مجمع اللّغة العربيّة بالشّارقة يوسّع جهوده العربيّة في النّهوض بواقع اللّغة
تاريخ النشر: 10th, September 2024 GMT
برعاية كريمة من صاحب السّموّ الشّيخ الدّكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشّارقة، وفي إطار تعزيز الشّراكات العلميّة بين مجمع اللّغة العربيّة بالشّارقة والمجامع اللّغويّة في بلدان العالم، نظّم مجمع اللّغة العربيّة بالشّارقة، في مقرّ الرّابطة الثّقافيّة بطرابلس، مؤخّرًا، ندوة علميّة تحت عنوان “اختبار الكفاءة العربيّة: الدّور والأهمّيّة والبنية المعياريّة”، وذلك بالتعاون مع مجمع اللّغة العربيّة في لبنان والرّابطة الثّقافيّة في طرابلس وجمعية “مبدعون”، بحضور جمع من الأكاديميّين والخبراء والباحثين والمهتمّين بالشأن اللّغويّ العربيّ.
استهلت النّدوة بعقد اختبار تجريبيّ لقياس مستوى الكفاءة اللّغويّة للحضور، يستند إلى معايير لغويّة دقيقة تهدف إلى قياس مهارات الفهم والإنتاج اللّغويّ لدى المتعلّمين والمتخصّصين على حدّ سواء. وشارك في الندوة الدّكتور عماد غنوم، نائب رئيس جمعية مبدعون، والدّكتورة سارة ضاهر، رئيسة مجمع اللّغة العربيّة في لبنان، وإدارة الدّكتور محمود درنيقة.
الكفاءة اللّغويّة تعزّز فرص العمل
وأكد الدّكتور عماد غنوم، خلال مداخلة بعنوان: “أهمّيّة اختبارات الكفاءة اللّغويّة ودورها في النّهوض والتّنمية”، أنّ اختبارات الكفاءة اللّغويّة ليست مجرد أداة لتقييم المهارات اللّغويّة، بل هي ركيزة أساسيّة لتطوير المهارات الشّخصيّة والمهنيّة في المجتمعات، مشيرًا إلى أنّ تحسين مهارات اللّغة العربيّة، خاصّة في صفوف الشّباب، يعزّز من فرصهم في سوق العمل، ويساهم في التّنمية الاجتماعيّة والاقتصاديّة.
وأوضح غنوم أنّ اللّغة ليست وسيلة للتّواصل فحسب، بل هي حامل للثّقافة والقيم والهويّة، لافتًا إلى أنّ هذه الاختبارات تساهم في تقليص الفجوة بين الأجيال من المتعلّمين، وتقديم دعم علميّ للمؤسسات التّعليميّة في تصميم مناهج تعليميّة تتوافق مع الاحتياجات المعاصرة.
معايير لغويّة دوليّة
بدورها قدّمت الدّكتورة سارة ضاهر مداخلة بعنوان: “اختبار الكفاءة: التّصميم والبنية والقياس اللّغويّ”، تناولت فيها الأسس التي بني عليها هذا الاختبار، مؤكّدة أنّه يعتمد على معايير لغويّة دوليّة مشابهة لتلك الّتي تُستخدم في اختبارات اللّغات الأجنبيّة مثل الإنجليزيّة والفرنسيّة. وأوضحت أنّ الاختبار يتناول جميع المهارات اللّغويّة الأساسيّة؛ من القراءة والكتابة، إلى الاستماع والتّحدّث، ما يجعله اختبارًا شاملًا ودقيقًافي تقييم مستوى الكفاءة اللّغويّة لدى المتعلّمين.
وأضافت ضاهر أنّ الهدف من تصميم هذا الاختبار ليس قياس مستوى المتعلّمين فحسب، بل يهدف أيضًا إلى تحديد نقاط القوّة والضّعف لديهم، ممّا يساعد في توجيه البرامج التّعليميّة وتحسينها. وأشارت إلى أنّ هذا النّوع من الاختبارات يمكن أن يكون أداة مفيدة للمؤسّسات الأكاديميّة والحكوميّة في وضع سياسات لغويّة تعزّز من انتشار اللّغة العربيّة الفصحى واستخدامها في الحياة اليوميّة.
وتخلّل الّندوة مداخلات من الحضور حول موضوعات النّدوة، حيث تناول النّقاش أهمّيّة تطوير اختبارات الكفاءة العربيّة وتوسيع استخدامها في المؤسّسات التّعليميّة والمهنيّة. وأبدى المشاركون اهتمامًا بتوصيات المتحدّثين واتّفقوا على ضرورة العمل على تطوير المزيد من الأدوات الّتي تساعد في قياس الكفاءة اللّغويّة بمنهج علميّ دقيق.
وفي ختام النّدوة، وزّعت الشّهادات على المشاركين في الاختبار التّجريبيّ، كما أعلن عن نتائج الاختبار والتّوصيات النّهائيّة للنّدوة. وأعرب المشاركون عن شكرهم لمجمع اللّغة العربيّة بالشّارقة والمنظّمين على جهودهم في تعزيز اللّغة العربيّة وإبراز مكانتها في المجتمع.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
حضور عربي غير مسبوق في مجمع الكرادلة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تتجه الأنظار عالميًا نحو الدولة الصغيرة المستقلة الواقعة في قلب العاصمة الإيطالية روما، حيث تستعد الكنيسة الكاثوليكية لانتخاب خليفة جديد للبابا فرنسيس، الذي توفي عن عمر يناهز 88 عامًا. وبهذا تدخل الكنيسة مرحلة “الكرسي الشاغر”، وهي فترة مؤقتة يتم فيها تسيير شؤون الفاتيكان من قبل الكاردينال الأمريكي الإيرلندي كيفن فاريل بصفته “الكاميرلنغو”.
تستمر هذه المرحلة عادة ما بين 15 و20 يومًا، وخلالها تُعقد اجتماعات داخلية تحت إشراف لجنة مكونة من أربعة كرادلة لمعالجة الأمور الطارئة، بينما يجتمع مجمع الكرادلة خلف أبواب مغلقة في كنيسة سيستينا. يمنع خلال هذه الفترة استخدام أي وسائل اتصال حديثة لضمان سرية العملية بالكامل.
وبينما ينتظر الملايين حول العالم لحظة تصاعد الدخان الأبيض، الذي يشير إلى نجاح انتخاب البابا الجديد، برزت أسماء عربية بين المرشحين، وهو ما قد يشكل سابقة تاريخية ويؤسس لحقبة جديدة في قيادة الكنيسة الكاثوليكية.
لطالما كانت قيادة الفاتيكان محصورة في الأسماء الأوروبية، باستثناء حالات نادرة، أبرزها البابا القادم من الأرجنتين. لكن التوجه نحو الانفتاح الثقافي والديني الذي اتسم به عهد البابا الراحل قد يكون فرصة لإعادة النظر في تلك الأعراف غير المكتوبة.
ويأتي بروز الكرادلة العرب في هذا المجمع ليعكس حضورًا لافتًا لدور الكنائس في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لا سيما في مجالات الحوار الديني ومواجهة التحديات السياسية والاجتماعية. ومن أبرز الأسماء المطروحة:
الكاردينال لويس رفائيل ساكو (العراق - 75 عامًا)
بطريرك الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية، ويُعرف بمواقفه الثابتة في الدفاع عن المسيحيين العراقيين وتعزيز التعايش الديني. يمتلك شبكة علاقات قوية داخل الفاتيكان وخبرة دبلوماسية طويلة تعزز فرصه.
الكاردينال جان-بول فاسكو (الجزائر - 63 عامًا)
رئيس أساقفة الجزائر، برز بدعواته المتكررة لتعميق الحوار الإسلامي المسيحي في المنطقة المغاربية وأوروبا، وله مكانة مرموقة داخل الكنيسة
الكاردينال ستيفن أوميو مارتن مُلّا (جنوب السودان - 61 عامًا)
رغم انتمائه الجغرافي الإفريقي، فإن قربه من العالم العربي وخدمته الطويلة في المنطقة أكسبته أهمية رمزية خاصة.
الكاردينال دومينيك جوزيف ماثيو (إيران - 61 عامًا)
فرنسي الجنسية، لكن تجربته الطويلة في إيران جعلته من أبرز وجوه الحوار بين الأديان، ما يمنحه بعدًا عالميًا وثقافيًا فريدًا.
وإلى جانب المرشحين الفاعلين، هناك شخصيات عربية بارزة تجاوزت السن القانوني للانتخاب (80 عامًا)، إلا أن لها تأثيرًا روحيًا ومعنويًا كبيرًا، مثل: بشارة بطرس الراعي (لبنان - 85 عامًا)
بطريرك الموارنة وصوت مؤثر في قضايا المنطقة، خاصة لبنان و غابرييل زوبير واكو (السودان - 84 عامًا) أول كاردينال سوداني، يُعد رمزًا لصمود الكنيسة في وجه الأزمات.
حظي ترشيح الكاردينال ساكو تحديدًا باهتمام واسع في الأوساط السياسية، خاصة في العراق، حيث عبّر رئيس الوزراء محمد شياع السوداني عن دعمه له باعتباره ممثلًا عن العراق في لحظة تاريخية، وأشاد بدوره في تعزيز الوحدة والدفاع عن الأقليات.
يشارك في المجمع الانتخابي 135 كاردينالًا ممن تقل أعمارهم عن 80 عامًا، ويقيمون داخل بيت القديسة مرتا بالفاتيكان. تُفتتح المراسم بقداس صباحي، ثم يُنقل الكرادلة إلى كنيسة سيستينا، حيث تُغلق الأبواب وتُعزل الأجواء عن العالم الخارجي.
تُجرى أربع جولات تصويت يوميًا، ويشترط حصول المرشح على ثلثي الأصوات للفوز. وعند كل جولة، يتم حرق أوراق الاقتراع؛ إذا كان الدخان أسود فهذا يعني فشل التصويت، أما الأبيض فيعلن اختيار البابا الجديد.
وبعد انتخابه، يُسأل المرشح عما إذا كان يقبل المهمة والاسم الذي سيُعرف به، ليُعلن بعد ذلك للعالم بعبارة: “لدينا بابا”، ويُطل على الجماهير من شرفة كاتدرائية القديس بطرس ليمنحهم البركة الأولى.
رغم هيمنة الأسماء الأوروبية والأميركية اللاتينية، فإن ترشيح أسماء عربية قوية يحمل دلالات رمزية لتحول عميق داخل الكنيسة الكاثوليكية، ما قد يفتح الباب مستقبلًا أمام انتخاب بابا من خارج الإطار التقليدي، وربما من قلب الشرق الأوسط.