محمد فضل علي . كندا

فوجئ الجميع بالسجال المذهل والطريف والمؤسف في نفس الوقت بين السيد اركو مناي حاكم اقليم دارفور السوداني وبين مذيع قناة الجزيرة والصحفي النشط والمقتدر احمد طه الذي ظل يتابع ويوثق مجريات الامور في السودان ومرحلة مابعد الحرب و الكارثة القومية بطريقة لم يسبقه عليها احد من الصحفيين العرب المتخصصين في الشؤون السودانية .

.
ولكن ماهو سبب الزعل والانفعال الزائد عن الحد من قبل السيد حاكم دارفور في اجابته علي مذيع قناة الجزيرة الذي كان محددا ولم يخرج علي النص او يبدي اي تعاطف مع اي جهة ولكن يجب الانتباه الي ان السيد حاكم اقليم دارفور يتحمل المسؤولية بصورة فردية عن الطريقة الكارثية التي يدير بها حوراته مع الاجهزة الاعلامية باعتبارة واجهة لدولة عريقة مثل السودان التي جعل منها ومن نفسه مادة للسخرية والتهكم ولكن هذا الاركو مناي ليست له اي خلفية فكرية وليس عضوا في اي حزب او منظمة سياسية سودانية وبالطبع الرجل ليس اعلامي حتي تتم محاسبته علي اسس مهنية وهو في كل الاحوال يمثل نفسه ليس اقل او اكثر .
بينما يختلف الامر عندما ينظر الناس الي الناحية الاخري ومن يناصرون البرهان وقيادة الامر الواقع للجيش السوداني وحكومة الامر الواقع في مدينة بورتسودان الساحلية الذين يصفون بعثة تقصي الحقائق الاممية بافتقاد المهنية والاستقلالية واشياء من هذا القبيل .
عودة الي تعليق اللجنة غير المباشر علي تداعيات ونتائج الاعلان عن تقريرها وردود الفعل الرسمية والشعبية وسط اتجاهات الرأي العام السودانية .
تبدو لجنة تقصي الحقائق الاممية في السودان مصممة علي المضي حتي اخر المشوار من اجل الدفاع عن النتائج التي توصلت اليها عن الاوضاع في مرحلة مابعد الحرب السودانية وعلي المطالبة بالمزيد من الدعم السوداني والدولي لمشروع القوات الدولية لحماية المدنيين في السودان .
بل تضيف الي مطالبها مطلب اخر بضرور الملاحقة والمحاسبة ومحاكمة بعض اطراف الحرب السودانية بقولها وبصريح العبارة :
" ان التحدي الحقيقي هو غياب المساءلة لطرفي النزاع في السودان "
ويتضح ان الامر جد لا لعب عندما يقوم شخص بمستوي الامين العام لمنظمة الصحة العالمية بزيارات ميدانية لمعسكرات النازحين وضحايا الحرب السودانية ويلتقي بكبار المسؤولين السودانيين ويدلي بتصريحات يناشد فيها العالم بضرورة النهوض لدعم الشعب السوداني وانقاذه قبل فوات الاوان والرجل والامين العام لمنظمة الصحة العالمية طبيب اممي ينتمي الي جماعة التقراي الاثيوبية ولدية تجارب مماثلة من خلال ماتعرضت له عشيرته الاقربين من انتهاكات وجرائم حرب وابادة وتصفيات جماعية وتشرد ونزوح في ظل ظروف طبيعية قاسية مما يجعل لديه دافع نفسي قوي للتعاطف مع ضحايا الحرب السودانية والنازحين من النساء والشيوخ والاطفال.

وتوجه السيد محمد شاندي عثمان رئيس اللجنة الاممية المشار اليها بنداء الي الامم المتحدة والاتحاد الافريقي باخذ التوصية بارسال قوة دولية لحماية المدنيين في السودان محمل الجد نسبة الي ما وصفه بتدفق اسلحة جديدة ومتطورة لاطراف الحرب السودانية ويدور حديث مستمر في هذا الصدد عن الدعم الذي تتلقاه قوات الدعم السريع من دولة الامارات وهو الاتهام الخافت الذي ينظر اليه المجتمع الدولي بعين الريبة والشكوك كون الامارات العربية دولة ليست حربية وليس لديها سابقة في دعم الحروب والصراعات العسكرية في اقليم الشرق الاوسط وبعض اجزاء القارة الافريقية ولكن الامر يختلف جملة وتفصيلا بكل تاكيد عندما يتعلق الامر بدعم عسكري تركي او ايراني روسي او صيني للسودان والدول المشار اليها هي دول قمعية بالدرجة الاولي وتعمل علي التدخل العسكري حتي لو وصل الامر الي مرحلة انتهاك القوانين الدولية واحتلال اراضي الغير مثل الاحتلال التركي لاراضي الجمهورية العربية في ليبيا والتدخلات الايرانية المسلحة والمباشرة في العراق وسوريا واليمن وبلاد اخري .
ستمضي الامور الي نهاياتها شاء البعض ام ابي ولايزال الغموض يحيط بمواقف معظم القوي والتجمعات السياسية السودانية وبعض الجماعات المهنية المناهضة للحرب وهو امر مثير للدهشة والاستغراب فكيف يتم التعامل مع كارثة قومية وحرب مدمرة واوضاع مثل اوضاع السودان الراهنة باليات وطرق ووسائل مجربة من قبل في التعامل مع بعض الازمات السياسية العابرة واوقات التغير والتحولات السياسية في السودان في مراحل مابعد الانقلابات العسكرية والانتفاضات الشعبية دون مراعاة لفروق الوقت وطبيعة مايجري في السودان اليوم من خسائر جسيمة تحدث في العادة اثناء الحروب بين الدول والاخري وليس نتيجة ازمات وصراعات داخلية .
علي سبيل المثال اذا اراد المجتمع الدولي ان يستشير اصحاب الحق من السودانيين وينسق معهم من اجل ايجاد الحلول وايقاف الحرب ونزيف الدم في بلادهم فمن هي الجهة التي يمكن استشارتها في بلد تعاني من حالة فراغ سياسي وامني شامل علي اصعدة الحكم والمعارضة معا في بلد ينحصر فيها الامر بين بعض الموتورين والمرتزقة والمجانين المسلحين الذين يعتقدون بانه باستطاعتهم محاربة العالم كله وبين جماعات سياسية تجتمع بين الحين والاخر لتصدر حزمة من التوصيات وبيانات الشجب والادانة لهذا او ذاك من اطراف الحرب السودانية .
بلد لايوجد فيها كيان سياسي واحد ليقوم بمبادرة واحدة لتاسيسي كيان قومي في بلاد المهجر حيث تتوفر الحماية النسبية وحرية الحركة دون قيود وننتهز هذه السانحة لنتوجه بالتحية والتقدير الي النخبة الوطنية السودانية وتجربة المعارضة السودانية و قيادتها المركزية في قاهرة التسعينات وبعض دول الجوار السوداني من امثال الراحل المقيم فاروق ابوعيسي الامين العام السابق لاتحاد المحامين العرب الذي استغل موقعة النقابي في دعم المعارضة السودانية ومقاومة الطغمة الاخوانية منذ ايامها الاولي من خلال وحدة الصف وتوحد الارادة السودانية في ذلك الوقت خلف هدف واحد من اجل اسقاط العصابة الاخوانية الحاكمة رغم المشقة والام الخذلان لاخر قيادة شرعية للجيش السوداني من الذين التحقوا بالمعارضة السودانية علي امل منحهم الفرصة مجرد الفرصة لاعادة بناء القوات المسلحة والعودة بالبلاد والمؤسسة العسكرية السودانية الي مرحلة ماقبل الثلاثين من يونيو 1989 التحية للفريق الراحل فتحي احمد علي ورفاقة في هيئة القيادة الفريق عبد الرحمن سعيد واخرين من ضباط الجيش السوداني الاوفياء من ضحايا التعذيب وبيوت الاشباح والصالح العام محمد احمد الريح واخوانه الميامين ولاننسي رفاق الدرب الاعلاميين من عضوية اخر نقابة شرعية للصحفيين السودانيين الذين توافدوا الي مصر وساهموا في تاسيس تجربة وصلت الي مرحلة اصدار صحف يومية من خارج البلاد لاول مرة في تاريخ السودان في صحف الاتحادي الدولية وصحيفة الخرطوم الرحمة لكل الذين رحلوا عن الدنيا من رفقة الدرب الاوفياء .
ونتمني ان يعيد التاريخ نفسه بقيام ادارة سودانية في المهجر في ساعة معينة من مراحل تطور الازمة السودانية وقيام سلطة ظل شرعية تحظي باعتراف العالم والمجتمع الدولي لسحب الاعتراف بالسلطة الساحلية وحكومة الامر الواقع في مدينة بورتسودان وملاحقة رموزها من عضوية الحركة الاسلامية واعوانهم العسكريين لمنع المزيد من الدمار والانهيار وتدخلات دولية قد تتحول الي في مرحلة ما الي تدخلات ونوع من الوصاية الغير حميدة خاصة في حالة فوز الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الامريكية الشهر القادم .
رابط له علاقة بالموضوع

https://www.youtube.com/watch?v=0XFvVIAmZ8A  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الحرب السودانیة فی السودان

إقرأ أيضاً:

في ندوة بالقاهرة: مجمل الخسائر السودانية 127 مليار دولار ومصر الأولى بإعادة الإعمار

نظم مركز التكامل المصري السوداني ندوة مساء أمس “السبت” عن إعادة الإعمار في السودان، بمشاركة الملحق الثقافي بالسفارة السودانية بالقاهرة الدكتور عاصم أحمد حسن ممثلا للسفير عماد الدين عدوي، وبحضور عدد من الإعلاميين المصريين والسودانين والمهتمين بالعلاقات بين البلدين.

تشبيك إقتصادي

وابتدر اللقاء ممثل السفير السوداني الدكتور عاصم أحمد حسن، مشددا على الروابط الممتدة بين مصر والسودان منذ قديم الزمان، مقدما الشكر لمصر لوقوفها مع السودان في وقت الشدة، وقال نسعى لتطوير العلاقات لخدمة شعبي البلدين، مضيفا كنا ضيوف على مصر على مدى عامين لم نجد سوى الترحاب، ونريد التشبيك الإقتصادي مع مصر، وتابع لدينا إمكانيات ومواد خام تحتاج إلى عمل جديد، ونتطلع أن يكون لدينا إقتصاد المعرفة يعتمد على التعليم والتدريب والابتكار واستخدام التكنولوجيا، مؤكدا أن الاقتصاد السوداني يحتاج إلى نظرة أخرى خارج الصندوق بسبب ما دمرته الحرب، وقال نحتاج إلى عمل طفرة في الإنتاج من خلال اقتصاد المعرفة.

الواقع والمأمول

وتحدث رئيس مجلس إدارة المركز السوداني المصري للتكامل الدكتور عادل عبد العزيز عن إعادة الإعمار في السودان ومؤتمر رجال الأعمال المصري السوداني الأول الذي عقد بالقاهرة نوفمبر الماضي، وعن النسخة الثانية ببورتسودان والمتوقع انعقادها في شهر أبريل المقبل – وفق ما أعلنه السفير المصري بالسودان هاني صلاح – وقال عبد العزيز إن مصر لها الحق والأولوية في إعادة الإعمار للسودان، ولابد أن يكون لمصر جانب من المكاسب مقابل المساعدة والوقفة الحقيقية مع السودان في وقت الشدة، وعرض عبد العزيز ورقة المركز عن اسهام المؤسسات والشركات المصرية في إعادة إعمار السودان الواقع والمأمول، وأبانت الورقة أن مجمل الخسائر التي خلفتها الحرب في القطاعات الإقتصادية المختلفة في السودان حتى اللحظة بلغ 127 مليار دولار قابلة للزيادة.

الأولوية لمصر

وأوضح عبد العزيز أن مصر هي الأولى بإعمار السودان لسببين، وقال إن السبب الأول يرجع إلى أن العمليات الحربية في نهاياتها الآن، وماتبقى من عمليات تمشيط وتنظيف يجرى على قدم وساق، مضيفا أن السبب الثاني هو أن الدول والمنظمات والشركات الكبرى تحتاح للمعلومات قبل فترة معقولة للتخطيط للاسهام في إعادة الإعمار، واستعرض عبد العزيز من خلال الورقة مقومات الشراكة بين مصر والسودان، فيما يخص الأراضي الزراعية والثروة الحيوانية والطاقة الشمسية والمياه والأمطار والموقع المتميز التي يمتكلها السودان، في مقابل الامكانات والخبرة والمصانع والقدرة على حشد التمويل وفتح الأسواق التي تمتلكها مصر، كما استعرضت الورقة الأعمال الجاري تنفيذها بين البلدين في الربط الكهربائي والسككي والفرص المتاحة للتمويل في إطار الإعمار، إضافة إلى المشروعات الإقتصادية الأساسية لمرحلة مابعد الإعمار.

جاهزية السودان

وتساءل الحضور عن مدى جاهزية السودان الآن لاستقبال رجال الأعمال المصريين، وعن المناطق الآمنة التي يمكن الاستثمار بها، مؤكدين أن رأس المال جبان، ولا يمكن إقامة مشروعات في السودان الآن في ظل الحرب الدائرة، وأوضح الحضور أن هناك تساؤلات كثيرة من رجال الأعمال المصريين عن كيفية إقامة مشروعات في السودان في ظل الحرب وعن التوقيت المناسب لذلك. من جانبه أكد المستشار الفني بالسفارة السودانية بالقاهرة قريب الله عبد العزيز أن الوقت مناسب الآن للإعمار في السودان، وأن القوات المسلحة هي المسيطرة بصورة كبيرة على البلاد ولم يتبق لها في العاصمة سوى جيوب صغيرة للتمرد، وسوف تقضي عليها في الأيام القليلة المقبلة، وقال قريب الله إن الحرب الآن على مشارف النهاية، وإن القوات المسلحة الآن تمتلك زمام الأمر، مجددا التأكيد على أن مصر هي الأحق بأن تعيد الإعمار في السودان لوقوفها بجانبه في هذه الأزمة، مضيفا أن معظم الولايات في البلاد مرشحة الآن لإعادة الإعمار وخاصة الخرطوم التي أحدث بها الدعم السريع دمارا كبيرا، ماعدا ولايات دارفور والتي مازالت الحرب دائرة فيها.

تخفيف التعقيدات

وعاد المستشار الثقافي بالسفارة مجددا للحديث عن هروب رؤوس الأموال السودانية إلى كل من رواندا وسلطنة عمان واثيوبيا، وعن مغادرة 3000 آلاف طالب سوداني إلى رواندا بسبب التعقيدات في مصر، داعيا إلى تسهيل الإجراءات والتخفيف من التعقيدات في مصر منعا لهروب هذه الأموال، ومغادرة الطلبة وقال لابد من تسهيل التحويلات المصرفية، مؤكدا أن مصر هي الدولة التي وقفت جانب الشعب السوداني، وقال نشكر الرئيس السيسي وللحكومة والشعب المصري هذه الوقفة التي سجلها التاريخ، مضيفا أن الهدف الأساسي من هذا اللقاء هو دعوة الجانب المصري للاستثمار في السودان وإعادة الإعمار، ونحن نحتاج اقتصاد المعرفة في السودان، مطالبا بتسهيل حركة رجال الأعمال السودانيين والحصول على الإقامة بمصر، وقال إن رجل الأعمال لم يأتي سائحا، وإنما يحتاج إقامة تمكنه من الدخول والخروج وهذا هو أساس الاستثمار، مؤكدا أن السودان آمن الآن، وقال إن قائد مليشيا الدعم السريع “حميدتي” لديه آلة عسكرية وآلة إعلامية، وإن الآلة العسكرية انتهت، ولازالت الآلة الإعلامية موجودة، لافتا إلى أن هناك قصور في عمل الآلة الإعلامية في السودان ومصر تجاه الحرب، ووعد بتنظيم زيارات للصحفيين ورجال الأعمال المصريين إلى السودان لمعرفة الأوضاع على الأرض، وقال نريد عمل سوق حرة بين السودان ومصر، لأن لدينا منتجات كبيرة جدا هذا العام ومصر هي المنفذ الوحيد الآن للسلع السودانية.

متابعة التوصيات

بدوره أشار المدير العام لمركز التكامل السوداني المصري الدكتور عبد الله محمد عثمان إلى الإتفاق على تشكيل لجنة فنية لرؤساء المجموعات الاستشارية لمتابعة توصيات الملتقى الأول لرجال الأعمال المصريين والسودانيين، وقال إنهم في انتظار الإسراع بتشكيلها وصدور قرار من السفارة بذلك، مضيفا نتلقى يوميا إتصالات من رجال الأعمال المصريين عن ماذا بعد المنتدى الاقتصادي.

القاهرة- المحقق- صباح موسى

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • المسكوت عنه في الحرب السودانية
  • جهود دولية وإقليمية حثيثة لتوحيد منابر حل الأزمة السودانية
  • مدير المركز الألماني السوداني للسلام: ما يجري تبادل أدوار بين”البرهان وحميدتي” وليس حربا
  • الفن التشكيلي السوداني- النشأة، الرواد، ومدرسة التشكيل السودانية لمحة
  • الثالوث الذي دمر حميدتي
  • وزارة الخارجية تُعرب عن إدانة المملكة واستنكارها للهجوم الذي استهدف موكب رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية
  • نائب رئيس مجلس السيادة يلتقي رئيس جمهورية جنوب إفريقيا
  • في ندوة بالقاهرة: مجمل الخسائر السودانية 127 مليار دولار ومصر الأولى بإعادة الإعمار
  • ظل مقيما في السودان خلال فترة الحرب.. وزير الخارجية يستقبل سفير جمهورية زيمبابوي لدى السودان
  • “عافية”.. خطوة من القنصلية السودانية في أسوان لتخفيف معاناة المهجرين