لوموند: مقاطع فيديو تثبت الجرائم العرقية المرتكبة في دارفور بالسودان
تاريخ النشر: 10th, September 2024 GMT
قالت صحيفة لوموند إنها تحققت هي ومجموعة لايت هاوس ريبورتس وشركاؤها من صور تكشف عن جرائم عرقية تنفذها مليشيات تابعة لقوات الدعم السريع السودانية في دارفور، رغم نفي الدعم السريع ذلك.
ووصفت الصحيفة -في تحقيق بقلم روزغار محمد أكغون- مشهدين: أحدهما به جثتان على الأرض، ورأس إحداهما غارق في الدماء، وحوله نحو 10 رجال يكبرون ويلوحون بفخر بالسيوف والسياط وبنادق كلاشينكوف الهجومية، وفي المشهد الثاني 6 جثث أمام صف من الرجال المعممين، بينهم 4 ضحايا أيديهم مقيدة خلف ظهورهم، والدم يسيل من رأس أحدهم.
وأوضحت الصحيفة أن هذه الصور التي تحققت من صحتها، بالتعاون مع تقارير لايت هاوس وواشنطن بوست وسكاي نيوز، تلقي الضوء على البعد العرقي لعمليات الإعدام بإجراءات موجزة، كما أنها تتيح التعرف على المسؤولين، وهم من المليشيات التابعة لقوات الدعم السريع السودانية.
وذكّرت لوموند بالحرب، التي تدور في السودان منذ أبريل/نيسان 2023، بين قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) والقوات المسلحة السودانية تحت قيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان.
وقد أدت هذه الحرب بعد أقل من عام -حسب الصحيفة- إلى نزوح ما يقرب من 8 ملايين شخص وعشرات الآلاف من القتلى، وفقا للأمم المتحدة، إلا أنها في منطقة دارفور خاصة اتسمت بالعنف العرقي الذي تسبب في مقتل مئات الآلاف منذ عام 2003.
ووفقا لتقارير عدة منظمات غير حكومية، يشهد النزاع زيادة في الانتهاكات التي ترتكبها المليشيات المرتبطة بقوات الدعم السريع ضد المدنيين من المجتمعات غير العربية، ولا سيما المساليت والزغاوة.
وقد نفت قوات الدعم السريع ذلك مرارا وتكرارا وألقت باللوم على "الصراعات القبلية البحتة" والقوات السودانية النظامية، ولكن مقاطع الفيديو التي تحققت منها لوموند تنفي هذه التأكيدات.
وذكّرت الصحيفة بهجوم للدعم السريع على مدينة كتم الصغيرة بشمال دارفور في يونيو/حزيران 2023، أعقبته -حسب 10 شهادات محلية جمعتها الصحيفة- انتهاكات في مخيم كسب للاجئين، الذي يسكنه أساسا أفراد من مجتمع الزغاوة.
وقد سمحت القرائن المرئية الموجودة في مقطعي الفيديو الخاصين بعمليات الإعدام، للصحيفة وشركائها، بتحديد الموقع الجغرافي، وهو مخيم كسب، كما تشير الشهادات إلى أن المليشيات توجهت بعد ذلك نحو مزرعة تقع بالقرب من مقبرة كسب، وأعدموا هناك أفرادا من العائلة نفسها.
وقد استُهدف عديد من الضحايا من العائلة نفسها بسبب انتمائهم العرقي -حسب الصحيفة- ومن بينهم 5 أشقاء، حسب عدة شهادات، ويقول أحد السكان وكان ساعد في دفن الجثث إن "رجال المليشيا دخلوا إلى المنزل الذي كان يعيش فيه الأخوان مع والدتهما. اختطفوهما واقتادوهما مقيدي اليدين إلى مزرعة وأعدموهما".
وتمكنت لوموند من العثور على الملفات الشخصية لاثنين من هؤلاء الإخوة على فيسبوك، يقول أحدهما إنه التحق بمدرسة كساب الثانوية عام 2020، أما الآخر فكان عضوا في مجموعة على فيسبوك تدعي الهوية الزغاوية، وقال أحد سكان البلدة "لقد نشؤوا هنا، في مخيم النازحين هذا".
وحسب تقرير للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين نُشر في أكتوبر/تشرين الأول 2023، فإن قوات الدعم السريع والمليشيات التي تقاتل تحت لوائها هي التي اقتحمت كتم ومعسكر كساب في يونيو/حزيران، وتشير صيحات الاحتفال المسموعة في مقاطع الفيديو إلى انتماء من قاموا بالإعدام.
وتؤكد مقاطع فيديو أخرى وقوع هجوم لقوات الدعم السريع في الثالث من يونيو/حزيران 2023 في كتم، كما تكشف عن القائد المسؤول عن الهجوم، حيث يقوم أحد قادة قوات الدعم السريع بجولة في ثكنة في كتم، وبفضل الصور عرفت الصحيفة أن هذا الضابط هو العقيد علي حامد الطاهر، أحد الضباط المحليين في قوات الدعم السريع.
وحسب تقرير وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة الصادر في أكتوبر/تشرين الأول 2023، قتل 54 لاجئا نازحا في كسب، وفر جميع سكان المخيم، وهم نحو 22 ألف شخص، ومن ثم نزحوا مرة أخرى.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات قوات الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
تقرير لـ «الأمم المتحدة» يكشف فظائع بمعتقلات الدعم السريع و الجيش بالخرطوم
كشف تقرير لـ «الأمم المتحدة» حول مراكز الاحتجاز بولاية الخرطوم في سياق النزاع في السودان فظائع و انتهاكات مروّعة لقوات الدعم السريع و الجيش بولاية الخرطوم شملت التعذيب و التجويع و الإخفاء القسري. الخرطوم ـــ التغيير يشير التقرير إلى أن مدينة الخرطوم، التي كانت تأوي أكثر من تسعة ملايين شخص قبل الحرب، أصبحت مركزًا للصراع الذي اندلع في 15 أبريل 2023 بين القوات المسلحة السودانية (SAF) وقوات الدعم السريع (RSF). أدى النزاع إلى انتهاكات جسيمة للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، بما في ذلك القتل غير القانوني والاحتجاز التعسفي والعنف الجنسي والتشريد القسري. منذ منتصف عام 2023، سيطرت قوات الدعم السريع على معظم ولاية الخرطوم، مستخدمة البنية التحتية المدنية كمراكز احتجاز وقواعد عسكرية مؤقتة. في المقابل، احتفظت القوات المسلحة السودانية بجزر سيطرة إستراتيجية، مما أدى إلى اشتباكات عنيفة متكررة. يركز التقرير على ممارسات الاحتجاز التي تقوم بها كلا القوتين، معتمدًا على شهادات الضحايا والشهود. المنهجية يعتمد التقرير على مراقبة حقوق الإنسان التي يجريها مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في السودان (OHCHR)، ويستند إلى 34 مقابلة، شملت 29 شخصًا كانوا محتجزين سابقًا وخمسة شهود وأفراد من أسر الضحايا. شملت الشهادات تفاصيل حول أوضاع الاحتجاز، والمعاملة التي تعرض لها المحتجزون، وأنماط الانتهاكات. كما استخدم التقرير صور الأقمار الصناعية للتحقق من مواقع مراكز الاحتجاز ومقابر جماعية محتملة. الإطار القانوني يؤكد التقرير أن النزاع المسلح غير الدولي في السودان يخضع للقانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان، وأن السودان ملتزم باتفاقيات جنيف والمعاهدات الدولية التي تحظر الاحتجاز التعسفي والتعذيب والإخفاء القسري. كما يشير إلى أن كل من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع ملزمة بحماية المحتجزين من سوء المعاملة وتوفير الحد الأدنى من ظروف الاحتجاز الإنسانية. النتائج ١. ممارسات الاحتجاز في مراكز قوات الدعم السريع تحقق التقرير من وجود 39 موقع احتجاز تديرها قوات الدعم السريع، حيث كان يُحتجز حوالي 10,000 شخص خلال فترة التغطية. وتشمل مواقع الاحتجاز هذه المباني السكنية، المدارس، المحاكم، الجامعات، قواعد عسكرية، ومرافق حكومية. أ. ظروف الاحتجاز •الاكتظاظ الشديد: يُحتجز مئات الأشخاص في مرافق غير مهيأة، مما يؤدي إلى انتشار الأمراض وقلة التهوية. •سوء التغذية: يحصل المحتجزون على وجبة واحدة يوميًا، وغالبًا ما تكون غير كافية، ما أدى إلى حالات سوء تغذية حادة ووفيات. •انعدام النظافة: المرافق تفتقر إلى المراحيض المناسبة، ويتم استخدام دلاء للصرف الصحي، ما تسبب في تفشي الأمراض الجلدية والجهاز الهضمي. •الحرمان من الرعاية الطبية: يواجه المحتجزون رفضًا متعمدًا لتلقي الرعاية الطبية، مما أدى إلى وفيات بسبب الأمراض القابلة للعلاج. ب. التعذيب وسوء المعاملة •الضرب الوحشي: يُستخدم الجلد بالعصي والأسلاك المعدنية، إلى جانب الصدمات الكهربائية والضرب بالسياط. •الاختفاء القسري: يُحتجز بعض الأفراد دون أي تواصل مع عائلاتهم، وأفاد شهود عن استخدام التهديدات النفسية والإعدامات الوهمية. •العنف ضد النساء والأطفال: تم احتجاز نساء وأطفال في نفس الظروف المهينة، مع ورود تقارير عن العنف الجنسي ضد النساء في بعض المرافق. ج. استخدام الأطفال كحراس •أكدت شهادات عديدة أن قوات الدعم السريع جندت أطفالًا يبلغون 14 عامًا لحراسة مرافق الاحتجاز، حيث تورطوا في ضرب المحتجزين، وأُفيد بأن بعضهم كانوا تحت تأثير المخدرات أثناء أداء عملهم. د. مقابر جماعية ووفيات في الحجز •تم الإبلاغ عن معدلات وفيات مرتفعة، حيث وصل عدد الوفيات اليومية في بعض السجون مثل سجن سوبا إلى 80 شخصًا، معظمهم بسبب الجوع وسوء المعاملة. •أظهرت صور الأقمار الصناعية خمس مقابر جماعية محتملة بالقرب من مرافق الاحتجاز التابعة لقوات الدعم السريع، مع وجود توسعات ملحوظة في مقبرة بالقرب من سجن سوبا. ٢. ممارسات الاحتجاز في مراكز القوات المسلحة السودانية تحقق التقرير من سبعة مراكز احتجاز تديرها القوات المسلحة السودانية، جميعها تقع داخل قواعد عسكرية. وأشار الشهود إلى أن المعتقلين في هذه المراكز شملوا مقاتلي قوات الدعم السريع، مدنيين متهمين بدعم قوات الدعم السريع، وأفراد من الجيش السوداني محتجزين لأسباب تأديبية. أ. ظروف الاحتجاز •الاحتجاز بمعزل عن العالم الخارجي: يُمنع المحتجزون من الاتصال بأسرهم أو الحصول على تمثيل قانوني. •الاكتظاظ وسوء المرافق الصحية: شهدت بعض المراكز حالات وفاة بسبب نقص الغذاء والمياه النظيفة. ب. التعذيب وسوء المعاملة •الضرب والصدمات الكهربائية: تعرض المحتجزون للضرب بالأسلاك والهراوات، والصدمات الكهربائية، مما أدى إلى إصابات جسدية طويلة الأمد. •التمييز العرقي: أفاد شهود أن المحتجزين من دارفور وكردفان تعرضوا لمزيد من الانتهاكات، بناءً على افتراض أنهم يدعمون قوات الدعم السريع. •الإعدامات خارج نطاق القانون: وثق التقرير حالات وفاة تحت التعذيب، حيث تم إجبار المحتجزين على حفر قبور لزملائهم الذين ماتوا نتيجة التعذيب أو الإهمال الطبي. الاستنتاج والتوصيات الاستنتاجات •ارتكبت كل من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع انتهاكات جسيمة للقانون الدولي، بما في ذلك الاعتقال التعسفي، التعذيب، والقتل خارج نطاق القانون. •استخدمت قوات الدعم السريع البنية التحتية المدنية كمراكز احتجاز، وحولت بعضها إلى سجون غير رسمية، حيث تعرض المعتقلون لسوء المعاملة والحرمان من أبسط الحقوق الإنسانية. •في مراكز الاحتجاز التابعة للقوات المسلحة السودانية، تم الإبلاغ عن عمليات اعتقال تعسفية وتعذيب، مع استهداف محدد للمعتقلين من بعض المناطق الجغرافية بناءً على خلفياتهم العرقية. •الظروف الصحية والغذائية في مراكز الاحتجاز كارثية، مع تفشي الأمراض والجوع، مما أدى إلى ارتفاع معدلات الوفيات. التوصيات •يدعو التقرير إلى الإنهاء الفوري للاحتجاز التعسفي والإفراج عن المحتجزين دون تهم قانونية. •يوصي بفتح تحقيقات مستقلة في الانتهاكات، مع محاسبة المسؤولين عن التعذيب وسوء المعاملة. •يطالب بوصول المراقبين الدوليين إلى مراكز الاحتجاز لضمان امتثالها للمعايير الإنسانية. •يشدد على ضرورة تقديم مساعدات إنسانية عاجلة للمحتجزين، بما في ذلك الغذاء والرعاية الطبية. التقرير يكشف صورة قاتمة عن الانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها المحتجزون في ظل النزاع في السودان، ويوضح الحاجة الملحة إلى تدخل إنساني وقانوني لوقف هذه الانتهاكات وضمان حقوق الإنسان. الوسومالأمم المتحدة الجيش الدعم السريع انتهاكات تقرير