شبكة انباء العراق:
2025-03-09@21:27:24 GMT

السيد الوزير….اريد حلاً…!

تاريخ النشر: 10th, September 2024 GMT

بقلم : جواد التونسي ..

لا تستهلكون اوقاتكم بمواقف تعرفون نهايتها , واذا حسبتم ما سرقتموه خلال عشرون سنة عجاف قبل أن تلبسوا ثوب الواعظين وتبدأون في قراءة كتاب الوصايا العشر التي افتى بها لقمان الحكيم على المخلوق الذي يقف أمامكم كالفأر المبلول , لا بد أن تجعلوا لسانكم يدور بين فكيكم اربعة اشواط ومعها الوقت الضائع والتعادل لا زال قائما وننتظر ضربات الجزاء الترجيحية التي تحسم موضوعنا, لأن بعض النصائح في هذه المباريات قد تأتي بنتيجة عكسية , سمعت وزيراً يتكلم بلهجة رومانسية وردية مؤدبة إلى أحد الشباب العاطلين عن العمل , كان الوزير أشبه بالأرواح الطيبة والارواح الروحانية كما هو الحال مع الخال ابو علي الشيباني التي يرشدنا بها, السيد الوزير الموقر يلبس بدلة سوداء وربطة عنق حمراء اي لباسه الرسمي ” البروتكولي” المعتاد ووجهه يشع نوراً من كثرة الجلوس في الظل تحت التبريد , وهو نور طبيعي لوزير يقضي ليله قائماً يتفقد احوال الرعية ونهاره نائما من ارهاق سهر الليالي , من الفجر إلى الظهر, ومن الظهر إلى العصر حتى يؤلمه ” اذا عثرت بغلة في النعيرية ” وهو في المنطقة الجرداء, قال الوزير لمحمد العاطل : ” لماذا لا تعمل يا ابني, ألا تعرف بأن العمل عبادة وشرف وكرامة ومن لا يعمل لا شرف له ؟, رد محمد يائساً : لم أجد عملا ًيا سيدي الوزير…! , اعتدل الوزير في جلسته كأنه اكتشف سر القنبلة النووية وتأفف قليلا : انتظر واصبر لنرى ما تخبيه لنا موازنة الدولة لثلاث سنوات من وظائف شاغرة, وننظر في امرك ,اعتدل محمد هو الآخر في جلسته ورد بتعب, أنا معي بكالوريوس من جامعة بغداد وارى ان التعينات محجوزة سلفاً للأقارب والاصدقاء واصحاب الوساطة ” المحاصصة ” والتي اعني بها الطائفية في التعيين لحد النخاع ,تغير لون الوزير من الأبيض إلى البرتقالي , وتذكر بأنه لا يحمل أكثر من شهادة الاعدادية وهي الاخرى مزورة من سوق الشهادات العالمي في عصرنا الاغبر ومن ” سوق مريدي ” الشهير صاحب الفضل الكبير على كثير من الساسة الذي كانوا في ايامهم السود لا يعرفون ” الخلدونية ” منهم قصاباً او بائعاً ” للطماطة والبصل ليكون وزيراً ومستشاراً فذ بقدرة قادر , والعمل ليس عيبا ًواحترامنا الكبير للعمال , وانما العمل عبادة كما رددها السيد الوزير” حفظه الله ورعاه .

ثم انفجر فجأة في وجه محمد المسكين فائلاً : شهادات هذه الأيام لا تساوي شيئا خاصة شهادات الجامعات العراقية والمدراس لان فيها دور اول وثاني وثالث ورابع وزحف اي نجاح “بلاش ” وكثرة العطل وعدم اكمال المناهج الدراسية وسرقة وبيع الاسئلة مثلا, رد محمد في قرارة نفسه “ لكن العلم عبادة وشرف يا معالي الوزير كما اسلفتم ! واصل الوزير نصائحه بعد أن استعاد ثقته بنفسه وبعد أن مسح بشهادات الجامعات جدار الحمامات ومطابخ الاقسام الداخلية , واردف قائلا : الدولة غير مسؤولة عن توفير فرص العمل وهي تمر بأزمة مالية وتضخم وظيفي , وعليك ان لا تنظر الى الدولة لكي توظفك لان الدولة تمر بتقشف وديون صعبة وعليك بالسعي والبحث عن الرزق بدل الكسل الذي أنت فيه, أبواب الرزق مفتوحة لمن يطرقها, هل جربت السفر إلى الخارج؟ لماذا لا تهاجر الى اوربا ؟ مثل ما فعلها اصحابك من الشبان ,هل تخاف من الغرق او ماذا ؟ ألا تعلم بأن السفر والهجرة عبادة؟, أخرج محمد من جيبه جواز السفر, ثم قال ” جربت كل السفارات الموجودة في العاصمة بغداد لا توجد واحدة قبلت أن تمنحني التأشيرة, أما سفارتي أمريكا و بريطانيا فلقد هاجمني حرس السفارتين بالرصاص قبل الاقتراب منهما, بدعوى مكافحة الإرهاب , ثم سلموني إلى شرطة مكافحة الارهاب في المنطقة الخضراء ” المقدسة ” التي بهدلتني ولم تفرج عني إلا بكفالة ضامنة, رد الوزير بعنف واستهزاء هذه المرة , وما الذي يجعلك تسافر إلى بلاد الكفر, بلاد المسلمين والعرب واسعة ورزقها وفير وزارها قطار التغيير ووقف في عدة محطات عربية ,ضحك الشاب ساخرا : بلاد المسلمين والعرب , العراق واليمن ولبنان ومصر وسوريا والسودان والأردن, قاطعه الوزير قائلا الم تقرأ في الابتدائية وفي درس الوطنية الغائب عن المدارس ” بلاد العرب اوطاني ” كيف انهيت الدراسة ايها البكالوريوس ولم تعرف شيئا عن وطنك العربي واللحمة العربية شيئا ,بكى متنهداً على يوم ولدته امه في هذا الوطن الضرير ومسح محمد دموعه التي فاضت من كثرة الضحك ثم قال له الوزير بعد ان تنحنح وشرب سيكارة ” مارلبورو ” غير المشمولة بالضرائب لان صاحب الشركة من (المعاميل ) وارتشف قليلا من استكانة من الشاي البغدادي ” ابو الهيل ” يا ابني ليس شرطا أن تسافر إلى الشرق الأوسط ، اذهب إلى الى المانيا فهي فتحت بلادها واتحادها الاوربي للاجئين ,هناك يسر الله لهم النعم وفتح عليهم أبواب الخير, رد محمد بأدب ساخرا أن الحصول على تأشيرات أمريكا و بريطانيا والمانيا أصبحت أسهل من الحصول على تأشيرة سفر الشقيقتان السعودية وقطر, كان الرجل يركب حصانا ويسافر من العراق إلى مكة ويقضي فريضة الحج, والآن يجب أن تعمل بهلواناً وتقف على شعر رأسك حتى تمنح لك قرعة الحج المضحكة تأشيرة الحج من باني مجد الحج والحجيج قدس الله مسعاه وقرعة الثلاث سنوات لمواليد ما بعد الالفين, وهذه حلول البطالة لدى بعض الوزراء في العراق !

جواد التونسي

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

والي الخرطوم

والي الخرطوم.
انبرى السيد أحمد عثمان حمزة، والي الخرطوم، لمهامه في وقت عصيب للغاية، وقاد الجهاز الإداري للولاية وسط أعاصير من الأحداث وحركة نزوح سكاني مركبة. فقد كان هناك نازحون من مناطق العاصمة المختلفة التي تعرضت لانتهاكات التمرد، حيث نزحوا نحو مدينة أم درمان وبالتحديد محلية كرري. كما نزح آخرون من الولاية نحو ولايات أخرى، في وقت كانت فيه مناطق تتعرض للقصف الذي يستهدف المدنيين والمنشآت الحيوية مثل المستشفيات، ومحطات المياه، والمدارس والأسواق.

وبدون أدنى شك، كان الوالي أحد دعائم الطمأنينة والاستقرار حتى في زيارته للمناطق التي استردتها القوات المسلحة خلال الأشهر الماضية مثل الكدرو، والحلفايا، وشمبات، وبحري.
نجاح الوالي في هذه المهام وتجاوزه للتحديات دفع الكثيرين في الفترة الماضية لوضع اسمه في قائمة المرشحين لرئاسة مجلس الوزراء. ولا يثير ذلك أدنى دهشة أو استغراب، فالتزكية جاءت بناءً على التجربة العملية والشواهد الثابتة من واقع العمل، لا على التوقعات.
لكن الأصوات نفسها التي تحمست لترشيحه في المنصب التنفيذي الأول على مستوى الدولة عادت في الاتجاه المعاكس بعد تصاعد الشكوى في المناطق التي عاد إليها سكانها، حيث يعانون من قصور كبير في الخدمات وانتشار الأمراض المعدية مثل الملاريا بسبب سوء البيئة، وشح مياه الشرب النظيفة الآمنة.

مناطق أخرى تعاني من تصاعد الجريمة وتطور أسلحتها، بالتحديد في بعض مناطق محلية كرري، مع قصور واضح في مظلة مؤسسات فرض القانون مثل الشرطة والنيابة والمحاكم.
وفي تقديري، فإن والي الخرطوم، أحمد عثمان حمزة، ليس مسؤولاً عن هذا الخلل. فقد ظللنا ننبه منذ بداية هذه الحرب أن غياب الدولة بشكلها الهرمي النظامي، وتكافؤ مستويات السلطة، وضبط إيقاع العمل التنفيذي بصورة شاملة، سيدفع ثمنه الوطن بعد الحرب، وقد بدأت الأزمات تظهر بأعناقها.

صحيح أن أوضاع الحرب كانت أسوأ، لكن لا يبرر ذلك أن يخرج المواطن من نفق الحرب ليجد نفسه مضطراً لدخول نفق الأزمات المتراكبة بمختلف مسمياتها.

إدارة الدولة في ظل الحرب وبعدها أمر يتطلب بنياناً مؤسسياً قوياً، وليس مجرد شخصيات هنا وهناك مثل السيد الوالي، ليقوموا بالمهام بعيداً عن الأطر المؤسساتية المتشابكة المترابطة.
وقد كتبت أكثر من مرة في الأيام الماضية، ألفت النظر إلى شواهد تدل على أن إرهاصات تكريس الخلل في الدولة السودانية بدأت تظهر بقوة في المشهد العام. ضربت مثالاً لذلك بأنباء عن خطة ولاية نهر النيل لإنشاء مدن صناعية، ثم الأمر ذاته في ولاية الخرطوم عندما ظهر في وسائل الأخبار خطة لإعادة إعمار المناطق الصناعية. والثالثة كانت قرار السيد وزير التعليم العالي الزام الجامعات السودانية بالعودة لممارسة مهامها كاملة من داخل البلاد.

في كل هذه النماذج التي اخترتها، كان الغائب الأهم هو التخطيط، والإصرار على التعامل بفكر ومنهج “الخطة الإسعافية”، وهو ما عانى منه السودان على مدى 70 سنة منذ أول حكومة وطنية.

العمل التنفيذي الذي يعتمد منهج “الخطط الإسعافية” يحاول أن يحصد نتائج سريعة على حساب المستقبل، أشبه بالطرق المسفلتة التي كانت الحكومة ترصفها، وقبل أن تنتهي منها تبدأ الحفر والمطبات في الظهور.

أضعنا وقتاً مهماً بتعمد تغييب مؤسسات الدولة، وعلى رأسها الحكومة التنفيذية، ولا يزال الخطأ مستمراً.

عثمان ميرغني
#حديث_المدينة السبت 8 مارس 2025

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • رئيس الجمهورية ‏العربية السورية السيد أحمد الشرع في كلمة حول المستجدات الأخيرة في الساحل السوري: لقد مرّت بلادُنا بتجارُبَ مريرةٍ وصعبةٍ خلالَ السنواتِ الماضية، حتى نالت حريتها وحققت ثورةُ الشعبِ أهدافَها، ثم تعرضت مؤخراً لمحاولاتٍ عديدة، لزعزعةِ استقرارِ
  • الوزير الشيباني: نرحب بدعم دول الجوار لسوريا في مواجهة التحديات التي تتعرض لها
  • والي الخرطوم
  • محمد علي الحوثي يؤكد أن مهلة السيد القائد مهمة للدفع بإدخال المساعدات إلى غزة
  • منصور بن زايد يحضر مأدبة الإفطار التي أقامها سلطان بن حمدان
  • من هم قيادات الحوثيين الذي شملهم قرار العقوبات الأمريكية؟
  • الدستورية توضح حيثيات تمكين الموظف الذي تنتهي خدمته للانقطاع غير المتصل عن العمل بعذر
  • جولة لمحافظ اللاذقية السيد محمد عثمان على بعض دوريات الأمن المنتشرة في المدينة
  • رئيس جهاز الاستخبارات العامة السيد أنس خطاب: لا صحة لما تداولته بعض الصفحات على شبكة الإنترنت حول الرسائل التي نشرت مؤخرًا والتي ادعى كاتبها أنها صادرة عن رئيس جهاز الاستخبارات السوري. (تغريدة على X)
  • الإنصرافي هو الذي شتم قبائل الجزيرة ورفض تسليحها