على تركيا الاعتذار عما فعله العثمانيون بالعالم العربي
تاريخ النشر: 10th, September 2024 GMT
آخر تحديث: 10 شتنبر 2024 - 8:51 صبقلم:فاروق يوسف بالرغم من مرور أكثر من قرن على زوال الدولة العثمانية لا يزال هناك من يحن إلى أيامها.خطأ في قراءة التاريخ يجعل العقيدة موقع تندر وسخرية. من وجهة نظر البعض فإن عودة الخلافة هي الحل. وما من مسلمين أحق بها أكثر من العثمانيين.ولأن العثمانيين ذهبوا بزوال دولتهم فإن الصولجان صار بيد سلطان تركيا رجب طيب أردوغان.
الأمر ملتبس بين فريقين منافقين في الدين انتهازيين في السياسة هما فريق الإخوان المسلمين وفريق أردوغان نفسه، الرجل الذي اكتشف أن لعبة البطولة لا تكلفه ثمنا. وإذا ما كانت علاقة أردوغان بالجماعة المصرية المحظورة قد مرّت بمراحل مختلفة، تنوعت بين الصلح والخصام في المنظور التركي الذي يقدم الاقتصاد على كل شيء وهو أمر طبيعي فإن الرئيس التركي استهوته فكرة أن يكون سلطانا عثمانيا جديدا حتى وإن تم ذلك بطريقة رمزية. أما الإخوان الذين فوجئوا بانقلابه عليهم فإنهم لم يجدوا في إيران بديلا رمزيا يحققون من خلاله أحلامهم بعودة الخلافة بالرغم من أنهم أيضا لا ينظرون إلى الموضوع بطريقة جادة. وهو ما يعني أن الطرفين وقد اضطرا إلى اللعب في الوقت الضائع لا يريدان التخلي عما بدآ به. لا يزال أردوغان خليفة في انتظار عرشه الذي يمثل خلاصا للمسلمين من وجهة نظر قواعد جماعة الإخوان ولا يزال أردوغان يهذي كما لو أن السلطنة ستكون في متناول يديه في أيّ لحظة. فالبلاد التي تركها أجداده نائمة عادت إلى النوم من جديد بعد أن أغرقها أصحاب العمائم بخرافاتهم. قال أردوغان في تعليق له عما يجري في فلسطين “إن تركيا لا يمكن أن تسكت عما يحدث لبلد حكمته 400 سنة” يا لها من 400 سنة! لقد فعلت شعوب وحكومات دول الشرق الأوسط التي هيمن عليها العثمانيون أربعة قرون الأسوأ حين لم يطالبوا الأتراك المعاصرين بالاعتذار عمّا فعله أجدادهم. كان ذلك السكوت جريمة تاريخية تُضاف إلى سلسلة الجرائم المهينة التي ارتكبها العثمانيون مدفوعين بعنصريتهم وتخلفهم واحتقارهم للشعوب التي حكموها. أما أن تبحث جماعة الإخوان عن سند تاريخي لها في الخلافة العثمانية فلأنها تعمل من أجل إشاعة الظلام والجهل والفقر والتخلف في الدول التي استعملت فيها الدين وسيلة للتغلغل بين فقرائها ماديا وبسطائها عقليا.حكم العثمانيون دول ما سُمي في ما بعد بالشرق الأوسط أكثر من 400 سنة. تلك حقيقية تاريخية. ولكنها كانت سنوات ضياع وتيه وهوان وإذلال وإفقار وما من عاقل يمكن أن يفخر ويعتز بها. في كل ما فعله أردوغان في استعراضات بطولته كان مهرجا مجنونا. لذلك فإن إسرائيل على سبيل المثال وقد كانت معنية بالجزء الأكبر من تلك الاستعراضات لم تتعامل معه بطريقة جادة. أردوغان منفصل عن الواقع ولكن من حسن حظه أن دولا عربية فاشلة تحيط بتركيا لا يمكنها إخراسه.وحسنا فعل أردوغان حين ذكر بالأربعمئة سنة المظلمة التي مرت بها البلاد العربية في ظل حكم السلطنة العثمانية. وإذا ما تعلق الأمر بفلسطين فهل كان العثمانيون أقل وحشية من الإسرائيليين؟ علينا أن نقرأ التاريخ جيدا. ولأن أردوغان رجل عقيدة انتهازي فإن التاريخ لا يعنيه في شيء. كان العثمانيون أشد قسوة من المغول الذين دمروا المدن وذهبوا. لقد أرسى العثمانيون تقاليد التخلف في كل مكان هيمنوا عليه بحيث تحولت المدن إلى ما يشبه المستنقعات الآسنة بسبب سياسة التتريك التي سعت إلى إفقاد الشعوب هويتها في ظل تعطيل العقل عن العمل. كان العصر العثماني زمنا مظلما مر بليله على بشر لم يعيشوا حياتهم بما يليق بإنسانيتهم.ذلك ما يفخر به أردوغان. وهو ما يذكّر الفلسطينيين به. يظل السؤال الأهم “ترى ما الذي وعد السلطان غير المتوج الفلسطينيين به من أجل إنقاذهم؟”، ما من شيء على مستوى الواقع سوى التذكير بأنهم كانوا يوما ما من رعايا سلطنة زائلة حرمتهم من وطنهم ووضعت شبابهم في خدمة حروبها الخاسرة. ما قاله أردوغان في نصرة الشعب الفلسطيني وما سيقوله إنما يعبّر عن عقدة الرجل المريض الذي تخلصت منه أوروبا من خلال القضاء عليه. يومها تخلص العالم العربي من الظلام الذي اتخذ من الإسلام ستارا. وإذا ما كان أردوغان يكذب من أجل تسويق نفسه سلطانا جديدا فإن الإخوان يكذبون من أجل استعمال الخلافة في ضمان دعوتهم إلى التخلف.
المصدر: شبكة اخبار العراق
كلمات دلالية: من أجل
إقرأ أيضاً:
خطة جديدة لتنظيم تجارة الذهب في تركيا.. ما الذي سيتغير؟
في ظل استمرار ارتفاع أسعار الذهب والإقبال المتزايد على الاستثمار فيه، أعلنت وزارة الخزانة والمالية التركية عن إجراءات جديدة لتنظيم تجارة “الذهب غير المسلسل”، الذي يتم تقطيعه إلى شرائح رفيعة وبيعه دون معايير واضحة، ما جعله عرضة للتلاعب والاحتيال.
معايير جديدة لتنظيم “الذهب غير المسلسل”
أكدت مصادر في وزارة الخزانة والمالية أن التشريعات الخاصة بوضع ضوابط جديدة لبيع وشراء “الذهب المقطوع”، المعروف أيضًا باسم “الذهب المسحوب”، قد استُكملت، وذلك بهدف الحد من التجاوزات وضمان حماية المستثمرين والمستهلكين.
ويعد هذا النوع من الذهب شائعًا بين المستثمرين الأفراد، لكنه يفتقر إلى توثيق واضح، مثل الأرقام التسلسلية أو شهادات المنشأ، ما يجعله بيئة خصبة للاحتيال.
شيمشك: خطوات صارمة لمنع التلاعب
من جانبه، شدد وزير الخزانة والمالية محمد شيمشك على أن الوزارة تواصل جهودها لمكافحة الاقتصاد غير الرسمي في سوق المعادن الثمينة، مشيرًا إلى أنه سيتم اتخاذ خطوات إضافية لتعزيز الرقابة على القطاع.
بيع أكبر سلسلة صالات رياضية في تركيا
الخميس 13 مارس 2025وقال شيمشك في بيان صحفي:
“كما هو الحال في مختلف القطاعات والأسواق، نعمل على تشديد إجراءات مكافحة الاقتصاد غير الرسمي في تجارة المعادن الثمينة. من خلال هذه الخطوات، نسعى لحماية المستهلكين وتعزيز الرقابة على منتجات الذهب. كما تهدف التعديلات الجديدة إلى إزالة الغموض عن هذا القطاع وتحقيق توافق أكبر مع المعايير الدولية في تجارة الذهب.”