رغم حضور الصين محادثات السلام الأوكرانية بجدة.. تحليل: علاقة بكين بموسكو لم تتغير
تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT
قد يكون حضور الصين لمحادثات السلام السعودية " أخبارا سيئة" للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لكن صداقة البلدين لا تزال كبيرة، ويظل الرئيس الصيني، شي جين بينغ، إلى جانب حليفه الروسي.
وتنقل "إنسايدر" أنه حتى مع نفاد صبر الصين من عناد روسيا، لا يزال البلدان حليفان، والزعيم الصيني يعرف ذلك.
وأحدثت الصين ضجة هذا الأسبوع بعد أن حضر دبلوماسيوها محادثات سلام عقدت في السعودية حيث ناقشت عدة وفود دولية من بينها أوكرانيا خيارات لإنهاء الصراع في أوكرانيا بعد نحو 18 شهرا من الغزو الروسي.
واستضافت السعودية، السبت الماضي، محادثات حول الحرب في أوكرانيا اعتبرتها كييف صعبة بالنظر إلى التباينات بين الدول المشاركة فيها، وذلك في إطار مسعى سياسي جديد للمملكة الراغبة في أداء دور دبلوماسي على الساحة الدولية.
ولم تشارك موسكو في القمة وانتقدت الحدث ووصفته بأنه "محكوم عليه بالفشل". لكن المشاركين في المحادثات رؤوا في تواجد الصين انتصارا كبيرا لأوكرانيا.
قال سايمون مايلز، الأستاذ المساعد في كلية سانفورد للسياسة العامة بجامعة ديوك ومؤرخ الاتحاد السوفيتي والعلاقات الأميركية السوفيتية، لـ"إنسايدر" إن "الحضور الصيني في السعودية هو بالتأكيد خبر سيء لبوتين، الذي عزل روسيا أكثر من قائمة أصدقائها المتضائلة".
وبعد المحادثات في السعودية، طمأن كبير الدبلوماسيين الصينيين، وانغ يي، نظيره الروسي، سيرغي لافروف، بأن البلاد لا تزال ملتزمة بأن تكون "محايدة" في الصراع، مؤكدا أن الحليفين "صديقان وشريكان".
لكن حضور الصين في السعودية يتزامن مع فشلها في تقديم الدعم العسكري الكامل الذي طلبه بوتين، وبعد أن أغضبت بكين موسكو برفضها الموافقة على خط أنابيب غاز من سيبيريا من شأنه أن يعزز الاقتصاد الروسي، مما يشير إلى صدع محتمل ينمو بين الجانبين، بحسب تعبير الموقع.
وقال مايلز إنه حتى لو كانت الصين تفقد صبرها تجاه موسكو، إلا أن البلدين لا يزالان في علاقة مفيدة للطرفين.
وأشار إلى أن الرئيس الصيني حريص على تقليص تواجد الولايات المتحدة على الساحة العالمية وقدرتها على أن تكون عاملا حاسما في الأحداث الدولية، وهو هدف يسعى إليه بوتين أيضا.
وأضاف المحلل لـ"إنسايدر" "لا يزال شي يخدم روسيا بشكل جيد من خلال علاقة وثيقة لتحقيق التوازن ضد الضغط الغربي".
ويرى مايلز أن للزعيم الصيني هدف ثان، وهو تعزيز مكانة الصين داخل النظام الدولي القائم، ما يتطلب منه تجنب إغضاب حلفاء أوكرانيا الأوروبيين، وكثير منهم شركاء تجاريون رئيسيون للصين.
وتبنت بكين رسميا موقفا محايدا بين موسكو وكييف منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير من عام 2022. لكنها تعرضت لانتقادات غربية على خلفية عدم إدانتها الهجوم الروسي.
كما شهدت علاقتها بروسيا تقاربا في الأشهر الماضية، ما أثار مخاوف غربية من أن تؤمن بكين دعما عسكريا لموسكو.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی السعودیة
إقرأ أيضاً:
روبيو يعلّق على المحادثات مع روسيا بشأن أوكرانيا
علّق وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، اليوم الأحد، على المحادثات المحتملة مع روسيا الهادفة إلى إنهاء الأزمة الأوكرانية.
وقال روبيو، في مقابلة مع شبكة "سي بي إس" التلفزيونية على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن في ألمانيا، إن "عملية السلام ليست أمرا يتم في اجتماع واحد".
ومن المقرر أن يقود روبيو فريقا أميركيا رفيع المستوى في النقاشات مع مسؤولين روس في الأيام المقبلة.
ولم يتضح بعد ما إذا كانت أوكرانيا ستشارك في النقاشات.
وقال وزير الخارجية الأميركي إنه ليس متأكدا حتى من هوية الممثلين الذين سترسلهم موسكو.
وأوضح أنه "لم يتم الانتهاء من أي شيء حتى الآن"، مضيفا أن الهدف هو البحث عن فرصة لمحادثات أوسع "تشمل أوكرانيا وتتضمن إنهاء الحرب".
ومن المتوقع أن يشارك في محادثات الرياض مستشار الأمن القومي الأميركي مايكل والتز والمبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف.
وتأتي هذه الخطوة بعد أيام من مكالمة هاتفية مطولة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين اتفقا خلالها على بدء مفاوضات وقف إطلاق النار "فورا".
وكان ترامب أكد، مرارا خلال حملته الانتخابية، أنه سينهي النزاع في يوم واحد إذا عاد إلى البيت الأبيض، لكن روبيو أكد أنه "لن يكون من السهل" حلّ النزاع الطويل والدامي والمعقد.
وفاجأت الاتصال بين ترامب وبوتين، بقية أعضاء حلف شمال الأطلسي (ناتو) وكذلك كييف، مع تأكيد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنه "لا ينبغي اتخاذ أي قرارات بشأن أوكرانيا بدون أوكرانيا".
وقال روبيو "في الوقت الحالي، لا توجد عملية سلام، ومكالمة هاتفية واحدة لا تصنع السلام".
وأضاف أنه بمجرد أن تبدأ "المفاوضات الحقيقية"، فإن أوكرانيا "يجب أن تشارك" فيها.