موقع 24:
2025-04-17@13:09:05 GMT

الإمارات.. قوة اقتصادية مؤثرة في مبادرة الحزام والطريق

تاريخ النشر: 10th, September 2024 GMT

الإمارات.. قوة اقتصادية مؤثرة في مبادرة الحزام والطريق

تلعب دولة الإمارات، دوراً محورياً في التنمية الإقليمية والدولية، انطلاقاً من رؤية قيادتها الثاقبة وموقعها الاستراتيجي وبيئتها الملائمة للأعمال، والذي جعل منها قوة اقتصادية مؤثرة تساهم بشكل رئيسي في إنجاح المبادرات الاقتصادية العالمية، ومن أبرزها مبادرة الحزام والطريق التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ في 2013.

وتؤكد المشاركة النشطة للإمارات في مبادرة الحزام والطريق، التي تنطلق قمتها التاسعة يومي 11 و12 سبتمبر (أيلول) الجاري في منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة التابعة للصين تحت عنوان "بناء حزام وطريق متصل ومبتكر وأخضر"، إلى جانب علاقاتها القوية مع الصين بشكل عام وهونغ كونغ بشكل خاص، التزامها بالتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي.
وباعتبارها قوة اقتصادية إقليمية، تواصل الإمارات تقديم مساهمات كبيرة في المبادرة التي يصل عدد الدول المشاركة فيها نحو 65 دولة، تمثل 30% من إجمالي الناتج المحلي العالمي، إذ ضخت الإمارات 10 مليارات دولار في صندوق استثمار صيني - إماراتي مشترك لدعم مشاريع المبادرة في شرق أفريقيا، ووقعت 13 مذكرة تفاهم مع الصين في 2018، للاستثمار في مجالات متعددة داخل الإمارات.

التجارة غير النفطية

وأظهرت بيانات النصف الأول من 2023، أن قيمة تجارة الإمارات غير النفطية مع الدول الواقعة ضمن مبادرة الحزام والطريق بلغت 305 مليارات دولار والتي تساهم بنسبة 90% من تجارة الإمارات غير النفطية خلال تلك الفترة، وحققت نمواً بنسبة تجاوزت 13% مقارنة مع النصف الأول 2022، كما أن 88% من واردات الإمارات من الدول المشاركة في مبادرة الحزام والطريق، تمثل ما نسبته 94% من صادرات الإمارات غير النفطية إلى هذه الدول وكذلك 92% من إعادة التصدير يتجه إلى هذه الدول.
فمبادرة الحزام والطريق، وهي مشروع ضخم للبنية التحتية والاستثمار، تهدف إلى ربط آسيا وأوروبا وأفريقيا من خلال الطرق البرية والبحرية، إذ أصبحت الإمارات، بموقعها الاستراتيجي، نقطة مهمة وحاسمة في إنجاح المبادرة.
ولهذا ليس بغريب أن تكون موانئ الإمارات وبنيتها التحتية اللوجستية ذات المستوى العالمي مركزا حيويا للتجارة على طول طرق مبادرة الحزام والطريق، الأمر الذي سهّل الحركة الفعالة للسلع والخدمات، وساهم في نجاح المبادرة.
ولم تغفل الإمارات التكنولوجيا والابتكار، بل عملت بنشاط على تعزيزهما كمحركين رئيسيين للنمو في إطار مبادرة الحزام والطريق، مما أدى إلى تعاون في مجالات مثل الطاقة المتجددة والذكاء الاصطناعي والبنية التحتية الرقمية.

العلاقات الدبلوماسية

ويأتي انعقاد النسخة التاسعة من القمة هذا العام في الوقت الذي تحتفي فيه الإمارات والصين بمرور 40 عاماً على تدشين العلاقات الدبلوماسية في 1984، إذ تعد الصين الشريك التجاري الأول للإمارات على مستوى العالم، فيما مهدت مبادرة "الحزام والطريق" العديد من الفرص لتعزيز التعاون التجاري والاقتصادي انطلاقاً من كون الإمارات شريكاً استراتيجياً للمبادرة منذ إطلاقها، وبما تتمتع به الدولة من إمكانات تجارية قوية وسياسات وأطر تنظيمية مرنة جعلتها مركزا رئيسا لحركة التجارة في المنطقة، وأحد أهم المراكز التجارية على مستوى العالم.
ومثلت العلاقات الإماراتية الصينية، حجر الزاوية للتعاون الاقتصادي والقوة الدافعة وراء مشاركة الدولة في المبادرة إذ أدرك البلدان الفوائد المتبادلة للتعاون الاقتصادي وعملاً عن كثب لتنفيذ مشاريع مشتركة.
وأظهرت البيانات الحديثة الصادرة عن وزارة الخارجية الصينية، أن حجم التبادل التجاري بين البلدين وصل خلال النصف الأول من 2024، إلى 50.108 مليار دولار، بينها 18.66 مليار دولار صادرات إماراتية، و31.448 مليار دولار واردات من الصين.
ولعل النظرة المتأنية للعلاقات الاقتصادية بين الإمارات والصين، تؤكد التعاون والتنسيق المشترك على الصعد كافة، وهو ما تجلى في تضاعف حجم التبادل التجاري بين البلدين بحوالي 800 مرة منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما ، فيما يستهدف البلدان الوصول إلى 200 مليار دولار حجم تبادل تجاري في 2030.
ووقع البلدان أكثر من 148 اتفاقية ثنائية ومذكرة تفاهم في شتى المجالات، وبلغ حجم التجارة الخارجية غير النفطية للإمارات مع الصين خلال العام الماضي 296 مليار درهم، بنسبة نمو 4.2 % مقارنة بـ2022، وبذلك حافظت الصين على موقع الشريك التجاري الأول للإمارات في تجارتها غير النفطية في 2023 إذ استحوذت على ما نسبته 12% من تلك التجارة.
وفي السياق ذاته، بلغ إجمالي التدفقات الاستثمارية الإماراتية إلى الصين نحو 11.9 مليار دولار بين 2003 و2023، شملت قطاعات عدة أبرزها الاتصالات، والطاقة المتجددة، والنقل والتخزين، والفنادق والسياحة، والمطاط، في حين بلغت التدفقات الاستثمارية الصينية إلى الإمارات 7.7 مليارات دولار خلال المدّة ذاتها.

هونغ كونغ

وإذا كانت العلاقات بين الإمارات والصين قد شهدت خطوات كبيرة من التعاون في جميع المجالات، فإن علاقات الإمارات مع هونغ كونغ تكتسب أهمية خاصة؛ فهونغ كونغ، باعتبارها منطقة إدارية خاصة في الصين، تلعب دوراً حيوياً في مبادرة الحزام والطريق وللإمارات علاقة خاصة بها لاسيما في سياق التجارة والتمويل والخدمات اللوجستية.
وبلغ إجمالي تجارة الإمارات غير النفطية مع هونغ كونغ 12 مليار دولار في 2022، بنمو يقارب 50% خلال 10 سنوات، فيما بلغ رصيد الاستثمار الأجنبي المباشر من هونغ كونغ في الإمارات 2.1 مليار دولار، بشكل رئيسي في تجارة التجزئة والسيارات بنسبة 73%، والتصنيع 19%، والنقل والتخزين 5%.
وتعمل هونغ كونغ كبوابة للشركات الإماراتية للوصول إلى السوق الصينية وأجزاء أخرى من آسيا، كما تعد كل من الإمارات وهونغ كونغ من المراكز المالية الرئيسية، وهناك تعاون كبير بينهما في مجالات مثل الخدمات المصرفية والتأمين وأسواق رأس المال.
أمّا في مجال الخدمات اللوجستية والنقل، فإن البنية التحتية اللوجستية ذات المستوى العالمي في هونغ كونغ، تكمل الموقع الاستراتيجي للإمارات، مما يجعلها شريكا قيما في التجارة الإقليمية والعالمية.
ويعد الانخراط النشط للإمارات في مبادرة الحزام والطريق، مدعوماً بعلاقاتها الاستراتيجية مع الصين وهونغ كونغ، يعكس التزامها الراسخ بالنمو الاقتصادي المستدام والتعاون الدولي، وبفضل مكانتها كقوة اقتصادية مؤثرة في المنطقة، تواصل الإمارات تقديم إسهامات قيمة في مختلف المبادرات العالمية، مما يساهم في بناء عالم أكثر ترابطاً وازدهاراً.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإمارات الإمارات فی مبادرة الحزام والطریق الإمارات غیر النفطیة ملیار دولار هونغ کونغ مع الصین

إقرأ أيضاً:

2.5 مليار درهم قيمة صفقات «دبي ديرما 2025»

سامي عبد الرؤوف (دبي) 

أخبار ذات صلة «أسبوع أبوظبي العالمي للصحة» يكرّم الابتكارات الصحيّة 354 مستفيداً من عمليات نقل الأعضاء في الإمارات

أعلن مؤتمر ومعرض دبي العالمي لأمراض الجلد والليزر - دبي ديرما 2025، في ختام أعماله أمس، أن قيمة الصفقات المباشرة وغير المباشرة بلغت 2.5 مليار درهم، مشيراً إلى أن هذه الصفقات تجسد مكانة الإمارات وجهة إقليمية وعالمية رائدة في مجال السياحة العلاجية، مستفيداً من منظومة صحية متكاملة تتميز ببنية تحتية متقدمة، وكفاءات طبية عالية المستوى، وخدمات صحية متطورة تضاهي المعايير العالمية.
وعكست قيمة الصفقات التي أبرمت خلال دورة هذا العام الأهمية المتزايدة التي يكتسبها قطاع الأمراض الجلدية والتجميل على المستويين المحلي والدولي، ما يعكس النمو المستمر في هذا المجال الحيوي. 
وأكد المشاركون في الحدث، أن الإمارات تتميز بالكثير من المزايا التنافسية في المجال الصحي، وعلى رأسها قطاع الأمراض الجلدية والتجميل، ومن بين أبرز هذه المزايا الأسعار التنافسية، وسهولة الوصول إلى الخدمات الطبية، مما جعل الدولة وجهة مفضّلة للمرضى من مختلف أنحاء العالم.
وأشاروا إلى أن الدولة تلعب دوراً عالمياً كمركز محوري لاحتضان أبرز الفعاليات والملتقيات الطبية، من خلال توفير منصة فعالة للتواصل العلمي، وتبادل الخبرات، واستكشاف أحدث التقنيات الطبية.
وشهد الحدث، أمس، تجارب حية وعمليات تجميل بسيطة باستخدام أجهزة الليزر، كما شهد استخدام المجسمات والدمى البشرية، كوسائل تعليمية، حيث ركزت هذه المجسمات على أدوات تجميل البشرة، وخاصة ما يتعلق منها بالوجه. 
وسجل استخدام الذكاء الاصطناعي حضوراً لافتاً في فعاليات المؤتمر والمعرض المصاحب، حيث يُنظر إليه كأداة جوهرية في صياغة مستقبل طب الجلدية والتجميل، من خلال تسريع وتيرة التطوير، وتحسين دقة التشخيص، ورفع كفاءة الممارسات السريرية.
وذكر المتحدثون في المؤتمر، أن عمليات التجميل أصبحت عنصراً أساسياً في منظومة السياحة العلاجية، وباتت دولة الإمارات اليوم، بفضل ما تقدمه من جودة علاجية وتجربة صحية متكاملة، من أهم الوجهات للراغبين في تلقي علاجات جلدية وتجميلية.
وأفادوا بأنه كان للنمو المتسارع لقطاع التجميل والعناية بالبشرة دور بارز في هذا التوجه، إذ لم يعد مقتصراً على الإناث فقط، بل أصبح من أكثر القطاعات نمواً للرجال أيضاً.   بدوره، قال الدكتور عبدالسلام المدني، رئيس «دبي ديرما»: «يُعدُّ هذا القطاع المتنامي من أكثر القطاعات تطوراً على مستوى العالم، إذ بلغ حجم سوق جراحة التجميل أكثر من 56 مليار دولار خلال العام الماضي». 
وأضاف: «من المتوقع أن يواصل نموه المتسارع خلال السنوات القادمة، مدفوعاً بالتقدم الطبي والتكنولوجي، وارتفاع الوعي المجتمعي بأهمية العناية الصحية بالبشرة والصحة الجمالية. كما ساهمت جودة الخدمات وتنوعها في تعزيز دور هذا القطاع كأحد المحركات الرئيسة للسياحة العلاجية، ما يعزز مساهمته في النمو الاقتصادي لدولة الإمارات».
وناقش المؤتمر هذا العام العديد من الجوانب غير التقليدية في علاج الأمراض الجلدية، كان من أبرزها تسليط الضوء على أهمية الأبعاد النفسية والاجتماعية في العملية العلاجية، ودورها المحوري في تعزيز فعالية العلاج، وتحسين جودة حياة المرضى.
وتضمن برنامج اليوم الأخير من «دبي ديرما» جلسة متميزة بعنوان «مستقبل طب الجلدية»، خُصصت للطلاب وأطباء الامتياز وأطباء الإقامة، وناقشت الجلسة محاور عدة رئيسية، تتعلق بمستقبل التخصص، من ضمنها التخصصات الفرعية في طب الجلدية، والاحتياجات المستقبلية للمجال، بالإضافة إلى أمراض الجلد لدى الأطفال وعلم الأمراض الجلدية.
كما سلطت الجلسة الضوء على أهمية العلاجات التكميلية والتخصصات الداعمة في دعم الكفاءة العلاجية، وتوسيع نطاق الرعاية الشاملة لمرضى الجلدية. وخلال الجلسة، تم استعراض تجربة المحاكاة الطبية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي للمرة الأولى، حيث أتاحت هذه التقنية المتقدمة للأطباء والطلاب فرصة التدريب العملي على التعامل مع الحالات الطارئة بأسلوب واقعي وتفاعلي.
وتُعد هذه المحاكاة نقلة نوعية في مجال التعليم الطبي، إذ تُسهم بشكل فعّال في تطوير المهارات السريرية والتقنية للاختصاصيين، وتعزز من قدرتهم على اتخاذ قرارات دقيقة في علاج الحالات الطارئة.
وفي سابقة تُسجل كأول تعاون من نوعه في الشرق الأوسط، شهد المؤتمر جلسة خاصة بالتعاون بين «دبي ديرما» وجمعية Skin of Color، ركزت على العلاجات المخصصة لذوي البشرة الملوّنة. وتأتي هذه الخطوة لتفتح آفاقاً جديدة نحو مبادرات تعليمية وتوعوية مستقبلية، تهدف إلى تعزيز الشمولية والتنوع في طب الجلدية، بما يلبي احتياجات المرضى.

مقالات مشابهة

  • الذهب يتراجع بعد كسر القمة وسط ترقب لقرارات اقتصادية وتحرك مصري للتصدير
  • اقتصادية قناة السويس تحقق قفزة إيرادية وتعتمد مشروعات بمليارات الجنيهات
  • صفقات المليارات النفطية: استثمار سياسي أم ورطة اقتصادية؟
  • 2.5 مليار درهم قيمة صفقات «دبي ديرما 2025»
  • الحزام الناري.. أسبابه وأعراضه
  • عاصفة اقتصادية.. هكذا ستؤثر تعريفات ترامب الجمركية على أفريقيا
  • ترامب يعود لمشروع ضم غرينلاند: إغراءات اقتصادية بدلًا من الدبابات وسط تصاعد التنافس في القطب الشمالي
  • ضاحي خلفان يلتقي قنصل عام الدولة في هونغ كونغ
  • مؤسسة اقتصادية تكشف مفاجأة بشأن المساعدات الأمريكية إلى أوكرانيا
  • حرب التعريفات الجمركية بين الصين وأمريكا.. إلى أين؟