فتحت مراكز الاقتراع في أنحاء الأردن أبوابها صباح اليوم الثلاثاء لاستقبال الناخبين في أولى مراحل الانتخابات النيابية بمشاركة نحو 5 ملايين ناخب، التي تجري على خلفية غضب شعبي بسبب الحرب في غزة ووضع اقتصادي صعب، يثقل كاهل الأردنيين.

ودُعي اليوم  أكثر من 5 ملايين أردني للمشاركة في الانتخابات البرلمانية التي تجري وفق قانون جديد تم إقراره في يناير (كانون الثاني) 2022، رفع عدد مقاعد مجلس النواب من 130 إلى 138 مقعداً ومقاعد النساء من 15 الى 18 مقعداً، وخفّض الحد الأدنى لأعمار المرشحين من 30 إلى 25 عاماً.

وأظهرت صور التلفزيون الأردني الرسمي توافد الناخبين على مراكز الاقتراع في عدة مدن.

وقال الناطق باسم الهيئة المستقلة للانتخاب محمد خير الرواشدة، إنه خلال الساعة الأولى من الاقتراع، أدلى حوالى 60 ألف شخص بأصواتهم. وينتظر أن تنتهي عملية التصويت عند الساعة 19.00 بالتوقيت المحلي (16.00 ت غ) من دون أن يكون هناك أي تمديد.

وبدت شوارع العاصمة عمان في الصباح خفيفة الحركة حيث اليوم عطلة بسبب الانتخابات ومع مرور الوقت بدأت الناس يصلون إلى المراكز للإدلاء بأصواتهم على شكل عائلات.

وينتظر أن تصدر أولى النتائج ابتداء من مساء اليوم، على أن تعلن النتائج النهائية خلال "48 ساعة من تاريخ إغلاق صناديق الاقتراع"، بحسب رئيس مجلس مفوضي الهيئة المستقلة للانتخاب موسى المعايطة.

مراسل المملكة: قرابة 36 ألف شخص اقترعوا حتى الآن في الدائرة الأولى بمحافظة إربد ومن المتوقع أن تشهد الساعات القادمة إقبالا أكبر#الأردن #مجلس_النواب #ما_إلك_إلا_الصندوق #انتخابات_2024 #هنا_المملكة pic.twitter.com/3alLDdrJm7

— قناة المملكة (@AlMamlakaTV) September 10, 2024 الحرب في غزة

ولا يُتوقّع أن تنتهي الانتخابات بتغيير كبير في الخريطة السياسية، على الرغم من أنها تجري للمرة الأولى على أساس قانون انتخابي جديد زاد عدد مقاعد مجلس النواب من 130 الى 138، وخصّص 41 مقعداً منها للأحزاب، في محاولة لإعطاء دفع للعمل السياسي، وفقاً لـ"فرانس برس".

ولم تحظ الحملات الانتخابية باهتمام كبير بين الأردنيين وذلك بسبب الغضب الشعبي جراء استمرار الحرب في قطاع غزة التي دخلت السبت شهرها الثاني عشر.

ولعلّ إقدام أردني الأحد على قتل 3 حرّاس إسرائيليين عند معبر اللنبي/ جسر الملك حسين بين الضفة الغربية المحتلة والأردن، في عملية نادرة الحدوث، يشكّل مؤشراً على ما يسود الرأي العام الأردني.

ويقول محمد جبر (خمسيني)، وهو صاحب محل لبيع السجاد في وسط عمان، "الناس مشغولون بأشياء كثيرة كالحرب في غزةوالوضع الاقتصادي السيئ، ولا يعرفون ماذا يمكن أن تفعل الأحزاب في هذه الانتخابات".

ويضيف "الحرب في غزة أثّرت على كل نواحي الحياة ليس فقط على الانتخابات".

ومنذ اندلاع الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس،  يشهد الأردن تظاهرات منتظمة تدعو إلى إلغاء معاهدة السلام الموقّعة بين الأردن وإسرائيل عام 1994.

ورأى المحلّل السياسي عريب الرنتاوي أن "هناك قطاعاً من الرأي العام الأردني يعتقد أن ما يجري في غزة أولى بالمتابعة وبالتالي تراجع اهتمامه بالانتخابات وقد يستنكف ويعزف عن المشاركة"، وفقاً لما نقلته وكالة "فرانس برس".

قوى المعارضة

أوضح الرنتاوي أن "قانون الانتخاب الجديد لا يسمح سواء من حيث النظام أو توزيع الدوائر والمقاعد وعتبة الحسم وما إلى ذلك، لأي حزب مهما بلغت شعبيته بالحصول على أغلبية المقاعد أو أقلية وازنة ذات تأثير كبير".

ويتنافس على مقاعد الأحزاب 36 حزباً يغلب على أغلبها الطابع الوسطي.

وقُسّمت المملكة إلى 18 دائرة انتخابية، ويتنافس على مقاعد المجلس 1640 مرشحاً بينهم 1258 من الذكور و382 من الإناث.

ويشكّل مجلس النواب المنتخب أحد جناحي مجلس الأمة الأردني الذي يضمّ أيضاً مجلس الأعيان المؤلف من 69 عضواً يعينهم الملك. 

ويمكن للبرلمان حجب الثقة عن الحكومة وإقرار القوانين وإصدار التشريعات.

وبموجب الدستور الأردني، يعيّن الملك الحكومات ويحقّ له حلّ البرلمان وإعلان الحرب وعقد الصلح وإبرام المعاهدات والاتفاقات. 

ووفقاً للهيئة المستقلة للانتخابات، تجاوز عدد الناخبين المسجلين 5.1 مليون ناخب، من أصل 11.5 مليوناً هو عدد سكان الأردن.

11% نسبة التصويت في الطفيلة لغاية الـ11صباحا، ولا مخالفات في مراحل العملية الانتخابية في المحافظة لغاية الآن#بترا #الأردن_ينتخب #انتخابات_2024 pic.twitter.com/buSlnjy6F4

— Jordan News Agency (@Petranews) September 10, 2024

وجرت الانتخابات السابقة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020 وسط إجراءات استثنائية مع تأثّر المملكة بجائحة كوفيد، وبلغ عدد المقترعين حينها نحو 1.4مليون من أصل 4.6 مليون ناخب مسجل.  وبحسب السلطات، سينتشر 54 ألف عنصر أمني في 1649 مركز اقتراع في عموم البلاد. 

وأعلنت بعثة الاتحاد الأوروبي في الأردن نشر 38 مراقباً للإشراف على هذه الانتخابات. 

وضع اقتصادي صعب

وركّز أغلب المرشحون في برامجهم على القضايا الاجتماعية والاقتصادية في بلد يناهز دينه العام 50 مليار دولار ووصلت نسبة البطالة فيه الى 21% خلال الربع الأول من العام الحالي.

ويعتمد اقتصاد الأردن بشكل كبير على المساعدات الخارجية، لا سيما من الولايات المتحدة وصندوق النقد الدولي.

وأثّرت حرب غزة على قطاع السياحة، أحد ركائز الاقتصاد والذي تشكّل مداخيله نحو 14% من إجمالي الناتج المحلي.

وقال وزير السياحة مكرم القيسي في نهاية العام الماضي إن حرب غزة تكبّد القطاع السياحي خسائر تتراوح ما بين 250 الى 281 مليون دولار شهرياً.

وعانى الاقتصاد الأردني بشدة خلال العقدين الماضيين جراء النزاعات في العراق وسوريا المجاورتين، واستضاف مئات الآلاف من اللاجئين السوريين الذين يشكّلون عبئاً إضافياً على كاهل المملكة المحدودة الموارد، ووباء كوفيد.

ويقول عبد المجيد البستنجي (47 عاماً)، الموظف في أمانة عمان "نأمل في أن يأتي الخير مع من سيصلون (إلى البرلمان)".

ويضيف "إن شاء الله ربنا يختار الأفضل للأردن ولغزة ولكل الناس وأن يكون النواب على قدر المسؤولية التي كلفهم بها الناس".

Les Jordaniens aux urnes pour des législatives marquées par la guerre à Gaza
➡️ https://t.co/GE83xIHXQv pic.twitter.com/ZCzfy5MTFy

— FRANCE 24 Français (@France24_fr) September 10, 2024

وقال فايز الديسي (21 عاماً) وهو طالب جامعي يدرس بعد أن أدلى بصوته في منطقة جبل الحسين وسط عمان: "أتمنى أن يكون للنائب دور أكبر في المجلس (القادم) وأن يعمل على تغيير الوضع الحالي فيما يتعلق بالشباب والطلاب والمجتمع بشكل عام فالوضع من سيء إلى أسوأ من ناحية فرص العمل البسيطة جداً والرواتب المتدنية في الأردن مع ساعات عمل طويلة تصل الى 9 أو 10 ساعات".

واضاف أن "قطاعات التعليم والصحة والاقتصاد تعاني من مشاكل لذا أتمنى أن يوصل (النائب) صوتنا حول هذه المشاكل وأن يساهم في إيجاد الحلول لها".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الأردني غزة إسرائيليين حرب غزة الأردن غزة وإسرائيل غزة إسرائيل مجلس النواب الحرب فی فی غزة

إقرأ أيضاً:

لن نخضع لأي سياسات ضد مبادئنا.. العاهل الأردني: أوصلنا المساعدات جوا وبرا لغزة

أكد العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، اليوم الاثنين، ان الأردن لن يكون خاضعا لأي سياسات لا تلبي مصالحه أو تخرج عن مبادئه.

وتعهد ملك الأردن، خلال افتتاح مجلس الأمة بشقيه النواب والأعيان، بمواصلة التمسك بالسلام العادل والشامل رغم كل العقبات وأصوات التطرف التي ترفض السلام.

وقال: "سنبقى متمسكين بالسلام خياراً يعيد كامل الحقوق لأصحابها، ونعمل جاهدين بتحركات عربية وعالمية لوقف العدوان على غزة والضفة الغربية"، مشددا على أن "القدس ستبقى أولوية أردنية".

وتابع العاهل الأردني بالقول إن"المملكة تقف بكل صلابة في وجه العدوان على غزة والاعتداءات الإسرائيلية في الضفة الغربية".

وأضاف: "المملكة وقفت بكل ضمير لتعالج الجرحى وكنا أول من أوصل المساعدات جوا وبرا للأهل في غزة".

وأكد الملك عبدالله الثاني: "نتمسك بالسلام العادل للأشقاء الفلسطينيين رغم تطرف من لا يؤمن بالسلام".

مقالات مشابهة

  • أحمد الصفدي رئيسًا لمجلس النواب الأردني العشرين
  • الحشيمي بحث تعزيز التعاون مع السفير الأردني وأثنى على دعم المملكة
  • في خطاب العرش.. العاهل الأردني يؤكد تمسكه بالسلام العادل "لرفع الظلم التاريخي" عن الفلسطينيين  
  • العاهل الأردني: نعمل من خلال تحركات عربية ودولية لوقف الحرب بغزة
  • العاهل الأردني: سنواصل الدفاع عن القدس ونقف بصلابة أمام العدوان على غزة
  • لن نخضع لأي سياسات ضد مبادئنا.. العاهل الأردني: أوصلنا المساعدات جوا وبرا لغزة
  • الجيش الأردني يعلن سقوط جسم طائر في العقبة دون وقوع إصابات
  • النطق بالحكم على البلوجر سوزي الأردنية لاتهامها بسب والدها على الهواء
  • قرار عاجل في استئناف البلوجر سوزي الأردنية على حكم حبسها
  • الزادمة: إجراء الانتخابات ليس بالأمر الصعب في ظل توفر الأمن