الصحافة اللاتينية تنتقد صورية الانتخابات الرئاسية الجزائرية
تاريخ النشر: 10th, September 2024 GMT
علق الصحافي البيروفي ريكاردو سانشيز سيرا، على نتائج الانتخابات الرئاسية في الجزائر قائلا في مقال إنه في ظل الأزمات العالمية بسبب الحروب في غزة وأوكرانيا، مر خبر إعادة انتخاب الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، مرور الكرام في نهاية هذا الأسبوع، بنسبة 94.65٪ من الأصوات.
وكتب رئيس المركز الاتحادي للصحفيين في ليما، ورئيس تحرير المجلة الدبلوماسية « في الواقع، الجيش الجزائري هو من يحكم البلاد منذ عقود بوضع واجهات السلطة، وفي هذه الحالة، لم يصوت سوى أقل من نصف الناخبين (رغم أن هذه النسبة مبالغ فيها)، كما جرت الانتخابات وسط اتهامات بالتزوير وقمع المعارضين والصحفيين وسوء السياسات الاقتصادية والحكومية، لذلك فهي تفتقر إلى الشرعية.
لم يعد مهماً ما إذا كان قد أُعيد انتخابه بنسبة 94 أو 100٪؛ في النهاية، الهيئة الانتخابية (السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات) هي هيئة حكومية ولم تتحرك بعد اتهامات المعارضة بالتزوير أو المخالفات، مثل تلك التي أطلقها الحزب الإسلامي الرئيسي « حركة مجتمع السلم » (MSP)، الذي اشتكى من الضغوط على مديري مراكز الاقتراع لتضخيم النتائج.
وقال أيضا « إذا قمنا بتحليل نسبة 94.65٪، فهذا يعني أن حوالي 5 ملايين شخص صوتوا لتبون – من بين 24 مليون ناخب مؤهل – بينما تجاوز عدد الأصوات البيضاء هذا الرقم. بمعنى آخر، كان التصويت الأبيض هو الفائز، وربما كانت هذه الأصوات قد ذهبت لصالح إعادة انتخابه لتضخيم النتيجة.
وأضاف الصحافي البيروفي ان تبون قمع حركات الاحتجاج « الحراك »، التي طالبت باحترام الحريات وإجراء انتخابات نزيهة، وساهمت في الإطاحة بعبد العزيز بوتفليقة. كما أن منظمات مثل « منظمة العفو الدولية » انتقدت الحد من الحريات واتهمت الحكومة بانتهاكات حقوق الإنسان، وحل الأحزاب والمنظمات، واعتقالات تعسفية بتهم باطلة بالإرهاب.
كما أشار الى انه في مجال السياسة الخارجية والعلاقات الدولية، أصبحت الجزائر أكثر عزلة من أي وقت مضى. فقد قطعت علاقاتها مع المغرب وهددت بشن حرب ضده، وتوترت علاقاتها مع فرنسا واليابان والعديد من الدول الإفريقية والعربية.
وحسب الصحافي البيروفي فإن لأولوية الوحيدة في سياستها الخارجية هي الدفاع عن امتدادها، « البوليساريو »، لاستخدام الصحراويين في « تيندوف » – أكبر سجن مفتوح في العالم – كوقود في حرب محتملة مع المغرب، من أجل الحصول على منفذ إلى المحيط الأطلسي.
كلمات دلالية الجزائر انتخابات تبونالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: الجزائر انتخابات تبون
إقرأ أيضاً:
"الحقيقة" الأمريكية
يُتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من بعض الأصوات في بلاده بأنه يقود، منذ ظهر على الساحة السياسية، انقلاباً على كثير من قيم بلاده بممارسات تخاصم ما استقر منها طويلاً مثل الديمقراطية والحرية.
ويصحّ ذلك أيضاً على نهج ترامب في تعامله الحالي مع بقية دول العالم القائم على افتعال الخلافات، وتوسيع رقعها، واللجوء إلى ما يمكن وصفه بالصدمات في التصريحات، من دون تهيّب لردود الفعل.في هذا الشأن، وعلى المستوى الداخلي، يثبت دونالد ترامب عدم صبره على الخلاف في الرأي، ناهيك عن السياسة، وضيقه تحديداً بالإعلام، وسعيه لإسكاته بأكثر مما يفعل بعض المسؤولين في الدول المحسوبة على "العالم الثالث".
وهذا المسلك تحديداً يمثل مفارقة في أداء ترامب الذي يقود "بلد الحريات"، أو البلد الذي يهاجم بعض النظم السياسية في العالم بحجة الدفاع عن الحريات، خاصة حرية الصحافة، أو يضغط لإطلاق سراح أسماء بعينها بزعم أنهم معتقلو رأي في بعض الدول.
منذ جاء ترامب رئيساً لأول مرة في 2017 لم تسلم الصحافة من هجماته، إما على ممثليها في مؤتمراته والتدخل فيما يطرحونه من أسئلة، أو وصف المخالفين له في الرأي بالتضليل أو الكذب.
في الولاية الرئاسية الثانية، لا يبدو ترامب شخصاً متفرداً في موقفه من الصحافة، فهناك ملامح لتوجّه إدارته نحو تعديل ملفات الإعلام الأمريكي، بحيث تبدأ مرحلة جديدة للتحكم في خطاب وسائل الإعلام، وصولاً إلى احتكار الحقيقة أو صناعتها على هوى الإدارة الأمريكية قبل تسويقها للداخل والخارج.
قبل ساعات، جدد ترامب هجومه على بعض وسائل الإعلام التي يرى أنها تكتب أخباراً سيئة عنه، ومن قلب وزارة العدل، حاول نزع الشرعية عن هذه الوسائل، مدعياً أنها تضطهده وتخدم خصومه.
وهذا استمرار لحملة ترامب منذ بداية ولايته الرئاسية الثانية مطلع العام على وسائل إعلام رئيسية مثل وكالة أسوشيتد برس، والحد من قدرة بعضها على تغطية أخبار البيت الأبيض.
وقبل هذا الهجوم الجديد من ترامب، أعلنت مستشارته كاري ليك التوجه لإلغاء العقود العامة مع وكالات الأنباء العالمية الثلاث، وكالة الصحافة الفرنسية، وأسوشيتد برس، ورويترز. وبرّرت الصحافية السابقة المقربة من ترامب والمستشارة الخاصة للوكالة الأمريكية للإعلام العالمي هذا التوجه بالقول إن الولايات المتحدة يجب "ألّا تدفع بعد الآن لشركات الإعلام الخارجية لتبلغنا بالأخبار".
وذكرت كاري ليك أن الوكالة الأمريكية للإعلام العالمي، وهي هيئة عامة تشرف على عدد من وسائل الإعلام الموجهة للخارج، تدفع عشرات ملايين الدولارات مقابل عقود غير ضرورية مع وكالات أنباء، وأنها تدخلت لإلغائها.
وتتناغم خطوة كاري ليك مع فكر الملياردير الأمريكي إيلون ماسك المقرب أيضاً من ترامب، والذي اقترح نهاية العام الماضي التوقف عن تمويل محطتي إذاعة صوت أمريكا، وأوروبا الحرة، وهما تابعتان للوكالة الأمريكية للإعلام العالمي، بل دعا إلى إغلاقهما.