سودانايل:
2024-09-17@08:31:12 GMT

حرب مازالت تستهدف المواطن

تاريخ النشر: 10th, September 2024 GMT

بقلم: تاج السر عثمان

١
اشرنا سابقا للدمار الكبير الذي احدثته الحرب التي دخلت شهرها السابع عشر، وشردت ملايين المواطنين وحولتهم من منتجين الي نازحين،اضافة لشبح المجاعة الذي يهدد أكثر من ٢٥ مليون سوداني يعانون من نقص الغذاء، وتضرر ٢٤ مليون طفل من الحرب، وخروج أكثر من ٧٠٪ من مناطق الإنتاج الزراعي عن عملية الإنتاج مما تسبب في فشل الموسم الشتوي والصيفي للعام ٢٠٢٣ / ٢٠٢٤، مما أدي لبروز الدعوات لإعلان المجاعة في السودان وضرورة وقف الحرب لضمان وصول المساعدات الإنسانية.


كما عطلت الحرب خدمات العلاج والتعليم وصيانة المرافق العامة بعد تحول جل الميزانية للحرب، كما هو الحال في انهيار سد واثار السيول والامطار التي قطعت طرق في ولايات السودان المختلفة، وتزايد حالات الكوليرا.
كما استهدفت الحرب المواطن وتصفية الثورة ، كما في حملة الاعتقالات والتعذيب االتي يقوم بها طرفا الحرب ضد المعارضين، وإعادة قانون الأمن لممارسة القمع والتعذيب للمعارضين كما حدث اخيرا في كسلا ، تعديل قانون الأمن اباح الاعتقال والحجز التعسفي ، ليتم التراجع عن إنجاز الثورة في ان جهاز الامن لجمع المعلومات، مما يتطلب أوسع حملة لإلغاء تلك التعديلات ووقف حملات الاعتقال التعسفي للمواطنين والتعذيب في سجون الدعم السريع والجيش، وأن حكومة الأمر الواقع لا شرعية في اصدار قوانين أو التصرف في أراضي وثروات البلاد في غياب السلطة الشرعية المنتخب التي تمثل شعب السودان.
هذا فضلا عن الانتهاكات التي حدثت في الحرب والجرائم ضد الانسانية وإلابادة الجماعية والتطهير العرقي والعنف الجنسي ، ونزوح الملايين داخل وخارج البلاد، وقطع خدمات المياه والكهرباء وشبكة الانترنت، ومقتل واصابة وفقدان الالاف من الأشخاص، اضافة لتدمير البنيات التحتية مثل: جريمة قصف كبري شمبات، والأسواق، ومصفاة الجيلي التي لها آثارها البيئية والاقتصادية، ومرافق الدولة الحيوية والمصانع والأسواق والبنوك ومواقع الإنتاج الصناعي والزراعي، ونقص الخدمات الصحية وانتشار الأمراض مثل: الكوليرا والملاريا ، الخ.
٢
وضح جليا أن الحرب جاءت لتصفية الثورة والاستمرار في نهب ثروات البلاد من المحاور التي تغذي الحرب مثل : الإمارات التي تتهمها الحكومة بتسليح الدعم السريع، الصين وروسيا ومصر وتركيا وايران التي تسلح الجيش، مما يهدد تفاقم النزاع والصراع الإقليمي والدولي لنهب ثروات البلاد، تقسيمها.
إضافة إلى ان الحرب جاءت مواصلة للانتهاكات ومجازر ما بعد انقلاب (25) أكتوبر التي هي امتداد لمجازر اللجنة الأمنية بعد انقلابها في 11 أبريل 2019 ،مثل مجزرة فض اعتصام القيادة العامة والولايات التي مازالت تنتظر القصاص العادل للشهداء، اضافة للمجازر الأخري في اطلاق الرصاص علي المظاهرات السلمية كما حدث في الأبيض وغيرها.
فضلا عن مجازر النظام البائد ضد الانسانية وجرائم الابادة الجماعية في دارفور التي تتطلب تسليم البشير ومن معه للمحكمة الجنائية الدولية، التي استمرت بعد الحرب، كما حدث في جرائم الابادة الجماعية في الجنينة ، وزالنجي، نيالا، والابيض، جنوب كردفان، جنوب النيل الأزرق والجزيرة، وما يجري في الفاشر حاليا من انتهاكات، والمضايقات ضد النازحين فى عطبرة واثيوبيا وغيرهما.الخ.
إضافة لمحاولة تحويل الحرب الي عرقية واثنية ، وما تبعها من سلب ونهب واغتصاب للنساء.
٣
بالتالي يصبح ضروريا خروج الجيش والدعم السريع من السياسة والاقتصاد، ولا يمكن تكرار التسوية مع طرفي الحرب بحيث يتم الافلات من العقاب الذي يشجع على المزيد من ارتكاب الجرائم والانتهاكات كما حدث في تجربة بعد ثور ديسمبر، وتجارب ما بعد الاستقلال.
فالحرب هي نتاج للآزمة العامة التي نتجت بعد الاستقلال ، ودخول البلاد في الحلقة الجهنمية من الانقلابات العسكرية التي أخذت أكثر من 57 عاما من عمر الاستقلال البالغ أكثرمن 67 عاما، فلم تنعم البلاد بالاستقرار السياسي والاقتصادي والسلام ، اضافة للقمع الوحشي من تلك الأنظمة الديكتاتورية والمدنية ، وما نتج عنها من انتهاكات ومجازر لم يتم فيها المحاسبة. مما يتطلب ترسيخ وتوسيع الجبهة الجماهيرية القاعدية من اجل:
– وقف الحرب واستعادة الثورة، وتوصيل المساعدات الإنسانية، وعودة النازحين لمنازلهم وقراهم، وتجسين الأوضاع المعيشية والاقتصادية التي تدهورت، وصرف مرتبات العاملين التي تأخرت لأكثر من ١٠ شهور، وتركيز الأسعار مع زيادة الأجور التي تآكلت. ودعم الدولة للوقود والتعليم والصحة والدواء والمزارعين لضمان نجاح الموسم الزراعي ودرء خطر المجاعة.
الترتيبات الأمنية لحل الدعم السريع ومليشيات المؤتمر الوطني وجيوش الحركات وقيام الجيش القومي المهني الموحد الذي يعمل تحت إشراف الحكومة المدنية ، وضم كل شركات الجيش والأمن والشرطة والأمن والدعم السريع لولاية وزارة المالية.
المحاسبة وعدم الافلات من العقاب.
السيادة الوطنية وحماية ثروات البلاد من النهب، ومقاومة المخطط لتقسيم البلاد ونهب ثرواتها، وقيام علاقات خارجية متوازنة مع كل دول العالم.
وغير ذلك من مهام الفترة الانتقالية وأهداف الثورة.

alsirbabo@yahoo.co.uk  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: کما حدث

إقرأ أيضاً:

وفاة اثنين أو ثلاثة معتقلين يوميًا في معتقلات الدعم السريع

(نجوم في الحرب)
سلسلة حوارات يجريها:
محمد جمال قندول
الصحفي طارق عبد الله يروي يوميات الاعتقال والحرب لـ(الكرامة):
اتهموني بأني”الانصرافـي” واعتقــلوني فى مكان يعــج بـالقمـل والمجانيـن
(….) هـؤلــاء باعــوني بسعــرٍ بخــس
وفاة اثنين أو ثلاثة معتقلين يوميًا بسبب الجوع والاهمال
كنا نقضي حاجتنــا في “جــرادل” والحمــام ممنــوع..
انتظــرت تصفـيتــي وواجهتهم بســلاح (….)
(….) هــو الحــل الوحيــد للنجــاة من أولئــك الأوبــاش
قالـــوا لي أنت موالٍ للجيش وتتــواصل مع العطــــا
ربما وضعتهم الأقدار في قلب النيران، أو جعلتهم يبتعدون عنها بأجسادهم بعد اندلاع الحرب، ولكنّ قلوبهم وعقولهم ظلت معلقةً بالوطن ومسار المعركة الميدانية، يقاتلون أو يفكرون ويخططون ويبدعون مساندين للقوات المسلحة.
ووسط كل هذا اللهيب والدمار والمصير المجهول لبلاد أحرقها التآمر، التقيتهم بمرارات الحزن والوجع والقلق على وطن يخافون أن يضيع.
ثقتي في أُسطورة الإنسان السوداني الذي واجه الظروف في أعتى درجات قسوتها جعلني استمع لحكاياتهم مع يوميات الحرب وطريقة تعاملهم مع تفاصيل اندلاعها منذ البداية، حيث كان التداعي معهم في هذه المساحة التي تتفقد أحوال نجوم في “السياسة، والفن، والأدب والرياضة”، فكانت حصيلةً من الاعترافات بين الأمل والرجاء ومحاولات الإبحار في دروبٍ ومساراتٍ جديدة.
وضيف مساحتنا لهذا اليوم هو الكاتب الصحفي الكاتب الصحفي طارق عبد الله، الذي اعتقلته ميليشيا الدعم السريع الإرهابية من مسكنه بالحاج يوسف:
حدثنا عن اعتقالك كيف وأين تمّ؟
اعتقالي تمّ من مدينة الحاج يوسف، عندما اقتحمت قوةً مسلحةً مكونة من ستة أشخاصٍ المنزل بحُجة أنهم يريدون شقيقي للاشتباه في أنّه (أبولداي) ( عسكري) ، وأخبرتهم أنّه غير موجود ولا يسكن معنا، وأنّه يقيم في منزل الوالد وأنّ المنزل خاصٌ بي ومعي أُسرتي الصغيرة المكونة من زوجتي وأبنائي الأربعة، ومعي والدتي وشقيقتاي وشقيقاي مرضى، وأنّ شقيقي الذي يبحثون عنها يأتي لزيارتنا فقط وهو خريج “تقنية معلومات”، فطلبوا مني أن أرافقهم لأنهم يريدونني أيضًا، ثم قاموا بتفتيش المنزل وإرهاب الأسرة والتحقيق مع جارتنا التي جاءت لزيارة والدتي المريضة، وبعدها قاموا بعصب عيني وقيدوني بالحبال وأدخلوني في “ركشة” ونقلوني لمكتب الاستخبارات بالحاج يوسف.
ماذا وجهوا لك من اتهامات؟
وجهوا لي اتهاماتٍ بأنني موالٍ للجيش وأكتب تقاريرًا عن الدعم السريع، ولدي تواصل مع الفريق أول ٩ياسر العطا، ويشكون في إنني (الانصرافي)، والأخيرة بسبب مشاركتي في عدة صفحات على “الفيس بوك” ترتبط بعملي مثل: صفحة جامعة العلوم والتقانة، وصحيفة خاصتي باسم “ليدرز برس” وصفحاتٍ أخرى من اهتماماتي.
حدثنا عن يوميات الاعتقال؟
يوميات الاعتقال كان صعبةً جدًا، تنقلت فيها بين مكتب الاستخبارات وقضيت فيه خمسة أيامٍ، ثم معتقل الرياض وقضيت فيه خمسة عشر يومًا كانت من أسوأ أيام عمري بسبب أنّ المعتقلٌ سيئٌ جدًا وعبارة عن “بدروم” بعمق (6) أمتارٍ تحت الأرض ولا تتوفر فيه أي خدماتٍ ومكتظٌ بالمعتقلين، ونحن حوالي مائة شخص كنا ننوم جالسين على دَرجُ السُلّمِ، وبعد يومين وعن طريق جاري المعتقل وجدت نصف مترٍ أنوم فيه، وطيلة تلك الأيام نقضي حاجتنا في جرادل، الحمام ممنوع والسواك غير ممكن بسبب شح الماء، والمعتقل يعُج بـ”القمل والمجانين”، وبعدها نقلوني إلى سجن سوبا الذي كان بالنسبة لنا رحمةً.
مأساة عايشتها أيام الاعتقال؟
كثيرةٌ جدًا المآسي، تخيل أنك يوميًا تصلي على اثنين أو ثلاثة يجلسون معك ماتوا بسبب الإهمال والجوع.
كيف خرجت؟
خرجت بضغطٍ من زملائي الصحفيين بكل كياناتهم في “الاتحاد والقاعدة المستقلة والنقابة” وغيرها من الأجسام الصحفية ومئات الزملاء الذين وقفوا معي بأقلامهم واتصالاتهم، وتجاوب زملائنا القُدامى الذين انضموا للدعم السريع منهم “نزار سيد أحمد والطيب خليل”، وقد سعت كل هذه المجموعات في أن يطلق سراحي حتى تحقق ذلك، وإني أشكرهم جميعًا على تلك الوقفة المشرفة.
تجربة الاعتقال؟
تجربة الاعتقال كانت مفيدةً، فقد عرفت منها المخبوء وسط الشعب السوداني، ومنه عرفت الكثير من خفايا الحرب وخرجت منها بإيمانٍ قاطعٍ بأنّ الحل الوحيد للنجاة من هؤلاء “الأوباش” هو التوسل إلى الله. فخرجت بقوةَ إيمانٍ لم تكن متوفرةً لي في السابق، وفي الأيام الأولى كنت انتظر تصفيتي حسب تهديد الذين اعتقلوني فواجهتهم بسلاح الدعاء والحسبنة والاستغفار.
أين كنت أول يوم الحرب؟
عندما اندلعت الحرب كنت داخل مكتبي بجامعة العلوم والتقانة، و،(نحن طالعين) عرفت من مواقع التواصل الاجتماعي بأنّ هنالك اشتباكٌ في المدينة الرياضية، وأيقنتُ أنّ الاشتباك سيتمدد نظرًا للانتشار الواسع لقوات الدعم السريع في الخرطوم، فوجهت من معي بالمغادرة وتحركت إلى منزلي بالحاج يوسف ووصلت الساعة الثالثة ظهرًا.
كيف علمت بنبأ اندلاع الحرب؟
من مواقع التواصل الاجتماعي.
هل كنت تتوقع الحرب؟
كنتُ أتوقعُ الحرب وقلت ذلك في صفحتي الشخصية على “الفيس بوك” قبل شهرٍ من الحرب، وكان واضحًا أنّ الوقيعة بين الجيش والدعم السريع قد نجحت، وبدأ الأخير في تحشيد قواته، وكان واضحًا في تصريحات “حميدتي” الأخيرة وتمسكه بـ”الاتفاق الإطاري” دون الآخرين، والمتابع جيدًا يدرك بأنهم وضعوه ليقوم مقامهم في مواجهة الجيش بينما لزموا الصمت.
شعورك حينما اندلعت؟
شعرتُ بالمرارة، لأنّ الحرب لا تجلب إلّا الدمار والتشريد والقتل، وأنّ المجتمع السوداني فيه غبائن وثاراتٍ قديمة، وكانت واضحةً في أحداث “قرنق” وفي الحروب التي وقعت بدارفور، وتأكدت أنّ البعض سيستغل الحرب لـ(يفش غبينته) وقد كان باستهداف البيوت الفخيمة ونهب العربات الفارهة، وما حدث للمساليت بـ(الجنينة وأردمتا) كان متوقعًا، لذلك شعرت بالمرارة والشعور بأننا سنفقد بلادنا.
فوائد الحرب؟
من فوائد الحرب أننا تعرفنا على الجيران ورجعنا لجذورنا وأضرب المثل بنفسي فأنا لم أزُر منطقة والدي وهي مدينة “مروي” إلّا زياراتٍ خاطفة لا تتعدى اليوم الواحد لأداء واجب، والآن رجعت لجذوري وبدأت في تشييد منزل الأسرة والتأسيس، ومعظم الذين نزحوا من الخرطوم إلى مناطقهم بالولايات قاموا بالشيء نفسه. وهناك شعورٌ بأنّ الخرطوم ليست مضمونة، ومن فوائد الحرب أننا عرفنا الناس على حقيقتهم إذا كانوا زملاءً أو أصدقاء أو جيران، وعرفنا الصالح والطالح.
عادة فقدتها مع الحرب؟
فقدت عادة السهر حتى الساعات الأولى من الصباح، وهي طبيعة مهنة المتاعب التي لا تجد معها وقتًا للراحة والنوم.
ماذا خسرت في الحرب؟
خسرت وظيفتي، وخسرت بعض الأصدقاء والجيران “باعوني بسعرٍ بخس”.
ما هي الإجراءات الاحترازية التي قمت بها فور علمك باندلاع الحرب؟
نقلت الأسرة الكبيرة معي بالمنزل ليكونوا تحت رعايتي، ثم اتفقنا كجيران على عدم المغادرة وأن نكون يدًا واحدة نشد أزر بعضنا، وكنا نحمي بيوتنا عن طريق الدوريات والتواجد في مجموعات، ولكن طول أمد الحرب أضعف الناس بسفر الكثيرين، ويمكن كنا آخر مجموعة غادرت الحي.
هذه حرب مختلفة؟
طبعًا مختلفةً في كل شيءٍ، هي الحرب الوحيدة التي استُهدف فيها المواطن بشكل مباشر.

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • بعد سنتين من اعتقاله.. إيران تفرج عن مواطن نمساوي
  • الحزب القومي يبارك العملية النوعية للقوات المسلحة التي استهدفت يافا المحتلة
  • الجيش السوداني يشن قصفا عنيفا على مواقع "الدعم السريع" بالخرطوم
  • الجيش السوداني يشن قصفا عنيفا على مواقع الدعم السريع بالخرطوم
  • قائد الثورة : مناسبة المولد النبوي مدرسة عظيمة غنية بالدروس والعبر التي نحن في أمسِّ الحاجة اليها
  • الجيش يتوقع إنهاء الحرب في السودان قبل نهاية العام الجاري و يكثف غاراته الجوية على “الدعم السريع” في مدن عدة
  • الدعم السريع تتهم الجيش بتعمد قصف وتدمير مصفاة الجيلي
  • وفاة اثنين أو ثلاثة معتقلين يوميًا في معتقلات الدعم السريع
  • من أوقف الجيش في البقاع؟
  • قائد الثورة: الطريقة الوحيدة التي تمثل الردع والمنع والحماية للأمة هي الجهاد في سبيل الله تعالى