سجّل مشروع أركتيك 2 لإنتاج وتصدير الغاز المسال الروسي محاولة صعبة جديدة للتهرب من العقوبات الأميركية التي تستهدف تحجيم قدرات موسكو بعد غزوها أوكرانيا في مطلع عام 2022.

وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على المحطة التي هي أكبر منتجي الغاز المسال في روسيا، بطاقة إنتاجية قصوى تبلغ 19.8 مليون طن سنويًا، وتديرها شركة نوفاتك الروسية “Novatek”، بنسبة 60% من الأسهم.

وفي تطور جديد رصدته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، نقلت سفينة فُرضت عليها عقوبات أيضًا في أغسطس/آب الماضي (2024) شحنة من المحطة المهمة لطموحات موسكو إلى آسيا، وذلك للمرة الأولى.

وثمة تباين حول موقع الناقلة المتجهة إلى آسيا عبر طريق بحر الشمال الجديد، وتشير معلومات إلى أنها قد تفرّغ حمولتها في منصة التخزين العائمة “كورياك”، أو ستواصل رحلتها لإحدى البلدان الأسيوية، في حين ذكرت صحيفة بريطانية أنها أفرغت حمولتها بمنصة التخزين العائمة “سام” في روسيا.

محطة أركتيك 2

أظهرت بيانات تتبُّع السفن أن الناقلة “إيفرست إنرجي” (Everest Energy) قد حمّلت شحنة من محطة الغاز المسال أركتيك 2 خلال نهاية الأسبوع المنصرم، وتحركت في طريقها إلى آسيا.

يأتي ذلك رغم الأخطار المحتملة المصاحبة لمرور الناقلة التي يصل عمرها إلى 21 عامًا، كما أنها غير مزوّدة بسمات تسمح لها بالمرور في المياه المجمدة عبر طريق بحر الشمال بديل روسيا الجديد لقناة السويس.

وكشفت بيانات تتبّع السفن من شركة “إل إس إي جي” (LSEG) أن الناقلة الآن في طريقها من بحر كارا إلى بحر لابتيف في بحر الشمال، بحسب تقرير لمنصة “بيزنس ستاندرد” (business-standard).

ورغم صعوبة مرور السفن بطريق بحر الشمال الجديد من منطقة مورمانسك شمالي روسيا بالقرب من الحدود مع النرويج إلى مضيق بيرنغ بالقرب من ألاسكا، فإنه يخفض مدة الشحن بين أوروبا وآسيا.

ويوضح الإنفو غرافيك أدناه -أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- أبرز المعلومات عن طريق بحر الشمال الجديد بديل قناة السويس:

وما زالت الوجهة المحددة للناقلة غير معلومة، لكن من المحتمل أن تُنقل شحنة الغاز المسال إلى وحدة التخزين العائمة كورياك (Koryak) الموجودة في شبه جزيرة كامشاتكا الروسية، أو إلى محطة استقبال بإحدى الدول الأسيوية.

لكن صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية (Financial Times) قالت في تقرير لها بتاريخ 5 سبتمبر/أيلول الجاري، إن الناقلة أفرغت الشحنة في منصة التخزين العائمة سام (Saam) بأحد مضائق مورمانسك، ثم اتجهت عائدة إلى محطة أركتيك 2.

ووفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة، صُممت منصة التخزين “كورياك” لنقل الغاز المسال من الناقلات الجليدية إلى الناقلات التقليدية من أجل زيادة الإنتاج وخفض تكلفة النقل.

وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على شركة الشحن “أركتيك ترانسشيبمنت” الروسية (Arctic Transshipment) التي تشغّل منصة التخزين العائمة والمملوكة لنوفاتك الروسية أيضًا، بتهمة دعم محطة أركتيك 2.

وانضمت الناقلة إيفرست إلى قائمة عقوبات مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية في شهر أغسطس/آب الماضي (2024) لصلتها بأسطول الظل الروسي.

كما ألغى مكتب تسجيل السفن الدولية في بالاو ترخيصها، إلى جانب سفينتي آسيا إنرجي وبايونير، وفق تقرير لوكالة بلومبرغ.

الغاز المسال الروسي

بدأت محطة أركتيك 2 تصدير الغاز المسال في أغسطس/آب (2024) على ظهر أسطول الظل الذي يضم ناقلات مجهولة الهوية تُخفي موقعها الدقيق للإفلات من العقوبات.

وخلافًا للعقوبات على الناقلات والمحطة نفسها، يواجه المشروع تحديات من نوع آخر؛ إذ اضطرت روسيا إلى تخزين الغاز المسال في علامة على صعوبة إيجاد مشترين.

وأظهرت بيانات تتبُّع وصور للأقمار الاصطناعية أن 3 ناقلات، منها “إيفرست إنرجي”، حمّلت شحنات من المحطة التي كان يُعوَّل عليها لتحقيق هدف زيادة إنتاج روسيا من الغاز المسال إلى 100 مليون طن بحلول عام 2030، بزيادة 3 أضعاف مستوى الصادرات الحالي.

ناقلة الغاز المسال إيفرست إنرجي- الصورة من “vesselfinder”

وخُزِّنَت شحنة إيفرست في منصة التخزين العائمة “سام”، أمّا شحنتا الناقلتين الأخريين فلم تعثرا على مشترين، وما زالتا في المياه الروسية أو الأوروبية.

وفي مواجهة التحركات الاحتيالية لروسيا، أضاف الاتحاد الأوروبي في يونيو/حزيران (2024) شرط استعمال “ممارسات شحن عالية المخاطر وغير عادية” لقائمة أسباب فرض عقوبات على الناقلات.

ويرى محللون أن فرص تصدير الغاز المسال من محطة أركتيك 2 إلى أوروبا والدول الحليفة للغرب ضئيلة، لكن من غير المحتمل أن تمنع العقوبات بيع الغاز المسال الروسي بالكامل خارج هذا الإطار، وخاصة إلى الصين والهند.

ولم يفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على الغاز الروسي، كما توقفت الإمدادات عير خطَّي نورد ستريم، لكنه مازال يتدفق عبر الأنابيب بموجب اتفاق سينتهي في نهاية 2024 مع أوكرانيا.

وخلال أول 7 أشهر من العام الجاري (2024)، ارتفعت واردات أوروبا من الغاز المسال الروسي 10% تقريبًا إلى 11.27 مليون طن.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
Source link مرتبط

المصدر: الميدان اليمني

كلمات دلالية: الغاز المسال الروسی بحر الشمال عقوبات على

إقرأ أيضاً:

وصول معدات محطة تعبئة غاز الطهي الفورية الجديدة إلى سرت

الوطن|متابعات

وصلت إلى مدينة سرت معدات وخزانات محطة تعبئة غاز الطهي الفورية الجديدة، في خطوة تهدف إلى تحسين خدمات توزيع الغاز في المنطقة الوسطى.

وأعلن المدير التنفيذي للجهاز الوطني للتنمية، محمود الفرجاني، أن المدينة تقترب من افتتاح أول نقطة تعبئة غاز طهي فورية في بلدية سرت والمنطقة الوسطى، وذلك بعد استلام معدات تشغيلية من شركة البريقة. وأضاف الفرجاني أن تجهيز نقطة تعبئة إضافية في المدينة يجري على قدم وساق، سعياً لتلبية الطلب المتزايد على غاز الطهي.

وأشار الفرجاني إلى أن المشروع يمثل خطوة محورية نحو تحسين كفاءة تشغيل منظومة الغاز وتلبية احتياجات السوق المحلية بشكل أفضل، بما يعزز من مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين.

وتعد هذه الخطوة نقلة نوعية في عمليات توزيع الغاز بالمنطقة. كما يهدف المشروع إلى تعزيز خدمات الجهاز الوطني للتنمية في مجال الطاقة وتحسين جودة الحياة للمواطنين في سرت والمناطق المحيطة.

 

الوسومالجهاز الوطني للتنمية سرت غاز الطهي ليبيا محطة

مقالات مشابهة

  • «اقتصادية قناة السويس» تشارك في النسخة الثالثة للمعرض الدولي للصناعة IMCE
  • اقتصادية قناة السويس تشارك في النسخة الثالثة من الملتقى والمعرض الدولي السنوي للصناعة IMCE
  • ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي المسال الآسيوي لأعلى مستوياته العام الجاري
  • وصول معدات محطة تعبئة غاز الطهي الفورية الجديدة إلى سرت
  • مصر تجري محادثات مع شركات أجنبية بشأن صفقة غاز مسال طويلة الأجل
  • انخفاض للإنتاج وارتفاع الطلب.. كيف تواجه مصر أزمة الطاقة في 2025؟
  • مذكرة تفاهم بين "اقتصادية لقناة السويس" وموانئ أبو ظبي لتطوير منطقة صناعية
  • مدبولي: اتفاقية بين اقتصادية قناة السويس وموانئ أبوظبي لتطوير منطقة شرق بورسعيد
  • رئيس الوزراء يشهد توقيع مذكرة تفاهم بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وموانئ أبوظبي
  • الأكبر في أفريقيا.. تمويل جديد لتوسيع محطة طاقة الرياح بخليج السويس