لبنان ٢٤:
2025-03-20@08:52:42 GMT

القوات احيت ذكرى شهداء المقاومة اللبنانية في كندا

تاريخ النشر: 10th, September 2024 GMT

القوات احيت ذكرى شهداء المقاومة اللبنانية في كندا

ترأس راعي أبرشية مار مارون في كندا المطران بول -  مروان تابت قداساً أحيته "القوات اللبنانية" – فرع مونتريال بذكرى شهداء المقاومة اللبنانية.

بعد تلاوة الانجيل المقدس القى المطران تابت عظة من وحي المناسبة جاء فيها: "نتشارك اليوم في قداسنا هذا الذي نقدمه معكم لراحة نفس الشهيد الشيخ بشير الجميل وشهداء القوات اللبنانية.

وقد باتت هذه المناسبة تحية سنوية لمن استشهدوا ليبقى الوطن؛ ولينتموا الى وطن السماء حيث لا حرب ولا سلاح في حضرة الآب السماوي حيث المحبة التي لا تزول. إن ذكر الشهداء مرادف للإقدام والتضحية، هو حديث عن أناس نذروا حياتهم لرفعة مبادئهم. هم أبطال في معركة الحياة، وقد ضربوا أروع الأمثلة في البذل والعطاء؛ لا يهابون الموت، مؤمنين بأن حياتهم إنما تهدى إلى هدف أسمى. لقد نزعوا من قلوبهم حب الحياة وتوجهوا نحو المعركة، لأنهم كانوا يعلمون أن نضالهم سيساهم في بناء غد أفضل". 

تابع:"حملوا شعلة الحق، وآمنوا بأن ثمن الحرية هو أعلى من كل الثروات. الشهداء هم من أعطوا الوطن معنى، وجعلوا من القضية راية ترفرف فوق هاماتنا. إنهم لم يموتوا، بل يعيشون في قلوب من عرف كلا منهم كرموز للشجاعة، وكأمثلة للتفاني من أجل الآخرين. هكذا كان أسلوبهم في المحبة. كلما تذكرنا تضحياتهم، نتذكر أن الطريق إلى الخلاص مليء بالعقبات والتحديات، من أجل تحقيق أهداف نبيلة تتجاوز حدود الزمان والمكان". 

اضاف:"في هذا الأحد الأخير من زمن العنصرة ويصادف أيضا مولد العذراء مريم؛ يدعونا بولس الرسول الى المحبة، التي هي "الدين" الوحيد علينا للقريب، ويعطينا يسوع في إنجيل لوقا مثل السامري الصالح لتوضيح مفهوم الرحمة والتعاطف الحقيقي والمحبة. (ولا بد من توضيح الإطار التاريخي والجغرافي لهذا المثل، إذ أن السامريين كانوا يشكلون خليطا من اليهود والوثنيين، وحتى عبادتهم كانت مختلطة بالوثنية، وقد نشبت بينهم الخلافات حتى صار اليهود يتجنبون الاتصال ب "السامريين"، بل يكرهونهم. وقد تبلور العداء وصار الانفصال نهائيا حين بنى السامريون لهم هيكلا منافسا في جرزيم بدلا من هيكل أورشليم، وبسبب اختلاف أفكارهم الدينية. أما جغرافيا فالطريق المباشر ما بين اليهودية والجليل يمر بالسامرة، وهذا الطريق يستعمله الجليليون. أما يهود اليهودية فكانوا يتحاشون المرور في السامرة لئلا يتنجسوا من السامريين، فكانوا يلتفون حول السامرة ويأخذون طريقا أطول عبر بيرية)."

وقال:"إنها في الظاهر قصة عادية لكنها تحمل رسالة عميقة تتجاوز حدود الزمان والمكان، لتكون درسا في الإنسانية نلخصه في نقاط أربعة: 

الرحمة تتجاوز الحدود: يظهر السامري الصالح أن الرحمة ليست محصورة في حدود دينية أو قومية ولا مقيدة بالوضع الإجتماعي. بل هي قيمة إنسانية تظهر أن المحبة تتخطى كل التباينات، والرعاية تأتي من قلب رحيم لا يعرف حدودا أو تمييزا ونستشهد بهذه العبارة بالفرنسية "La Charité n'a pas d'heure". 

الأفعال تفوق الأقوال: بينما تجنب الكاهن اليهودي واللاوي تقديم المساعدة، أظهر السامري من خلال أفعاله مثالا واضحا على أن الرحمة الفعلية تتجلى في أفعال ملموسة، وليس فقط في الأقوال. 

مسؤولية كل فرد: يذكر المثل أن كل شخص لديه مسؤولية أخلاقية لمساعدة الآخرين. يمكن لأي شخص، بغض النظر عن خلفيته، أن يكون هو "السامري الصالح" في حياة الآخرين.  

إنسانية مشتركة: يبرز المثل أهمية رؤية الإنسانية في كل شخص، وعدم الحكم على الآخرين بناء على خلفياتهم أو معتقداتهم، بل التفاعل معهم على أساس من الإنسانية والمساعدة المتبادلة". 

اضاف:"باختصار، يظل مثل السامري الصالح رمزا قويا للرحمة والتعاون، ويشجعنا على تقديم المساعدة دون النظر إلى الانتماءات أو الفوارق الثقافية. إنه دعوة للتعاطف، وتأكيد على أن العمل الطيب يمكن أن يحدث من أي شخص وفي أي مكان، مهما كانت خلفيته.  

ويطرح قداسة البابا فرسيس السؤال اليوم بشكل مغاير فبدل القول: من هو قريبي؟ علينا أن نسأل: هل نحن قريبون من الآخرين؟ تصبح المحبة خدمة مجانية عندما تقرب المسيحيين من بعضهم، تجمعهم باسم المسيح. فنضع إخوتنا وأخواتنا قبل الدفاع الصارم عن النظام الديني. هذه المحبة فقط ستوحدنا لأن كل معمد ينتمي الى جسد المسيح نفسه، لتشكل "سيمفونية الانسانية" التي كان بكرها يسوع". 

وقال:"بالعودة الى نية قداسنا اليوم، فلنبق شعلة الإيمان والمحبة في قلوبنا مضاءة، فالأسر المسيحية في لبنان ما زالت بحاجة الى التضامن في ما بينها والإبقاء على إرادتها صلبة في مواجهة التحديات وهي كبرى وداهمة. ولنبق ذكرى الشهداء والمصابين حاضرة في يومياتنا لكي لا تضيع ولتبقى ذكراهم عطرة لاستكمال مسيرة الحرية وتجاوز هذه المرحلة الخطيرة من تاريخنا المسيحي في لبنان وجواره". 

وختم:"لنصل ونعمل ونتعهد بألا يفرط واحد منا بتضحيات شهدائنا والمصابين ولا بأوجاع أهاليهم وأسرهم وأن نتعالى على ما يفرقنا لتبقى قضيتنا الجامعة هي الحضور المسيحي الحر والفعال والحيوي في لبنان ومن أجل لبنان".
 

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

ملامح الخطط الأمريكية الشيطانية للبنان

 

لم يعد العدوان الأمريكي على لبنان محل خلاف بعد كل الشواهد والأدلة اليقينية بتمويل أمريكا للكيان ودعمه سياسيًا وعسكريًا واستخباراتيًا، وكذلك بالوقوف في محل الخصم والحكم كمراقب لوقف إطلاق النار والتغاضي عن الخروقات “الإسرائيلية” واستمرار الاحتلال بالمخالفة للاتفاق وما يحمله ذلك من حرج للدولة اللبنانية ومن نذر انزلاقات جديدة للحرب مع إعلان المقاومة بأنها لن تصمت على الاحتلال وأنها فقط تترك المساحة والوقت للدولة للقيام بمسؤولياتها.

والهدف الأمريكي الاستراتيجي هو خلو لبنان من المقاومة وتدجين البلد في حظيرة التطبيع الإقليمي مع الكيان لاستغلال موارده وموقعه في خدمة المصالح الأمريكية بالمنطقة، وهذا الهدف له تكتيكات متعددة، أفصحت عن بعض من تفاصيلها مراكز الفكر الأمريكية وخاصة “معهد واشنطن للدراسات”، كما جاء تعيين الرئيس ترامب للسفير ميشيل عيسى سفيرًا أمريكيًا في لبنان ليرجح هذا التوجه الأمريكي وأن توصيات مراكز الفكر ليست مجرد توصيات، وإنما برنامج من المرجح أنه دخل مرحلة التنفيذ.

والمراقب لمراكز الفكر الأمريكية يعلم جيدًا أن إصداراتها ليست مجرد دراسات، وأن العاملين فيها من كتاب ومحللين ليسوا مجرد رجال فكر أو صحافة، وانما مديرو برامج استراتيجية وذوو مناصب سابقة في وزارات الخارجية ومبعوثون للشرق الأوسط ومسؤولون عن ملفات استراتيجية كبرى في مختلف الإدارات، وهو ما يعطي توصياتهم اهتمامًا كبيرًا ويتطلب الحيطة والاهتمام الشديد بكل حرف فيها، لأن التاريخ يقول، إن توصيات سابقة تم تطبيقها عمليًا وبنفس التفاصيل في منطقتنا.

ومحل الشاهد هنا، هو تقرير حديث صدر عن معهد واشنطن بعنوان” “ينبغي على ترامب أن يطمح إلى إنشاء “ريفييرا” في لبنان”، وهو تقرير مشترك لكل من “حنين غدار”، وهي كاتبة بـ”معهد واشنطن” ومن أصل لبناني ومعروفة بعدائها الشديد للمقاومة وخاصة حزب الله، وللباحث الصهيوني “زوهار بالتي”، والذي شغل سابقًا منصب رئيس مكتب السياسات والشؤون السياسية العسكرية في وزارة الحرب “الإسرائيلية”، وشملت مسؤولياته توجيه العلاقات الدفاعية والأمنية مع الدول الأجنبية.

ونظرًا، لأن صدور هذا التقرير ترافق مع تصريحات لافتة بخصوص لبنان وأيضاً تعيين لافت لسفير أمريكي في لبنان من أصل لبناني وعلى صلة وثيقة بعالم المال والأعمال والمصارف وعلى تماس مع التوصيات المقدمة في الخطة، فإنه ينبغي هنا التعاطي بجدية مع ملامح الخطة الأمريكية عبر تحليل التصريحات والتعيينات الأخيرة وربطها بالبنود الواردة في التقرير وذلك تالياً:

1 – جاء في التقرير فقرة لافتة تقول: (تملك الحكومة الجديدة فرصة تاريخية لم يشهدها لبنان منذ أكثر من أربعين عامًا، وهي إعادة الاندماج في المجتمع الدولي، واستعادة التواصل مع الدول العربية “السنية” الرائدة، وتعزيز العلاقات مع أوروبا، وربما حتى البدء في عملية الانضمام إلى اتفاقات “إبراهيم” مع “إسرائيل”. تُعد هذه فرصة استثنائية بكل ما تعنيه الكلمة، فإن كان هناك بلد واحد في الشرق الأوسط يُجيد تطوير “الريفييرا”، وبناء الفنادق، والاستمتاع بحياة كريمة، مع توفير فرصٍ استثماريةٍ ضخمة للمستثمرين الأجانب والمحليين، فهو بلا شك لبنان.”

وهنا، فإن هناك توجهاً لإعادة تشكيل هوية لبنان بوجه تطبيعي وضمه للدول (المعتدلة) وإعادة العجلة إلى الوراء لعام 1982، عندما كانت هناك خطة لعقد اتفاقية (سلام) بين لبنان و”إسرائيل” وأسفرت عن اتفاقية 17 ايار 1983، في قراءة أمريكية للحظة الراهنة بأن المقاومة ضعفت وأن الأرض مهيأة لعودة الزمن إلى الوراء.

ويعزز ذلك ما ورد من تصريحات لمستشار ترامب “مسعد بولس” الذي التقى مؤخراً مع “يوسي دغان”، رئيس مجلس السامرة الإقليمي المتطرف الذي يمثل 35 مستوطنة “إسرائيلية” غير قانونية بنيت على أراضٍ فلسطينية في انتهاك واضح للقانون الدولي، وأدلى بتصريحات مستفزة ولافتة، حيث زعم أن “السلام بين لبنان و”إسرائيل” بات قريبًا”!

وفي الشهر الماضي، زعم المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف أن لبنان وسورية يمكنهما “تطبيع العلاقات مع (إسرائيل) قريباً”.

كما ألمح وزير الخارجية “الإسرائيلي” يسرائيل كاتس إلى أن لبنان قد يحذو حذو المملكة العربية السعودية في تطبيع العلاقات.

2 – من ضمن توصيات التقرير بنود توصي بإلحاق الهزيمة السياسية بـ”حزب الله” وتجفيف منابع تمويله، و الضغط على الجيش اللبناني عبر آلية الإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار. بصفتها رئيسةً لهذه الآلية، حيث يجب على واشنطن ممارسة الضغط على الجيش اللبناني لوقف تدفق الأموال إلى “حزب الله”، وذلك بالتنسيق مع المملكة العربية السعودية وغيرها من كبار المانحين لجهود إعادة الإعمار.

وعندما نتأمل السياسات الراهنة وتلكؤ “إسرائيل” في تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار والتواطؤ الأمريكي، فإننا نلمح ظلالاً للضغط على الدولة للدخول في مسار وقيعة مع المقاومة وإعادة فتنة نزع السلاح والدفع نحو عزلة وتهميش المقاومة وبيئتها.

3 – من ضمن التوصيات الخطيرة، توصية تتعلق بالضغط من أجل تعيين قائد جديد للقوات المسلحة اللبنانية يكون مسؤولًا عن التنفيذ الكامل لوقف إطلاق النار، ومنع إعادة تسليح “حزب الله”، والتنسيق مع السلطات الانتقالية الجديدة في سورية لضبط الحدود، وتنسيق المساعدات المالية مع المملكة العربية السعودية وقطر والجهات المانحة الأخرى، لضمان أن يكون الالتزام بشروط وقف إطلاق النار والإصلاحات الاقتصادية شرطًا أساسيًا لأي دعم لإعادة الإعمار.

وهو توجه خطير نلمح مع الأسف بوادر له مع التلكؤ في ملف إعادة الإعمار في الجنوب وتحركات مشبوهة على الحدود مع سورية ومحاولة إقحام اسم حزب الله في ما يحدث بالساحل السوري من أجل الضغط السياسي على المقاومة.

4 – هناك توصية مباشرة وصريحة بتعليق معاملات لبنان مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي إلى حين تنفيذ إصلاحات اقتصادية وقانونية إضافية، ومراقبة عملية إعادة الإعمار النهائية عن كثب، واستبعاد “حزب الله” وشركائه المحليين من جميع مراحل العملية، مع استبعاد كامل لمجلس الجنوب اللبناني الذي لطالما استُخدم كأداة لتعزيز نفوذ الحزب، وفق تعبيرها.

وهذا الأمر نراه على علاقة بتعيين ميشيل عيسى رجل الأعمال والمصارف وصاحب العلاقات الدولية الكبرى وصاحب الأذرع الاقتصادية داخل لبنان بامتلاكه مؤسسة “ميشال عيسى للتنمية المحلية” في لبنان، وهي منظمة غير حكومية تعلن أن هدفها تعزيز التنمية المحلية وبناء القدرات من خلال تنفيذ برامج تنموية بالتعاون مع الجهات المعنية، ودعم المجتمع المدني والإدارات المحلية في لبنان.

وبالتالي فإن هذه المناصب التي تمتع بها ميشيل عيسى لها علاقة وطيدة بالتوصيات المقدمة لإدارة ترامب، من حيث علاقات إعادة الإعمار وتنسيق استثمارات “ريفييرا لبنان” والعلاقات المصرفية لحصار المقاومة.

وبالتالي فإن تضافر هذه التصريحات والممارسات يشي بخطة أمريكية واضحة لضم لبنان إلى قطار التطبيع عبر إغراءات وضغوط، ومن اللافت أن العديد من المنظرين والمنفذين لهذه الخطة هم من أصول لبنانية مثل حنين غدار الباحثة بمعهد واشنطن، والسفير الأمريكي ميشيل عيسى، ومستشار ترامب مسعد بولس، وغيرهم من خصوم المقاومة في الداخل، وهو أمر بلا شك ترصده المقاومة وتتعاطى معه بحكمة وبحذر وبمسؤولية وطنية وبصبر استراتيجي عبر عنه سماحة الأمين العام الشيخ نعيم قاسم عندما قال، إن المقاومة موجودة ومستمرة، وكل ما هنالك أنها تصبر وتضع الجميع أمام مسؤولياته وأنها محتفظة بثوابتها وبقوتها للتوقيت المناسب.

 

 

مقالات مشابهة

  • إغلاق أوكار الأفاعي على الحدود السورية ـ اللبنانية
  • هل تعود الحرب على لبنان؟
  • نائب حزب الله يحذر من فتنة.. ونداء إلى العشائر
  • خريس: نهجنا مقاومة
  • قائد اليونيفيل:القوات المسلحة اللبنانية يجب أن تظلّ الضامن الأمني ​​الوحيد في الجنوب
  • المفتي قبلان: لا سيادة للبنان بدون قوة ومقاومة
  • مع اقتراب عيد الفطر.. الأسواق اللبنانية في خطر؟
  • ملامح الخطط الأمريكية الشيطانية للبنان
  • هدوء حذر عند الحدود اللبنانية السورية
  • ذكرى تاريخية لاغتيال كمال جنبلاط.. رسائل للداخل والخارج!