سودانايل:
2025-02-06@23:53:28 GMT

الإطارى أو الحرب

تاريخ النشر: 10th, September 2024 GMT

عادل محجوب على

adelmhjoubali49@gmail.com

• يقشعر البدن السوى من سوء الطوية وخبث النية الذى يطفح بتمرير رسائل لغمار الناس تهدف لقلب الحقائق رأسا على عقب لأجل أشباع رغبات أجندة مقيتة رغم أنف المصداقية التى يحضنا عليها ديننا الحنيف ..والذى يحذرنا بأن المنافقين فى الدرك الأسفل من النار لعظم تداعيات مايرتكبونه من جرم فى حق مجتمعاتهم وعظم ما يدمغون به ذاتهم من إثم .

.
• وتجزئة الكلام ، ليتوافق مع النوايا القذرة، يرتد سهمه لمن يطلقه، من جراء خطله ،ويقل أثره بالمجتمعات المستنيرة كبيرة درجة الوعى. وهى الكتلة الحية ..والتى تدرك أن ما وراء الأكمة ما ورائها ، وأما زبد خديعة البسطاء مهما طغى وتمدد ، سيذهب جفاء ، بعد أن يغمره نور الحقيقة الساطع طال الزمن او قصر ،وتلك سنن الله فى الكون يمهل ولا يهمل .
•يقول رسولنا الكريم عليه أتم الصلاة وأصدق التسليم أن بالجسم مدغة ، إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ، الا وهى القلب . وفساد كثير من القلوب ، هو سر ما نعانيه الآن ، من مآل الحال الناتج من سوء النوايا وقبح أقوال التلفيق و الكذب وبث الكراهية وأفعال الشر و الإنتقام .
•وحديث بابكر فيصل رئيس المكتب التنفيذى للتجمع الاتحادى وعضو مركزية الحرية والتغيير بندوة بدار حزبه قبل اندلاع الحرب العبثية حسب توصيف الفريق أول البرهان ومنتصر ها مهزوم حسب حديث نائبه وخصمه حميدتى.
•والذى تم اجتزائه مثل لا تقربوا الصلاة!! ..فى إطار الحملة الإعلامية المنظمة ، والمخطط لها بخبث ومكر ، كجزء من الخطة الكبرى للثأر من ثورة الشعب ، وعودة الرأس لجسد الدولة الذى لم يبرح مكانه ، وقطع الطريق على فك أركانه ، بدون تدبر لمآلات خطل الامر الكارثية .
• وكان رئيس المكتب التنفيذي للتجمع الاتحادي بابكر فيصل يتحدث في الإفطار السنوي للتجمع في ١٣ أبريل ٢٠٢٣م أي قبل اندلاع الحرب بيومين ويحذر من حرب وشيكة بين الجيش والدعم السريع يخطط لها أنصار النظام البائد، وقال أن المخرج الوحيد للبلاد للخروج من هذا المأزق، هو التوقيع على الاتفاق الإطاري، والذي بدونه ستتجه البلاد نحو الحرب ، في ظل التشظي والانقسام الواقع في المؤسسة العسكرية.
وأضاف أنه إذا اندلعت حرب في السودان فسوف تكون حرباً أهلية.
•ولنفترض أنه قال الإطارى أو الحرب ولم يزيد بالتوضيح فهذه حقيقة كانت بائنة وصدق حدسه ووضح صحة قرأته لواقع الحال والتنبؤ بالمآل .. وهذا يحسب له لا علية ، إذا صدقت النوايا ، وتم حساب التكلفة و العائد والفرق بين تنفيذ الإطار وقيام الحرب بتجرد وعدل بعد الذى حدث .
• فمن هم أطراف الإطارى ؟! أليس هم القوات المسلحة التى وقع عنها قائدها العام البرهان وقوات الدعم السريع التى وقع عنها قائدها حميدتى وهما طرفان مهمان مع عشرات الأطراف غيرهما ، وأهم بنوده كانت انشاء جيش قومى مهنى محترف واحد وهذا ماينص عليه الدستور وقانون القوات المسلحة ، وهو اساس تماسك الوطن ، وكان سيكون الواقى من ماحدث .
• ومن يضير هذا ولماذا ؟! بالمنظور الأنانى الضيق المتضرر هو المؤتمر الوطنى ، الذى أجتهد خلال ثلاثة عقود من الزمان فى أدلجة القوات النظامية كراس رمح ، رغم انف الدستور والقانون الصورى ، والذى كان بالنسبة لهم مثل صنم العجوة ، يصنعونه و يأكلونه وذلك لتنفيذ خطة استراتيجية التمكين ، التى تهدف لاستمرارهم فى الحكم إلى أن يسلموه لعيسى كما يقولون . وإصلاح القوات النظامية وفق ما هدف الإتفاق الإطارى مقطوع الطارئ سينسف كل ما قاموا به فى هذا الشأن ، وكذلك الخوف على مصالح الذات والتنظيم من غول تفكيك التمكين الذى أقره الإتفاق الإطارى لأجل قيام دولة المواطنة المتساوية .. .والتى بمنظور الدين ، هى اساس العدل والمساواة وقاعدة الإنطلاق النزيه للتبادل السلمى للسلطة وفق الانتخابات الحرة النزيه المستندة على مؤسسات دوله مستقلة مراقبة بآليات النظام الديمقراطى الفاعلة .
• ومن يخشى حدوث هذا الأمر خوفا من تضرر مصالح ذاتية أو حزبية ضيقة هم أعضاء المؤتمر الوطنى و توابعهم ، لذا جاءات مقاومة الإتفاق الإطارى والتحشيد ضده والتهديد والوعيد تحت مرأى ومسمع الحاكمين ، والأجهزة الأمنية المتماهية ، حتى حلت الكارثة فعلا بالوطن كما قال الوعيد من دون أى تدخل منها يوقف تدحرج كتلة الحريق وهذه من المسالب الموضوعية لموالاة القوات النظامية للأحزاب ، ولذا يجب أن يقف ضد هذا الخطل القاتل كل حزب شريف .
• وبالنظر بعقل ، وصفاء صدر، لحديث انس عمر المبذول بالوسائط عن :- (الإطارى مقطوع الطارئ سندفنه وندفن من وقوعه) ، وحديث الناجى عبدالله قبل الحرب بيومين فى افطار جماعى :- (الإطارى ده الا تبلوا وتشربوا مويته والله الا تطبقوا فى ألمانيا أكثرنا من الأفطارات والمهرجانات والحشود جاءوقت العمل جاهزين ولا ما جاهزين) وسط هتافات جاهزين جاهزين ...وحديث الحاج آدم عن طرشقته وغيرهم من أنصار الحركة الإسلامية ودقهم الواضح لطبول الحرب على رؤوس الأشهاد ...وبعد كل هذا التحشيد الواضح وما خفى حتما كان أعظم ..تجد بعض السذج من الناس يصدقون مايرمى له الفلول من قلب الحقائق المتعمد رأسا على عقب لتجريم البرىء وتبرئة المجرم ..بصورة هى ابشع من الظلم ، وذلك انسياقا وراء الأجندة الوقحة ،المجردة من قيم الدين ، وشجاعة إقرار الفرسان .
• ولا يعنى هذا أن الدعم السريع كان هو الحمل الوديع ، الذى ينتظر الإنفضاض عليه ، وهو أبن مدرسة التمكين ، وولد الفأر حفار ،وقد ظل يعمل لسنوات لأجل التمكين السياسى عبر بؤر النفوذ الإجتماعى النظار والعمد والطرق الصوفية ومنظمات المجتمع المدنى الأخرى أمام أبصار الجميع ويبذل لهم العطايا من ما ظفر به من تمكين إقتصادى من ذهب الوطن الهامل وشركات الصادر والوارد المتمددة أفقيا ورأسيا ، مع التمكين العسكرى المبذول له والمشاهد ، والذى صنع عبره علاقات دولية وإمداد، و عوائد إرتزاق ، وكأنه جزيرة معزولة أو بقرة مقدسة .
• وبعد كل هذا وبمنتهى الظلم الذى يهتز منه عرش الرحمن و يجلب غضب العليم الخبير ،تنطلى على الكثيرين موجات التجريم المكلوفة ، عبر الغرف المصنوعة والتى تستهدف الثأر من ثورة الشعب و مناصريها وحكومتها التى كانت عمد بلا أطيان ، • ورموزها لايملكون حتى عصى يهشون بها دعك ،من تسببهم بالحرب والتى ظلوا أكثر المحذريين من اندلاعها ، والعاملين على عدم قيامها ، والداعين لتوقفها بعد أن وقع الفأس على الرأس .
• الجميع ينتمى لوطن وصل من الدمار للحضيض وما حدث لأهله من الموت والمعاناة والتشريد وضنك العيش بلغ شأوا بعيد ..وتدخل فى شأننا خيار وشرار الأجاويد ورغم ذلك ،مازال الجميع فى غيهم يعمهون وفى مواقفهم متمترسون وكأن ليس من بينهم وجيع ..رغم ما يتهدد الوطن من ديناميات تداعيات الحرب الداخلية وعبث الأيادى الخارجية المتسارع ..
تبا لزهو الذات فوق أنقاض الضياع
حجب الضوءوارتداء أقنعة الخداع
والوطن الجريح يئن من اهول أفعال الرعاع

   

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

للسياسيين فى (قراند بورتسودان).. السودان لم يعد كما كان

لا ادري هل تدرك قوانا السياسية فى الحكومة والمعارضة ان هنالك ثمة واقع جديد شكلته الحرب ام لا، ولكن عليهم ان يدركوا ان السودان بعد الحرب لن يحكم بالطرق القديمة وان هنالك (ماكيت جديد لنج)، انتجته ديناميكية المعركة سيكون ناظما للحراك المستقبلي فى اي مسعى لترتيب مشهد الحكم فى البلاد.

صعدت اثناء هذه الحرب قوى سياسية ومجتمعية، لم تدخل ميدان المعركة عبر اللافتات السياسية ولا المنصات الحزبية، باتت جزءا من تشكيل النسيج المؤثر فى تحريك خيوط الترتيب للمشهد القادم، وفي المقابل سقطت قوى اخرى من وجدان الشارع والناس لانها ابدت تماهيا مع انتهاكات المليشيا وفشلت فى امتحان الوطنية المكشوف وسقطت وسقطت وخسرت قلب المواطن الذى بحث عنها فى عز محنته فلم يجدها..

لا اعتقد ان بيئة مابعد الحرب ستكون مناسبة لحكم الأحزاب ووجودها على سدة الحكم، الاجدي ان تكون هنالك فترة انتقالية طويلة تعتمد التكنوقراط بوجود الجيش بعيدة عن عبث الممارسات القديمة، مرحلة يتعافى فيها الوطن من جراح الحرب، تعده الى مرحلة الانتخابات بعد تعقيمه وعلاجه من امراض الفساد السياسي والتسلط على رقاب الناس.

والافضل للاحزاب خلال هذه المرحلة ان تعود الى دورها وتنظم قواعدها – ان وجدت- وتقدم برامج حقيقية بعيدا عن الاكلشيهات المرحلية والهتافات والشعارات الزائفة، واستدعاء البطولات من كتب التاريخ.

الواقع السياسي القادم لن يتجاوز باي حال من الاحوال القوى الجديدة وتيار الشباب الثائر المرابط فى الخنادق والممسك بالبنادق، فهم يمثلون سلطة الشعب ، لم يستاذنوه ولم يقدمهم ولكنه علم باخلاصهم ووطنيتهم واعتمدهم زادا لمقبل الايام فى سودان ما بعد الحرب.
غير الممسكين بالزناد- الذين تدافعوا لتحرير السودان شبرا شبرا – هنالك ايقونات مدنية وتنظيمات شبابية صعدت مع الحرب عبر رافعة الافعال لا الاقوال ، وصارت معتمدة لدى الشارع وسيكون لها دور تاريخي مؤثر بعد الحرب ، فقد وجدهم الناس فى تنظيم التكايا وتقديم العلاج وتبني المبادرات الخيرة يهشون عنه الجوع والمسغبة ويطردون المرض عن جسده المنكوب ويحفظون حقه فى العيش بعزة وكرامة.

على قوانا السياسبة التى تجتمع فى بورتسودان الان ضمن مبادرة الحوار السوداني لتشكيل مرحلة مابعد الحرب بالتزامن مع اعلان تعديلات الوثيقة الدستورية، وتشكيل الحكومة الجديدة عليهم ادراك ان السودان الجديد فى مرحلة ما بعد الحرب لن يحكم بذات الادوات القديمة التى اورثتنا ما نحن عليه من دمار وحرب هددت وجود الدولة السودانية ووضعتها امام اصعب امتحانات البقاء على قيد الحياة..

الذين يحاولون اختطاف سلطة ما بعد الحرب ليتهم سجلوا زيارات الى المناطق المحررة ، واستمعوا لحماس الشباب الثأئر فى الخطوط الامامية ووقفوا على فيوض الوطنية التى تتدفق من الحناجر والخنادق، وعايشوا رهق اللحظات العصيبة للمشاركين من المجاهدين والمستنفرين وبراؤون وحتى منسوبي ثورة التغيير السودانية، هذا الامر عبر عنه الفريق اول ياسر العطا عضو مجلس السيادة ، مساعد القائد العام للجيش بقوله (كيزان يقاتلوا معانا فوق راسنا شباب غاضبون يقاتلوا معانا فوق راسنا شباب المقاومة يقاتلوا معانا وفوق راسنا)، وربما التقطه الفريق اول عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة، القائد العام للحيش في تاكيده خلال لقائه بالرموز المجتمعية فى ام درمان مؤخرا بوجود تشكيلات شبابية صاعدة.

لو كنت مكان القائمين على امر الدولة لاستصحبت السياسيين المرابطين فى (فندق القراند) ببورتسودان الي مناطق العمليات والمواقع المحررة ليروا بام اعينهم ويدركوا ان امر السلطة فى السودان لن يعود مثلما كان ، وان زمن المحاصصات وعهد الانقياد الاعمى للولاءات القديمة قد انقضى وان زمان ( حيكورة) السلطة لفلان او علان قد مضى الى غير رجعة..

رأينا شباب القوى الجديدة فى الخطوط الامامية وفي المواقع المحررة ، يتدفقون كما السيول الجارفة يجمعهم حب الوطن ويؤلف بينهم الكاكي، شرف الجيش والوطن، يقبلون على حب البلد بافئدة خالية من ( كلسترول السياسة)، همهم بقاء السودان واحد موحدا وعزيزا كريما.. رايناهم فادركنا ان قوى حديثة تنهض متجاوزة الاحزاب المتكلسة وفشلها التاريخي..

لن نقول ان من يوجدون فى الخنادق الان ويمسكون بالبنادق يريدون السلطة، ولن ندعو كذلك لمحاصصة تاتي حسب مستوى المشاركة فى الحرب ولو قلنا ذلك سنكون محقين ، ولكن نوصي قوانا السياسية بان تستصحب الواقع الجديد فى سعيها للحفاظ على نفوذها السلطوي وحصتها فى كعكة الامتيازات.. فالسودان لم يعد كما كان… والشعب كذلك..

*محمد عبدالقادر*

صحيفة الكرامة

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • ونحن فى انتظار شهر الرحمات.. انتى فين يا حكومه؟!
  • مساعد وزير الخارجية الأسبق: مصر تتمسك بمحددات تسوية القضية الفلسطينية.. ولم أشك لحظة في ردها الحاسم
  • «فتاة وبحيرتان».. رواية تُبحر فى أعماق النفس والقدر
  • فى الحركة بركة
  • ترامب المظلوم.. وكلوديا الثائرة!
  • حجاب الفنانات موضة رمضان
  • عادل حمودة يكتب: أسوأ ما كتب «بوب وود ورد»
  • للسياسيين فى (قراند بورتسودان).. السودان لم يعد كما كان
  • محمد عبدالقادر يكتب عن رحلة المخاطر والبشريات
  • معرض القاهرة الدولي للكتاب يختتم فعالياته اليوم.. وضيوف عرب: حدث يليق بعظمة مصر