لبنان ٢٤:
2024-09-19@03:48:25 GMT

حدود المواجهة بين حزب الله والجيش والمعارضة

تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT

حدود المواجهة بين حزب الله والجيش والمعارضة

كتبت هيام قصيفي في "الاخبار": لا تكفي 48 ساعة لإعادة رسم ما حصل في الكحالة. ليس المقصود هنا الوقائع الأمنية التي سبقت الحادثة وتلتها. ثمّة محاولات بدأت ليل الأربعاء، واستكملت أمس، لرسم المشهد السياسي المتعلق بحزب الله والجيش، وبالقوى السياسية التي إمّا نأت بنفسها، أو دخلت على خطّ ما جرى في سعي لتظهير حجم الخصومة لحزب الله والجيش معاً.

  لعبت الصدفة دورها في تزامن الكشف عن حادثة عين إبل مع حادثة الكحالة، لكنّ خلاصتهما واحدة، إذ أثبتتا مرة أخرى، بعد أشهر من المماحكات والتشنّجات، أن النفوس مشحونة سياسياً وطائفياً الى حدّ أوصل الى سقوط قتيلَين من أهل الكحالة ومن حزب الله. ورغم أن الشحن الإعلامي والسياسي ساهم في تكبير صورة الحدث، إلا أن ذلك لا يعني أن ما حصل مجرّد فعل وردة فعل. هناك أبعد من ذلك في السياسة، ويتعدّى تأقلم اللبنانيّين مع حوادث إطلاق النار وسقوط قتلى. ثمّة شعور لدى بعض من رصد الواقعة، من جوانبها المختلفة، بأنّ تفسّخ الساحة اللبنانية لم يعد يحتاج الى بؤر أمنيّة واسعة التفجير. تعدّد حوادث إطلاق النار وسقوط قتلى وعمليات تصفية وخطف كلّها تنذر بأنّ من الممكن خلق ساحة أمنية متوترة من دون حرب كبرى، تعطي النتيجة نفسها في تهيئة مرحلة التفلّت الأمني عبر حوادث متنقلة. في موازاة ذلك، يصبح حزب الله عنصراً أساسياً في الإشارة إليه صراحة، الأمر الذي يجعل من إطلاق النار على عناصره، للمرة الأولى بعد حادثة الطيونة، وبعد توجيه الاتهامات إليه في ذكرى تفجير المرفأ، وكأنه يؤشّر الى أنّ التعرّض له لم يعد من المحرّمات. فما كسر في السياسة تجري محاولة كسره على الأرض. ليست حادثة الكحالة مدبّرة، بحسب وقائعها الأمنية. لكنّ التعامل معها من جانب الحزب ومن جانب خصومه، يربط ما جرى وما سبقه وكأنه إيذان بمرحلة جديدة من التقاطعات الإقليمية، وهو أمر لا بدّ أن يجد ترجمته في الواقع المحلي. ما يجري على خطّ السعودية وإيران وواشنطن لم يمرّ بالكحالة، لكنّه يغطي حوادث متنقلة ويعطي هامشاً لردود الفعل.     الحصيلة الأولى لما جرى أصابت الجيش في العمق. جواب الجيش أنه فور تبلّغه بالحادثة، عمد الى الحضور بكثافة: أوّلاً عبر مديرية المخابرات، وثانياً عبر قطع عملانيّة، وبتوجيهات محدّدة بضرورة ضبط الوضع الأمني والعمل على التهدئة ومنع تدهور الوضع. كل ذلك تمّ في إطار جوٍّ من الاتصالات السياسية عبر قيادة الجيش ومديرية المخابرات مع القوى السياسية كافةً لضبط الوضع.
لكن ذلك لم يمنع تعاطي قوى سياسية مع أداء الجيش على أنه فئوي منحاز الى حزب الله، والمستفيدان اثنان من ذلك: التيار الوطني الحر ومعارضو حزب الله الذين كانوا الى الأمس يتعاطون مع ترشيح قائد الجيش على أنه ثابت كمرشح تسوية، في رفع سقف التصويب عليه، واعتبار أنه منذ سنوات لم يقترف مثل هذا الخطأ في تغطية حزب الله.   الحصيلة الثانية، هي أن القوى المعارضة وجدت نفسها مرة أخرى في مقدّم المشهد، ولكن من دون برنامج عمل سياسي. بدا واضحاً أن قوى أساسية في المعارضة خفّفت من الضغط السياسي لمصلحة تهدئة واضحة في الاتصالات التي جرت معها. وعلى عكس ما أشار إليه بيان الحزب من إطلاق ميليشيات النار على عناصره، لم تكن التغطية لما جرى حزبية بالمطلق. ومن قاد الاتصالات يعرف أن رفع منسوب التحذير من الميليشيات سياسي بحت، ويهدف الى رفع مستوى المواجهة السياسية ليس إلا. والمعارضة بذلك تجد نفسها أمام مجموعة أحداث متنقّلة، لكنها تصوّب على المرحلة السياسية المقبلة، فلا تستنفد مواجهتها مبكراً.   في موازاة ذلك، سيكون حزب الله أمام مرحلة قياس نوعية المخاطر التي استجدّت على أكثر من خط. الأكيد أن مراجعة أمنية ستكون على الطاولة لأن أيّ حدث مماثل ولو كانت نسبته واحداً في المئة، كحادثة الكحالة، من دون إطار محكم أمني، سيضاعف من مخاطر المواجهة مع خصومه، والطريق الى سوريا والبقاع طويلة، ويمكن أن يستفيد منها أيّ طرف في أيّ منطقة أخرى. لكنّ الأهمّ بالنسبة إليه يكمن في مكان آخر: كيف تحوّلت ردّة الفعل عليه حتى من حلفائه سياسياً وأمنياً إلى ورقةِ مواجهةٍ مكشوفة؟  

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله ما جرى

إقرأ أيضاً:

هل تتأثر المواجهة بين حزب الله والاحتلال بعد التفجيرات الأخيرة؟.. دبلوماسي سابق يُجيب

قال السفير محمد كامل عمرو، وزير الخارجية الأسبق، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يفضل قدوم الرئيس السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، مشيرًا إلى أن "نتنياهو" يقوم بالتصعيد ويفشل المفاوضات كلمات اقتربت مفاوضات وقف إطلاق النار من الوصول إلى اتفاق. 

تامر أمين بعد تفجيرات أجهزة حزب الله: كل المدنيبن في لبنان بخطر مفاجأة وراء سبب اختراق أجهزة البيجر لعناصر حزب الله في لبنان

 وتابع "عمرو"، خلال حواره مع الإعلامي نشأت الديهي، ببرنامج "المشهد"، المذاع على فضائية "تن" مساء اليوم الأربعاء، أن تفجير الاحتلال الإسرائيلي الأجهزة اللاسكلية "البيجر" لحزب الله لن يكون له أثر إستراتيجية على مسار المواجهة بين حزب الله ودولة الاحتلال، ولكنه يُحدث فرقعة على المستوى الإقليمي والعالمي، لأن التفجير حدث لأجهزة اتصالات في وقت واحد.

تعويض حزب الله لمنظومة اتصالاتها 

 وأضاف أن حزب الله قد يقوم بتعويض منظومة الاتصالات التي ضربت من قبل دولة الاحتلال، ولكن الأثر النفسي لهذه العملية سيكون كبير وسيتمر لفترة طويلة.

وأشار إلى  أن دولة الاحتلال وضعت نموذج جديد في المواجهات العسكرية، موضحًا أن إسرائيل تقتل 10 أفراد أو أكثر بهدف قتل واحد فقط، وهذا نموذج جديد من نوعه، والبعض بدأ يتقبل هذا النموذج، كما أن استخدام أجهزة الاتصال كأجهزة دمار نموذج آخر جديد وضعته دولة الاحتلال، وهذا الأمر خطير جدًا على مستويات النزاع خلال الفترة المقبلة.

 

مقالات مشابهة

  • حرب الاستنزاف الطويلة تنتقل إلى الداخل
  • هل تتأثر المواجهة بين حزب الله والاحتلال بعد التفجيرات الأخيرة؟.. دبلوماسي سابق يُجيب
  • الصهاينةُ واستراتيجيةُ الخِداع والغدر
  • إبراهيم الأمين بعد تفجيرات لبنان: هل فتحت أبواب حرب بلا ضوابط ولا حدود؟
  • إبراهيم الأمين بعد تفجيرات بيجر: هل فتحت أبواب حرب بلا ضوابط ولا حدود؟
  • عملية مشتركة للموساد والجيش الإسرائيلي وراء تفجيرات البيجر في لبنان
  • حدود التعامل بين الرجل والمرأة وضوابطه
  • الكرملين يعلن أن زيادة عدد قوات الجيش يأتي ردا على "التهديدات" على حدود روسيا الغربية
  • الكرملين يعلن أن زيادة عديد الجيش يأتي ردا على “التهديدات” على حدود روسيا الغربية
  • صور خاصة للجزيرة تظهر إغراق الجيش المصري أنفاقا على حدود غزة