يثير صمود أهالي الضفة الغربية هواجس قوات الاحتلال الإسرائيلي، بعدما أصبحت المواجهات، الأعنف، مما يحدث في جبهة غزة، وجنوب لبنان، فيما يتهم وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، «إيران بالسعي لفتح جبهة جديدة في الضفة الغربية، وأنه على الجيش التعامل مع التهديد بالطريقة نفسها التي يتعامل بها في غزة، بما في ذلك الإجلاء المؤقت للسكان».

يأتي هذا فيما أنهت إسرائيل إحدى أعنف هجماتها على الضفة الغربية، منذ عملية السور الواقي عام 2002، مع التهديد بمعاودة الهجوم، بعد نحو 10 أيام من إعلان الجيش، عملية موسعة، راح ضحيتها 21 شهيداً، بينهم 8 أطفال وعشرات الإصابات بعضها خطيرة، ليصل إجمالي شهداء الضفة الغربية خلال العملية الأخيرة لـ39 قتيلاً، و150 مصابًا، بينهم 11 فلسطينياً قتلوا على يد مستوطنين إسرائيليين، و128 فلسطينياً، بينهم 26 طفلاً، قتلوا، نتيجة الغارات الجوية الإسرائيلية، وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة.

بذلك، ترتفع حصيلة القتلى لـ691 فلسطينياً، و5700 مصاب، منذ اندلاع حرب غزة في أكتوبر. وخلفت العمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة دماراً موسعًا في البنى التحتية والممتلكات، بعدما فرضت القوات الإسرائيلية حصارًا حول مستشفيى جنين وابن خلدون، والانتشار في مدينة جنين ومخيمها، ومدينة طولكرم ومخيميها، قبل الانسحاب منها، فيما اتهمت الخارجية الفلسطينية إسرائيل بنقل دمارها الوحشي وخرابها في قطاع غزة للضفة الغربية «تحت سمع وبصر المجتمع الدولي، والدول التي تدعي الحرص على مبادئ حقوق الإنسان وحماية المدنيين وحل الدولتين».

خلال الهجوم على مدينة جنين ومخيمها، أجبر الجيش الإسرائيلي السكان على إخلاء بيوتهم، وتمركزت قواته داخل عشرات المنازل في الحيين الشرقي والجابريات، كما شرع في تجريف شوارع وتكسير محلات تجارية وتدمير واسع للمرافق العامة والخاصة والبنية التحتية بما فيها شبكتي المياه والكهرباء.

شهدت المعارك الأخيرة في الضفة مظاهرات واسعة للتنديد بالعمليات منها مسيرة بيتا الأسبوعية المناهضة للاستيطان، حيث قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي ناشطة أمريكية مساندة للفلسطينيين، وأعلن مدير مستشفى رفيديا الجراحي الحكومي في نابلس، فؤاد نافعة، وفاة المتضامنة الأمريكية من أصول تركية، أيسينور إزجي إيجي (26 عامًا) حيث تصدت قوات الاحتلال لمسيرة بيتا مما أدى لاندلاع مواجهات أطلقت خلالها القوات الإسرائيلية الرصاص الحي وقنابل الصوت والغاز السام المسيل للدموع صوب المشاركين، ما أدى إلى إصابة المتضامنة بالرصاص الحي في الرأس، وشاب يبلغ من العمر 18 عامًا بشظايا الرصاص الحي في الفخذ.

وحول دوافع بنيامين نتنياهو للتصعيد الكبير في الضفة الغربية يتبادر للذهن الفشل في غزة وعدم القدرة على إنهاء حماس بشكل كامل، مع عدم الحسم في جبهة الشمال في جنوب لبنان، فتصبح بذلك كل الجبهات مشتعلة، وهذا يخدم نتنياهو بإطالة أمد الحرب، وعدم التوصل لاتفاق ينهي الأزمة مع حماس، لأن نهاية الأزمة تعني انتهاء حكومة نتنياهو وزجه بالسجن، حيث إنه يواجه تهمًا كثيرة هو وزوجته تتعلق بالفساد المالي، حتي قبل جرائم الحرب التي ارتكبها في غزة، كما أن إطالة الحرب تقرب نتنياهو من موعد الحسم في الانتخابات الأمريكية.

تركيز نتنياهو على الضفة الغربية يعززه تأكيد وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، في يونيو الماضي خلال تسريب صوتي، تحدث فيه عن خطة سرية لضم الضفة الغربية، لإجهاض أي محاولة لتصبح جزءاً من الدولة الفلسطينية، لاسيما وأنها تضم القدس والتي تمل خطاً أحمر لدى الجانب الإسرائيلي والفلسطيني أيضاً.

الضفة الغربية تضم مدن الخليل ونابلس وطولكرم وجنين ورام الله والبيرة وقليقلية وبيت لحم ويطا وأريحا وطوباس والظاهرية وبيت ساحور والجزء الشرقي من مدينة القدس، ويسكنها نحو 3.25 مليون فلسطيني، وتحرص إسرائيل على إنشاء كبرى مستوطناتها في الضفة مثل مستوطنة موديعين عيليت، ومعاليه أدوميم، وبيتار عيليت وأرئيل، وهي مستعمرات وصلت لحجم مدينة، فمستوطنة أريئيل يقطنها 18 ألف صهيوني في حين أن بقية المستوطنات يتراوح سكانها بين 37 ألفًا إلى 55500 مستوطن لكل منها.

اقرأ أيضاًإعلام عبري: المصريون أرسلوا «رسائل رهيبة» بعد تصريحات نتنياهو بشأن محور فيلادلفيا

لماذا يتجاهل نتنياهو ملف الأسرى؟!!

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الانتخابات الأمريكية الصمود الفلسطيني الضفة الغربية قوات الاحتلال نتنياهو قوات الاحتلال الضفة الغربیة فی الضفة

إقرأ أيضاً:

الاحتلال الإسرائيلي يعتقل 30 مواطنا على الأقل من الضفة الغربية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة اعتقالات واحتجاز لساعات طويلة، منذ مساء أمس /الثلاثاء/ وحتى صباح اليوم /الأربعاء/ طالت 30 مواطنا على الأقل من الضفة، بينهم أطفال وأسرى سابقون. وأوضحت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير- في بيان مشترك، وفقا لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" - أن الاحتلال يواصل تنفيذ عدوانه في محافظتي جنين وطولكرم منذ أسابيع، ترافقه عمليات اعتقال وتحقيق ميداني مستمرة، حيث وصلت حالات الاعتقال في جنين ومخيمها منذ بداية العدوان إلى 175، أما في طولكرم ومخيميها فقد بلغت حالات الاعتقال 150 على الأقل، وذلك يشمل من تم اعتقالهم والإفراج عنهم لاحقًا.

وأشار البيان إلى أن الاحتلال انتهج جملة من السياسات فى مختلف المناطق التي تصاعد فيها العدوان، خاصة في جنين ومخيمها، وكذلك طولكرم ومخيميها، وأبرز هذه السياسات الإعدامات الميدانية، وعمليات الاغتيال، والتحقيق الميداني الممنهج الذي طال عشرات العائلات، إضافة إلى اعتقال المواطنين رهائن، وتحويل المنازل إلى ثكنات عسكرية، بعد إجبار أصحابها على الخروج منها، والنزوح إلى مناطق أخرى.. واستهداف المنازل لم يكن فقط من خلال تحويلها إلى ثكنات عسكرية، بل هدمها ونسفها وإحراق بعضها، هذا فضلا عن عمليات التدمير المتعمدة للبنى التحتية.

وفي سياق متصل أصيبت سيدة اليوم برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي عند مدخل مخيم جنين - الذي يدخل عدوان الاحتلال الإسرائيلي على المدينة ومخيمها يومه الثلاثين - مخلفّا 26 شهيدا، وعشرات الإصابات والمعتقلين، وسط تدمير واسع للممتلكات والبنية التحتية.

وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إن طواقمها نقلت إصابة لسيدة تبلغ من العمر (50 عاما)، نتيجة إصابتها بالرصاص الحي في الصدر بالقرب من دوار العودة عند المدخل الغربي لمخيم جنين، وجرى نقلها إلى المستشفى.
 

مقالات مشابهة

  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تقصف منزلًا شمال الضفة الغربية
  • فلسطين: اقتحام نتنياهو وكاتس لمخيم طولكرم إمعان في العدوان الإسرائيلي
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تستهدف الأطفال في الضفة الغربية
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم منطقة الكسارة بالخليل جنوبي الضفة الغربية
  • نتنياهو يصدر أوامر للجيش الإسرائيلي بتنفيذ عملية مكثفة في الضفة الغربية المحتلة
  • لليوم الـ 31 على التوالي: العدوان على مدينة جنين ومخيمها يتواصل
  • قوات الاحتلال تقتحم مدينة سلفيت وبلدة الخضر في الضفة الغربية
  • قوات الاحتلال تقتحم مدينة سلفيت شمال الضفة الغربية
  • الاحتلال الإسرائيلي يعتقل 30 مواطنا على الأقل من الضفة الغربية
  • 56 شهيدا في شهر.. العدوان الإسرائيلي يتواصل على الضفة