اقرأ في هذا المقال

• الشركات التركية قد تختار تمويل مشروعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في مصر • الهيدروجين الأخضر يُعدّ عنصرًا متزايد الأهمية في سياسات الطاقة في مصر وتركيا • مصر تواصل أداء دور مهم بفضل مرافق تصدير الغاز المسال في إدكو ودمياط • الهيدروجين الأخضر يُعدّ جزءًا من خطة تركيا الأكبر لتحسين قدراتها بمجال الطاقة المتجددة

في الرابع من سبتمبر/أيلول الجاري 2024، انعقدت القمة المصرية التركية، خلال زيارة أجراها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أنقرة، لتكون نقطة تحول لاستعادة وتحسين العلاقات الثنائية، خصوصًا في قطاع الطاقة.

وشكّل هذا اللقاء التاريخي تغييرًا إستراتيجيا نحو تعاون أعمق في مجالات، مثل الطاقة النووية والطاقة المتجددة والغاز المسال.

وتُعدّ هذه هي المرة الأولى التي يلتقي فيها الرئيسان السيسي وأردوغان، منذ 12 عامًا، على مائدة واحدة خلال القمة المصرية التركية.

ويرغب البلَدان في تعميق تعاونهما بمجال الطاقة، وتريد تركيا شراء المزيد من الغاز المسال من مصر، بالإضافة إلى التعاون في مشروعات الهيدروجين الأخضر والطاقة المتجددة.

القمة المصرية التركية والطموحات المشتركة

توفر طموحات مصر وتركيا المشتركة في مجال الطاقة المتجددة –42% في مصر بحلول عام 2035، و50% في تركيا بحلول عام 2030- الأساس للجهود التعاونية في تطوير طاقة الرياح والطاقة الشمسية والهيدروجين.

بالإضافة إلى تعزيز العلاقات في مجال الطاقة، أدت الزيارة إلى تحسين العلاقات عبر العديد من القطاعات، مع احتمالات لتوقيع أكثر من 20 اتفاقية في المجالات العسكرية والتمويل والصحة.

ومن خلال القمة المصرية التركية، ترغب تركيا في زيادة التجارة الثنائية من 10 مليارات دولار إلى 15 مليار دولار، وزيادة الإمدادات العسكرية، خصوصًا مبيعات الطائرات المسيرة، إلى مصر.

جانب من لقاء الرئيسين السيسي وأردوغان خلال القمة المصرية التركية – الصورة من رويترز

وخلال القمة المصرية التركية، وُقِّعت اتفاقية بقيمة 200 مليون دولار لتطوير المناطق الصناعية في مصر.

وتدلّ القمة المصرية التركية على حدوث تغيير جذري في ديناميكيات المنطقة، وتعزز الخطة الأوسع لتركيا لتعزيز العلاقات مع الدول العربية وتعزيز التعاون الاقتصادي.

التعاون في مجال الطاقة المتجددة

حددت القمة المصرية التركية أهدافًا طموحة لعلاقات البلدين، وستعطى الأولوية للطاقة المتجددة.

وقد يستفيد تطوير مصر للطاقة المتجددة من الخبرة المهمة التي توفرها تركيا في تكنولوجيا الرياح والطاقة الشمسية، حيث توجد فرص استثمارية محتملة.

من ناحيتها، قد تختار الشركات التركية تمويل مشروعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في مصر من خلال الاستفادة من سياسات الطاقة المتجددة المواتية في البلاد.

وبحثت الدولتان -خلال القمة المصرية التركية- عن شراكات تعاونية في إنتاج الهيدروجين الأخضر، بالإضافة إلى نقل المعرفة والاستثمار. وقد تشجع مشاركة تركيا في الصناعة، والاتفاقيات الحالية لمصر مع الاتحاد الأوروبي، نمو التعاون.

ويأتي إمكان آخر للتعاون في مجال التصنيع من إمكان استعمال القدرة المصرية لإنتاج مكونات للطاقة المتجددة لإنشاء مركز إقليمي لتصنيع المعدّات من خلال الشراكات التركية المصرية.

وقد تزيد هذه الشراكة من النفوذ الإقليمي لتركيا ومصر، مع عملهما على أن تصبحا مركزين إقليميين للطاقة، مع تركيز مصر على مصادر الطاقة المتجددة وتركيا على الغاز الطبيعي.

ولكي تنجح الشراكة الثنائية في مجال الطاقة، فسوف تحتاجان إلى معالجة قضايا، بما في ذلك تطوير البنية التحتية وتمويل المشروعات والتوافق التنظيمي.

عمومًا، فإن التعاون في مجال الطاقة بين مصر وتركيا يعزز ريادة البلدين في التحول إلى مصادر الطاقة الأكثر خضرة، ويوفر إمكانات كبيرة للتقدم العلمي والنمو المتبادل.

القمة المصرية التركية وشراكة الطاقة: مراجعة شاملة

ارتفعت واردات تركيا من الغاز المسال المصري بشكل كبير إلى 1.2 مليار متر مكعب في النصف الأول من عام 2024، من 0.2 مليار متر مكعب في المدة نفسها من العام السابق.

وتؤكد هذه الزيادة قرار تركيا بتقليل اعتمادها على الغاز الروسي وتنويع مصادر الطاقة.

من جهتها، تزود مصر تركيا الآن بالغاز المسال عند رابع أكبر مستوى، بعد الولايات المتحدة وقطر والجزائر. ويتوافق هذا التطور مع هدف تركيا في أن تصبح مركزًا رئيسًا للطاقة في أوروبا، ويعكس تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين.

وحدة التخزين وإعادة التغويز العائمة أرطغرل غازي في ميناء دورتيول بمقاطعة هاتاي جنوب تركيا – الصورة من دايلي صباح

في النصف الأول من عام 2024، زوّدت مصر ما يقرب من 15% من إجمالي واردات تركيا من الغاز المسال، التي بلغت 8 مليارات متر مكعب.

ويشكّل ارتفاع الواردات عنصرًا من خطة تركيا الأكبر لتعزيز مكانتها في سوق الطاقة الإقليمية، من خلال الاستفادة من موقعها المميز والبنية التحتية الحالية.

وتستفيد تركيا ومصر من هذه الشراكة، حيث تضمن مصر سوقًا صاعدة لصادراتها من الغاز المسال، في حين تحصل تركيا على إمدادات طاقة أكثر تنوعًا.

ومن المتوقع أن تعمل الاتفاقيات الجديدة بين مصر وتركيا، مع التركيز على التعاون بين الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس) وشركة خطوط أنابيب النفط والغاز التركية (بوتاش)، على تحسين التعاون في تجارة الغاز الطبيعي والغاز المسال.

ومن المتوقع أن يؤدي هذا التعاون الذي دُعِمَ خلال القمة المصرية التركية، إلى زيادة شحنات الغاز المسال من مصر إلى تركيا.

إضافة ذلك، تشمل الاتفاقيات التعاون على صعيد التقنية والبنية التحتية، بما في ذلك التخزين تحت الأرض والبنية التحتية للغاز الطبيعي وتبادل التكنولوجيا.

وتعزز هذه الجوانب تطلعات تركيا للظهور بصفتها مركزًا أوروبيًا للغاز الطبيعي، وهدف مصر المتمثل بتعزيز مكانتها في سوق الطاقة شرق البحر الأبيض المتوسط.

وعلى الرغم من أن الغاز المسال والغاز الطبيعي هما الموضوعان الرئيسان للمناقشة الآن، فإن التعاون المستقبلي في مجال الطاقة المتجددة ممكن.

لقد حددت كل من مصر وتركيا أهدافًا طموحة لاستعمال الطاقة المتجددة: تريد مصر استعمال 42% من طاقتها من مصادر متجددة بحلول عام 2035، بينما تريد تركيا استعمال 50% بحلول عام 2030، و80% بحلول عام 2053.

ويوفر توافق الأهداف هذا أساسًا متينًا للجهود التعاونية في مجال الطاقة المتجددة، خصوصًا الهيدروجين الأخضر.

الهيدروجين الأخضر في الإستراتيجيات المستقبلية

يُعدّ الهيدروجين الأخضر عنصرًا بالغ الأهمية بسياسات الطاقة في مصر وتركيا.

وقد حددت تركيا أهدافًا متقدمة لإنتاج الهيدروجين الأخضر، بموجب “إستراتيجية الخطة التفصيلية لتقنيات الهيدروجين”، التي كُشِفت في يناير/كانون الثاني 2023، بهدف خفض تكاليف الإنتاج إلى أقل من 2.4 دولار/كغم بحلول عام 2035، وأقل من 1.2 دولار/كغم بحلول عام 2053.

وتريد تركيا بناء أول مصنع لإنتاج الهيدروجين الأخضر وزيادة سعة المحلل الكهربائي إلى 2 غيغاواط بحلول عام 2030، و5 غيغاواط بحلول عام 2035، و70 غيغاواط بحلول عام 2053.

وتخطط تركيا لاستعمال موقعها الإستراتيجي والبنية التحتية الحالية لتوليد الكهرباء محليًا، واستعمال الهيدروجين للاستعمالات الصناعية، وتصديره إلى أوروبا.

بدورها، تحدد مصر أهدافًا طموحة لإنتاج الهيدروجين الأخضر، على أمل إنتاج 20 مليون طن سنويًا بحلول عام 2035، والحصول على 5% من السوق العالمية بحلول عام 2040.

وفي المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، تعمل مصر على إنشاء مبادرات تتعلق بالهيدروجين والأمونيا، بهدف دمج الهيدروجين في إستراتيجيتها المتكاملة للطاقة المستدامة.

محطة لمعالجة الغاز على طريق السويس الصحراوي خارج مدينة القاهرة في مصر – الصورة من رويترز

وتتمتع مصر بالعديد من المزايا، مثل الطاقة المتجددة رخيصة التكلفة، وموقع رئيس للصادرات، ووفرة من موارد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

وتتعامل كلتا الدولتين مع قضايا تشمل بناء البنية التحتية، وجذب الاستثمار، ونقص المياه.

من ناحية أخرى، يمنحهما قربهما من أوروبا ميزة في سوق الهيدروجين.

وللتغلب على هذه العقبات وترسيخ دور مصر وتركيا بصفتهما مورّدَين مهمَّين للهيدروجين الأخضر، سيكون الاستثمار الأوروبي والتعاون التكنولوجي ضروريًا.

التداعيات على ديناميكيات الطاقة الإقليمية

اكتُشِفت مكامن الغاز الطبيعي في شرق البحر الأبيض المتوسط، حيث عثرت مصر وقبرص وإسرائيل على احتياطيات بحرية كبيرة.

وتتمتع هذه الموارد بالقدرة على تعزيز أمن الطاقة الإقليمي بشكل كبير.

في المقابل، تواصل مصر أداء دور مهم بفضل مرافق إدكو ودمياط لتصدير الغاز المسال، حتى لو واجه مشروع خط أنابيب شرق المتوسط إيست ميد -الذي كان من المفترض أن ينقل الغاز من حوض شرق المتوسط إلى اليونان وإيطاليا- عقبات، بسبب انسحاب الولايات المتحدة من التمويل عام 2022.

ويتماشى طموح تركيا لتنويع إمداداتها من الطاقة وتقليل اعتمادها على الغاز الروسي مع التعاون المتوسع في مجال الطاقة بين مصر وتركيا، خصوصًا في مجال الغاز المسال.

بدورهما، تريد تركيا ومصر، وسط التركيز على الغاز الطبيعي والطاقة المتجددة، أن تصبحا مركزين إقليميين للطاقة، ويُعدّ هذا التعاون في مجال الطاقة أحد مكونات استعادة العلاقات الأوسع بين تركيا ومصر، التي قد تؤدي إلى المزيد من الاستثمارات والمشروعات التعاونية.

ومن الممكن أن تتعزز مكانة البلدين في سوق الطاقة بمنطقة شرق البحر الأبيض المتوسط من خلال هذه المصالحة، التي لديها القدرة على تغيير ديناميكيات الطاقة الإقليمية.

خاتمة

تمّ التوصل إلى نقطة تحول مهمة في ديناميكيات الطاقة شرق البحر الأبيض المتوسط من خلال اتفاقيات الطاقة الأخيرة بين القاهرة وأنقرة، التي دعمتها القمة المصرية التركية، والتي لها آثار بعيدة المدى في الأسواق الإقليمية والدولية.

وتعزز هذه الاتفاقيات، التي تدل على تعاون إستراتيجي يهدف إلى زيادة أمن الطاقة، وخفض الاعتماد، وتعزيز دور كل دولة بصفة جهة فاعلة مهمة في مجال الطاقة، التعاون في قطاعي الغاز الطبيعي والغاز المسال.

ويتعزز الهدف الشامل لتركيا المتمثل في تنويع مصادر الطاقة وخفض اعتمادها على الغاز الروسي من خلال شراء الغاز المسال المصري.

وبالاستفادة من موقعها المتميز، فإن هذا التغيير يزيد من قدرة تركيا على تحمُّل تقلبات الطاقة في الداخل، ويعزز مكانتها مركزًا مهمًا لنقل الطاقة بين الشرق الأوسط وأوروبا.

ومن خلال الحصول على سوق ثابتة لصادراتها من الغاز المسال، تهدف مصر بدورها إلى زيادة نطاق نفوذها في شرق البحر الأبيض المتوسط، والحفاظ على مكانتها مصدرًا رئيسًا للطاقة.

على صعيد آخر، تشمل الاتفاقيات مشروعات الطاقة المتجددة المستقبلية، خصوصًا في قطاع الهيدروجين الأخضر، بالإضافة إلى التعاون الحالي في مجال الغاز الطبيعي.

وإدراكًا من تركيا ومصر أن الهيدروجين الأخضر قد يكون عنصرًا حيويًا في النمو الاقتصادي المستدام على المدى الطويل، فقد وضعتا معايير عالية لدمجه في محافظ الطاقة لديهما.

ويُعدّ الهيدروجين الأخضر جزءًا من خطة تركيا الأكبر لتحسين قدراتها في مجال الطاقة المتجددة ومواكبة أهداف التحول بمجال الطاقة في أوروبا، حيث تستعمل مصر الطاقة الشمسية وطاقة الرياح الوفيرة لديها لترسيخ موقعها مركزًا عالميًا لتصنيع الهيدروجين.

ويريد كلا البلدين قيادة منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط في تطوير الطاقة المتجددة، وهو ما ينعكس باهتمامهما المشترك في الاستدامة والابتكار في قطاع الطاقة.

وبفضل علاقتهما المتنامية، تتمتع تركيا ومصر بالقدرة على التأثير في الاتجاهات العالمية بمجال أمن الطاقة والاستدامة والتنويع الاقتصادي، بالإضافة إلى تشكيل مشهد الطاقة في منطقتهما.

الدكتور أومود شوكري، الخبير الإستراتيجي في مجال الطاقة، الزميل الزائر الأول في جامعة جورج ميسون الأميركية، مؤلف كتاب “دبلوماسية الطاقة الأميركية في حوض بحر قزوين: الاتجاهات المتغيرة منذ عام 2001”.

* هذا المقال يمثّل رأي الكاتب، ولا يعبّر بالضرورة عن رأي منصة الطاقة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
Source link مرتبط

المصدر: الميدان اليمني

كلمات دلالية: الطاقة الشمسیة وطاقة الریاح شرق البحر الأبیض المتوسط فی مجال الطاقة المتجددة الهیدروجین الأخضر والبنیة التحتیة من الغاز المسال الغاز الطبیعی والغاز المسال مصادر الطاقة بالإضافة إلى بحلول عام 2035 مصر وترکیا التعاون فی ترکیا ومصر على الغاز الطاقة فی من الطاقة ترکیا فی من خلال أهداف ا فی سوق من مصر عنصر ا خصوص ا فی مصر مرکز ا

إقرأ أيضاً:

سهيل المزروعي: 45 مليار درهم قيمة مشاريع الطاقة الجديدة والمتجددة المشغلة في الإمارات

 

أكد معالي سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية، أن دولة الإمارات حققت تقدماً ملحوظاً في ارتفاع نسبة مساهمة إنتاج الطاقة النظيفة من إجمالي مزيج الطاقة؛ حيث وصلت إلى 27.83% في عام 2023 وذلك في إطار المستهدف بحلول سنة 2030 وهو 32%.

وقال معاليه : بمناسبة المؤتمر العالمي للمرافق 2024 الذي تنطلق فعالياته اليوم في أبوظبي: “إن الإمارات نجحت منذ عام 2019 إلى 2022، في مضاعفة قدرتها من الطاقة المتجددة، وذلك ضمن مسار تحقيق مستهدفات إستراتيجية الإمارات للطاقة؛ لمضافة القدرة المُركبة 3 مرات بحلول 2030، نحو التزامنا لتحقيق مستهدفات التحول في الطاقة وفق اتفاق الإمارات التاريخي في “COP28”.

وأضاف: أن الإمارات حققت في عام 2023 نمواً ملحوظًا بنسبة 70% في قدرة الطاقة المتجددة المثبتة والتي وصلت إلى 6.1 جيجاوات، وأحرزت تقدما في المؤشرات التنافسية للطاقة المتجددة ومنها: تحقيق قفزة نوعية من المركز السادس إلى المركز الثاني في مؤشر نصيب الفرد من استهلاك الطاقة من مصادر الطاقة المتجددة ضمن أحدث تقرير عن المراجعة الإحصائية للطاقة العالمية 2024 الذي أعده معهد الطاقة العالمي.

وقال معاليه ، حول إرساء الإمارات قواعد مشجعة للاستثمار في الطاقة النظيفة والمتجددة: “إن القيمة الإجمالية لمشاريع الطاقة الجديدة والمتجددة المنفذة تقدر بقيمة أكثر من 45 مليار درهم لا تشمل المشاريع الجديدة المشغلة فقط.

وأوضح أن العمل جار حسب الخطط الموضوعة لتنفيذ إستراتيجية الإمارات للطاقة 2050، مشيرا إلى أن من أهم مشاريع الطاقة المتجددة والنظيفة قيد التنفيذ والجديدة والمستقبلية، مشروع المرحلة السادسة من مجمع محمد بن راشد للطاقة الشمسية بقدرة 1.8 جيجاوات ومشروع المرحلة الثانية من تحويل النفايات إلى طاقة – دبي، ومشروع العجبان للطاقة الكهروضوئية في إمارة أبوظبي بقدرة 1.5 جيجاوات، ومشروع الخزنة للطاقة الكهروضوئية في أبوظبي بقدرة 1.5 جيجاوات، ومشروع حتا للطاقة الكهرومائية، ومشروع الطاقة الكهروضوئية في الشارقة بقدرة 60 ميجاوات، ومشروع التشغيل التجاري للمفاعل الرابع لمحطة براكة والذي جرى تشغيله مؤخراً.

وحول أهمية المؤتمر العالمي للمرافق 2024 الذي ينطلق في العاصمة أبوظبي، قال معالي سهيل المزروعي، إن المؤتمر يمثل فرصة مهمة لتبادل الخبرات والمعرفة مع نخبة من الخبراء والمتخصصين في مجال المرافق على مستوى العالم، بفضل ما سيناقشه حول أحدث التقنيات والحلول المبتكرة لمعالجة التحديات المشتركة في مجالات الاستدامة وأمن المياه، والتي ستسهم في تعزيز الجهود الوطنية والدولية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتعزيز الدور المحوري الذي تلعبه الإمارات في صياغة مستقبل قطاع الطاقة والمياه.

وحول إطلاق مبادرة تخفيض تعرفة استهلاك الطاقة بهدف دعم التوجهات الوطنية لتحقيق نمو شامل ومستدام للقطاع الصناعي في الدولة، والتقدم الذي يمكن تحقيقه إذا تم منح الشركات المرونة لتبني الفرص دون أن تكون محدودة بالتكاليف، إضاف أن مزودي الطاقة يلعبون دوراً حاسماً في دعم هذا التقدم، باستخدام جميع الموارد المتاحة لدفع النمو الاقتصادي والاستدامة في دولة الإمارات، مشيرا إلى التأثير المباشر لتعاون شركة الاتحاد للماء والكهرباء مع وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، ووزارة الطاقة والبنية التحتية، لإطلاق هيكل جديد لتعرفة استهلاك الطاقة، أدى إلى تخفيض الأسعار لعملاء القطاعين الصناعي والتكنولوجي في الإمارات الشمالية، ما يدل على الإمكانات التحويلية لهذه الشراكات.

وأكد معالي سهيل المزروعي أن أسعار الطاقة المنخفضة للأعمال المتعلقة بالذكاء الاصطناعي والقطاعات كثيفة استخدام الطاقة خلقت وفورات فورية، ما يوفر لها فرصة لإعادة الاستثمار والتوسع؛ إذ أن تكاليف التشغيل المنخفضة تعني زيادة هامش الربح بغض النظر عن نمو الإيرادات، كما تسهم في تحسن التدفق النقدي، ما يسمح للشركات بالاستفادة الكاملة من الفرص المستجدة.

وحول القدرة السنوية المستهدفة والحالية لالتقاط الكربون في الإمارات قال معاليه، إن مشاريع إدارة الكربون تعد من أهمها مشاريع شركة “أدنوك” التي تواصل القيام بدور رائد في تطبيق تقنيات التقاط الكربون وتخزينه بشكل دائم وآمن ضمن جهودها لتسريع تحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2045، وذلك من خلال خطط لمضاعفة هدف رفع قدرتها على التقاط الكربون لتصل إلى 10 ملايين طن سنوياً بحلول عام 2030.

وأشار إلى أن الإمارات حققت المركز الأول في القدرة التنافسية في إنتاج الهيدروجين الأخضر ضمن تقرير الهيدروجين الأخضر لسنة 2024 المعد من قبل شركة ألفاريز ومارسال، كما أحرزت المركز الأول في جاهزية سوق الهيدروجين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ضمن تقرير خريطة طريق التدابير التمكينية للهيدروجين منخفض الكربون في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا المُعد من قبل المنتدى الاقتصادي العالمي لسنة 2023.

وفيما يتعلق بتأثير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والتغيرات المناخية على إدارة الطلب على الطاقة، قال معالي سهيل المزروعي، إن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي تلعب دوراً محورياً في تعزيز كفاءة إدارة الطلب على الطاقة، من خلال قدرتها على تحليل كميات هائلة من البيانات المستمدة من مصادر متنوعة مثل بيانات الطقس ونمط الاستهلاك، لذا يمكن للذكاء الاصطناعي التنبؤ بدقة بالطلب على الطاقة، موضحا أن هذه التنبؤات الدقيقة تُمكّن مشغلي الشبكات من التخطيط الإستراتيجي وتحسين إدارة الموارد بكفاءة غير مسبوقة، كما تُسهم تكنولوجيا في تحسين كفاءة الشبكات الكهربائية، من خلال توزيع الحمل بشكل ذكي وتقليل الفاقد في الطاقة، وتساعد على تحقيق الاستخدام الأمثل للموارد، علاوة على ذلك، تُتيح تقنيات الصيانة التنبؤية، التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، إمكانية التنبؤ بالأعطال والصيانة الوقائية، ما يقلل من حدوث الأعطال غير المتوقعة ويضمن توفير الطاقة بشكل مستمر وموثوق.

وأضاف: أنه يُمكن للذكاء الاصطناعي تعزيز كفاءة مصادر الطاقة المتجددة، عبر التنبؤ بظروف الطقس وتحسين توقيت الإنتاج والاستهلاك، وذلك من خلال العمل على تحسين كفاءة استخدام الطاقة الشمسية ومصادر الطاقة المتجددة الأخرى، ويقلل من الاعتماد على الوقود الأحفوري، ما يسهم في تحقيق أهداف الاستدامة البيئية.

وأكد أن من الضروري تبني سياسات أكثر استدامة للطاقة، حيث تدفعنا التغيرات المناخية نحو زيادة الاستثمار في مصادر الطاقة النظيفة وتقنيات كفاءة الطاقة، ما يساهم في تقليل البصمة الكربونية وتحسين جودة المعيشة.

وحول تفاصيل اللائحة الاتحادية لإدارة الطاقة في المنشآت الصناعية، قال معالي سهيل المزروعي، إن “اللائحة” هي الأولى من نوعها في القطاع الصناعي المتعلقة بالاستدامة وخفض الطلب على الطاقة في المنشآت الصناعية في دولة الإمارات، والتي ستضمن تنفيذ معايير الاستدامة وكفاءة استهلاك الطاقة في مصانع الدولة بتفعيل نظام ذي كفاءة عالية لإدارة أنظمة الطاقة.

وقال معاليه : “إن اللائحة الاتحادية لإدارة الطاقة في المنشآت الصناعية تتضمن قياس ومراقبة حالة استهلاك الطاقة في أكبر المستهلكين الصناعيين في الإمارات، وتشجيع كفاءة الطاقة بين أكبر المستهلكين الصناعيين في الدولة، وتعزيز اعتماد أفضل ممارسات إدارة الطاقة، وتوجيه قرارات الصناعة نحو الاستثمار في أفضل التقنيات المتاحة، والتميز التشغيلي في إدارة أنظمة الطاقة، ومساعدة الصناعة في بناء فهم للممارسات المستدامة المستقبلية والناشئة في معايير صنع القرار طويلة الأجل، ودعم تحقيق هدف صافي الصفر من الانبعاثات للأنشطة الصناعية للإمارات لعام 2050 لمواجهة التغير المناخي وتحقيق الحياد المناخي، والحد من انبعاثات غازات الدفيئة وتلوث الهواء، وتحسين جودة الهواء، وتحسين القدرة التنافسية للقطاعات الصناعية إقليمياً وعالمياً، وتوحيد الجهود المحلية والاتحادية في قطاع الصناعة.

وأوضح أنه تم اقتراح البرامج الداعمة والحوافز اللازمة لدعم اللائحة الاتحادية بالتعاون مع وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة مثل برنامج القيمة الوطنية المضافة الخضراء، وكذلك مؤشر التحول التكنولوجي الصناعي “ITTI” لشهادة القيمة الوطنية المضافة، مشيرا إلى أن هذه العوامل تهدف إلى تحفيز القطاع الصناعي للاتجاه السريع نحول تقليل استهلاكه للطاقة، وتحقيق مستهدفات البرنامج الوطني لإدارة الطلب على الطاقة والمياه 2050.

وقال معالي سهيل المزروعي إن اللائحة الاتحادية لإدارة الطاقة في المنشآت الصناعية ستسهم في خفض الطلب على الطاقة في القطاع الصناعي، بنسبة 33% بحلول عام2050 وتحسين جودة الهواء بنسبة 32%، بفضل مساهمتها في خفض الانبعاثات الكربونية بما يعادل 63 مليون طن بحلول عام 2050، إضافة إلى دورها في تحقيق وفر مالي بقيمة 14 مليار درهم بحلول عام 2050.

وحول سياسة تنظيم سوق شركات خدمات الطاقة في الدولة ودور الشراكات بين القطاعين العام والحكومي في خفض الطلب على استهلاك الطاقة والمياه، قال معالي سهيل المزروعي إن مجلس الوزراء اعتمد سياسة تنظيم سوق خدمات الطاقة في الدولة في أبريل 2023، لتعمل على تنظيم العلاقة بين شركات خدمات الطاقة والجهات الحكومية والقطاع الخاص، عن طريق تحديد آليات العمل وآليات التمويل وأنماط الشراكة المختلفة بين القطاعين فيما يخص مشاريع كفاءة الطاقة.

وأضاف: “تعمل السياسة أيضاً على تشجيع استثمار شركات خدمات الطاقة والقطاع الخاص في المشاريع الحكومية عبر “مشاريع خفض استهلاك الطاقة والمياه”؛ إذ تساعد على تحقيق مستهدفات الحكومة في خفض استهلاك الطاقة والمياه، وخفض البصمة الكربونية، وترشيد النفقات التشغيلية للمباني، وذلك من خلال دعم المدن التي لا تحتوي على إطار تنظيمي أو تشريعي لسوق خدمات الطاقة، ما يسهم في تحقيق مستهدفاتهم ومواءمتها مع مستهدفات الدولة والبرنامج الوطني لإدارة الطلب على الطاقة والمياه.

وأشار إلى أن السياسة تهدف بشكل مباشر إلى تنمية سوق شركات خدمات الطاقة في الدولة بالشراكة بين القطاعين العام والخاص وتشجيع الاستثمار في أنظمة كفاءة استخدام الطاقة ومشاريع الطاقة المتجددة، والإسهام في تحقيق مستهدفات البرنامج الوطني لإدارة الطلب على الطاقة والمياه 2050، وفي خلق مبان ذات كفاء عالية وتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة.

وقال معاليه: “إن الوزارة طبقت السياسة في مشروع خفض استهلاك الطاقة والمياه في المباني الحكومية الاتحادية، حيث تستهدف خفض استهلاك الطاقة والمياه بنسبة لا تقل عن 25% وخفض التكاليف التشغيلية بنسبة 20% وذلك بتمويل من القطاع الخاص وشركات خدمات الطاقة بقيمة استثمارية تقدر ب 500 مليون درهم لعدد 422 مبنى حكومياً”.وام


مقالات مشابهة

  • تعليق صادرات الغاز المسال الأميركي يمهد طريق إمدادات كندا والمكسيك لآسيا
  • أرامكو السعودية ترفع حصتها في ميد أوشن للطاقة إلى 49 بالمئة
  • مصر تتصدر إفريقيا في استثمارات الهيدروجين الأخضر
  • واردات اليابان من الغاز المسال ترتفع.. وشحنات عربية
  • سهيل المزروعي: 45 مليار درهم قيمة مشاريع الطاقة الجديدة والمتجددة المشغلة في الإمارات
  • واردات الصين من الغاز المسال ترتفع.. هل تنخفض خلال الشتاء؟
  • صناعة النفط والغاز في الجزائر ستظل داعمة لأوروبا.. والطاقة المتجددة سلاح دبلوماسي
  • سهيل المزروعي : 45 مليار درهم قيمة مشاريع الطاقة الجديدة والمتجددة المشغلة في الإمارات
  • إنتاج النفط والغاز في تونس ينخفض بنهاية يوليو
  • الصين.. ارتفاع إنتاج النفط بنسبة 2.1% والغاز بنسبة 6.6% في 8 أشهر