ما مزايا ذكاء آبل الاصطناعي في آيفون 16 الجديد؟
تاريخ النشر: 10th, September 2024 GMT
منذ أن كشفت "آبل" منصة الذكاء الاصطناعي الخاصة بها في مؤتمر يونيو/حزيران الماضي كثرت التكهنات والشائعات حول ما تقدمه هذه المنصة من مزايا جديدة ومبتكرة أمام المنافسين، واليوم تكشف الشركة عن هذه المزايا بشكل موسع ضمن حدث الكشف عن "آيفون 16" الذي صنع خصوصا ليلائم مزايا الذكاء الاصطناعي الخاصة بالشركة.
ورغم تعاون "آبل" مع "أوبن إيه آي" من أجل دمج نموذج "شات جي بي تي" ضمن أنظمتها القادمة "آي أو إس 18" (iOS 18)، فإن الشركة لم تكتف بذلك، وقدمت مجموعة من الابتكارات الجديدة التي تسخر مزايا نموذج "شات جي بي تي" بشكل أفضل، وتسهل على المستخدمين الوصول إليها.
وجعلت "آبل" التحسينات في "آيفون 16" ونظامها القادم "آي أو إس 18" متمحورة حول الذكاء الاصطناعي، بدءا من المعالج الجديد وحتى الأزرار الجديدة في الهاتف فضلا عن مزايا النظام بالكامل، وإليكم أهم مزايا ذكاء "آبل" الاصطناعي.
تعد الكتابة أحد أهم استخدامات أنظمة الذكاء الاصطناعية التوليدية مثل "شات جي بي تي"، وهذا ما ركزت عليه الشركة بشكل كبير في تحديث منظومة الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، وذلك عبر "شات جي بي تي" في جميع التطبيقات التي يمكن الكتابة بداخلها في نظام "آي أو إس 18" بدءا من تطبيق الرسائل النصية وحتى تطبيق الملاحظات والكتابة والبريد الإلكتروني فضلا عن التطبيقات الخارجية التي يمكن الكتابة فيها.
بالطبع تتنوع استخدامات الذكاء الاصطناعي التوليدي مع الكتابة، إذ يمكن استخدامها لتحسين لغة الرسائل الرسمية وتلخيص الملاحظات أو النصوص الطويلة فضلا عن توليد النصوص مباشرة من خلال أوامر كتابية بسيطة وسريعة أو حتى الأوامر الصوتية، إضافة إلى تسجيل المكالمات أو مقاطع الفيديو وتحويلها إلى مستندات مكتوبة عبر تطبيق الملاحظات، باختصار يتيح هذا الدمج الوصول السريع إلى كافة مزايا "شات جي بي تي" من داخل تطبيقات "آبل" مباشرة.
تتوسع المزايا اللغوية لنموذج ذكاء "آبل" الاصطناعي إلى أبعد من مجرد الكتابة، إذ أصبح النظام الآن قادرا على قراءة النصوص المخزنة فيه، سواء كانت في تطبيق البريد الإلكتروني أو تطبيق النصوص أو الرسائل أو حتى التنبيهات التي تأتي من التطبيقات، وعبر هذا الوصول يمكن للنظام تحليل أهمية النصوص الواردة في مختلف التنبيهات أو الرسائل وعرضها بشكل مباشر عبر إعطائها الأولوية على التنبيهات المعتادة التي قد لا تكون هامة.
وتوفر هذه المزايا على المستخدمين الكثير من الوقت خاصة مع انتشار التنبيهات التي ترد من كافة التطبيقات وقد لا تكون مهمة بشكل كبير وتغطي على التنبيهات المهمة التي قد ترد للمستخدمين في الوقت الذي يحتاجونه.
إمكانيات توليد الصور والرموز التعبيريةضمن الإمكانيات الجديدة في ذكاء "آبل" الاصطناعي، تصل إمكانيات توليد الصور مباشرة من النصوص، وهي من المزايا التي توفرها منصة "أوبن إيه آي" للذكاء الاصطناعي، وفي نظام "آي أو إس 18" يستطيع المستخدم الآن توليد مجموعة من الصور في أكثر من أسلوب رسم، سواء كانت رسوم متحركة أو رسوم تعبيرية أو صورة معتادة، وذلك عبر الأوامر النصية والصوتية.
وتوفر هذه الميزة تكاملا واسعا مع كافة التطبيقات الموجودة داخل نظام "آي أو إس"، ويعني هذا توليد الصور والرموز التعبيرية مباشرة داخل تطبيقات مثل الرسائل أو تطبيق الملاحظات أو البريد الإلكتروني وغيرها من التطبيقات في نظام التشغيل.
كما يحصل النظام على تطبيق جديد يدعى "ساحة اللعب بالصور" (Image Playground)، وهو يتيح الوصول إلى هذه المزايا بشكل مباشر دون الحاجة لاستخدام أي تطبيق وسيط ثم مشاركتها مع أي شخص يرغب فيه من داخل التطبيق مباشرة.
تشمل هذه المزايا أيضا توليد صور تعبيرية مباشرة عبر النظام، وذلك لتلائم الاستخدام المحدد الذي يرغب فيه الشخص، كما أنك تستطيع توليد رموز تعبيرية مباشرة من صور الأشخاص المخزنة في الهاتف واستخدامها مع التطبيقات المختلفة داخل النظام.
حاز تطبيق الصور على جانب كبير من مزايا الذكاء الاصطناعي بشكل يجعله الأكثر حظا بين تطبيقات "آبل" المختلفة، بدءا من إمكانية البحث في الصور مباشرة عبر كتابة نص سريع دون البحث وسط مكتبة الصور الكبيرة، إضافة إلى البحث عن لحظات بعينها داخل مقاطع الفيديو حتى تتمكن من الوصول إلى اللقطة المرغوبة دون مشاهدة العديد من مقاطع الفيديو.
يحصل التطبيق أيضا على خاصية التنظيف، وهي ميزة تتيح للمستخدمين إزالة أي شوائب أو أخطاء في الصورة مثل سيارة مارة أو شخص غريب يمر أمام الكاميرا مباشرة، وذلك دون التأثير على الصور النهائية، وهي ميزة مشابهة لما رأيناه من "سامسونغ" و"غوغل" أيضا.
كما يضاف للتطبيق أيضا ميزة أخرى، وهي إمكانية توليد مقطع فيديو من الصور المجمعة بناء على الأوامر النصية، فيمكنك أن تطلب من النظام توليد مقطع فيديو يجمع كافة الصور ومقاطع الفيديو المتعلقة برحلة ما قمتم بها مع كتابة نص فوق الصور واختيار مقطع موسيقي، ليبدأ النظام في توليدها مباشرة وتقديمها بشكل جاهز للمستخدم.
فجر جديد للمساعد الصوتي "سيري"كانت "سيري" إحدى أفضل أنظمة المساعد الصوتي في مختلف أجهزة "آبل"، وهي تقدم العديد من المزايا دون الوصول إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي، والآن تقدم الشركة القفزة الأكبر لمنظومتها عبر دمج "سيري" مع "شات جي بي تي".
ويتيح الوصول إلى منظومة "شات جي بي تي" قدرات لغوية أعلى وأكثر قوة للمساعد الشخصي "سيري"، وعبرها يستطيع مشاركة المعلومات بشكل واضح وسهل مع المستخدمين، كما أن المزايا الجديدة توفر آلية تسرع من أداء المهام اليومية التي تطلب أكثر من مهمة، فضلا عن تحويل الأوامر الصوتية مباشرة إلى النصوص.
كما أصبح بإمكان "سيري" تقديم نصائح مباشرة عن آلية القيام ببعض الوظائف في الهاتف مباشرة، إذ يمكن سؤالها عن الجوانب المستعصية في استخدام النظام لتقدم دليل واضح لخطوات حل المشاكل والنصائح وأسرار الهاتف، وتتسع هذه الميزة لتشمل القيام ببعض المهام، مثل حذف الصور المتكررة أو الأسماء المتكررة وغيرها.
ومن ضمن المزايا الجديدة هي قدرة "سيري" على قراءة المحتوى الموجود في الشاشة، وهو الأمر الذي يساعدك على استخدام مجموعة من الوظائف مباشرة من الرسائل النصية أو صفحات الويب، كأن يرسل أحدهم رسالة بها عنوان سكنه، فتجد "سيري" تقترح إضافته إلى بطاقة الاتصال الخاصة به أو يسألك إن كنت في حاجة لتشغيل تطبيق الخرائط، وينطبق هذا الأمر على كافة المقترحات، مثل موعد مشاهدة الأفلام أو الحفلات الخارجية وغيرها، ومن الجانب الآخر، يمكنك أن تطلب من "سيري" البحث عن نوع معين من الرسائل التي وصلت من مستخدم بعينه، كأن تطلب منها البحث عن الصور التي أرسلها أي شخص لتبدأ بالظهور أمامك، ويمكنك البحث عن المعلومات الواردة في الرسائل مباشرةً، مثل موعد وصول الطائرة أو غيرها.
الذكاء البصري والبحث عبر الصورتقدم "آبل" ميزة جديدة تواجه بها ميزة "عدسة غوغل" الشهيرة التي تتيح لك البحث عن الأشياء بمجرد التقاط صورة لها، كأن تقوم بالتقاط صورة لنوع من الكلاب أو صورة لمطعم ما أو أكلة ما، ليبدأ النظام بالبحث عنها في "غوغل" مباشرة.
والاختلاف الرئيسي بين هذه الميزة وميزة "عدسة غوغل" أن ميزة "آبل" تعمل من داخل النظام بماشرة، ويعني هذا أنها تعرض المعلومات مباشرة من داخل النظام دون الحاجة إلى فتح أي تطبيق خارجي، مجرد التقاط الصورة عبر الكاميرا والضغط على الأوامر مباشرةً.
رغم طرح العديد من مزايا الذكاء الاصطناعي في مختلف الأنظمة ومن مختلف الشركات، فإن أحد أكبر التحديات التي كانت تواجه هذه الأنظمة هي خصوصية البيانات ومشاركتها مع خوادم الذكاء الاصطناعي لإجراء الأوامر المطلوبة.
وفي الماضي، كانت تعتمد آليات الذكاء الاصطناعي على إرسال المعلومات إلى الخادم، ثم معالجتها، والعودة لاحقا للمستخدم، ورغم أن الخوادم تكون مشفرة ومؤمنة، فإن مثل هذا الأسلوب يتعارض مع نهج "آبل" في الخصوصية بشكل مباشر، لذا كان على الشركة ابتكار آلية جديدة للتغلب على هذا التحدي.
ومن أجل ذلك، ابتكرت "آبل" آلية "الحوسبة السحابية الخاصة"، وهي آلية تتيح لنظام "آي أو إس 18" الوصول إلى خوادم حوسبة سحابية تعتمد على معالجات "آبل" الخاصة وأنظمتها لاستعارة القوة منها مؤقتا حتى إتمام الطلب، وذلك دون تخزين أو الاحتفاظ بأي معلومات يتم توليدها من النظام بعكس الخوادم السحابية المعتادة، التي تمتلك نظاما منفصلا عن نظام تشغيل الهاتف أو الحاسوب، أي أن نظام "آبل" يمتد ليصبح متحكما في جزء من الخادم السحابي، وبعد ذلك يفقد سيطرته عليه.
فضلا عن ذلك، فإن بعض الأوامر الخاصة بذكاء "آبل" الاصطناعي ستعمل بشكل كامل في الهاتف دون الحاجة إلى الوصول إلى الخوادم السحابية، وذلك بفضل قوة المعالجات الجديدة التي قدمتها "آبل" في هواتف "آيفون 16″ بمختلف طرزها و"آيفون 15 برو" أيضا.
أيضا تتيح "آبل" الوصول إلى الكود المصدري الذي يستخدم في الخوادم السحابية من أجل اختباره من قبل أي خبير في الأمن السيبراني للتأكد من ادعائها ومن خصوصية النظام بشكل كامل، مما يعزز من ثقة الشركة والمجتمع التقني في خصوصية هذا النظام.
متى تصبح مزايا الذكاء الاصطناعي متاحة؟تقدم "آبل" مزايا الذكاء الاصطناعي مجانا لكل من يمتلك جهازا يدعمها بشكل كامل، وذلك دون وضع قيد زمني على هذه الحالة المجانية، وتصدر المزايا كجزء من النظام الاختباري لنظام "آي أو إس 18" بمختلف أجهزة "آبل" التي تدعمه فضلا عن الحواسيب المحمولة التي تدعم نظام "ماك سيكويا" أو الحواسيب اللوحية التي تدعم "آيباد أو إس 18″، ومن المخطط أن تبدأ المزايا في الصدور مع ديسمبر/كانون الأول القادم، مع اختلاف بسيط في موعد صدور المزايا للغات الأخرى غير الإنجليزية وهواتف "آيفون 15 برو" والحواسيب التي تستخدم معالجات "إم 1".
ورغم أن "آبل" لم تكن واضحة بشكل كامل في هذه النقطة، فإن هواتف "آيفون 16" قد تحصل على هذه المزايا قبل بقية أجهزة "آبل" مثل "آيفون 15 برو" وغيرها من الأجهزة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات مزایا الذکاء الاصطناعی هذه المزایا شات جی بی تی الوصول إلى آی أو إس 18 فی الهاتف مباشرة من بشکل کامل البحث عن آیفون 16 من داخل فضلا عن
إقرأ أيضاً:
غوغل في خطر.. الذكاء الاصطناعي يُعيد تشكيل محركات البحث
الاقتصاد نيوز - متابعة
في ظل التحول المتسارع في سلوك المستخدمين نحو الاعتماد على روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT وClaude وGoogle AI Overviews للبحث عن المعلومات، تسعى الشركات الإعلانية والتكنولوجية إلى تطوير أدوات جديدة لتعزيز ظهور العلامات التجارية في نتائج هذه المنصات، مما يمثل تحولاً جذرياً في مفهوم تحسين محركات البحث التقليدي.
من بين هذه الشركات، طورت كل من Profound وBrandtech برمجيات لمراقبة مدى تكرار ظهور العلامات التجارية في نتائج الخدمات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، مثل ChatGPT وClaude وGoogle AI Overviews.
وقد تبنت علامات تجارية مثل شركة التكنولوجيا المالية Ramp، وموقع البحث عن الوظائف Indeed، وشركة Chivas Brothers لصناعة الويسكي الاسكتلندي المملوكة لشركة Pernod Ricard، هذه البرمجيات.
تهدف هذه العلامات التجارية إلى الوصول إلى ملايين المستخدمين الذين يستخدمون منتجات الذكاء الاصطناعي التوليدي كوسيلة جديدة للبحث عن المعلومات عبر الإنترنت، وهو تحول يشكل تهديداً طويل الأمد لأعمال Google الأساسية.
صرّح جاك سميث، الشريك في مجموعة Brandtech للتكنولوجيا التسويقية، قائلاً: "الأمر يتجاوز مجرد فهرسة موقعك الإلكتروني في نتائجهم. إنه يتعلق بالاعتراف بنماذج اللغة الكبيرة كمؤثرين نهائيين".
تستطيع هذه الأدوات الجديدة التنبؤ بموقف نموذج الذكاء الاصطناعي تجاه الشركات من خلال إدخال مجموعة من التعليمات النصية إلى روبوتات المحادثة وتحليل النتائج. ثم تُستخدم هذه التكنولوجيا لإنشاء تصنيف للعلامات التجارية، مما يسمح للوكالات بتقديم المشورة حول أفضل السبل لضمان ذكرها من قبل النماذج.
يأتي هذا التحرك في وقت يواجه فيه المعلنون ضغوطاً من الاستخدام المتزايد للذكاء الاصطناعي في إنشاء واستهداف تسويقهم. تعمل شركتا Meta وGoogle على تطوير أدوات إعلانية ذاتية الخدمة لتشغيل الحملات الإعلانية مباشرة للعلامات التجارية، مما يشكل تهديداً محتملاً لعمل الوكالات والمشترين الإعلاميين.
توغل عمليات الذكاء الاصطناعي في عمليات البحث
بعض الوكالات ترى في هذا التحول فرصة لتقديم خدمات جديدة للعلامات التجارية مع تزايد انتشار الذكاء الاصطناعي وتراجع أهمية ما يُعرف بتحسين محركات البحث التقليدي.
أظهرت أبحاث أجرتها شركة Bain أن 80% من المستهلكين يعتمدون الآن على نتائج مكتوبة بالذكاء الاصطناعي في ما لا يقل عن 40% من عمليات بحثهم، مما يقلل من حركة المرور العضوية على الويب بنسبة تصل إلى 25%. كما وجدت الأبحاث أن حوالي 60% من عمليات البحث تنتهي دون أن ينقر المستخدمون على موقع ويب آخر.
ومع ذلك، أعلنت شركة Alphabet، الشركة الأم لـGoogle، يوم الخميس أن أعمالها الأساسية في مجال البحث والإعلانات نمت بنسبة تقارب 10% لتصل إلى 50.7 مليار دولار في الربع الأول من العام.
توفر هذه النتائج القوية طمأنة للمستثمرين القلقين بشأن الشعبية المتزايدة لروبوتات المحادثة المنافسة مثل Grok المملوكة لإيلون ماسك، مع البقاء في حالة تأهب لأي دليل على أن إجابات روبوت المحادثة Gemini الخاص بـGoogle والملخصات المدعومة بالذكاء الاصطناعي تقلل من عدد نقرات المستخدمين على الإعلانات.
ومع ذلك، تتسابق الوكالات لمساعدة العملاء من الشركات الذين يحاولون الظهور ضمن النتائج التي تولدها خدمات الذكاء الاصطناعي. أنشأت Brandtech منتجاً يُدعى "Share of Model" يفرض رسوماً على العلامات التجارية لرؤية تحليلات مماثلة ويقدم إرشادات حول تعديل نصوص مواقع الويب والأصول الصورية لخدمة البحث المدعوم بالذكاء الاصطناعي بشكل أفضل.
تقدم شركة Profound، التي جمعت 3.5 مليون دولار في تمويل أولي في أغسطس آب بقيادة Khosla Ventures، منصة تحليلات بيانات تتيح للعلامات التجارية تتبع الاستفسارات الشائعة المتعلقة بصناعتها وفهم أدائها في عمليات البحث المدعومة بالذكاء الاصطناعي.
قال جيمس كادوالادر، المؤسس المشارك لشركة Profound: "كان البحث التقليدي أحد أكبر الاحتكارات في تاريخ الإنترنت. ولأول مرة، يبدو أن جدران القلعة تتصدع. هذه لحظة انتقالية تشبه الانتقال من الأقراص المدمجة إلى البث المباشر".
يتطلب البرنامج فهماً لكيفية ظهور العلامات التجارية في النماذج الفردية. على سبيل المثال، يستخدم ChatGPT بحثاً تقليدياً على الويب ثم يقيم المصادر المختلفة لتحديد المعلومات الأكثر صلة بالمستخدم، بما في ذلك تقييم مصداقية وسلطة الموقع الإلكتروني.
قال آدم فراي، قائد بحث ChatGPT في OpenAI: "يصبح المستخدمون أكثر دقة وتفصيلاً في الأسئلة التي يطرحونها، مثل 'هل يمكنك العثور على مطعم هادئ لعائلة مكونة من خمسة أفراد في نيويورك'، بدلاً من 'مطاعم في نيويورك'".
وأضاف فراي: "الشيء الجديد هنا هو أن لديك طبقة من نموذج ChatGPT، طبقة من الذكاء فوق البحث التقليدي".
في غضون ذلك، تقوم Perplexity، وهي محرك بحث مدعوم بالذكاء الاصطناعي، حالياً بتجربة "أسئلة" برعاية كمقترحات متابعة بعد استعلام المستخدم.
قال دينيس ياراتس، المؤسس المشارك لـPerplexity: "تفهم نماذج اللغة الكبيرة المزيد من المحتوى ويمكن أن تكون أكثر دقة. يمكنها العثور على التناقضات أو تحديد ما إذا كانت المعلومات مضللة... لذا فهي عملية أكثر شمولاً من مراجعة الروابط".
وأضاف: "من الأصعب بكثير أن تكون هدفاً لتحسين محركات البحث لأن الاستراتيجية الحقيقية الوحيدة هي أن تكون ذا صلة قدر الإمكان وتقدم محتوى جيداً".
أظهر بحث أجرته شركة الاستشارات «باين» أنّ 80% من المستهلكين يعتمدون حالياً على النتائج التي تكتبها تقنيات الذكاء الاصطناعي في ما لا يقل عن 40% من عمليات بحثهم، مما أدى إلى تراجع حركة المرور العضوية إلى مواقع الإنترنت بنسبة تصل إلى 25%. كما أظهرت الدراسة أنّ نحو 60% من عمليات البحث تنتهي من دون أن ينقر المستخدمون للدخول إلى مواقع أخرى.
ومع ذلك، أعلنت «ألفابت»، الشركة الأم لـ«غوغل»، يوم الخميس، أنّ أعمالها الأساسية في البحث والإعلانات نمت بنسبة تقارب 10% لتصل إلى 50.7 مليار دولار في الربع الأول من هذا العام. وقد بددت هذه النتائج القوية مخاوف المستثمرين إزاء تصاعد شعبية روبوتات الدردشة المنافسة مثل «غروك» الذي يملكه إيلون ماسك، مع استمرار القلق من أن يؤدي استخدام روبوت «جيميني» التابع لغوغل وخدمة الملخصات بالذكاء الاصطناعي إلى تقليص عدد النقرات على الإعلانات وبالتالي الإضرار بأعمال البحث.
ورغم ذلك، تتسارع وكالات الإعلان لمساعدة الشركات في الظهور ضمن النتائج التي تولدها خدمات الذكاء الاصطناعي.
وطورت شركة «براندتك» منتجاً يُدعى «حصة النموذج»، يتيح للعلامات التجارية الاطلاع على تحليلات مشابهة وتلقي إرشادات لتعديل نصوص مواقعها الإلكترونية وأصول الصور بما يتناسب مع عمليات البحث المدعومة بالذكاء الاصطناعي.
أما شركة «بروفاوند»، التي جمعت 3.5 مليون دولار في جولة تمويل أولي قادتها شركة «خوسلا فنتشرز» في أغسطس آب الماضي، فتقدم منصة تحليل بيانات تتيح للعلامات التجارية تتبع الاستفسارات الشائعة المتعلقة بقطاعها وفهم أدائها ضمن نتائج البحث عبر الذكاء الاصطناعي.
قال جيمس كادوالادر، الشريك المؤسس لشركة بروفاوند: «كان البحث التقليدي أحد أكبر أشكال الاحتكار في تاريخ الإنترنت، وللمرة الأولى يبدو أن جدران القلعة بدأت تتصدع. إنها لحظة الانتقال من الأقراص المدمجة إلى البث التدفقي».
ويستلزم استخدام هذه البرمجيات فهماً لكيفية إبراز النماذج المختلفة للعلامات التجارية. فمثلاً، يعتمد «تشات جي بي تي» على بحث ويب تقليدي ثم يقيم المصادر المختلفة لتحديد أكثر المعلومات صلة بالمستخدم، آخذاً في الاعتبار مصداقية الموقع وسلطته.
وقال آدم فراي، المسؤول عن عمليات البحث في «تشات جي بي تي» لدى «أوبن إيه آي»، إن المستخدمين باتوا يطرحون أسئلة أكثر دقة وتفصيلاً، مثل: «هل يمكنك العثور على مطعم هادئ لعائلة من خمسة أفراد في نيويورك؟»، بدلاً من الاكتفاء بالبحث عن «مطاعم في نيويورك».
وأضاف فراي: «الأمر الجديد حقاً هو وجود طبقة من ذكاء نموذج «تشات جي بي تي» فوق طبقة البحث التقليدي».
وفي سياق متصل، تقوم «بيربلكسيتي»، وهي محرك بحث قائم على الذكاء الاصطناعي، حالياً بتجربة عرض «أسئلة» دعائية كاقتراحات متابعة بعد استفسارات المستخدمين.
وقال دينيس ياراتس، الشريك المؤسس لشركة «بيربلكسيتي»: «إن نماذج اللغات الكبيرة تستوعب المزيد من المحتوى ويمكنها أن تكون أكثر دقة. فهي قادرة على اكتشاف التناقضات أو المعلومات المضللة... لذا فإن العملية أشمل بكثير من مجرد مراجعة الروابط». وأردف قائلاً: «بات من الأصعب كثيراً استهداف تحسين نتائج محركات البحث التقليدية، إذ إن الاستراتيجية الحقيقية الوحيدة اليوم هي أن تكون العلامة التجارية ذات صلة عالية، وأن تقدّم محتوى جيداً».
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام