صراع السلطة يحتدم داخل عائلة الرئيس الأوغندي
تاريخ النشر: 10th, September 2024 GMT
كان السباق على خلافة الرئيس يوري موسيفيني سببا في حدوث انقسام بين نجله الجنرال موهوزي كاينروجابا، وصهره أودريك روابوغو، وكلاهما يتمتع بسلطة هائلة في الحكومة، حسب ما يقول موقع أفريكا ريبورت.
سيبلغ الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني عامه الثمانين هذا الشهر، ومع تقدمه في السن، أصبح الصراع على السلطة والنفوذ داخل عائلته أكثر حدة من أي وقت مضى.
وقال الموقع إن عاصفة من التغريدات أطلقها قائد الجيش الجنرال موهوزي كاينروجابا، نجل الرئيس، كشفت عن انقسامات عميقة داخل أسرة الرئيس التي يتوقع أن ترث الحكم من بعده، مما يقدم لمحة عن شكل المشهد السياسي في البلاد بعد ذهاب موسيفيني.
قائد الجيش الأوغندي الجنرال موهوزي كاينروجابا، نجل الرئيس (رويترز)ويقول محللون مطلعون على سياسات قصر الحكم، لموقع أفريكا ريبورت، إن مثل هذه الصراعات أمر لا مفر منه عندما يستخدم أفراد الأسرة نفوذهم أو عندما يبدأ موسيفيني، الذي يسيطر على السلطة بقوة منذ ما يقرب من 4 عقود، في التنازل عنها لهم.
واشتهر موهوزي باستخدامه المنتظم لموقع إكس (تويتر سابقًا) لتقديم نفسه على أنه الرجل الذي سيخلف والده، وقد أدت تغريدات مثيرة هدد فيها كينيا بالغزو إلى إقالته من منصب قائد القوات البرية في عام 2022، مما دفعه لالتزام الصمت على وسائل التواصل الاجتماعي طوال عام 2023.
وأشار موقع أفريكا ريبورت إلى عودة موهوزي للتغريد بعد تعيينه قائدا للجيش في مارس/آذار الماضي حيث أدلى بتصريحات مثيرة للجدل. ففي 16 أغسطس/آب، هاجم صهره أودريك روابوغو، ووصفه بأنه "أكبر لص في أوغندا" في منشور قام بحذفه بعد ساعات.
روابوغو، زوج ابنة موسيفيني الثانية، هو أحد كبار المستشارين الرئاسيين ورئيس اللجنة الاستشارية الرئاسية للصادرات والتنمية الصناعية وهي الوظيفة التي جعلته فعليا كبير الدبلوماسيين التجاريين في البلاد.
فروابوغو معنِي بتسويق البضائع الأوغندية في الأسواق العالمية من خلال منصبه، وتمكين رواد الأعمال من بيع السلع الأوغندية في الأسواق العالمية بالإضافة إلى جذب المستثمرين للبلاد.
ويقول أفريكا ريبورت إن روابوغو وضع هدفًا طموحًا يتمثل في مضاعفة عائدات صادرات البلاد من حوالي 6 مليارات دولار إلى 12 مليارًا بحلول عام 2027. ولتحقيق ذلك، قام بتنظيم قمم تجارية واستثمارية في العديد من البلدان وغالبا ما يستعين بالرئيس ليتحدث عنها.
منظر عام للعاصمة كمبالا في أوغندا (رويترز)وفي يوليو/تموز، تولى روابوغو أيضًا مسؤولية تبسيط الاتصالات الحكومية، كما يرأس اللجنة المركزية للاتصالات الحكومية ويساعد في جدولة مقابلات الرئيس لوسائل الإعلام العالمية.
وفي تغريدة له، بدا أن موهوزي قد انزعج من الأدوار الجديدة لروابوغو، والتي تتضمن تلقي تقارير الوزراء، فغرد قائلا "المسكين أفاندي جيجي أودونغو (وزير الخارجية). كم رئيس يجب عليه تقديم تقاريره إليهم.. يجب أن ينقذنا أحد من هذا الهراء".
نجح كلا المعسكرين في بناء جماهير على الإنترنت غالبًا ما تنخرط في حرب كلامية، حيث أصبح أنصار موهوزي أكثر شراسة. وبعد تغريدات موهوزي، وصفت مجموعة تطلق على نفسها اسم تلاميذ أودريك روابوغو تصريحاته بأنها "نوبات انفعالية من الحسد المزمن" ووصفت موهوزي بأنه شخص "يعاني من إحساس شديد بالاستحقاق".
وواصل مؤيدو موهوزي، مثل المشرع ديفيد كاباندا، الأمين العام للمجموعة السياسية المؤيدة لموهوزي، الرابطة الوطنية الأوغندية، مهاجمة روابوغو، واصفين اللجنة التي يقودها بأنها آلية لنهب أموال دافعي الضرائب.
يقول موسازي ناميتي، المعلق السياسي الأوغندي، لصحيفة أفريكا ريبورت إن هناك صدعًا في أسرة الرئيس. ويضيف أن "الادعاء الذي قدمه موهوزي ضد روابوغو خطير للغاية وصدم الأوغنديين. إذا كان ما قاله موهوزي صحيحا، فهذا يعني أن الرجلين عدوان لدودان".
وبالنظر إلى أن الجنرال موهوزي يتطلع إلى الرئاسة، يعتقد ناميتي أنه إذا حصل على فرصة لقيادة أوغندا "فهناك فرصة جيدة لأن يسجن صهره". ويقول الموقع إن موهوزي وروابوغو يكتسب المزيد من النفوذ من خلال منصبيهما.
في مارس/آذار الماضي، عيّن موسيفيني غلوريا أسيو أوماسوا، وهي صديقة مقربة لزوجة روابوغو سكرتيرة خاصة، وهو دور رئيسي في مجلس النواب. كما تم تعيين اثنين من القادة الرئيسيين لحزب التحرير الشعبي وزيرين خلال التعديل الوزاري الذي أجري في مارس/آذار 2024
وبتعيينه قائدا للجيش، حل موهوزي محل الجنرال ويلسون مبادي، الذي تم تعيينه وزيرا.
ويتجاهل روابوغو عادة تغريدات موهوزي التي تهاجمه حتى اكتسب تسجيل صوتي مزيف لرده المفترض بعضَ الاهتمام على وسائل التواصل الاجتماعي.
خارطة أوغندا وتظهر فيها أيضا رواندا والكونغو الديمقراطية (الجزيرة)ويقول المحلل ناميتي إنه من الناحية المثالية، يجب على موسيفيني أن يعالج مسألة الخلاف بين ابنه وصهره من أجل "تهدئة مخاوف الأوغنديين الذين يعتقدون أن هناك مشكلة كبيرة في الأسرة.
لكن على الجانب الآخر، فإن الحديث عن الخلاف العائلي من شأنه أن يخلق المزيد من المشاكل". وأضاف "أعتقد أن موسيفيني يفضل عدم قول أي شيء.. كان الرئيس حذرا بشأن سؤال موهوزي".
وكتب الصحفي والمحلل السياسي أندرو مويندا، في مجلة "إندبندنت" التي يملكها قائلا إنه مع تقدم موسيفيني في السن، "تضاءلت قدرته على الاحتفاظ بالسيطرة بشكل كبير".
وأضاف "نظرًا لأن السلطة أصبحت الآن شخصية للغاية، فقد وصل الصراع على النفوذ إلى مقر الدولة، مما أدى حتما إلى إثارة نزاعات عائلية.
وأوضح مويندا "السلطة شخصية، ومركزة في يد الرئاسة، وشخصية في يدي موسيفيني. لكي يمارس أي شخص نفوذه، عليه أن يذهب إلى أحد أفراد الأسرة، ولكن هذا يعني أنك تضع أفراد الأسرة ضد بعضهم بعضا".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
الرئيس الأمريكي جو بايدن: سأضمن انتقالا سلميا للسلطة
أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن، أن كاملا هاريس بذلت كل ما تستطيع وأظهرت قوة كبيرة، مضيفا خلال كلمته في مؤتمر صحفي، بثته فضائية “القاهرة الإخبارية” اليوم الخميس، أنه سيضمن انتقالا سلميا للسلطة.
الحوثي: لا ترامب ولا بايدن سيثنياننا عن نصرة غزة أشرف أبو الهول: هناك من يُحمل بايدن مسؤولية خسارة هاريس
وبعد الهزيمة في الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024، وجهت كامالا هاريس نائب الرئيس الأمريكي خطابًا إلى مؤيديها في جامعة هوارد في واشنطن، مؤكدة أن "النتيجة ليست ما كنا نتمناه، ولم تكن النتيجة التي ناضلنا من أجلها وصوتنا من أجلها". وأضافت هاريس: "لكنني أود أن أخبركم بشيء واحد: ضوء الوعود الأمريكية سيستمر في التألق ما دامنا لا نستسلم، وما دامنا نواصل القتال".
على الرغم من الحزن الذي غلف كلماتها، عبرت هاريس عن شكرها العميق لمؤيديها، وأكدت أنها تلتزم بمبدأ "الانتقال السلمي" للسلطة مع دونالد ترامب، الفائز في الانتخابات. وفي إشارة إلى تماسك الشعب الأمريكي في مواجهة التحديات، قالت هاريس: "أعلم أن لديكم مشاعر مختلطة، ولكننا يجب أن نقبل نتيجة الانتخابات".
وأضافت هاريس أيضًا شكرًا لعائلتها وللرئيس جو بايدن، معبرة عن فخرها بحملتها الانتخابية، رغم الهزيمة الثقيلة. ورغم كل الصعوبات، دعت هاريس أنصارها إلى الاستمرار في النضال من أجل الحرية والديمقراطية، مؤكدة أن "المعركة لم تنتهِ بعد".
أسباب الهزيمة:
تعددت أسباب هزيمة هاريس، وكان أبرزها جو بايدن، الرئيس المنتهية ولايته، الذي تمسك بترشيحه مجددًا رغم الانقسام داخل الحزب الديمقراطي. في الأشهر الأخيرة، لم يعد بايدن قادرًا على الظهور بالقوة الكافية في المناظرات، ما ساهم في تأجيج شعور بالخيبة داخل صفوف الحزب. وعلى الرغم من الدعم الذي حصلت عليه هاريس من بعض الشخصيات الكبيرة داخل الحزب، مثل باراك أوباما ونانسي بيلوسي، فإنها لم تتمكن من استغلال هذه الفرصة بشكل كامل.
أسباب أخرى تتعلق برؤية هاريس الخاصة للسياسة الخارجية، وخصوصًا في ملف غزة، حيث فقدت دعم بعض الأمريكيين العرب بسبب موقفها المؤيد لإسرائيل، بينما تعرضت لانتقادات من اليهود المحافظين بسبب تزايد مشاعر معاداة السامية في الولايات المتحدة.
الاقتصاد ومطالب الأمريكيين:
أما في ما يخص الاقتصاد، فقد كان من الصعب على هاريس تجاوز الموروثات السلبية التي تركها حكم بايدن، لا سيما مع أزمة الأسعار المرتفعة في ظل تداعيات الجائحة وحروب أوكرانيا وغزة. كما لوحظ أن الاقتصاد تحت إدارة بايدن لم يكن في وضع جيد بما يكفي ليتحمل الحزب الديمقراطي مسئولية قيادة البلاد لفترة أخرى.
الفشل في كسب الدعم النسائي والمجتمعي:
ولم تنجح هاريس في جذب الناخبين البيض ولا الناخبين السود أو اللاتينيين، وهو ما كان جليًا في بعض المدن الكبرى مثل فيلادلفيا وديترويت وميلووكي. ورغم الترويج لحقوق المرأة، فقد فضلت نسبة كبيرة من النساء ترامب، إذ أظهرت استطلاعات الرأي أن 52% من النساء البيض صوّتن لصالح ترامب.