قد يكون حضور الصين لمحادثات السلام السعودية " أخبارا سيئة" للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لكن صداقة البلدين لا تزال كبيرة، ويظل الرئيس الصيني، شي جين بينغ، إلى جانب حليفه الروسي.

وتنقل "إنسايدر" أنه حتى مع نفاد صبر الصين من عناد روسيا، لا يزال البلدان حليفان، والزعيم الصيني يعرف ذلك.

وأحدثت الصين ضجة هذا الأسبوع بعد أن حضر دبلوماسيوها محادثات سلام عقدت في السعودية حيث ناقشت عدة وفود دولية من بينها أوكرانيا خيارات لإنهاء الصراع في أوكرانيا بعد نحو 18 شهرا من الغزو الروسي.

واستضافت السعودية، السبت الماضي، محادثات حول الحرب في أوكرانيا اعتبرتها كييف صعبة بالنظر إلى التباينات بين الدول المشاركة فيها، وذلك في إطار مسعى سياسي جديد للمملكة الراغبة في أداء دور دبلوماسي على الساحة الدولية.

ولم تشارك موسكو في القمة وانتقدت الحدث ووصفته بأنه "محكوم عليه بالفشل". لكن المشاركين في المحادثات رؤوا في تواجد الصين انتصارا كبيرا لأوكرانيا.

قال سايمون مايلز، الأستاذ المساعد في كلية سانفورد للسياسة العامة بجامعة ديوك ومؤرخ الاتحاد السوفيتي والعلاقات الأميركية السوفيتية، لـ"إنسايدر" إن "الحضور الصيني في السعودية هو بالتأكيد خبر سيء لبوتين، الذي عزل روسيا أكثر من قائمة أصدقائها المتضائلة".

وبعد المحادثات في السعودية، طمأن كبير الدبلوماسيين الصينيين، وانغ يي، نظيره الروسي، سيرغي لافروف، بأن البلاد لا تزال ملتزمة بأن تكون "محايدة" في الصراع، مؤكدا أن الحليفين "صديقان وشريكان".

لكن حضور الصين في السعودية يتزامن مع فشلها في تقديم الدعم العسكري الكامل الذي طلبه بوتين،  وبعد أن أغضبت بكين موسكو برفضها الموافقة على خط أنابيب غاز من سيبيريا من شأنه أن يعزز الاقتصاد الروسي، مما يشير إلى صدع محتمل ينمو بين الجانبين، بحسب تعبير الموقع.

وقال مايلز إنه حتى لو كانت الصين تفقد صبرها تجاه موسكو، إلا أن البلدين لا يزالان في علاقة مفيدة للطرفين.

وأشار إلى أن الرئيس الصيني حريص على تقليص تواجد الولايات المتحدة على الساحة العالمية وقدرتها على أن تكون عاملا حاسما في الأحداث الدولية،  وهو هدف يسعى إليه بوتين أيضا.

وأضاف المحلل لـ"إنسايدر" "لا يزال شي يخدم روسيا بشكل جيد من خلال علاقة وثيقة لتحقيق التوازن ضد الضغط الغربي".

ويرى مايلز  أن للزعيم الصيني هدف ثان، وهو تعزيز مكانة الصين داخل النظام الدولي القائم، ما يتطلب منه تجنب إغضاب حلفاء أوكرانيا الأوروبيين، وكثير منهم شركاء تجاريون رئيسيون للصين.

وتبنت بكين رسميا موقفا محايدا بين موسكو وكييف منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير من عام 2022. لكنها تعرضت لانتقادات غربية على خلفية عدم إدانتها الهجوم الروسي. 

كما شهدت علاقتها بروسيا تقاربا في الأشهر الماضية، ما أثار مخاوف غربية من أن تؤمن بكين دعما عسكريا لموسكو.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: فی السعودیة

إقرأ أيضاً:

محادثات أميركية روسية في جدة الأحد وهجمات متبادلة بين موسكو وكييف

أعلن المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف أن محادثات مع روسيا بشأن الحرب الروسية-الأوكرانية ستعقد الأحد المقبل في مدينة جدة السعودية، في حين تبادلت موسكو وكييف الاتهامات عقب هجمات جوية ألحقت أضرارا بالبنية التحتية، بعد ساعات من موافقة الرئيس فلاديمير بوتين على وقف محدود لإطلاق النار.

وقال ويتكوف خلال مقابلة أجرتها معه قناة فوكس نيوز الأميركية -أمس الثلاثاء- إن فريقا أميركيا سيتوجه إلى السعودية للمشاركة في المفاوضات، بقيادة مستشار الأمن القومي، مايك والتس، ووزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو.

وأضاف ويتكوف: "الشيطان يكمن في التفاصيل. وأعتقد، مثلما تعلمون، أن علينا تحديد هذه التفاصيل".

هدنة

وتأتي تصريحات ويتكوف هذه بُعيد مكالمة هاتفية مطولة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي بوتين -أمس الثلاثاء- أعلن البيت الأبيض في أعقابها أنهما اتفقا على هدنة في أوكرانيا لمدة 30 يوما، تشمل قطاع الطاقة والبنية التحتية، مع التأكيد على ضرورة بدء محادثات فورية للتوصل إلى هدنة أوسع نطاقا.

كما أكد الكرملين موافقة بوتين على مقترح ترامب، وقال إنه أصدر أمرا بهذا الشأن للجيش الروسي.

وقال ويتكوف لفوكس نيوز إن الهدنة تشمل قطاع الطاقة والبنى التحتية عامة في البلدين، كما أكد، ردا على سؤال حول ما إذا كانت الهدنة تشمل البحر الأسود إلى جانب منشآت الطاقة، قال ويتكوف "أعتقد أنّ الروس وافقوا على كليهما الآن. أنا حتما متفائل بأنّ الأوكرانيين سيوافقون على هذا".

إعلان

وقال إنه يعتقد أن "التوصل إلى وقف كامل لإطلاق النار ليس بعيدا نسبيا" عما تم الاتفاق عليه.

هجمات روسية

تبادلت روسيا وأوكرانيا الاتهامات صباح اليوم الأربعاء بشن هجمات جوية أشعلت حرائق وألحقت أضرارا بالبنية التحتية، وذلك بعد ساعات من موافقة الطرفين على مقترح ترامب بوقف محدود لإطلاق النار.

وقالت القوات الجوية الأوكرانية إن روسيا هاجمت الأراضي الأوكرانية بصاروخين باليستيين و4 صواريخ موجهة من طراز إس-300 ، علاوة على 145 طائرة مسيّرة.

وأكدت القوات الجوية الأوكرانية أنها تمكنت من إسقاط 72 مسيرة روسية من بين 145 التي هاجمت مناطق أوكرانية عدة الليلة الماضية.

من جانبه، قال أندريه يرماك، مدير مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، عبر تطبيق تليغرام: "روسيا تهاجم البنية التحتية المدنية والسكان الآن".

وأعلنت السلطات الإقليمية في سومي شمال شرق أوكرانيا أن هجمات بالمسيرات الروسية ألحقت أضرارا بمستشفيين هناك، من دون وقوع إصابات، لكنها أجبرت على إجلاء المرضى والعاملين فيهما.

كما أعلنت السلطات الأوكرانية إصابة رجل يبلغ من العمر 60 عاما وتضرر عدة منازل إثر هجوم روسي بطائرة مسيرة على المنطقة المحيطة بالعاصمة كييف.

وتعليقا على تلك الهجمات، قال زيلينسكي إنه "لا يمكن تحقيق السلام إلا بوقف روسيا هجماتها على البنية التحتية المدنية لتأكيد رغبتها في إنهاء الحرب".

وتابع: "الهجمات الليلية التي تشنها روسيا تدمر نظام طاقتنا والبنية التحتية والحياة الطبيعية للأوكرانيين".

حريق بمنشأة روسية

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم الأربعاء أن وحدات الدفاع الجوي اعترضت 57 طائرة مسيرة أوكرانية ودمرتها خلال الليل.

وأضافت الوزارة عبر تطبيق تليغرام أن 35 طائرة مسيرة دُمرت فوق منطقة كورسك الحدودية، بينما دُمرت البقية فوق مناطق أوريول وتولا وبريانسك وبحر آزوف.

إعلان

من جهتها، أعلنت السلطات في منطقة كراسنودار جنوب البلاد اليوم أن هجوما بطائرة مسيّرة أوكرانية أشعل حريقا في مستودع نفط يقع قرب قرية قفقاسسكايا.

وأكدت أنه لم يصب أحد بأذى في الحريق، الذي امتد على مساحة 20 مترا مربعا، وقالت السلطات الروسية إنها أجلت 30 موظفا جراءه، وعلقت العمل في المنشأة.

كما أعلنت هيئة مراقبة الطيران الروسية أنها علقت الرحلات الجوية في مطارات قازان ونيجني نوفجورود ونيجنكامسك في روسيا، وجميعها على بُعد مئات الكيلومترات شرق موسكو، وأوضحت أن الإجراء يأتي لضمان السلامة الجوية.

ولم تُفصح الوكالة عن سبب التعليق، لكنها عادة ما تُعلق الرحلات الجوية عند ورود تقارير عن هجمات بطائرات مُسيّرة.

مقالات مشابهة

  • واشنطن تقلّص جهود مكافحة حملات التهديد الروسي وسط تقارب ترامب مع موسكو
  • ويتكوف: السعودية ستستضيف محادثات أمريكية وروسية بشأن أوكرانيا الأحد المقبل
  • محادثات أميركية روسية في جدة الأحد وهجمات متبادلة بين موسكو وكييف
  • زيلينسكي: العقوبات على موسكو وتعزيز حلف العالم الحر والضمانات الأمنية.. طريق أوكرانيا إلى السلام
  • زيلينسكي يدين هجمات روسيا على أوكرانيا
  • مسؤول صينى: بكين تقدم أربع دفعات من المساعدات الإنسانية لأوكرانيا
  • ويتكوف: عقد محادثات مع روسيا بشأن حرب أوكرانيا الأحد في جدة
  • ترامب يعلن "مرحلة حاسمة" من محادثات السلام في أوكرانيا
  • هل ينجح ترامب في وقف الحرب في أوكرانيا؟.. موسكو تخشى توسع الناتو المتسارع وتضع شروطها.. وترقب للقاء الرئيس الأمريكي مع نظيره الروسي
  • مسئولة بـ الاتحاد الأوروبي: شروط روسيا تظهر أنها لا تريد السلام مع أوكرانيا