بسم الله وبإسم الوطن
وبإسم ثورة ديسمبر وبإسم نضالات المهمشات والمهمشين

اجرت قيادتي الحزب القومي السوداني والحركة الشعبية لتحرير السودان-التيار الثوري الديمقراطي، مشاورات اسفيرية حول الكارثة الانسانية والحرب التي تهدد ملايين السودانيات والسودانيين والوضع المأساوي في جنوب كردفان/جبال النوبة والمجاعة التي تضرب ريف وحواضر الولاية وقد شاهدنا الآلاف الذين يبحثون عما يسد رمقهم وهم يقفون في صفوف طالبين الأكل ولايجدونه وهم من كانوا يغيثون الملهوف ويستقبلون الضيف بالترحاب، ويالها من مأساة تمتد الي مناطق واسعة من السودان ومن كان يصدق ان اهل شمبات وتوتي ستضربهم المجاعة وقد شهدنا ما حدث من جريمة ومجزرة بالامس في سنار.



و تفيد معلومات أخرى ان المواطنين في أمبدة يموتون داخل منازلهم من الجوع ولا يستطيعون حتى دفن موتاهم ان هذه الحرب تتحول إلى حرب ضد المدنيين .

⭕وبعد التداول نود ان نؤكد علي الآتي:
- الحفاظ علي وحدة السودان شعبا وارضا.
- بناء دولة المواطنة بلا تمييز التي تسع الجميع.
- الفصل التام بين الدين والدولة.

⭕وفي ذلك فإن الطرفان يرحبان بما صدر من اعلانات في نيروبي مؤخرا ويدعوان الي تطوير مشروع وطني يخاطب المظالم التاريخية ويعمل علي تأسيس الدولة وإكمال الثورة.

⭕الكارثة الانسانية ستتفاقم في مقبل الايام والشهور واطراف الحرب تستعد للجولة القادمة التي هي علي حساب المواطنين والبنية التحتية مما يحتاج الي مجهود جبّار من السودانيين و السودانيات سيما في خارج السودان.

⭕اشار مدير منظمة الصحة العالمية ان النظام الصحي في السودان علي وشك الانهيار، وهذا الانذار المبكر والذي سبق للقوي المدنية والسياسية السودانية والاطباء والعاملين في الحقل الصحي ان تحدثوا عنه يجب ان يكون في مقدمة اجندتنا.

⭕ندعو ابناء وبنات جنوب كردفان/جبال النوبة للعمل المشترك ونبذ خطاب الكراهية وتكوين لجان تضم التنوع السوداني في الولاية للتصدي للكارثة الانسانية والعمل مع المجتمع الاقليمي والدولي لتسليط الاضواء علي ما يجري في الولاية.

⭕ان حرب 15 ابريل هي امتداد لحروب سابقة ومعالجتها تقتضي مخاطبة جذور القضايا التاريخية وقيام نظام حكم مدني ديمقراطي وبناء قوات مسلحة مهنية تحمي الوطن ولا تتطلع للحكم.

*⭕اخيرا: ان نداءنا هذا يأتي في ظل تناقص الاوتاد الوطنية وكثرة الزعازع المحلية والاقليمية و الدولية وعلى بنات وابناء السودان ان يتحدوا في مشروع جديد قبل فوات الاوان.*
*10 سبتمبر 2024*  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

تحصينُ الانتقالِ المدنيِّ والتحوُّلِ الديمقراطيِّ القادمِ في السودان عبر “بَصِيرَة”، “عِزْوَة” و”تَاوِق”

تحصينُ الانتقالِ المدنيِّ والتحوُّلِ الديمقراطيِّ القادمِ في السودان عبر "بَصِيرَة"، "عِزْوَة" و"تَاوِق"

"الديمقراطيةُ الحقيقيةُ لا تعني فقط إلغاءَ الظلمِ، ولكنْ أيضًا ضمانَ أنْ يُسْمَعَ الجميعُ ويُحترم."
مهاتما غاندي

المجتمعُ السودانيُّ هو العمودُ الفقريُّ لقوتِنا الحقيقيةِ. هذا المجتمعُ، بتنوعِه وقوتِه، يتفوقُ في تأثيرِه وأهميتِه على الدولةِ التي كانت، في جلِّ تاريخِها، رمزًا للظلمِ والفسادِ. لقد مرَّ السودانُ بعقودٍ من القهرِ والاستبدادِ، حيثُ تحولت الدولةُ من حاميةٍ للعدالةِ إلى أداةٍ للقمعِ والظلمِ. في هذا الوضعِ المأساويِّ، يبقى المجتمعُ هو الأملُ الوحيدُ للتغييرِ والتحوُّلِ نحو مستقبلٍ أفضلَ.

لكنَّ التحدياتِ التي نواجهُها اليومَ ليستْ نتيجةَ صراعٍ بين القوى الحديثةِ، مثلِ الأحزابِ السياسيةِ ومنظماتِ المجتمعِ المدنيِّ، وبين القوى التقليديةِ المتمثلةِ في القبائلِ والطرقِ الصوفيةِ والطوائفِ. بل على العكسِ تمامًا، نحن في حاجةٍ ماسةٍ إلى اتحادِ هذه القوى جميعًا. لكلٍّ منها دورٌ فاعلٌ وأساسيٌّ في تحقيقِ الديمقراطيةِ وبناءِ مستقبلٍ يعكسُ تطلعاتِ الشعبِ السودانيِّ. المعركةُ الحقيقيةُ ليستْ بين الحداثةِ والتقليدِ، بل هي بين قوى التغييرِ التي تسعى لتحقيقِ العدالةِ والديمقراطيةِ، وقوى الظلامِ التي تتغذى على الفسادِ والانقساماتِ.

إنَّ قوى الثورةِ المضادةِ والتطرفِ واللاتسامحِ لا تتلاشى بمرورِ الوقتِ. بل على العكسِ، هذه القوى تتغذى على الانقساماتِ، الجهلِ، والخوفِ، وتستغلُّ كلَّ فرصةٍ لزرعِ الفتنةِ بين أفرادِ المجتمعِ. إذا لم نتحركْ الآن، فإنَّنا نخاطرُ بتكرارِ المآسي التي عاشها السودانُ في الماضي، والتي لا تزالُ مستمرةً حتى اليومِ. الحربُ الأهليةُ السودانيةُ الرابعةُ ما زالتْ مشتعلةً، وما زالَ الشعبُ السودانيُّ يعاني من تداعياتِها. هذه الحربُ ليستْ مجردَ صراعٍ مسلحٍ، بل هي معركةٌ من أجلِ بقاءِ السودانِ كدولةٍ موحدةٍ ومستقرةٍ.

لقد دفعَ السودانُ ثمنًا باهظًا لهذه الحروبِ الأهليةِ؛ أرواحٌ فقدتْ، أسرٌ تفككتْ، واقتصادٌ انهارَ. إذا لم نتحركْ الآن لوضعِ حدٍّ لهذا النزيفِ المستمرِ، فإنَّ الانقلاباتَ والحروبَ الأهليةَ ستستمرُّ في تدميرِ ما تبقى من هذا الوطنِ. المستقبلُ يبدو قاتمًا إذا لم نبادرْ الآن باتخاذِ خطواتٍ جادةٍ نحو بناءِ دولةٍ ديمقراطيةٍ عادلةٍ ومستقرةٍ.

الديمقراطيةُ والاستقرارُ لن يأتيانِ بالتمني أو بالشعاراتِ الجوفاءِ، بل بالأفعالِ المدروسةِ والخططِ المحكمةِ. إذا لم نبدأْ اليومَ بوضعِ رؤيةٍ واضحةٍ لتحصينِ الانتقالِ المدنيِّ والتحوُّلِ الديمقراطيِّ، فإننا نخاطرُ بالبقاءِ في دوامةِ العنفِ والانقساماتِ.

لهذا السببِ، نحن بحاجةٌ إلى التحركِ الفوريِّ عبرَ تأسيسِ ثلاثِ ركائزَ أساسيةٍ:

1. مركزُ "بَصِيرَة": نحن بحاجةٍ إلى مركزٍ يُعنى بدراسةِ الأوضاعِ السياسيةِ، الاقتصاديةِ، والاجتماعيةِ في السودانِ، ويقدّمُ حلولًا مبتكرةً تعكسُ التنوعَ السودانيَّ وتضعُ أساسًا لدولةٍ تحتضنُ جميعَ مواطنيها. "بَصِيرَة" سيكونُ مركزًا بحثيًا ومنبرًا فكريًا يجمعُ الدراساتَ والرؤى لبناءِ سودانٍ متجددٍ يعززُ الوحدةَ الوطنيةَ.

2. جبهةُ "عِزْوَة": لا يمكنُ لأيِّ مجموعةٍ بمفردها أنْ تواجهَ التحدياتِ الكبرى التي يمرُّ بها السودانُ. نحن بحاجةٍ إلى جبهةٍ موحدةٍ تضمُّ الأحزابَ السياسيةَ، منظماتِ المجتمعِ المدنيِّ، القبائلَ، الطرقَ الصوفيةَ، والطوائفَ. "عِزْوَة" ستكونُ الجبهةَ التي تجمعُ كلَّ هذه القوى من أجلِ تعزيزِ الوحدةِ ومواجهةِ كلِّ محاولاتِ التقسيمِ التي تهددُ استقرارَ البلادِ.

3. هيئةُ رقابةٍ تُسمى "تَاوِق": الديمقراطيةُ تتطلبُ الشفافيةَ، وبدونِ رقابةٍ صارمةٍ، يمكنُ التلاعبُ بالعمليةِ الانتقاليةِ. "تَاوِق" ستكونُ الهيئةَ المستقلةَ التي تراقبُ وتضمنُ أنْ كلَّ خطوةٍ في التحوُّلِ الديمقراطيِّ تتمُّ بشفافيةٍ ونزاهةٍ. لا يمكنُ التسامحُ مع الفسادِ أو التلاعبِ في هذه المرحلةِ الحساسةِ.

علينا أنْ نضعَ أيدينا معًا ونتحركَ نحو العملِ الفعليِّ. الانتقالُ إلى ديمقراطيةٍ حقيقيةٍ يتطلبُ جهدًا مشتركًا ومثابرةً من الجميعِ. كلما تأخرنا، زادت التحدياتُ وتعقدتْ الأمورُ أكثرَ. التحصينُ الحقيقيُّ لهذا الوطنِ يبدأُ الآن، وهو مسؤوليةٌ جماعيةٌ لا يمكنُ تأجيلُها.

هذه دعوةٌ صادقةٌ ومخلصةٌ لكلِّ أبناءِ وبناتِ السودانِ، لكلِّ الأحزابِ السياسيةِ، القبائلِ، الطرقِ الصوفيةِ، الطوائفِ، وكلِّ منظماتِ المجتمعِ المدنيِّ. إنها دعوةٌ للنفيرِ الوطنيِّ، للعملِ الجماعيِّ، لنهضةٍ حقيقيةٍ تضعُ السودانَ على الطريقِ الصحيحِ.

الهبةُ يجبُ أن تبدأَ الآنَ. لا وقتَ للترددِ أو الانتظارِ. كلُّ يومٍ يمرُّ دونَ أنْ نتحركَ هو فرصةٌ لقوى الفسادِ والانقساماتِ للتغلغلِ أكثرَ في مجتمعنا. تحصينُ السودانِ من الشرورِ لم يعدْ خيارًا بل أصبحَ واجبًا لا يمكنُ الهروبُ منه. هذا الواجبُ يقعُ على كلِّ فردٍ في هذا الوطنِ، لا استثناءَ.

للتواصل:
د. عبد المنعم مختار
moniem.mukhtar@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • اتفاق لنقل المساعدات الإنسانية إلى السودان.. عبر هذه الولاية
  • الحرب الحالية قد تطمس “ذاكرة” السودان التاريخية والحضارية
  • في اليوم العالمي للديمقراطية.. الشباب السوداني بين أحلام «ديسمبر» وكوابيس حرب الجنرالات
  • رئيس عموم النوبة: المليشيا بدأت الحرب من منطقة لقاوة والقس أنجلو يؤكد قومية الجيش السوداني
  • وزير الصحة السوداني: مصر تلعب دورا كبيرا ومحوريا لإنقاذ السودان وشعبه من ويلات الحرب
  • حكومة شمال كردفان تدشن خدمات طبية للنازحين
  • أم زينب السوداني.. اغتيال قيادية عراقية بالحرس الثوري الإيراني في سوريا
  • منصور خالد: أهدى طُرق الرجل في البحث هي التي يتَجنّبُ
  • تحصينُ الانتقالِ المدنيِّ والتحوُّلِ الديمقراطيِّ القادمِ في السودان عبر “بَصِيرَة”، “عِزْوَة” و”تَاوِق”
  • منصور خالد: أهدى طُرق الرجل في البحث هي التي يتَجنّبُ 3-3