عربي21:
2024-09-17@09:16:00 GMT

نظام الأسد: حاجة المحتل وذريعته

تاريخ النشر: 10th, September 2024 GMT

بعيدا عن العدوان المستمر على غزة، والغارات المتكررة على مواقع النظام السوري من قبل طيران الاحتلال الإسرائيلي، تنشغل بعض دول الاتحاد الأوروبي في مهمة إعادة العلاقة مع النظام السوري، بالتوازي مع الجهد الروسي في هذا المضمار الذي يفتح خط التطبيع التركي مع نظام الأسد، في ظل رغبة مشتركة بين عدد من دول الاتحاد الأوروبي بإعادة النظر في سياساتها السورية على قاعدة إيجاد حل لمشكلة اللاجئين السوريين في هذه البلدان، من خلال تخفيف الضغط عن الديكتاتور السوري المسبب الأول لمحنة وكارثة السوريين في بلدهم وأماكن تهجيرهم.



يأتي هذا بعد 13 عاما من اندلاع الثورة السورية وارتكاب نظام الأسد لكل موبقات جرائم الحرب وضد الإنسانية، واستخدامه لشتى صنوفها، بشهادة منظمات دولية ومحلية، وبمعرفة عميقة من الدول نفسها التي تحتضن السوريين بجوهر سياسة النظام السوري طيلة السنوات الماضية نحو شعبه، وفداحة الجرائم باستخدام غاز السارين والخردل والكيماوي، والاستعانة بالاحتلالين الروسي والإيراني لتركيب عضلات النظام ونفخها على أجساد السوريين، والتي تسببت في دمار واسع للمجتمع السوري ونزوح نصف سكانه.

لذلك، رأت عاصمة الاتحاد الأوروبي -بروكسل- ودول أوروبية أخرى قبل عقد من الآن؛ في قطع علاقتها مع النظام الركيزة الأساسية للضغط على النظام السوري، تحت ذريعة تمسكها بقيم حماية الديمقراطية والحفاظ على حقوق الإنسان والمواطنة، ورفض جرائم الإبادة التي اقترفها الأسد وحلفاؤه.

لمسَ السوريون عدم الجدية الغربية والأمريكية، بالتعاطي مع النظام ومنع جرائمه وجرائم حلفائه، لذلك كانت فاتورة الضحايا كبيرة والدمار أوسع، وقد كان لها فضل كبير في بقاء النظام وإعادة سطوته الأمنية على المجتمع السوري، وتعزيز سيطرته على 70 في المئة من الجغرافيا السورية، ومثلما عايش الفلسطينيون ضحايا الهمجية الصهيونية خذلانَهم الكبير في فشل المجتمع الدولي بمنع الإبادة الجماعية عنهم في غزة، وبمحاباة المستعمر الصهيوني.

لذلك يرى كثير من السوريين في بعض السياسات الأوروبية، وعلى رأسها إيطاليا بزعامة جورجيا ميلوني، التي تحابي نظام الأسد بتعيين سفير لها لدى النظام السوري، خطوة تُعزز من تخفيف الضغط على النظام، وتزيد الضغط على السوريين في دول لجوئهم وفي دول المنطقة، لأن التطبيع مع النظام السوري تجاهلٌ للحل السياسي المقرر على أساس القرار الدولي 2254، للتوصل لحل سلمي، وتأمين انتقال سياسي، وقفزٌ عن الجرائم المتهم بها الأسد ونظامه، وهو موقف ما زالت تتمسك به فرنسا وألمانيا القائلتان بأنه من غير المعقول التطبيع مع النظام في دمشق في غياب انتقال سياسي ورفض نظام بشار الأسد لأي ترتيبات تفيد الشعب السوري.

مرور الزمن لا يعني نهاية الجريمة ونسيانها، وعدم تكرار الإشارة للديكتاتور والطاغية السوري لا يعني براءته من الجرائم، وبقاء الأسد في سدة الحكم لا يعني انتصارا لنظامه على الشعب السوري، بل يعني أمرا متعلقا بالأكاذيب والشعارات نفسها وبالنفاق المصاحب للعدوان الإسرائيلي على غزة وبالصمت عن جرائم الإبادة الجماعية.

وبنفس السؤال المجيب عن أسئلة الشعب الفلسطيني والسوري، لماذا يفلت المجرم من العقاب؟ وكيف يستمر النفاق الغربي من قضايا الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان؟ وكيف تكون المصلحة المشتركة بين أدوات الاحتلال والطاغية العربي المؤدية لشراكة متبادلة أوجدتها مصالح بين المحتل والطاغية، وبين هؤلاء والمشروع الاستعماري الغربي في المنطقة العربية؟ دوافع كافية كانت قبل العام 2011 لأن يثور السوريين ضد النظام وسياساته ووظيفته المكشوفة، فوجود نظام الأسد وتمكينه من السيطرة، كان حاجة استعمارية صرفة، والتطبيع معه عربيا وغربيا، لمقاصد منع التغيير لأي جانب من جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والأمنية في المنطقة العربية، هي مقاصد كانت قائمة لعقود طويلة، قبل أن يرث الاسد حكم أبيه.

الفائدة المرجوة للعلاقة مع نظام الأسد عربيا بعد تورطه بكل ملفات دعم الإرهاب وارتكاب جرائم الحرب وضد الإنسانية، تطرح السؤال نفسه للضفة الشمالية للبحر المتوسط عن المصلحة الكامنة في العلاقة مع نظام الأسد وما تحمله تبريرات الدول نفسها لإسقاط جرائم ضخمة موجودة في أدراج محاكم هذه الدول وعلى رفوف المنظمات الدولية.

لا شيء في جعبة نظام الأسد ليقدمه على طاولة السياسة العربية، غير النجاح الذي كوفئ عليه بمنع الانهيار من الوصول لأنظمة عربية أخرى ترى في "صموده" حماية لها، بعد أن أصبح نموذج خرابه لسوريا عامل مفاضلة ومقارنة من طغاة ومستبدين في المنطقة العربية، ومن احتلال يقدم وحشية جرائمه في غزة كنموذج عقابي على الشعب الفلسطيني. التطبيع مع نظام الأسد تم عمليا من خلال القفز عن جرائمه، وقبوله المتكرر بتلقي عدوان الاحتلال الإسرائيلي والصمت عنه وعن جرائمه بفلسطين، فمشتركات الاستفادة المتبادلة بينه وبين أنظمة الاحتلال والاستبداد، فككتها غزة، ومقاومة الشعب الفلسطيني عرّت كل قاموس التطبيع ومفردات الخزي والخذلان والنفاق والخيانة والتآمر، وكشفت الحاجة الاستعمارية الغربية والصهيونية لبقاء أنظمة عربيةولا شي في جعبة النظام ليكون فاعلا على مسرح السياسة الدولية بغير المهام التي يحملها وينفذها في الجانب الأمني الذي يصدح به منذ 13 عاما؛ "وجودي يمنع عنكم الإرهاب"، و"أنا موجود لكي أحارب الإرهاب عدوّي وعدوكم"، شعار يرفع أيضا لتبرير الفظائع والجرائم في غزة وكل فلسطين.

على الخط الموازي من كل ذلك، يظهر تنسيق عربي مباشر بين أمن النظام وما يوازيه في أنظمة عربية تتأهب للخلاص من مشكلة اللاجئين السوريين. وإذا كانت استراتيجية الأسد مع الأوروبيين لم تؤتِ ثمارها بعد، وتؤت بعضها في أنظمة عربية كانت سباقة في التطبيع معه ومع الاحتلال الإسرائيلي، ولم تتخذ أي خطوة للتراجع عن التطبيع مع المحتل في ذروة جرائم العدوان على غزة، وتشجع وتدعم بقاء الأسد لفائدة مشتركة بين جميع الأطراف التي تجد في وظيفة الأسد المانعة للتغيير المنشود في المجتمع السوري والتي أرعبت محاولته في الثورة الاحتلال والاستبداد، فقد كانت جرائمه عامل اطمئنان لديهم وفزاعة على شعوبهم.

التطبيع مع نظام الأسد تم عمليا من خلال القفز عن جرائمه، وقبوله المتكرر بتلقي عدوان الاحتلال الإسرائيلي والصمت عنه وعن جرائمه بفلسطين، فمشتركات الاستفادة المتبادلة بينه وبين أنظمة الاحتلال والاستبداد، فككتها غزة، ومقاومة الشعب الفلسطيني عرّت كل قاموس التطبيع ومفردات الخزي والخذلان والنفاق والخيانة والتآمر، وكشفت الحاجة الاستعمارية الغربية والصهيونية لبقاء أنظمة عربية يصبح الرعب فيها سلاحا يمنع مواجهة المحتل وحاجته المحروسة في قصور الرئاسة العربية.

x.com/nizar_sahli

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة الاحتلال الأسد جرائم سوريا الأسد احتلال غزة استبداد مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة سياسة مقالات سياسة مقالات سياسة سياسة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی الشعب الفلسطینی النظام السوری مع نظام الأسد أنظمة عربیة السوریین فی التطبیع مع مع النظام عن جرائمه عن جرائم

إقرأ أيضاً:

التعليم: لا إسناد لمواد لغير المتخصصين في نظام نور و24 حصة للمعلم الواحد

شددت إدارات التعليم في مختلف مناطق المملكة على ضرورة استكمال إجراءات إنشاء الجداول المدرسية عبر نظام "نور" لكافة المدارس بمختلف أنواعها، بما في ذلك مدارس التعليم العام، مدارس تحفيظ القرآن الكريم، ومدارس التربية الخاصة بجميع فئاتها.
ويأتي هذا التشديد في إطار تنظيم العملية التعليمية وضمان سير الحصص الدراسية بشكل يتوافق مع المعايير المعتمدة.
أخبار متعلقة مبادرة لرفع مستوى الوعي بالذوقيات في وسائل النقل بالشرقيةفي 8 خطوات.. استخراج إذن إصلاح المركبات عبر منصة "أبشر"وتضمنت التعليمات خطوات مفصلة لإنشاء الجداول المدرسية من خلال النظام، حيث تبدأ باختيار المادة الدراسية، ثم البحث عن معلمي المادة المتخصصين، ليتم بعد ذلك إسناد الفصول الدراسية لهم لضمان وصول كل معلم إلى النصاب الكامل من الحصص والذي يبلغ 24 حصة في الأسبوع.
وفي حال اكتمال أنصبة المعلمين في المادة ولا تزال هناك فصول لم يتم إسنادها، أوضحت التعليمات أنه يجب إعادة البحث باستخدام خيار "معلمي المصفوفة"، والذي يعرض أسماء المعلمين الذين يمكن إسناد المادة لهم. وإذا لم يتم العثور على معلمين مؤهلين ضمن التخصص أو المصفوفة، يمكن ترك المادة دون إسناد مؤقتاً، مع تقديم طلب لتوفير معلم لسد العجز عند الانتقال للخطوات التالية.
إسناد المواد للمتخصصين
كما أكدت إدارات التعليم على أن نظام نور لن يقبل إسناد أي مادة إلى معلم غير متخصص أو غير مدرج ضمن معلمي المصفوفة. وأشارت إلى أهمية عدم تجاوز حصص الانتظار لمجموع 24 حصة للمعلم الواحد، حيث يجب تعديل عدد الحصص في حال حدوث تجاوز.
في المرحلة الأخيرة من عملية إنشاء الجداول، قد يواجه المستخدمون بعض المشكلات التقنية، مثل ظهور رسالة خطأ أو توقف النظام عند نسبة معينة وفي هذه الحالة، نُصح بترك النظام لبعض الوقت حتى يستكمل عملية إنشاء الجدول تلقائيًا.
يأتي هذا الإجراء لضمان تنظيم الحصص الدراسية بطريقة فعالة ومتكاملة تسهم في تحقيق بيئة تعليمية مناسبة تلبي احتياجات جميع الطلاب والمعلمين، وتعزز من جودة التعليم في مختلف مدارس المملكة.

مقالات مشابهة

  • التعليم: لا إسناد لمواد لغير المتخصصين في نظام نور و 24 حصة للمعلم الواحد
  • التعليم: لا إسناد لمواد لغير المتخصصين في نظام نور و24 حصة للمعلم الواحد
  • تسجيلات وفيديوهات.. المُتحرّي يكشف تورط نظام الأسد في تجارة الكبتاغون
  • مباحثات بين الأسد وسكرتير مجلس أمن الاتحاد الروسي بدمشق.. هذه محاورها
  • كدم.. وأنظمتها البديعة
  • الرئيس السوري يستقبل أمين مجلس الأمن الروسي في دمشق
  • كل ما تريد معرفته عن نظام دوري أبطال أوروبا بالتفصيل
  • نظام اتصالات بدائي يحمي يحيى السنوار من الاستهداف الإسرائيلي
  • الأسد يكلف محمد غازي الجلالي بتشكيل حكومة جديدة.. من هو؟
  • سوريا.. الأسد يكلف وزيرا سابقا بتشكيل حكومة جديدة