ما مزايا ذكاء آبل الاصطناعي في آيفون 16 الجديد؟
تاريخ النشر: 10th, September 2024 GMT
منذ أن كشفت "آبل" منصة الذكاء الاصطناعي الخاصة بها في مؤتمر يونيو/حزيران الماضي كثرت التكهنات والشائعات حول ما تقدمه هذه المنصة من مزايا جديدة ومبتكرة أمام المنافسين، واليوم تكشف الشركة عن هذه المزايا بشكل موسع ضمن حدث الكشف عن "آيفون 16" الذي صنع خصوصا ليلائم مزايا الذكاء الاصطناعي الخاصة بالشركة.
ورغم تعاون "آبل" مع "أوبن إيه آي" من أجل دمج نموذج "شات جي بي تي" ضمن أنظمتها القادمة "آي أو إس 18" (iOS 18)، فإن الشركة لم تكتف بذلك، وقدمت مجموعة من الابتكارات الجديدة التي تسخر مزايا نموذج "شات جي بي تي" بشكل أفضل، وتسهل على المستخدمين الوصول إليها.
وجعلت "آبل" التحسينات في "آيفون 16" ونظامها القادم "آي أو إس 18" متمحورة حول الذكاء الاصطناعي، بدءا من المعالج الجديد وحتى الأزرار الجديدة في الهاتف فضلا عن مزايا النظام بالكامل، وإليكم أهم مزايا ذكاء "آبل" الاصطناعي.
تعد الكتابة أحد أهم استخدامات أنظمة الذكاء الاصطناعية التوليدية مثل "شات جي بي تي"، وهذا ما ركزت عليه الشركة بشكل كبير في تحديث منظومة الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، وذلك عبر "شات جي بي تي" في جميع التطبيقات التي يمكن الكتابة بداخلها في نظام "آي أو إس 18" بدءا من تطبيق الرسائل النصية وحتى تطبيق الملاحظات والكتابة والبريد الإلكتروني فضلا عن التطبيقات الخارجية التي يمكن الكتابة فيها.
بالطبع تتنوع استخدامات الذكاء الاصطناعي التوليدي مع الكتابة، إذ يمكن استخدامها لتحسين لغة الرسائل الرسمية وتلخيص الملاحظات أو النصوص الطويلة فضلا عن توليد النصوص مباشرة من خلال أوامر كتابية بسيطة وسريعة أو حتى الأوامر الصوتية، إضافة إلى تسجيل المكالمات أو مقاطع الفيديو وتحويلها إلى مستندات مكتوبة عبر تطبيق الملاحظات، باختصار يتيح هذا الدمج الوصول السريع إلى كافة مزايا "شات جي بي تي" من داخل تطبيقات "آبل" مباشرة.
تتوسع المزايا اللغوية لنموذج ذكاء "آبل" الاصطناعي إلى أبعد من مجرد الكتابة، إذ أصبح النظام الآن قادرا على قراءة النصوص المخزنة فيه، سواء كانت في تطبيق البريد الإلكتروني أو تطبيق النصوص أو الرسائل أو حتى التنبيهات التي تأتي من التطبيقات، وعبر هذا الوصول يمكن للنظام تحليل أهمية النصوص الواردة في مختلف التنبيهات أو الرسائل وعرضها بشكل مباشر عبر إعطائها الأولوية على التنبيهات المعتادة التي قد لا تكون هامة.
وتوفر هذه المزايا على المستخدمين الكثير من الوقت خاصة مع انتشار التنبيهات التي ترد من كافة التطبيقات وقد لا تكون مهمة بشكل كبير وتغطي على التنبيهات المهمة التي قد ترد للمستخدمين في الوقت الذي يحتاجونه.
إمكانيات توليد الصور والرموز التعبيريةضمن الإمكانيات الجديدة في ذكاء "آبل" الاصطناعي، تصل إمكانيات توليد الصور مباشرة من النصوص، وهي من المزايا التي توفرها منصة "أوبن إيه آي" للذكاء الاصطناعي، وفي نظام "آي أو إس 18" يستطيع المستخدم الآن توليد مجموعة من الصور في أكثر من أسلوب رسم، سواء كانت رسوم متحركة أو رسوم تعبيرية أو صورة معتادة، وذلك عبر الأوامر النصية والصوتية.
وتوفر هذه الميزة تكاملا واسعا مع كافة التطبيقات الموجودة داخل نظام "آي أو إس"، ويعني هذا توليد الصور والرموز التعبيرية مباشرة داخل تطبيقات مثل الرسائل أو تطبيق الملاحظات أو البريد الإلكتروني وغيرها من التطبيقات في نظام التشغيل.
كما يحصل النظام على تطبيق جديد يدعى "ساحة اللعب بالصور" (Image Playground)، وهو يتيح الوصول إلى هذه المزايا بشكل مباشر دون الحاجة لاستخدام أي تطبيق وسيط ثم مشاركتها مع أي شخص يرغب فيه من داخل التطبيق مباشرة.
تشمل هذه المزايا أيضا توليد صور تعبيرية مباشرة عبر النظام، وذلك لتلائم الاستخدام المحدد الذي يرغب فيه الشخص، كما أنك تستطيع توليد رموز تعبيرية مباشرة من صور الأشخاص المخزنة في الهاتف واستخدامها مع التطبيقات المختلفة داخل النظام.
حاز تطبيق الصور على جانب كبير من مزايا الذكاء الاصطناعي بشكل يجعله الأكثر حظا بين تطبيقات "آبل" المختلفة، بدءا من إمكانية البحث في الصور مباشرة عبر كتابة نص سريع دون البحث وسط مكتبة الصور الكبيرة، إضافة إلى البحث عن لحظات بعينها داخل مقاطع الفيديو حتى تتمكن من الوصول إلى اللقطة المرغوبة دون مشاهدة العديد من مقاطع الفيديو.
يحصل التطبيق أيضا على خاصية التنظيف، وهي ميزة تتيح للمستخدمين إزالة أي شوائب أو أخطاء في الصورة مثل سيارة مارة أو شخص غريب يمر أمام الكاميرا مباشرة، وذلك دون التأثير على الصور النهائية، وهي ميزة مشابهة لما رأيناه من "سامسونغ" و"غوغل" أيضا.
كما يضاف للتطبيق أيضا ميزة أخرى، وهي إمكانية توليد مقطع فيديو من الصور المجمعة بناء على الأوامر النصية، فيمكنك أن تطلب من النظام توليد مقطع فيديو يجمع كافة الصور ومقاطع الفيديو المتعلقة برحلة ما قمتم بها مع كتابة نص فوق الصور واختيار مقطع موسيقي، ليبدأ النظام في توليدها مباشرة وتقديمها بشكل جاهز للمستخدم.
فجر جديد للمساعد الصوتي "سيري"كانت "سيري" إحدى أفضل أنظمة المساعد الصوتي في مختلف أجهزة "آبل"، وهي تقدم العديد من المزايا دون الوصول إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي، والآن تقدم الشركة القفزة الأكبر لمنظومتها عبر دمج "سيري" مع "شات جي بي تي".
ويتيح الوصول إلى منظومة "شات جي بي تي" قدرات لغوية أعلى وأكثر قوة للمساعد الشخصي "سيري"، وعبرها يستطيع مشاركة المعلومات بشكل واضح وسهل مع المستخدمين، كما أن المزايا الجديدة توفر آلية تسرع من أداء المهام اليومية التي تطلب أكثر من مهمة، فضلا عن تحويل الأوامر الصوتية مباشرة إلى النصوص.
كما أصبح بإمكان "سيري" تقديم نصائح مباشرة عن آلية القيام ببعض الوظائف في الهاتف مباشرة، إذ يمكن سؤالها عن الجوانب المستعصية في استخدام النظام لتقدم دليل واضح لخطوات حل المشاكل والنصائح وأسرار الهاتف، وتتسع هذه الميزة لتشمل القيام ببعض المهام، مثل حذف الصور المتكررة أو الأسماء المتكررة وغيرها.
ومن ضمن المزايا الجديدة هي قدرة "سيري" على قراءة المحتوى الموجود في الشاشة، وهو الأمر الذي يساعدك على استخدام مجموعة من الوظائف مباشرة من الرسائل النصية أو صفحات الويب، كأن يرسل أحدهم رسالة بها عنوان سكنه، فتجد "سيري" تقترح إضافته إلى بطاقة الاتصال الخاصة به أو يسألك إن كنت في حاجة لتشغيل تطبيق الخرائط، وينطبق هذا الأمر على كافة المقترحات، مثل موعد مشاهدة الأفلام أو الحفلات الخارجية وغيرها، ومن الجانب الآخر، يمكنك أن تطلب من "سيري" البحث عن نوع معين من الرسائل التي وصلت من مستخدم بعينه، كأن تطلب منها البحث عن الصور التي أرسلها أي شخص لتبدأ بالظهور أمامك، ويمكنك البحث عن المعلومات الواردة في الرسائل مباشرةً، مثل موعد وصول الطائرة أو غيرها.
الذكاء البصري والبحث عبر الصورتقدم "آبل" ميزة جديدة تواجه بها ميزة "عدسة غوغل" الشهيرة التي تتيح لك البحث عن الأشياء بمجرد التقاط صورة لها، كأن تقوم بالتقاط صورة لنوع من الكلاب أو صورة لمطعم ما أو أكلة ما، ليبدأ النظام بالبحث عنها في "غوغل" مباشرة.
والاختلاف الرئيسي بين هذه الميزة وميزة "عدسة غوغل" أن ميزة "آبل" تعمل من داخل النظام بماشرة، ويعني هذا أنها تعرض المعلومات مباشرة من داخل النظام دون الحاجة إلى فتح أي تطبيق خارجي، مجرد التقاط الصورة عبر الكاميرا والضغط على الأوامر مباشرةً.
رغم طرح العديد من مزايا الذكاء الاصطناعي في مختلف الأنظمة ومن مختلف الشركات، فإن أحد أكبر التحديات التي كانت تواجه هذه الأنظمة هي خصوصية البيانات ومشاركتها مع خوادم الذكاء الاصطناعي لإجراء الأوامر المطلوبة.
وفي الماضي، كانت تعتمد آليات الذكاء الاصطناعي على إرسال المعلومات إلى الخادم، ثم معالجتها، والعودة لاحقا للمستخدم، ورغم أن الخوادم تكون مشفرة ومؤمنة، فإن مثل هذا الأسلوب يتعارض مع نهج "آبل" في الخصوصية بشكل مباشر، لذا كان على الشركة ابتكار آلية جديدة للتغلب على هذا التحدي.
ومن أجل ذلك، ابتكرت "آبل" آلية "الحوسبة السحابية الخاصة"، وهي آلية تتيح لنظام "آي أو إس 18" الوصول إلى خوادم حوسبة سحابية تعتمد على معالجات "آبل" الخاصة وأنظمتها لاستعارة القوة منها مؤقتا حتى إتمام الطلب، وذلك دون تخزين أو الاحتفاظ بأي معلومات يتم توليدها من النظام بعكس الخوادم السحابية المعتادة، التي تمتلك نظاما منفصلا عن نظام تشغيل الهاتف أو الحاسوب، أي أن نظام "آبل" يمتد ليصبح متحكما في جزء من الخادم السحابي، وبعد ذلك يفقد سيطرته عليه.
فضلا عن ذلك، فإن بعض الأوامر الخاصة بذكاء "آبل" الاصطناعي ستعمل بشكل كامل في الهاتف دون الحاجة إلى الوصول إلى الخوادم السحابية، وذلك بفضل قوة المعالجات الجديدة التي قدمتها "آبل" في هواتف "آيفون 16″ بمختلف طرزها و"آيفون 15 برو" أيضا.
أيضا تتيح "آبل" الوصول إلى الكود المصدري الذي يستخدم في الخوادم السحابية من أجل اختباره من قبل أي خبير في الأمن السيبراني للتأكد من ادعائها ومن خصوصية النظام بشكل كامل، مما يعزز من ثقة الشركة والمجتمع التقني في خصوصية هذا النظام.
متى تصبح مزايا الذكاء الاصطناعي متاحة؟تقدم "آبل" مزايا الذكاء الاصطناعي مجانا لكل من يمتلك جهازا يدعمها بشكل كامل، وذلك دون وضع قيد زمني على هذه الحالة المجانية، وتصدر المزايا كجزء من النظام الاختباري لنظام "آي أو إس 18" بمختلف أجهزة "آبل" التي تدعمه فضلا عن الحواسيب المحمولة التي تدعم نظام "ماك سيكويا" أو الحواسيب اللوحية التي تدعم "آيباد أو إس 18″، ومن المخطط أن تبدأ المزايا في الصدور مع ديسمبر/كانون الأول القادم، مع اختلاف بسيط في موعد صدور المزايا للغات الأخرى غير الإنجليزية وهواتف "آيفون 15 برو" والحواسيب التي تستخدم معالجات "إم 1".
ورغم أن "آبل" لم تكن واضحة بشكل كامل في هذه النقطة، فإن هواتف "آيفون 16" قد تحصل على هذه المزايا قبل بقية أجهزة "آبل" مثل "آيفون 15 برو" وغيرها من الأجهزة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات مزایا الذکاء الاصطناعی هذه المزایا شات جی بی تی الوصول إلى آی أو إس 18 فی الهاتف مباشرة من بشکل کامل البحث عن آیفون 16 من داخل فضلا عن
إقرأ أيضاً:
الدماغ البشري يتفوّق على الذكاء الاصطناعي في حالات عدّة
لا شك أن أنظمة الذكاء الاصطناعي قد حققت إنجازات مذهلة، بدءًا من إتقان الألعاب وكتابة النصوص وصولًا إلى توليد الصور ومقاطع الفيديو المقنعة.
وقد دفع ذلك البعض إلى الحديث عن إمكانية أن نكون على أعتاب الذكاء الاصطناعي العام (AGI)، وهو نظام ذكاء اصطناعي يمتلك قدرات معرفية شاملة تشبه قدرات الإنسان.
في حين أن بعض هذا الحديث ما هو إلا ضجة إعلامية، إلا أن عددًا كافيًا من الخبراء في هذا المجال يأخذون الفكرة على محمل الجد، مما يستدعي إلقاء نظرة فاحصة عليها.
تحديات تعريف الذكاء الاصطناعي العامتدور العديد من النقاشات حول مسألة كيفية تعريف الذكاء الاصطناعي العام، وهو أمر يبدو أن الخبراء في هذا المجال لا يتفقون عليه.
ويساهم هذا في ظهور تقديرات متباينة حول موعد ظهوره، تتراوح بين "إنه موجود عمليًا" إلى "لن نتمكن أبدًا من تحقيقه". وبالنظر إلى هذا التباين، يستحيل تقديم أي نوع من المنظور المستنير حول مدى قربنا من تحقيقه.
لكن لدينا مثال موجود على الذكاء العام بدون "الاصطناعي" - وهو الذكاء الذي يوفره دماغ الحيوان، وخاصة الدماغ البشري.
ومن الواضح أن الأنظمة التي يتم الترويج لها كدليل على أن الذكاء الاصطناعي العام قاب قوسين أو أدنى لا تعمل على الإطلاق مثل الدماغ. قد لا يكون هذا عيبًا قاتلًا، أو حتى عيبًا على الإطلاق. من الممكن تمامًا أن يكون هناك أكثر من طريقة للوصول إلى الذكاء، اعتمادًا على كيفية تعريفه.
لكن من المحتمل أن تكون بعض الاختلافات على الأقل مهمة من الناحية الوظيفية، وحقيقة أن الذكاء الاصطناعي يسلك مسارًا مختلفًا تمامًا عن المثال العملي الوحيد الذي لدينا من المرجح أن يكون ذا مغزى.
مع وضع كل ذلك في الاعتبار، دعونا نلقي نظرة على بعض الأشياء التي يقوم بها الدماغ والتي لا تستطيع أنظمة الذكاء الاصطناعي الحالية القيام بها.
أشارت أرييل جولدشتاين، الباحثة في الجامعة العبرية في القدس، إلى أن أنظمة الذكاء الاصطناعي الحالية "مجزأة" في قدراتها. فقد تكون جيدة بشكل مدهش في شيء ما، ثم سيئة بشكل مدهش في شيء آخر يبدو مرتبطًا به.
وأكدت عالمة الأعصاب كريستا بيكر من جامعة ولاية كارولينا الشمالية على هذه النقطة، مشيرة إلى أن البشر قادرون على تطبيق المنطق في مواقف جديدة دون الحاجة إلى إعادة تعلم كل شيء من الصفر.
ذكر ماريانو شاين، مهندس جوجل الذي تعاون مع جولدشتاين، أن أنظمة الذكاء الاصطناعي تفتقر إلى الذاكرة طويلة المدى والمخصصة للمهام، وهي القدرة على نشر المهارات المكتسبة في مهمة ما في سياقات مختلفة.
أشارت بيكر إلى وجود تحيز نحو تفضيل السلوكيات الشبيهة بالسلوك البشري، مثل الردود التي تبدو بشرية والتي تولدها نماذج اللغات الكبيرة.
في المقابل، يمكن لذبابة الفاكهة، بدماغها الذي يحتوي على أقل من 150 ألف خلية عصبية، دمج أنواع متعددة من المعلومات الحسية، والتحكم في أربعة أزواج من الأطراف، والتنقل في بيئات معقدة، وتلبية احتياجاتها من الطاقة، وإنتاج أجيال جديدة من الأدمغة، وأكثر من ذلك.
الاختلافات الرئيسية بين الدماغ البشري والذكاء الاصطناعيتستند معظم أنظمة الذكاء الاصطناعي الحالية، بما في ذلك جميع نماذج اللغات الكبيرة، على ما يسمى بالشبكات العصبية.
تم تصميم هذه الشبكات لتقليد كيفية عمل بعض مناطق الدماغ، مع وجود أعداد كبيرة من الخلايا العصبية الاصطناعية التي تأخذ مدخلات وتعدلها ثم تمرير المعلومات المعدلة إلى طبقة أخرى من الخلايا العصبية الاصطناعية. لكن هذا التقليد محدود للغاية.
فالخلايا العصبية الحقيقية متخصصة للغاية، وتستخدم مجموعة متنوعة من الناقلات العصبية وتتأثر بعوامل خارج الخلايا العصبية مثل الهرمونات. كما أنها تتواصل من خلال سلسلة من النبضات المتغيرة في التوقيت والشدة، مما يسمح بدرجة من الضوضاء غير الحتمية في الاتصالات.
تهدف الشبكات العصبية التي تم إنشاؤها حتى الآن هي إلى حد كبير أنظمة متخصصة تهدف إلى التعامل مع مهمة واحدة.
في المقابل، يحتوي الدماغ النموذجي على الكثير من الوحدات الوظيفية التي يمكنها العمل بالتوازي، وفي بعض الحالات دون أي نشاط تحكمي يحدث في مكان آخر في الدماغ.
تمتلك أنظمة الذكاء الاصطناعي الحالية عمومًا حالتين: التدريب والنشر. التدريب هو المكان الذي يتعلم فيه الذكاء الاصطناعي سلوكه؛ النشر هو المكان الذي يتم فيه استخدام هذا السلوك.
في المقابل، لا يحتوي الدماغ على حالات تعلم ونشاط منفصلة؛ إنه في كلا الوضعين باستمرار، بينما في كثير من الحالات، يتعلم الدماغ أثناء العمل.
بالنسبة للعديد من أنظمة الذكاء الاصطناعي، لا يمكن تمييز "الذاكرة" عن الموارد الحسابية التي تسمح لها بأداء مهمة والاتصالات التي تم تشكيلها أثناء التدريب. في المقابل، تمتلك الأنظمة البيولوجية عمرًا من الذكريات للاعتماد عليها.
القيود والتحدياتمن الصعب التفكير في الذكاء الاصطناعي دون إدراك الطاقة الهائلة والموارد الحسابية المستخدمة في تدريبه. لقد تطورت الأدمغة في ظل قيود هائلة على الطاقة وتستمر في العمل باستخدام طاقة أقل بكثير مما يمكن أن يوفره النظام الغذائي اليومي.
وقد أجبر هذا علم الأحياء على إيجاد طرق لتحسين موارده والاستفادة القصوى من تلك التي يخصصها لمهمة ما.
في المقابل، فإن قصة التطورات الحديثة في الذكاء الاصطناعي هي إلى حد كبير قصة رمي المزيد من الموارد عليها.
ويبدو أن خطط المستقبل (حتى الآن على الأقل) تشمل المزيد من هذا، بما في ذلك مجموعات بيانات تدريب أكبر وعدد أكبر من الخلايا العصبية الاصطناعية والوصلات بينها.
كل هذا يأتي في وقت تستخدم فيه أفضل أنظمة الذكاء الاصطناعي الحالية بالفعل ثلاثة أضعاف الخلايا العصبية التي نجدها في دماغ ذبابة الفاكهة وليس لديها أي مكان قريب من القدرات العامة للذبابة.