الأحواض الجافة العالمية تُبرم اتفاقية شراء أكبر رافعة عائمة في الشرق الأوسط وأفريقيا
تاريخ النشر: 10th, September 2024 GMT
أعلنت شركة الأحواض الجافة العالمية اليوم إبرام اتفاقية مع شركة شنغهاي شينهوا للصناعات الثقيلة المحدودة، لتزويدها برافعة “شيرليج” العائمة من الجيل الجديد التي تصل قدرتها على رفع الأحمال الثقيلة إلى 5000 طن للمساعدة في تلبية الطلب المتزايد على المشروعات البحرية الضخمة.
أقيم حفل توقيع الاتفاقية بدبي بحضور سعادة سلطان أحمد بن سليّم، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ دبي العالمية “دي بي ورلد”، والدكتور القبطان رادو أنتولوفيتش، الرئيس التنفيذي لشركة الأحواض الجافة العالمية، ويو رويكاي، رئيس مجلس إدارة شركة شنغهاي شينهوا للصناعات الثقيلة المحدودة، وأعضاء الإدارة العليا من الشركتين.
ومن المتوقع أن تستغرق مرحلة تصميم وإنشاء واختبار وتشغيل الرافعة، حوالي 24 شهرا وذلك في الربع الثاني من العام 2026.
وتساهم الرافعة الجديدة، التي تتكون من قوائم عمودية بهيكل على شكل هرمي ومن عمودين مترابطين يتم تثبيتهما بواسطة دعامات ثقيلة على قوس، بمجرد تشغليها في تعزيز قدرات شركة الأحواض الجافة العالمية على رفع الأحمال الثقيلة، بما يمكنها من تلبية الاحتياجات المتزايدة في المشروعات الضخمة، مثل المنصّات البحرية لمحوّلات التيار عالي الجهد، والأجزاء العلوية من سفن التخزين والتفريغ العائمة.
وتتميز الرافعة الجديدة بهيكلها البالغ طوله 160 مترا على شكل هرمي والذي يتيح رفع أحمال ثقيلة تصل إلى 5000 طن إلى مستوى 120 مترا فوق سطح الماء، بالإضافة إلى ذراع متحرك يصل وزنه إلى 600 طن، ليزيد من مستوى الرفع إلى 180 مترا.
وتتيح قدرة الرافعة، إمكانية تركيب وحدات سفن أكبر حجما، يتم تصنيعها في ساحة السفن ورفعها لتجميعها على السفن، سواء على مقربة من الشاطئ أو في البحر، ما يساعد في تقليل الاعتماد على سفن الدعم، كما أن تعدّد استخدامات الرافعة يجعلها ملائمة تماما، لإنشاء المنصّات البحرية والجسور والمشاريع البحرية.
وقال سعادة سلطان أحمد بن سليّم، رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ دبي العالمية “دي بي ورلد” :“يُمثّل استثمارنا في الرافعة الجديدة، إنجازا استراتيجيا لشركة الأحواض الجافة العالمية، وتأكيدا على التزامنا بتعزيز عروضنا المقدّمة لمتعاملينا، وتحقيق التميز التشغيلي حول العالم”.
وأضاف أن هذه الرافعة العملاقة تسهم، عند تشغيلها، في تمكين ريادتنا على مستوى القطاع البحري، وتعزيز قدرتنا على دعم المشروعات التي تساهم في تحفيز النموّ الاقتصادي الإقليمي.
من جانبه، قال القبطان رادو أنتولوفيتش، الرئيس التنفيذي لشركة الأحواض الجافة العالمية إنه في ظلّ النموّ المتواصل لأحجام وقدرات السفن، تزايدت أهمية حلول الرفع المتقدمة مثل رافعات شيرليج، ويعد الاستحواذ على أكبر رافعة من هذا النوع في الشرق الأوسط وأفريقيا، خطوة في غاية الأهمية لشركة الأحواض الجافة العالمية، تُمكننا من التعامل مع سفن أكثر وزنا، وتسريع إنجاز وإدارة مشروعات أوسع نطاقا وأكثر تعقيدا.
من جانبه، قال يو رويكاي، رئيس مجلس إدارة شركة شنغهاي شينهوا للصناعات الثقيلة المحدودة، إن الشراكة مع الأحواض الجافة العالمية، تعتمد على تاريخ طويل من المشروعات الناجحة مع مجموعة موانئ دبي العالمية، وتفتح الباب أمام التعاون في مشروعات مستقبلية.وام
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: رئیس مجلس
إقرأ أيضاً:
الباركود وسياسة الهضم
سعيدة بنت أحمد البرعمية
يمكنني تشبيه غزّة بالباركود؛ فمن خلال المسح الذي تعرضت له انكشف ما كان مستترًا من حقائق وأخبار لم تكن واضحة قبل السابع من أكتوبر لعام 2023م، تم أخيرا بعد 15 شهرًا من بدء معركة طوفان الأقصى، الاتفاق بشكل أو بآخر على وقف إطلاق النار في الوقت الذي لوت فيه غزّة ذراع الحرب الأمريكية وأجبرها صمود البقاء للجلوس على طاولة المفاوضات.
كان بإمكان أمريكا وقف هستيريا الحرب على غزة منذ بدء شرارتها الأولى؛ لكنها وجدت فيها المنفذ الملائم لشن عدوان آخر على الشرق الأوسط كعادتها، فجلبت ما استطاعت من قوة وعتاد وخبث وشيطنة مجلجلة بالموت على الأطفال والنساء في غزّة وبالغت في إشباعهم بالمجاعة والأمراض والإبادة وهضم الأراضي والممتلكات على يد الأرعن بيبي؛ لكنها في المُقابل تعرّت من بقايا الإنسانية والديمقراطية التي كانت ما تزال تخدع بها بعض شعوب العالم خاصة شعبها الأمريكي.
تضع أمريكا لكل مرحلة تمساحها، فبعد الحرب الأخيرة على الشرق الأوسط في مرحلة إدارة بايدن؛ فإنّ المرحلة الآتية تتطلب اختيار تمساح ماهر يمكنها من تسديد فاتورة الحرب ولديه خبرة في طرق الباب الإنساني والتسوّل المجوني في الشرق الأوسط؛ فقد حان إعمار المدن الأمريكية وتسديد فاتورة الحرب، وهذا الدور لا يجيده سوى أبو الجميلة إيڤانكا؛ لذا يتولى ترمب مجددا الرئاسة بالرغم من أنه عاش في وقت ما مرحلة لا نظير لها من النبذ في أمريكا حرم فيها حقه في استحدام منصات التواصل الاجتماعي الأمريكية، وبالرغم من الحملات الإعلامية التي شُنّت ضده ومسّت بشخصه ومكانته؛ تشاء الأحداث جعله تمساح المرحلة المُقبلة لضخ الأكسجين في رئة أمريكا التي أوشكت أن تتلفها غزة والحرائق الطبيعية في المدن الأمريكية؛ يؤهله لذلك نجاحه في المهمة ذاتها سابقًا أثناء ولايته الأولى بعد الحرب على العراق وأفغانستان؛ فهو الأبرع على الإطلاق في جلب الأموال لأمريكا من الشرق الأوسط عامة والخليج خاصة.
هل هُزمت إسرائيل؟
يرى البعض أنَّ إسرائل لم تُهزم، لأنَّ وقف إطلاق النَّار كان بواسطة الضغط الأمريكي ولخدمة شؤون أمريكية، وأنّ بإمكانها مواصلة الحرب والقضاء على حماس، خاصة وأنّ في الحكومة الإسرائيلية من يُعارض القرار، وذهب آخرون إلى أنّ هدف إسرائيل الرئيسي ليس القضاء على حماس فحسب؛ وإنما توسيع دائرة الحرب والتوغل أكثر في المنطقة بحجة محاربة حماس؛ لذلك أوجدت عداءات واشتباكات أخرى في لبنان وإيران واليمن وسوريا. وهناك من يرى أنّ إسرائيل قد هزمت منذ اليوم الأول للحرب ولولا الدعم الغربي لما استمرت الحرب حتى الآن؛ وأنّ المسؤول الأول والأخير عن الحرب هي أمريكا بدليل استخدامها "الڤيتو" أكثر من مرة وتمويل الحرب والاقتناع بأهمية المفاوضات في هذا الوقت بالذات؛ فالكيان ليس إلا أداة للجرم الأمريكي والقرار بوقف الحرب في هذا الوقت لم يكن لأنَّ أطفال وشعب غزة يستحق الحياة كما أشار بلينكن في خطابه، الأمر الذي يُثير الاستغراب من الصحوة الإنسانية المتأخرة بعد الكثير من الإصرار على الإبادة والتطهير العرقي، وعلى أيّ حال ظلّت حماس القوة القاهرة والكلمة المسموعة واليد العليا ومدرسة الصمود إلى آخر دقيقة في الحرب وما تزال.
وإذا نظرنا للأهداف في هذه الحرب يتجلى المشهد الصهيوني في كون الإبادة الهدف المنشود جرّاء هذه الحرب مهما كلّف الأمر ومهما عارض القيم والإنسانية؛ بينما يتجلى هدف المقاومة في التشبّث بالأرض والعمل على البقاء؛ فكان الثمن باهظًا بطبيعة الحال؛ لكن في المقابل تنتصر حرب السنوار بالرغم من تكاتل القوى عليها؛ لتعيد الدرس الفلسطيني ذاته في فلسفة الوجود واستحقاق البقاء؛ فحين نقول تنتصر حماس؛ فالفعل المضارع يرمز لاستمرار تنفيذ أهداف المقاومة في الصمود والاستحواذ وتحرير كلّ الأراضي المحتلة وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، نعم آمنّا بفكرة المقاومة وما زلنا نؤمن بقدرتها على التحرير.
كان هدف المقاومة واضحًا وثابتًا وكلما زادت الخسائر يتجذّر المقاتل بأرضه أكثر ويقاتل بشراسه، لم تتقهقر صفوف المقاومة يوما باستسهاد القادة ولا باعتقال ذويهم ولا باستهداف القصف أحيائهم ولا بحجم التآمر والخذلان العربي من حولهم؛ فالغاية كانت أعظم من أن يشاركها عظيم، وهذا ما قهقهر صفوف العدوان والأحزاب أمامها وأسقط شعاراتهم وألحق بهم هزيمة القرن الحادي والعشرين.
على نحو الإبادة كان العالم يستشهد بماحدث في هيروشيما ومحرقة الهولوكوست، وأثبت الحال أنّ غزّة سقط عليها ما يضاعف قنبلة هيروشيما وما يفوق حادثة الهولوكوست، وصمدت صمودا لا يقابله صمود وشجاعة تدرس للشعوب وللمقاتلين في المدارس الحربية؛ وأمّا على مستوى المعارك فكانت معركة ستالينغراد المعركة التاريخية بلا منافس في الشدّة والبأس والفقد، إلى أن فرض السنوار بأس طوفانه؛ فتضاعف صمود طوفان الأقصى وفاق معركة ستالينغراد، واستمر بشدّته إلى أنْ تباكى العدو وانبطح انبطاح المهزوم في مستنقع المفاوضات؛ فسجلت حرب السنوار أولى انتصارات بداية النهاية وتستمر انتصارات الطوفان إلى أنْ نصلي في الأقصى المبارك.