الأردن يشهد انتخابات مع تأثر الناخبين بالحرب على غزة
تاريخ النشر: 10th, September 2024 GMT
عمان (زمان التركية)ــ يعقد الأردن انتخابات برلمانية، يوم الثلاثاء، وسط غضب بين الناخبين بسبب الحرب في غزة والمخاوف بشأن تباطؤ السياحة.
وهذا التصويت هو الأول منذ إقرار إصلاح في عام 2022 أدى إلى زيادة عدد المقاعد في مجلس النواب، وحجز عدد أكبر من المقاعد للنساء وخفض الحد الأدنى لسن المرشحين.
ورغم الإصلاح الذي كان بمثابة محاولة لتحديث برلمان المملكة، فإن الناخبين والمرشحين قالوا لوكالة فرانس برس إن الحرب في غزة هي القضية الرئيسية في انتخابات الثلاثاء.
لكن المحللين الذين يعتقدون أن الصراع قد يدفع معدلات الامتناع عن التصويت إلى الارتفاع قالوا إن المرشحين الإسلاميين الذين يسعون إلى الاستفادة من الغضب بشأن غزة من غير المرجح أن يحققوا مكاسب كبيرة.
وفي عام 1994 أصبحت الأردن الدولة العربية الثانية بعد مصر التي توقع معاهدة سلام مع إسرائيل.
ولكن كانت هناك احتجاجات منتظمة تطالب بإلغاء معاهدة السلام منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
قبل يومين فقط من التصويت، قتل أردني ثلاثة حراس إسرائيليين عند معبر الحدود بين الأردن والضفة الغربية المحتلة ــ وهو أول هجوم من نوعه منذ تسعينيات القرن العشرين.
ويشعر الناخبون بالقلق أيضا من أنه بغض النظر عن نتيجة الانتخابات، فلن يكون هناك تحسن في الاقتصاد حتى تتوصل إسرائيل وحماس إلى وقف لإطلاق النار.
وشهد الأردن تراجعا في السياحة منذ بدء الحرب، وهو القطاع الذي يعتمد عليه في نحو 14% من الناتج المحلي الإجمالي.
ومما يزيد من تفاقم المشاكل الاقتصادية التي تعاني منها البلاد، أن الدين العام اقترب من 50 مليار دولار، ووصل معدل البطالة إلى 21% في الربع الأول من هذا العام.
الانتخابات في الأردنوتفتح صناديق الاقتراع أبوابها عند الساعة السابعة صباحا (0400 بتوقيت جرينتش) بالتوقيت المحلي يوم الثلاثاء، ويستمر التصويت حتى السابعة مساء، على أن يتم الإعلان عن النتائج النهائية في غضون 48 ساعة.
ومن بين المرشحين زعماء قبليون ويساريون ووسطيون وإسلاميون من أكبر جماعة معارضة في البلاد وهي جبهة العمل الإسلامي التابعة لجماعة الإخوان المسلمين.
وفي سوق مزدحم في وسط عمان، حيث كانت ملصقات الحملات الانتخابية معروضة، كانت الآراء حول التصويت في الفترة التي سبقت يوم الاقتراع متباينة.
وقال المتقاعد عيسى أحمد البالغ من العمر 65 عاما “الانتخابات حيوية. إنها فرصتنا لسماع أصواتنا واختيار من يمثلنا في البرلمان، على الرغم من أننا في أعماقنا نشك في حدوث تغيير كبير”.
في هذه الأثناء، قال محمد جابر، وهو صاحب متجر في عمان، لوكالة فرانس برس: “الناس مشغولون بأشياء كثيرة، مثل حرب غزة والوضع الاقتصادي السيئ. وهم لا يعرفون ما الذي ستتمكن الأطراف من تحقيقه”.
وبحسب لجنة الانتخابات، فإن أكثر من 5.1 مليون شخص مسجلين للتصويت في بلد يبلغ عدد سكانه 11.5 مليون نسمة.
العيون على غزةويقول عمر محمد (43 عاماً)، وهو موظف حكومي، “إن ما يحدث في غزة من قتل يومي ودمار ومآسي تبث يومياً على شاشات التلفزيون، يجعلنا نشعر بالألم والعجز والذل والإهانة، ويجعلنا ننسى الانتخابات وكل ما يحدث حولنا”.
وأضاف “أشعر بالمرارة، ولست متأكدا حتى الآن من أنني سأصوت في هذه الانتخابات”.
وركز المرشحون أيضًا على الصراع، حيث سعى الإسلاميون إلى الاستفادة من التضامن مع سكان غزة.
وقال المرشح عن جبهة العمل الإسلامي صالح العرموطي لوكالة فرانس برس إن “حرب غزة والقضية الفلسطينية تحتلان مكانة بارزة في الانتخابات الأردنية، فكل الأنظار والعقول تتجه نحو غزة وفلسطين والمجازر التي تجري هناك ضد الشعب الفلسطيني”.
وأضاف أن “الانتخابات.. لا يجب أن تتأخر وهي تخدم القضية الفلسطينية والمنطقة، ولكن أخشى أيضا أن يكون هناك بعض الامتناع عن التصويت بسبب هذه الأحداث”.
ويتفق عريب الرنتاوي، المحلل ورئيس مركز القدس للدراسات السياسية ومقره عمان، على أن الحرب ربما تؤدي إلى ارتفاع معدلات الامتناع عن التصويت، لكنه لا يعتقد أن تركيز الإسلاميين على غزة سوف يترجم إلى أصوات، وأضاف أن “التحسن في وضع هذه القوات وتمثيلها البرلماني سيكون متواضعا”.
Tags: الأردنالانتخابات الاردنيةغزةالمصدر: جريدة زمان التركية
كلمات دلالية: الأردن الانتخابات الاردنية غزة على غزة
إقرأ أيضاً:
هآرتس: إذا كان هناك من يجب ألا ينسى ولا يسامح فهم الفلسطينيون
وصف جدعون ليفي -في عموده بصحيفة هآرتس- كيف خرج مئات المعتقلين والسجناء الفلسطينيين، بعد أن شوهدوا على ركبهم في السجن، وهم يرتدون قمصانا بيضاء تحمل نجمة داود الزرقاء والكلمات "لن ننسى ولن نسامح"، وقد أجبرتهم إسرائيل على أن يصبحوا لافتات متحركة للصهيونية في أكثر أشكالها دناءة.
وذكر الكاتب أن الأساور التي ألبست الفلسطينيين الأسبوع الماضي، كانت تحمل رسالة مماثلة "الشعب الأبدي لا ينسى أبدا. سألاحق أعدائي وأجدهم"، مشيرا إلى أنه لا يوجد شيء مثل هذه الصور السخيفة التي تعكس مدى انحطاط الدعاية للدولة الحديثة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2التحديات والملفات العاجلة على طاولة الرئيس الجديد لمفوضية الاتحاد الأفريقيlist 2 of 2موقع روسي: هذا هو الهدف الحقيقي من فكرة تهجير سكان غزةend of listوإذا كانت مصلحة السجون تريد أن تكون مثل حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، فإن حماس كانت أكثر منها نجاحا في هذه المعركة في كسب العقول، ويمكن القول إنها أكثر إنسانية أيضا، إذ بدا المحتجزون الذين أطلقتهم يوم السبت أفضل من بعض هؤلاء السجناء الذين كانوا يرتدون القمصان الزرقاء والبيضاء.
ورغم أن الصور تبدو سخيفة -والصورة تساوي ألف كلمة- فإنه لا يمكن تجاهل الرسالة التي اختارت إسرائيل إرفاقها بأجساد السجناء المفرج عنهم، "لن ننسى، لن نسامح، سنلاحقكم"، في حين كانت رسالة حماس "الوقت ينفد"، ودعايتهم تتحدث عن إنهاء الحرب، فدعايتنا تتحدث عن المطاردة والحرب التي لا نهاية لها، والتي يشنها "الشعب الأبدي" الذي لا ينسى ولا يسامح.
إعلان
نسي العالم بما فيه إسرائيل ألمانيا النازية، ونسي الفيتناميون الولايات المتحدة، ونسي الجزائريون فرنسا، والهنود بريطانيا، أما "الشعب الأبدي" وحده فلن ينسى، كما يقول الكاتب ساخرا، قبل أن يوضح أنه إذا كان هناك من يجب ألّا ينسى ولا يسامح فهم الفلسطينيون، إنهم لن ينسوا ظروف احتجازهم، وبعضهم لن يغفر احتجازه ظلما دون محاكمة.
وقد ركزت كاميرات وسائل الإعلام الأجنبية أقل على الفلسطينيين، وتجاهلتهم الكاميرات الإسرائيلية تجاهلا شبه كامل، وكأنهم جميعا "قتلة"، وأُبعد بعض منهم فورا إلى خارج بلاده، رغم أنه اُختطف من خان يونس، تماما كما اختطف الإسرائيليون من نير عوز، كما يقول الكاتب.
ومع أنه سُمح لأسرانا -كما يقول ليفي- بالاحتفال مع الأمة بأكملها، بقيادة البث الدعائي الإسرائيلي الذي يحول كل احتفال إلى مهرجان للتلقين على غرار كوريا الشمالية، فقد مُنع الفلسطينيون من الابتهاج، ومنعت أي مظاهر للفرح في القدس الشرقية والضفة الغربية، "إن طغياننا قاسٍ للغاية، ويمتد إلى التحكم في عواطفهم".
وإذا حكمنا من خلال معاملة السجناء فمن الصعب -حسب الكاتب- أن نعرف أي مجتمع أكثر إنسانية، إذ لم تعد إسرائيل بعد الآن، تستطيع أن تدعي أنها أكثر التزاما باتفاقية جنيف من حماس، ولم يعد من الممكن تصحيح هذا الانطباع القاسي، حتى بالقمصان "المزينة" بنجمة داود الزرقاء.