الجزائر- طعن المرشحان الخاسران في الانتخابات الرئاسية الجزائرية، الاثنين9سبتمبر2024، في نسبة المشاركة ونسبة الأصوات التي حصلا عليها في الاقتراع الذي جرى نهاية الأسبوع، ووصفا ذلك بـ"التزوير".

وفي حديثه للصحفيين في العاصمة الجزائرية، اعترف المرشح الإسلامي عبد العالي الحسني بالهزيمة أمام الرئيس الحالي عبد المجيد تبون، الذي فاز بأغلبية ساحقة بلغت نحو 95 في المائة من الأصوات، السبت، وفقا للهيئة الوطنية للانتخابات.

وقال الحسني الذي يرأس حزب حركة مجتمع السلم الإسلامي المعتدل إنه "خسر المعركة لكنه لم يخسر الحرب".

وكان أحد اثنين فقط من المنافسين لتبون، والثاني هو يوسف عوشيشي من حزب جبهة القوى الاشتراكية (وسط يسار).

وقال عوشيش في مؤتمر صحفي إن "البلاد تجد نفسها في وضع غير مريح للغاية، بل وخطير".

وقال إن "الهيئة الوطنية للانتخابات تتحمل المسؤولية الكاملة عن هذه الانحرافات الخطيرة التي تقوض الانتخابات"، متعهدا بالاستئناف ضد الأرقام الأولية أمام المحكمة الدستورية.

ومن المتوقع أن تقوم المحكمة بمراجعة كافة الطعون والمصادقة على النتائج النهائية.

وكان المنافس الآخر، حساني، قد ندد في وقت سابق بـ"الأرقام الكاذبة" بشأن نسبة المشاركة في التصويت وطالب السلطات بوقف "المهزلة".

كما شكك في نسبة الأصوات التي أعلن أنه حصل عليها، والتي بلغت 3.17 بالمائة فقط حسب أرقام الهيئة الوطنية للانتخابات، التي أعطت عوشيش 2.15 بالمائة.

وكان من المتوقع على نطاق واسع أن يفوز تبون (78 عاما) بالانتخابات بسهولة، لكنه ركز بدلا من ذلك على ضمان نسبة إقبال عالية.

انتخب في ديسمبر/كانون الأول 2019 بنسبة 58% من الأصوات، على الرغم من معدل امتناع قياسي تجاوز 60%، وسط احتجاجات الحراك الشعبي المؤيدة للديمقراطية.

- "ليس مفاجئا" -

سجل أكثر من 24 مليون جزائري للتصويت هذا العام لكن الهيئة الوطنية للانتخابات لم تعلن الأحد عن نسبة المشاركة الرسمية.

وبدلاً من ذلك، أعلنت عن معدل "متوسط ​​المشاركة المؤقت" بنسبة 48 في المائة، وحسبته كمتوسط ​​المشاركة في الدوائر الانتخابية المختلفة، وليس العدد الإجمالي للناخبين مقارنة بالناخبين المسجلين.

وجاء ذلك بعدما أعلنت اللجنة أن "معدل المشاركة المتوسط ​​بلغ 26 بالمئة" في الساعة الخامسة مساء بالتوقيت المحلي (0400 بتوقيت جرينتش)، وهو أقل بنسبة سبعة بالمئة مقارنة بنفس النقطة في عام 2019، ومددت فترة التصويت لمدة ساعة.

وعندما أعلنت فوز تبون، قالت إنه حصل على 5.32 مليون صوت من إجمالي 5.63 مليون، أي ما نسبته 94.65 بالمائة من الأصوات.

وفي خطوة غير مسبوقة، أصدرت الحملات الثلاث - بما في ذلك حملة تبون - بيانا مشتركا في وقت متأخر من يوم الأحد زعمت فيه وجود "مخالفات" في نتائج الهيئة الوطنية للانتخابات، مضيفة أنها تريد أن تجعل الجمهور على دراية بـ "الغموض والتناقضات في أرقام المشاركة".

وردت الهيئة في وقت لاحق قائلة إنها لا تزال في طور تلقي الوثائق الرسمية التي توضح نسبة المشاركة في الدوائر، وسوف ترسلها بعد ذلك إلى المحكمة الدستورية.

وقال المحلل حسني عبيدي إن فوز تبون "لم يكن مفاجئا" لكن الرئيس الحالي فشل في حشد الناخبين.

وقال عبيدي، رئيس مركز الأبحاث CERMAM ومقره جنيف، إن أردوغان "حصل على 319 ألف صوت فقط منذ عام 2019 وجذب ما يزيد قليلاً على خمسة ملايين ناخب من أصل 24 مليون مسجل، أي أقل من الربع".

 

Your browser does not support the video tag.

المصدر: شبكة الأمة برس

إقرأ أيضاً:

رئيس الأركان صار وزيرا منتدبا للدفاع.. خلفيات التعديل الحكومي في الجزائر

أجرى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الإثنين، تعديلا وزاريا عيّن بموجبه وزراء جددا ونقل آخرين إلى وزارات ثانية، كما جدد ثقته في الوزير الأول نذير العرباوي الذي عينه منذ 11 نوفمبر 2023 خلفا لأيمن عبد الرحمان.

ومست التعديلات عددا من الحقائب السيادية مثل الدفاع والعدل والتربية والتعليم والتجارة والاتصال.

وكان لافتا تعيين تبون لرئيس أركان الجيش، السعيد شنقريحة، وزيرا منتدبا لدى وزير الدفاع، وهو منصب جديد. كما أحدث تعديلا على الخارجية بإضافة مهام الشؤون الإفريقية لها، وعين لطفي بوجمعة وزيرا للعدل حافظا للأختام، خلفا لعبد الرشيد طبي الذي أعلن أنه "استدعي لمهام أخرى"، إضافة إلى تعيين سيفي غريب وزيرا للصناعة خلفا لعلي عون الذي أنهيت مهامه.

كما تولى مستشار الرئيس تبون للتربية والتكوين المهني، محمد الصغير سعداوي، حقيبة التعليم خلفا لعبد الكريم بلعابد.

ومست التعديلات أيضا قطاع التجارة، الذي تمت تجزئته إلى التجارة الداخلية وعلى رأسها طيب زيتوني، والخارجية بقيادة محمد بوخاري، بينما ألحق الوزارة المنتدبة للطاقات المتجددة بوزارة الطاقة والمناجم.

وسجل التعديل الحكومي الجديد غياب مدير الحملة الانتخابية للعهدة الأولى محمد لعقاب عن وزارة الاتصال التي عين على رأسها الدبلوماسي محمد مزيان، مقابل الإبقاء على مدير الحملة الانتخابية للعهدة الثانية إبراهيم مراد على رأس الداخلية.

وعود الرئيس 

وتعليقا على التعديل الحكومي الجديد، يرى المحلل السياسي فاتح بن حمو أنه "تضمن الكثير من الدلالات التي تؤكد عزم الرئيس تبون تنفيذ وعوده الانتخابية، في مجال الأمن الغذائي والدفاع والقضاء والتجارة والتعليم".

تعديل حكومي في الجزائر وشنقريحة وزيرا منتدبا للدفاع أجرى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الإثنين، تعديلا وزاريا تم بموجبه تعيين وزراء جدد ونقل آخرين إلى وزارات أخرى، فضلا عن تعيين رئيس أركان الجيش، السعيد شنقريحة، وزيرا منتدبا لدى وزير الدفاع، وهو المنصب الذي يتولاه تبون.

ويشير بن حمو، في حديثه لـ"الحرة"، إلى أن الرئيس الذي يحمل، بحكم الدستور، صفة وزير الدفاع القائد الأعلى للقوات المسلحة، استحدث منصب الوزير المنتدب للدفاع من أجل "تكريس التكامل بين المهام العسكرية والسياسية في إطار تنفيذ سياسة الحكومة التي تتطلب المزيد من التنسيق المحكم".

كما يعتبر المتحدث أن "التحولات السريعة التي يعرفها المحيط الإقليمي والدولي دفعت إلى هذا القرار الذي يمنح الأولوية القصوى لضمان الأمن وحماية سيادة البلاد من كافة أشكال التهديدات".

بينما يرى الإعلامي محمد إيوانوغان أن تعيين قائد الأركان بمنصب وزير منتدب للدفاع في الحكومة ليس بالحدث الجديد، موضحا أنه مقعد "سبق أن أوجده الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، في إطار لعبة التوازنات بينه وبين المؤسسة العسكرية".

وحسب بن حمو، فإن الرئيس "عين الكفاءات التي تقود الوظائف ذات التأثير المباشر على تحسين النمط المعيشي للمواطنين والالتزام بما تعهد به الرئيس خلال حملته الانتخابية".

قررار قبل البيان 

من جانبه، يؤكد الخبير في القانون الدستوري، موسى بودهان، أنه "من السابق لأوانه الحكم على أداء الحكومة قبل استعراض بيان سياستها العامة أمام البرلمان، وفق ما ينص عليه الدستور في مادته 111".

ويضيف بودهان، في تصريحه لـ"الحرة"، أن التعديل الحكومي من حيث الشكل "اتسم بمراعاة الكفاءة والتخصص في تعيين الوزراء الجدد، خصوصا الذين تولوا حقائب وزارية حساسة وسيادية بما في ذلك التعليم والطاقات المتجددة والتجارة".

وأكد المتحدث أن التعيينات جاءت لـ"تنفيذ السياسات المستقبلية للحكومة، خصوصا ذات البعد الإفريقي" الذي حمله تعيين أحمد عطاف كوزير دولة للشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، مضيفا أن ذلك "لا يقتصر على الشأن الدبلوماسي، بل يمتد نحو قطاع التجارة الخارجية الذي تستثمر فيه الحكومة بشكل قوي، من خلال إنشاء البنوك والمصارف وتكثيف الرحلات الجوية والتبادلات التجارية".

نجاح أم فشل؟

وفي الشأن الاقتصادي دائما، يشير الخبير الدولي في الطاقة والاقتصاد، عبد الرحمان مبتول، إلى أن إلحاق كتابة الدولة للطاقات المتجددة بوزارة الطاقة والمناجم "قرار يصب في اتجاه تسريع فعالية الإجراءات"، في إشارة إلى السلطة التي تتمتع بها وزارة الطاقة على مجمعي سوناطراك وسونلغاز "باعتبارهما أهم الشركاء المستثمرين في سوق الطاقات المتجددة".

البرلمان الجزائري يصوت على أعلى ميزانية في تاريخ البلاد ووفقاً للقانون الذي صادق عليه البرلمان، فإن ميزانية الجيش تتوزع على ثلاثة محاور كبرى، حيث تم تخصيص 5 مليارات دولار للرواتب والنفقات المختلفة للقوات العسكرية والدرك الوطني، و6 مليارات للدعم واللوجستيات، بالإضافة إلى 13 مليار دولار للإدارة العامة.

ويؤكد الخبير مبتول لـ "الحرة" أن الجزائر مقبلة على "تفعيل" العديد من الشراكات مع الجانبين الأميركي والأوروبي في قطاع المحروقات والطاقات البديلة ومشاريع الهيدروجين الأخضر "ما يتطلب مركزية القرارات بيد وزارة الطاقة".

وبعكس ذلك، يعتقد الإعلامي محمد إيوانوغان أن التعديل الحكومي أظهر "عجز السلطة" عن إيجاد الحلول في مختلف القطاعات التي تمنح نفسا جديدا للعهدة الرئاسية الثانية.

ويستدل إيوانوغان في تصريحه لـ"الحرة" على ذلك بالوعود التي قطعها الرئيس في وقت سابق بـ"البحث عن أحسن الكفاءات، وفي النهاية أبقى على أكثر من نصف الحكومة السابقة"، وفق تعبيره.

مقالات مشابهة

  • 6 تواريخ مهمة قبل تسلّم دونالد ترامب السلطة
  • السنوسي: الانتخابات البلدية بمثابة الإحماء للانتخابات الرئاسية والتشريعية
  • تشكيلة حكومية جديدة في الجزائر
  • العبدلي: نجاح الانتخابات البلدية دليل على جاهزية ليبيا للانتخابات العامة
  • محمود فوزي يستقبل رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات ومدير جهازها التنفيذي
  • وزير الشئون النيابية يستقبل رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات ومدير جهازها التنفيذي
  • رئيس الأركان صار وزيرا منتدبا للدفاع.. خلفيات التعديل الحكومي في الجزائر
  • أوجلان يهوي بشعبية “الحركة القومية” في الشارع التركي
  • الجهاز التنفيذى للهيئة الوطنية للانتخابات يختتم جولاته الميدانية بمدارس القليوبية.. صور
  • استطلاع رأي صادم للأحزاب التركية حول نتائج الانتخابات المقبلة!