عودة الدفء للعلاقات المصرية التركية: ماذا وراء زيارة السيسي إلى تركيا؟
تاريخ النشر: 10th, September 2024 GMT
في خطوة تاريخية تعكس تحسن العلاقات بين القاهرة وأنقرة بعد سنوات من التوتر، قام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بزيارة رسمية إلى تركيا، تلبية لدعوة من نظيره التركي رجب طيب أردوغان. تأتي هذه الزيارة كجزء من جهود مشتركة لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين على أعلى المستويات، حيث تم عقد أول اجتماع لمجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى.
هذه الزيارة لا تحمل فقط أهمية رمزية، بل تعد تطورًا استراتيجيًا يهدف إلى تعزيز الشراكات الاقتصادية والأمنية في منطقة تواجه تحديات كبيرة.
وأشار تقرير نشرته صحيفة “إزفيستيا” الروسية للكاتب غريغوري لوكيانوف إلى أهمية الزيارة التي قام بها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى تركيا، تلبية لدعوة نظيره التركي رجب طيب أردوغان. تعتبر هذه الزيارة ذات أهمية خاصة كونها تأتي في إطار الجهود المشتركة لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين بعد فترة من التوترات.
في 4 سبتمبر، بدأ الرئيس السيسي زيارته التاريخية إلى تركيا، والتي شهدت عقد الاجتماع الأول لمجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى بين البلدين. الهدف الرئيسي من هذا الاجتماع كان تعزيز الاتفاقيات السابقة وتكثيف التعاون الثنائي في مجالات التجارة، الاقتصاد، والأمن الإقليمي.
وأوضح التقرير أن القيادة السياسية في كل من مصر وتركيا تسعى إلى الحفاظ على المكاسب التي تحققت في السنوات الأخيرة، مع تعزيز الثقة المتبادلة وتجنب العودة إلى نماذج المواجهة التي أضرت بالاستقرار الإقليمي. تأتي هذه الجهود في وقت حرج بالنسبة للمنطقة، خاصة في ظل التصعيد المستمر للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
من أبرز النقاط التي تناولتها المحادثات بين الجانبين كان التوافق حول الوضع في قطاع غزة ومستقبل فلسطين، حيث أكد البلدان على أهمية دورهما كوسطاء في محاولة خفض التصعيد وإيجاد تسوية دائمة للصراع.
كما شملت المحادثات قضايا أخرى تتعلق بمناطق تمثل تقاطعًا للمصالح بين مصر وتركيا، مثل ليبيا، الصومال، والسودان، حيث يسعى البلدان إلى تطوير آليات جديدة للتعاون الدولي وتعزيز الثقة المتبادلة بهدف تحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة.
المصدر: تركيا الآن
كلمات دلالية: تركيا اردوغان والسيسي السيسي العلاقات المصرية التركية زيارة السيسي إلى تركيا مصر مصر وتركيا إلى ترکیا
إقرأ أيضاً:
حفتر يزور فرنسا بعد بيلاروسيا.. ماذا وراء زياراته الخارجية الآن؟
طرحت زيارة اللواء المتقاعد خليفة حفتر، الذي يقود قوات شرق ليبيا، إلى فرنسا بشكل مفاجيء وغير معلن بعض التساؤلات عن دلالة وأهداف تحركات حفتر الخارجية، وتأثير ذلك على علاقاته مع الإدارة الأمريكية الجديدة.
وزار حفتر العاصمة الفرنسية باريس التقى خلالها الرئيس، إيمانويل ماكرون بشكل مفاجيء مؤكدا أنه ناقش معه تعزيز التعاون الثنائي.
"4 ملفات"
وذكرت بعض المصادر الفرنسية أن زيارة حفتر لباريس تناولت 3 ملفات أساسية، وهي: الوجود الروسي في ليبيا، والاتفاقيات التي وقعها حفتر مع بلاروسيا، والدور الرئيسي لحفتر في العملية السياسية، كما جرى التطرق إلى قضية قائد المعارضة النيجيرية، محمود صلاح الذي اعتقلته قوات حفتر في منطقة القطرون الليبية، وسط مطالبة فرنسا من حفتر الإفراج عنه، حيث تعارض تسليمه للمجلس العسكري الحاكم في النيجر"، وفق الإذاعة الفرنسية الرسمية.
وأوضحت الإذاعة الفرنسية الحكومية أن "هذا اللقاء المفاجئ يعد نهاية فترة من البرود بين باريس وشرق ليبيا، وأنه جاء بعد عودة الرئيس الفرنسي من الولايات المتحدة ولقائه الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ما يحمل دلالات ورسائل.
وقبل لقاء ماكرون، زار حفتر دولة بلاروسيا صحبة أفراد من عائلته العسكريين التقى خلالها برئيس بيلاروسيا ووزير الدفاع وقاموا بتوقيع عدة اتفاقات لم يكشف عن تفاصيلها حتى الآن.
فماذا وراء زيارات وتحركات حفتر الدولية الآن، وهل يعارض الرفض الأمريكي لتوسيع علاقاته مع روسيا؟
"استغلال حفتر لتعزيز النفوذ في إفريقيا"
من جهتها قالت عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، ربيعة بوراص إن "تحركات حفتر الخارجية، سواء إلى بيلاروسيا أو فرنسا، تعكس سعيه لتعزيز موقعه كلاعب أساسي في المشهد الليبي، لكنها أيضًا تعكس رغبة هذه الدول في استخدام ليبيا لتعزيز نفوذها في أفريقيا، خاصة مع تزايد التنافس الدولي على القارة".
وأكدت في تصريحات لـ"عربي21" أن "ليبيا الآن أصبحت ساحة مفتوحة لأي سيناريو، حيث تتشابك المصالح السياسية والعسكرية مع الطموحات الاقتصادية، خصوصًا بعد بروز المعادن الاستراتيجية كمحرك جديد للصراع، إلى جانب النفط".
وأشارت إلى أن "فرنسا، التي تسعى لحماية مصالحها في شمال أفريقيا ومنطقة الساحل، قد ترى في حفتر شريكًا أمنيًا، لكن دعمها له لم يعد كما كان، خاصة مع ضغوط واشنطن التي تراقب أي تقارب بينه وبين روسيا، في المقابل، حفتر يستخدم هذه الزيارات لإظهار أنه لا يزال لاعبًا دوليًا، قادرًا على عقد تفاهمات مع قوى مختلفة، لكنه يواجه تحديًا حقيقيًا في موازنة هذا التنافس دون أن يصبح تابعًا لأي طرف"، وفق قولها.
وأضافت: "التحدي الأكبر، سواء لحفتر أو لأي قائد ليبي آخر، هو ليس فقط التعامل مع الحسابات الدولية، بل أيضًا تحديد مستقبل ليبيا في ظل صراع المعادن الذي بدأ يظهر إلى السطح، القوى الكبرى لا تتنافس فقط على النفوذ السياسي، بل على الموارد الاستراتيجية التي قد تجعل ليبيا بؤرة جديدة للتدخلات الاقتصادية والعسكرية".
وتابعت: "السؤال الحقيقي هو: هل سيتمكن القادة الليبيون من فرض سيادتهم على هذه الثروات وتوجيهها لصالح استقرار البلاد، أم ستتحول ليبيا إلى نقطة صراع جديد بين القوى الكبرى؟ هذا هو الرهان الأساسي الذي سيحدد شكل المرحلة القادمة"، حسب كلامها.
"تزاحم روسي غربي"
في حين رأى الكاتب السياسي الليبي المقيم في أمريكا، محمد بويصير أنه "لا يمكن أن نجد مفتاحا لفهم زيارات حفتر لروسيا البيضاء وفرنسا إلا فى إطار التزاحم الروسي الغربى على التمركز الاستراتيجى في ليبيا، فبعد يوم واحد من لقاءات الرياض بين الروس وإدارة ترامب، وجهت بلاروسيا الدعوه لحفتر لزيارة مينسك بل أرسل رئيس هذه الدولة طائرته الرئاسية الخاصة لإحضار حفتر على عجل".
وأكد في تصريحه لـ"عربي21" أن "زيارة بيلاروسيا حظيت بتغطية إعلامية كبيرة، وركزت على القضايا الاستراتيجية والدفاعية دون غيرها وبشكل معلن لإرسال رسالة واضحة للإدارة الأمريكية بأن لروسيا حليف قوي في ليبيا".
وبخصوص زيارة فرنسا قال بويصير: "هذه الزيارة التي تمت عشية عودة ماكرون من واشنطن هي في نفس الإطار ولنفس الغرض ولكن في الاتجاه المعاكس أي في اتجاه ضمه للمعسكر الغربى وإخراجه من العباءة الروسية"، وفق تقديراته.
"ضمانات ومصالح"
وحول مصالح حفتر من الزيارات الخارجية وخاصة فرنسا، أوضح الكاتب الليبي أن "هذه المزاحمة تعطي حفتر فرصة سياسية حقيقية ليس فقط لأن يحتل موقعا مهما فى العملية السياسية فى ليبيا والتى يتم إنضاج آلياتها فى واشنطن الآن، بل يمكنه أن يضع هو مشروعه لهذا التصور السياسي مع فرصة جادة لأن يتبناه الغرب خاصة أن يمتلك ورقة تهم الغرب جدا وهي إبعاد روسيا عن بطن أوروبا الرخوة"، كما رأى.
وختم حديثه بالقول: "أراقب بدقة قدرة فريق حفتر السياسي على صياغة مشروعه السياسي، الذي لابد أن يحمل في ثناياه ثلاثة ضمانات :تحقيق الغرض الاستراتيجى الغربى بإبعاد الوجود الروسي المسلح مع إمكانية الإبقاء على العلاقات الاقتصادية، وتحقيق رغبة ترامب المعلنة في أن تستفيد بلاده من مخزون النفط الليبي، وثالثا: تحقيق قبول الليبيين بالمشروع باعتباره يخرجهم من سنوات الفوضى ويفتح أمامهم أبواب بناء دولة حديثة ويرفع من مستواهم الاقتصادي، وهذا عمل ليس سهلا"، كما صرح لـ"عربي21".