وستستمر المناظرة لمدة 90 دقيقة مع فواصل إعلانية، ولن يكون هناك جمهور في الغرفة.
وسيتولى ديفيد موير ولينسي ديفيس، مقدما برنامج إيه بي سي وورلد نيوز تونايت، إدارة المناظرة.
ولن يضطر المذيعان إلى التعامل مع مرشحين يقاطعان بعضهما البعض لأن الميكروفونات ستكون مغلقة عندما لا يتحدث أي منهما.
وكانت هذه أيضاً قواعد المناظرة التي جرت في وقت سابق من هذا العام بين ترامب وبايدن، بعد مناظرة عام 2020 المزعجة بينهما.
كانت هاريس تأمل في تشغيل الميكروفونات طوال المناظرة لأن الشكل الحالي، كما قالت حملتها، "يحمي دونالد ترامب من المباحثات المباشرة مع نائب الرئيس".
وسيكون لترامب الكلمة الأخيرة في المناظرة، واختارت هاريس الظهور على الجانب الأيمن من شاشات التلفزيون.
ولن تتم مشاركة أي مواضيع أو أسئلة مسبقاً مع المرشحين أو فرقهم الانتخابية، ولن يُسمح بأي دعم أو ملاحظات مكتوبة مسبقًا على المسرح.
لن يكون لدى المرشحين سوى قلم ودفتر ملاحظات وزجاجة ماء، ولا يمكنهما التفاعل مع موظفي الحملة أثناء الفواصل الإعلانية.
ولا يُسمح لأي منهما بالابتعاد عن المنصة - كما فعل ترامب ضد هيلاري كلينتون في عام 2016.
ووفقا لـ " بي بي سي" فإن المناظرات الرئاسية تشكل معالم مهمة في الحملة الانتخابية يمكنها إعادة تشكيل السباق، وتعد فرصة فريدة للمرشحين لمحاولة نشر انطباع جيد لدى الناخبين حيث تنتشر المقاطع على نطاق واسع ويتم إعادة تشغيل المقاطع الصوتية مرارًا وتكرارًا.
سيكون هذا مهماً بشكل خاص بالنسبة لكامالا هاريس، التي التزمت إلى حد كبير بالمشاركات المكتوبة مسبقا في حملتها حتى الآن.
كيف يستعد المرشحون؟
تستعد هاريس من خلال العمل مع المحامية في واشنطن كارين دان، وفقاً لصحيفة نيويورك تايمز، التي تقول إن دان ساعدت السياسيين الديمقراطيين في التخطيط للمناظرات لمدة عقدين تقريبًا.
قالت المرشحة الديمقراطية لعام 2016 هيلاري كلينتون للصحيفة إن دان، التي تمثل غالباً شركات التكنولوجيا في المحكمة، تعمل "بحب صارم".
وقالت كلينتون: "إنها لا تخشى أن تقول، هذا لن ينجح... لكنها تقوم بتشجيع المرشح".
من ناحية أخرى، يتخلى ترامب عن معظم تكتيكات التحضير للمناظرة الكلاسيكية، وفقًا لوسائل الإعلام الأمريكية.
ونقلت شبكة إيه بي سي نيوز عن مستشار الحملة قوله إن تحضير الرئيس السابق للمناظرة "يُسمى دونالد ترامب يتحدث إلى الناخبين".
ومن بين المستشارين البارزين للرئيس السابق في الفترة التي سبقت هذه المناظرة تولسي جابارد، عضو الكونجرس الديمقراطي السابقة التي اشتبكت مع هاريس خلال المناظرات التمهيدية للحزب عام 2020، وعضو الكونغرس الجمهوري عن ولاية فلوريدا مات غيتز.
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
إقرأ أيضاً:
صفقة ترامب للمعادن.. هل يتجه للتكنولوجيا الخضراء التي يسخر منها؟
منذ توليه منصبه، انسحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من اتفاقية باريس للمناخ، التي تُعتبر أهم اتفاقية عالمية للمناخ. ليس هذا فحسب بل إن هناك تقارير تفيد بأنه منع العلماء الأمريكيين من المشاركة في أبحاث المناخ الدولية، وألغى الأهداف الوطنية للسيارات الكهربائية.
وكان دائما يسخر من محاولات سلفه تطوير تكنولوجيا خضراء جديدة، واصفاً إياها بـ "الخدعة الخضراء الجديدة".
ومع ذلك، فإن ترامب ربما يهدي أكبر هدية لمؤيدي التكنولوجيا الخضراء، بحسب تقرير لـ"بي بي سي".
يأتي ذلك في ظل الاهتمام الكبير لترامب بمسألة المعادن النادرة، حيث تُعد هذه المعادن أساسية في صناعات تشمل الفضاء والدفاع، لكن من المثير للاهتمام أن لها استخداماً رئيسياً آخر أيضاَ، وهو تصنيع التكنولوجيا الخضراء، التي يستهزئ بها ترامب.
تناول تقرير نشرته لجنة حكومية أمريكية في كانون الأول/ ديسمبر 2023 ضعف موقف الولايات المتحدة في المعادن الأرضية النادرة والمعادن الحيوية (مثل الكوبالت والنيكل).
وجاء في التقرير: "يجب على الولايات المتحدة إعادة النظر في نهجها السياسي تجاه سلاسل توريد المعادن الحيوية وعناصر الأرض النادرة نظراً للمخاطر التي يشكلها اعتمادنا الحالي على جمهورية الصين الشعبية".
وحذر التقرير من أن عدم القيام بذلك قد يؤدي إلى "توقف الإنتاج الدفاعي تماماً وخنق تصنيع التقنيات المتقدمة الأخرى".
وتنبع هيمنة الصين على السوق من إدراكها المبكر للفرص الاقتصادية التي توفرها التكنولوجيا الخضراء. التي "تستحوذ على 60 في المئة من إنتاج المعادن الأرضية النادرة العالمي، لكنها تُعالج ما يقرب من 90 في المئة منها، وهي المهيمنة في هذا المجال"، بحسب غريسلين باسكاران، مديرة برنامج أمن المعادن الأساسية في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن.
وووفق كريستوفر نيتل، أستاذ الاقتصاد التطبيقي في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا فـ"إنها مصادفة سعيدة أن هذا قد يُسهم في نهاية المطاف في دعم التكنولوجيا الخضراء".
ويبدو أن جهود ترامب الأخيرة للحصول على هذه المعادن الأساسية تُشير إلى أن التركيز على العمليات الأولية قد يكون قائماً الآن.
ويفيد عاملون في القطاع بأن الهمسات في أروقة البيت الأبيض تُشير إلى أن ترامب قد يكون على وشك إصدار "أمر تنفيذي للمعادن الحيوية"، والذي قد يُوجِّه المزيد من الاستثمارات لتحقيق هذا الهدف.
ولا تزال التفاصيل الدقيقة التي قد يتضمنها الأمر التنفيذي غير واضحة، لكن خبراء مُلِمّين بالقضية قالوا، بحسب "بي بي سي" إنه قد يشمل تدابير لتسريع التعدين في الولايات المتحدة، بما في ذلك تسريع إصدار التصاريح والاستثمار لبناء مصانع المعالجة.
وتختم "بي بي سي" تقريرها بالقول إنه "بالنسبة للمهتمين بقضايا المناخ، فإن ترامب ليس بالتأكيد مناصراً للبيئة. ومن الواضح أنه لا يهتم بجعل إرثه بيئياً، بل اقتصادياً، مع أنه قادر على تحقيق الأمر الأول إذا اقتنع بأنه سيعزز الاقتصاد".