شهد السودان تحولات تاريخية كبري ساهمت بصورة مباشرة على الوضع الحالي للبلاد ويمكن تقسيم هذه التحولات التاريخية الحديثة بالاتي:
التحول التركي - المصري 1821م واستمر وتوسع وتعمق وامتد الي يومنا هذا وخاصة التحول الثقافي و مدي توغل النفوذ الاجنبي علي ما هو سوداني.
في تقديري كانت المقصود بالتسمية دولة 1821م بمعني دولة 21م الدولة التركية المصرية او كما يحلو للبعض بتسميتها بالتركية السابقة وكانما هناك تركية لاحقة!؟ فهي التي وضعت حجر الاساس للدولة السودانية الحديثة بتقسيماتها الادارية والسياسية وهي البداية الحقيقة لسيطرت العنصر الخارجي ثقافيا وسياسيا واقتصاديا والذي شوه النسيج الاجتماعي السوداني الذي كان قائما ولفترات طويلة ( 1504 - 1821)، التدخل التركي المصري قام بغلب الحياة راسا علي عقب والتكوينات العشائرية السودانية الحقيقية المتمثلة في الدولة السنارية ومولكها ومملك الداجو التنجر وممالك المسبعات وتقلي، وممالك البجه المختلفة بشرق السودان.
التحول الانجليزي - المصري 1899م – 1965، انشاء المؤسسات البيروقراطية الحديثة وبداية المشروعات التنموية الحديثة ودولة القانون والمؤسسات الخدمية و البيروقراطية.
التحول الاسلاموعروبي المتطرف 1989م - ؟؟؟، والذي يحمل سمات وامتداد لحقبة الحكم التركي - المصري 1821م، في اذكاء ثقافة العنف وقسوة وفظاظت الدولة التنفيذية والذي من نتائجه المباشرة انفصال جنوب السودان وبداية الحروب الداخلية.
انقلاب اكتوبر وبداية حرب 2023م، وضع حجر الاساس لنهاية امتداد الحكم التركي - المصري 1821م، الذي يستند للبعد الثقافي والديني العربي والاسلامي المتطرف والاعتماد للعنصر الخارجي، بتدشين الحرب العبثية كما يقال يكون التحالف تنسف التحالف العربي – الاسلامي المتطرف المستمد دعمه من الخارج علي حساب المكون السوداني ( السناري).
يعني بداية نهاية السطوة العربية - الاسلامية المتطرفة ، كما ان هذه الحرب تمثل بداية لحروب اخري قادمة لا محال للانفكاك من نفوذ مركزية البعد العربي والاسلامي المتطرف وانهاء الثقافة الممتدة للدولة التركية – المصرية.
شرق السودان مثلاً هناك ممجموعات مسلحة جاهزة لخوض حرب ضد المركز القديم بجانب مجموعات دارفور القوات المشتركة، وعبد الواحد نور، والحركة الشعبية جنوب كردفان والنيل الازرق، كلها تترقب لخوض معارك عسكرية وثقافية ( حادثة التوب في التلفزيون القومي) ، مجموعات التحالف العروبي الاسلامي ( شمال ووسط وغرب ) هو الذي كان سائد وحاكم منذ العام 1821م وحتي اليوم، و علي المنتصر من هذه الحرب " العبثية كما يقال" الاستعداد لحرب اخري مع مجموعات سوانية اخري او عليه ان يفاوض بعقلية منفتحة ومدركة للبني السياسية والثقافية والاقتصادية لمختلف مكونات الشعب السوداني والتي تقوم و تستند للتنوع.
ختاما علي فرقاء السودان بمختلف مسمياتهم وانتمائتهم السياسية والثقافية والجغرافية العودة لاسس وقواعد دولة 56م، وليس العكس، فهي التي وضعت الاطر والقواعد للدولة السودانية الحديثة وهي التي دعمت وانشاءت قواعد العمل المؤسسي وحكم القانون وتعزيز دور الادارات المحلية والمرافق الخدمية العامة، كما انها من وضعت حجر الاساس وبصورة موضوعية وعلمية للانسلاخ من دولة 1821م، التي كان تركيزها في جمع الضرائب وسرقت المصادر الاقتصادية بجانب الاستلاب الثقافي الخارجي علي حساب المكونات السودانية الغنية بالتنوع.
attiaosman@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
تقرير: مشروع النفق البحري بين المغرب وإسبانيا نقطة تحول في الهندسة الحديثة
زنقة 20 | الرباط
قال تقرير للموقع المتخصص في أخبار السكك الحديدية Railway Supply ، أن مشروع النفق البحري بين المغرب و إسبانيا من شأنه أن يشكل نقطة تحول في الهندسة الحديثة.
وتم مؤخرا إطلاق دراسات لتقييم جدوى المشروع الضخم الذي يواجه بحسب التقرير تحديات جيولوجية و بيئية.
وبحسب موقع Railway Supply المتخصص، فإن النفق بين إسبانيا والمغرب سيكون عبر قطارات فائقة السرعة، مما سيقلل وقت السفر بين البلدين إلى أقل من 30 دقيقة.
وفي نوفمبر من العام الماضي، وافقت الحكومة الإسبانية على توفير أربعة أجهزة لقياس الزلازل بأكثر من 480 ألف يورو لإجراء دراسة لقاع البحر في مضيق جبل طارق.
ويسعى المشروع في حلته الجديدة بعد محاولات سابقة، إلى التغلب على التحديات الجيولوجية والبيئية في مضيق جبل طارق.
وتتضمن الخطة إنجاز ثلاثة أنفاق بطول 42 كيلومترًا، منها 27.7 كيلومترًا تحت الماء.
ومن المتوقع أن يؤدي إنجاز هذا النفق إلى زيادة كبيرة في التبادل التجاري بين أوروبا وأفريقيا.