سودانايل:
2024-09-17@08:29:58 GMT

الحزب الشيوعي السوداني مخترق أم مختطف (3)

تاريخ النشر: 10th, September 2024 GMT

الحزب الشيوعي السوداني مخترق أم مختطف (3)
صراع فكري ... صراع شخصي

أي صراع فكري لا تتم معالجته بطريقة صحيحة ولم يتوفر له المناخ المناسب ولا التربة الصالحة كي يثري ويغني حياة الحزب، ويسهم في تطوره، فإنه يتحور كالفيروسات إلى صراع شخصي.
الصراع الفكري جذوره قديمة، ربما صاحبت الحزب منذ نشأته. وقد بلغت أوجها بعد انهيار الكتلة الاشتراكية ذلك الانهيار المفاجئ الذي لم يخطر على عقل بشر! حيث قبل بضعة أيام من إعدام تشاوشيسكو كان الاتحاد السوفيتي قد منحه وسام نجمة لينين.

وحينما سأل "إيريش هونيكر" الأمين العام لحزب الوحدة الاشتراكية بألمانيا الشرقية، عن الجدار الذي يفصل بين الألمانيتين، قال إنه سيظل صامدا طوال المئة عام القادمة. لكنه بعد تسعة أيام من حديثه ذاك، كان يمسك بمعوله ليهدم مع الجماهير ذلك السور الذي شيد لمنع سكان الجنة الاشتراكية من الهروب لنير الرأسمالية. وهو شبيه بالأسوار الكهربائية وحقول الألغام التي تحيط بكوريا الشمالية الاشتراكية الديكتاتورية لمنع شعبها من الهجرة نحو الجنوب الرأسمالي الديمقراطي المتحرر.
رغم توفر الحياة المادية من تعليم وغذاء وعلاج وعمل وسكن في دول المعسكر الاشتراكي، إلا أنه انهار لافتقاده لما هو أهم للإنسان وهو حرية الإرادة وتقرير المصير. وحينما هبت رياح االقلاسنوست والبيرسترويكا على جليد الإتحاد السوفيتي انهار كأنه كان أكذوبة أو مغرور طلعت عليه الشمس.
ذلك الانهيار فرض على الحزب الشيوعي السوداني فتح باب لمناقشة القضايا الفكرية التي تتعلق بمستقبل الحزب، بعد الإقرار بأنّ الماركسية اللينينية تمرُّ بأزمة مُستحكمة تتعلّق بوجودها وجدواها.
كانت المناقشة العامة ساحة للنزال الفكري بين تيارين رئيسين، تيار التغيير وتيار المحافظين، أو والبيروقراطيين. ولكن نسبة لعدم معالجة ذلك الصراع الفكري وسبر أغواره بطريقة علمية، على الرغم من تبلوره بصورة واضحة في المناقشة العامة، فقد أتخذ شكّل الصراع الشخصي بين رموز وأفراد التيارين. تيار التغيير الذي يمثله المثقفون الطليعيون، وهم واجهة الحزب، عملهم وَسْط الجماهير أكسبهم مرونة التفكير وتجدد الأفكار وتقبل الرأي الآخر، سلطت عليهم الأضواء بفضل الظهور في الأجهزة الإعلامية والندوات، وقد تميزوا بإسهاماتهم في مجال الفكر والسياسة والأدب. وكان على رأسهم الأستاذ الخاتم عدلان، الذي نشر ورقته في الشيوعي عدد 157 بعنوان (آن أوان التغيير) التي وجدت تأييد لا حدود له داخل كواليس الحزب خاصة وَسْط الشباب والطلاب.
التيار الثاني هو تيار البيروقراطيين التنفيذيين، ونجد أن معظمهم ممن عمل في النشاط الحزبي الداخلي، آلفوا العمل السري الذي يتطلب الانضباط، والحرص والانغلاق. يقدسون اللوائح وتنفيذ القرارات والتوجيهات التي ترد من الهيئات الأعلى أو توجه للهيئات الأدنى. لذا امتازوا بالصرامة والانضباط. ولا غرو في أن يطلق عليهم في كواليس الحزب، على سبيل المزاح (الشاويشية).ولم ينج معظمهم من السلبيات والعيوب المصاحبة للعمل السري من انكماش وإحجام، وانغلاق أمام الجديد وأمام الجماهير.
كان على رأس ذلك التيار المحافظ الأستاذ التجاني الطيب بابكر، الذي كتب عدة أوراق في المناقشة العامة يدافع فيها بضراوة عن المركزية الديمقراطية، والماركسية اللينينية. وكان السكرتير العام محمد إبراهيم نقد يميل للتغيير. لكنه ظل يسعى بتوازن بين التيارين لإيجاد أرضية مشتركة تقي الحزب شر الانقسام. وكان يدرك أن كلا التيارين لا غنى لأحدهما عن الآخر من أجل استمرار نشاط الحزب بشقية التنظيمي والجماهيري.
الصراع الفكري بين تيار الديوانيين وتيار الكادر الجماهيري، يعزيه الماركسيون الأصوليون للتركيبة الطبقية لكلا التيارين، حيث نجد أن تيار الكادر التنظيمي والإداري ينحدر معظمهم من بيئة ريفية. أما الكادر الجماهيري، جلهم إن لم يكن جميعهم، ينحدرون من طبقة البرجوازية الصغيرة التي تمتلك القدرة على الإنتاج الفكري والمادي، جميعهم مهنيون، وجامعيون، وإن كانوا قد انسلخوا عن طبقتهم ومصالحها الطبقية. إلا انهم متهمون بالتأثر بكثير من أمراض البرجوازية الصغيرة مثل حب السيطرة والفردانية والتمرد على القوانين واللوائح والنظم بحكم تأثير الأضواء المسلطة عليهم، وللنجومية والشهرة التي خلقها العمل الجماهيري والدعائي وإنتاجهم الإبداعي السياسي والأدبي والثقافي والفكري. والاتهام الموجهة لتيار البيروقراطيون بأنهم ستالينيون وشوفينيون حزبيون، أي متعصبون ومتطرفون ومغالون في حزبيتهم. فالحزب بالنسبة لهم صار غاية وليس وسيلة لتطبيق برنامج سياسي.
إلا أن هذا التصنيف، وإن كان قريبا من الواقع، إلا أنه قد جانبته الدِّقَّة. فالتحليل الماركسي للطبقات لا يعمل بهذه الطريقة الميكانيكية. المجتمع السوداني متداخل الطبقات تسيطر عليه القبلية والجهوية. والكادر الجماهيري، وإن كان ينحدر أغلبهم من أوساط البرجوازية الصغيرة، إلا أنهم دون شك قد إنسلخوا من طبقتهم بمجرد انتمائهم للحزب الشيوعي. وفي رأيي أن سبب الصراع بين التيارين يرجع إلى طبيعة المهام والواجبات الحزبية لكل تيار. فالتيار التنظيمي المتشدد، أو الدواويني- لو صحت التسمية - مناط به الحفاظ على جسد الحزب، خاصة في ظروف العمل السري، وتأمين الكادر الجماهيري وقادة الحزب ووثائقه وأرشيفه. لذا نجد معظمهم يميل إلى العزلة والانغلاق على الذات والعيش في وسط مغلق من الشيوعيين. وتتشكل علاقاتهم وحياتهم على نمط محدود. لذا نجد أن معظمهم لا يتقبل اختلاف الآراء وتعدد المنابر. بينما نجد الكادر الجماهيري منفتح على الغير وأكثر تقبلا لوجهة النظر المختلفة وللرأي الآخر. وهم، على الرغم من الفردانية التي تتقمصهم أحياناً، قد ظلوا على الدوام روح الحزب ويمثلون همزة الوصل بين الحزب والجماهير. وبفضلهم استطاع الحزب أن يستقطب العديد من المبدعين من شعراء ومطربين وأدباء وتشكيليين حتى كاد الحزب في حقبة ما أن يسيطر سيطرة شبه كاملة على هذا المضمار الهام.
لذا فلا عجب أن يظل علو كعب تيار الطليعيين من الكادر الجماهيري الذين ينحدرون من الطبقة الوسطى البرجوازية، في دفة قيادة الحزب. وهذا الوضع ليس حصراً على الحزب الشيوعي السوداني، بل هو لازم الأحزاب الشيوعية منذ ولادتها. فأربابها ماركس وأنجلز ولينين، أصولهم برجوازية. وحتى على المستوى الحديث نجد قيادات ومفكري الأحزاب الشيوعية جلهم من الطبقة الوسطى، مثال حسن حمدان المعروف باسم مهدي عامل (لبنان)، وذكي مراد (مصر)، وعبد الخالق ونقد (السودان)...
وكأن كلا التيارين متفقان على أن يكون منصب السكرتير العام من التيار الجماهيري، لأن منصب سكرتير الحزب - ببساطة - ليس منصبا شرفيا أو تنظيميا محصورا في العمل الإداري الحزبي. فالسكرتير العام يمثل رأس الرمح في الحزب وسط الجماهير، صقل تجاربه بفضل العمل الجماهيري ومع قادة الأحزاب الأخرى، ووسط الديمقراطيين، ويتسم دوماً باتساع علاقاته الاجتماعية. وقد ظل على الدام - منذ تأسيس الحزب - زعيم الحزب، قائده الملهم صاحب الكاريزما والشخصية القوية الواثقة الذكية، الذي يملك القوة الخفية الجاذبة لأي شخص والقادرة على التأثير على أي شخص. لذا فإنتخابه دائماً ما يتم وفق معايير عالية ومواصفات غاية في الدقة. ولنا في تجربة انتخاب محمد إبراهيم نقد السكرتير العام السابق خير مثال.
بعد استشهاد عبد الخالق محجوب ظن الجميع أن من سيخلفه في قيادة الحزب لن يخرج من ثلاثة: الأستاذ التيجاني الطيب أو قاسم أمين أو فاطمة أحمد إبراهيم. وهناك من كان يعطي الأستاذ إبراهيم زكريا أو الدكتور مصطفى خوجلي الأفضلية، إلا أن الجميع تفاجأ بصعود محمد إبراهيم نقد الشاب الذي لم يتجاوز الأربعين عاماً لقيادة الحزب. وهو، وإن كان خير خلف لخير سلف، فإنه لا يوجد شيوعي واحد، ولا حتى نقد نفسه، يزكيه على التيجاني الطيب أو قاسم أمين. إلا أن ما يتمتع به نقد من مميزات ومكونات شخصية قدمته على كليهما. وخلال حقبة تولي نقد وقبل قيام المؤتمر الخامس واستقالة الخاتم عدلان، كان الجميع على قناعة راسخة بأن الخاتم عدلان هو خليفة نقد... وقد جرى فعلًا خلال الحجر المنزلي والرقابة التي فرضت على نقد خلال سنوات الإنقاذ الأولى أن تولى عملياً الخاتم عدلان مهام وواجبات السكرتير العام.
الناس بطبعهم يحتاجون إلى رمز Icon شخصا يلتفوا حوله ليمدهم ببعض الأمل. والآن الحزب يفتقد لمثل تلك الشخصية، الرمز. لذا نجده قد انفرط عقده بهذه الصورة المروعة. والمصيبة إن القلة الذين بيدهم الأمر لا يأبهون بذلك ... وأنا هنا لا أدعو لعبادة الفرد وتأليه القيادة، إلا أن تأثير الحزب لم يكن يوماً بالكم، بل بالكيف. فعضو الحزب الشيوعي مطالب على الدوام بالتحصيل الثقافي والمعرفي. فمن البداهة أنه يجب على من يتصدى للقيادة - على كافة المستويات - أن يكون موسوعي المعرفة، خاصة في مجال العلوم الإنسانية وتفاصيل الواقع السوداني بكل تعقيداته.

وللحديث بقية ...
في اللقاء القادم (4) سمات الصراع الشخصي وأسس الصراع الفكري

عاطِف عبدالله قسم السيد

atifgassim@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الحزب الشیوعی السودانی السکرتیر العام وإن کان إلا أن

إقرأ أيضاً:

الإمارات تخصص 10.25 مليون دولار لدعم النساء المتضررات من الصراع في السودان

أبوظبي - وام
أعلنت دولة الإمارات عن إطلاق مبادرات إنسانية جديدة في تشاد، وتقديم مساهمة بقيمة 10.25 مليون دولار أمريكي للأمم المتحدة لدعم اللاجئات السودانيات المتضررات من الأزمة المستمرة في السودان.
وتؤكد هذه الجهود التزام دولة الإمارات بتلبية احتياجات النساء والأطفال الملحة في المنطقة، والتركيز بشكل خاص على تقديم الرعاية الصحية والدعم النفسي والاجتماعي وتوفير المساعدات الأساسية كما تعهدت دولة الإمارات بتقديم 100 مليون دولار أمريكي في 'مؤتمر باريس للمانحين' في أبريل 2024.
وجاء الإعلان عن المبادرات خلال زيارة لانا نسيبة، مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية والمبعوث الخاص لوزير الخارجية، إلى تشاد يوم الجمعة 13 سبتمبر، حيث اجتمعت وأعضاء وفد دولة الإمارات المرافق مع النساء السودانيات اللاجئات في تشاد والمتضررات من النزاع الحالي، وكذلك مع قادة المجتمع المدني من الشعب السوداني الشقيق، ووكالات الأمم المتحدة المشاركة في الدعم الإنساني.
كما اجتمع الوفد مع فاطمة الجنيه جارفا، الوزيرة المفوضة بوزارة الخارجية التشادية، وبشار علي سليمان، الحاكم العام لولاية وداي.
وتلقى وفد دولة الإمارات إحاطة ميدانية حول التحديات المتعلقة بتوزيع المساعدات الإنسانية في بعض المناطق في السودان التي يشتد فيها الصراع المسلّح والمجاعة، والتقدم المحرز في عمليات إيصال المساعدات الإنسانية.
كما أجرى الوفد زيارات لتقصي الحقائق في المواقع الإنسانية شملت مركزاً لمساعدة اللاجئين، والمستشفى الميداني في أبشي والذي شيَدته دولة الإمارات لتقديم العلاج للاجئين السودانيين الفارين من الصراع.
وتعكس هذه المبادرة التزام دولة الإمارات بمتابعة أولويات المجتمعات المتضررة وتلبية احتياجاتها بما يضمن توجيه المساعدات بشكل فاعل لمن هم في أمسّ الحاجة لها.
وستقدّم ال 10.25 ملايين دولار أمريكي إلى وكالات الأمم المتحدة التي لديها الخبرة في تقديم الدعم للنساء، حيث سيتم تخصيص 3 ملايين دولار لمنظمة الصحة العالمية لدعم صحة الأمهات والأطفال السودانيين اللاجئين في تشاد.
وسيتم تخصيص مليوني دولار لصندوق الأمم المتحدة للسكان لبرامج صحة المرأة وبرامج العنف القائم على النوع الاجتماعي للاجئين السودانيين كما ستخصص 250 ألف دولار لدعم برنامج الاستجابة بناءً على النوع الاجتماعي في تشاد ضمن برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة.
وستقدم دولة الإمارات 3 ملايين دولار من المساهمة للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لبرامج تعزيز التماسك الاجتماعي بين النساء السودانيات اللاجئات والنساء التشاديات في المجتمع المضيف إضافة إلى ذلك، سيتم تخصيص مليوني دولار لصندوق المرأة للسلام والعمل الإنساني والذي يمول بشكل مباشر المجموعات المدنية التي تقودها النساء.
وقالت معالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي ' تؤكد دولة الإمارات من خلال هذه المساهمة الإضافية التزامها الثابت بدعم المتضررين من النزاعات، وخاصة النساء والأطفال الذين غالباً ما يشكلون الفئات الأكثر ضعفاً. حيث تسلط جهود دولة الإمارات في تشاد، وبالتعاون مع شركائنا الدوليين، الضوء على نهج الإمارات العربية المتحدة في المساعدات الإنسانية الذي يتسم بالشمولية ومنح الأولوية للدعم الإغاثي الفوري لتمكين المجتمعات وتأهيلها للمستقبل'.
وأضافت معاليها ' نتقدم بالشكر لشركائنا ولمنظمات المجتمع المدني، ونؤكد استعداد دولة الإمارات لتقديم الدعم المتواصل لضمان إيصال هذه الموارد الأساسية إلى المحتاجين بشكل فعال وفوري'.
من جانبها، قالت معالي لانا نسيبة.. ' تعكس زيارة وفد دولة الإمارات وتخصيص 10.25 ملايين دولار أمريكي التزام الدولة الراسخ بتلبية احتياجات النساء المتضررات من الأزمة السودانية. نحن هنا اليوم للتأكد من تلبية الدعم المقدم بشكل مباشر لاحتياجات الأشخاص المتضررين ولتعزيز الجهود الإنسانية. يركز نهجنا على الاستماع إلى النساء المتضررات من الأزمة وضمان تلبية مساعداتنا لاحتياجاتهن الفورية وطويلة الأجل بشكل فعال'.
وأضافت معاليها ' يسلط هذا التمويل وزيارتنا الضوء على التزام دولة الإمارات بتمكين المرأة ودعم الاستقرار الإقليمي. لن يتحقق سلام مستدام في السودان دون مشاركة فاعلة من النساء'.
وتعد تشاد أكبر دولة تستقبل لاجئين سودانيين، حيث استقبلت 630,752 لاجئاً منذ أبريل 2023، وتشكل النساء والأطفال 89% من اللاجئين المسجلين.
وتعرب دولة الإمارات عن تقديرها بشكل كبير ودعمها لجهود حكومة تشاد في توفير الملاذ الآمن للفارين من النزاع في السودان. كما تُمثل زيارة الدولة والتمويل المقدم مساهمة في غاية الأهمية لتلبية الاحتياجات الملحة للفئات الأكثر احتياجاَ.
من جانبه، قال الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية.. ' لقد كان للصراع في السودان تأثير مدمر على النساء والأطفال السودانيين. وتشكر منظمة الصحة العالمية الإمارات العربية المتحدة على دعمها الذي سيمكن المنظمة من مواصلة تقديم خدمات صحة الأم والطفل للاجئين السودانيين في تشاد. يجب أن نستمر في العمل معًا لحماية حياة الأشخاص الأكثر ضعفًا'.
وقالت الدكتورة سيما بحوث، المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة.. ' تتعرض النساء والفتيات بشكل مستمر لوطأة النزاع الدائر في السودان. حيث تجبر النساء والفتيات على الفرار من بيوتهن بحثاً عن الأمان في الدول المجاورة، وتقوم منظمات المجتمع المدني التي تقودها النساء بتوجيه الجهود التي تقدم الحماية والدعم لهن. توفر هذه المجموعات المحلية خدمات أساسية ودعماً لسبل العيش، بالإضافة إلى الغذاء والمأوى والأمان'.
وأوضحت أنّ 'صندوق الأمم المتحدة للنساء للسلام والعمل الإنساني يعدّ أداة فعالة في توجيه التمويل بشكل فوري إلى المنظمات المحلية المعنية بالمرأة التي تعمل في الجبهة الأمامية. وبصفتنا الهيئة الداعمة لأمانة صندوق الأمم المتحدة للنساء للسلام والعمل الإنساني، فإننا نرحب بمساهمة دولة الإمارات الأولى والكبيرة لصندوق دعم المنظمات المدنية التي تقودها النساء في تشاد'.
وقالت ناتاليا كانيم، المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان.. ' يُعد العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي خلال النزاعات جريمة حرب ترهب المجتمعات وتقوض صحة وكرامة وحرية الناجيات. تحتاج النساء والفتيات السودانيات اللاجئات في تشاد إلى إمكانية الوصول بشكل آمن ودون عوائق إلى خدمات الصحة الجنسية والإنجابية وهي خدمات غايةٌ في الأهمية. يساهم صندوق الأمم المتحدة للسكان يوميا في رحلة الشفاء للناجيات من أعمال العنف المسيئة. كما نعرب عن امتناننا لمساهمة دولة الإمارات والتي ستمكننا من الوصول إلى عدد أكبر من النساء لتوفير الرعاية والدعم اللازم لهن. لقد حان الوقت لوقف القتال'.
بدوره، قال فيليبو غراندي، مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين.. ' نحن ممتنون لدولة الامارات لمساهمتها المالية، وندعو كافة المانحين إلى حشد الجهود العاجلة لتوفير التمويل اللازم لمساعدة الشعب السوداني ممن فروا إلى تشاد. يستمر اللاجئون من السودان، وخاصة النساء والفتيات، في تحمل تحديات الحرب والنزوح. حيث تؤثر كل مساهمة بشكل إيجابي على حياة اللاجئين، ومساعدتهم على الازدهار، وليس مجرد البقاء على قيد الحياة'.
من جهته، قال فرانسوا باتالينجيا، المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في تشاد.. ' نعرب عن تقديرنا العميق لالتزام دولة الإمارات السخي بتقديم 10.25 ملايين دولار، فضلاً عن دعمها الثابت لتشاد في استضافة أكثر من مليون لاجئ. يشكل تواجد شركاؤنا على أرض الواقع أمر في غاية الأهمية لكي يشهدوا الوضع بشكل مباشر، كما فعلت دولة الإمارات اليوم، حيث يستمعون إلى أصوات النساء اللاجئات. حيث تعكس هذه الجهود التفاني الذي يهدف إلى تلبية الاحتياجات العاجلة للمتضررين'.
وتعد دولة الإمارات أكبر المساهمين الرئيسيين في تقديم المساعدات الإنسانية، فمنذ بداية الأزمة في عام 2023 قدمت 230 مليون دولار أمريكي من المساعدات، بما في ذلك 10,000 طن من المواد الغذائية والإمدادات الطبية عبر 159 رحلة إغاثة. كما تعهدت بتقديم 100 مليون دولار في 'مؤتمر المانحين في باريس' الذي عُقد في أبريل 2024، حيث تم تخصيص 70 مليون دولار من هذه التعهدات للمنظمات الإنسانية و30 مليوناً لدعم اللاجئين السودانيين في دول الجوار مثل تشاد وأوغندا وجنوب السودان وإثيوبيا.

مقالات مشابهة

  • تقرير: الصراع بين الولايات المتحدة والصين يضرّ العالم
  • شيخ الأزهر: الصراع المسلح في شريعة الإسلام له قواعد وضوابط
  • الحزب القومي يبارك العملية النوعية للقوات المسلحة التي استهدفت يافا المحتلة
  • تقارب مصر وتركيا يفتح منفذاً بجدار الصراع المستحكم في ليبيا
  • الجيش اللبناني يحرر عراقي مختطف عند الحدود اللبنانية – السورية
  • الخارجية : عملية استهداف يافا تأكيد على وفاء السيد القائد
  • الحضور الجماهيري .. جمهور الهلال VS جمهور الاتحاد
  • الإمارات تخصص 10.25 مليون دولار لدعم النساء المتضررات من الصراع في السودان
  • أقرأ تأريخ الأحزاب عندنا، ستجد الشيوعي أكبر بلبوس