أصبح قطاع النقل في الهند قريبًا من خطوة جديدة للاعتماد على الغاز المسال، بوصفه وقودًا أساسيًا بدلًا من الديزل، وفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وتعمل الحكومة على الترويج لاستعمال الغاز المسال في ثلث أسطول شاحنات النقل الثقيل لمسافات طويلة، في غضون 5 إلى 7 سنوات لخفض التلوث، وفقًا لمسودة سياسة وضعتها وزارة النفط.

يأتي ذلك في إطار الهدف الذي حددته الهند بتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2070، ورغبة البلاد في زيادة حصة الغاز الطبيعي بمزيج الطاقة إلى 15% بحلول عام 2030، من نحو 6% الآن.

وتُعدّ الهند واحدة من أكبر الدول المنبعثة للغازات المتسببة في ظاهرة الاحتباس الحراري العالمية، وموطن بعض المدن الأكثر تلوثًا على مستوى العالم.

تحول قطاع النقل في الهند

تتخذ الهند خطوات بطيئة لتبنّي الشاحنات التي تعمل بالغاز المسال مقارنةً بالصين، إذ يؤثّر استعمال المركبات الكهربائية والشاحنات التي تعمل بالغاز المسال، في الطلب على النفط.

وسيؤدي تحويل الشاحنات إلى الغاز المسال إلى تقليص استهلاك الديزل في الهند، الذي يمثّل الجزء الأكبر من استهلاك الوقود المكرر في البلاد، ما يحرر المنتجات للأسواق العالمية، وفق ما نقلته وكالة رويترز.

وبينما ساعد إدخال الغاز الطبيعي المضغوط في النقل بالحدّ من التلوث، فإن تحويل المركبات الثقيلة إلى الغاز الطبيعي المضغوط يفرض تحديات، بسبب حمولاتها الثقيلة والحاجة إلى إعادة التزود بالوقود مرارًا وتكرارًا.

ويشير اقتراح الوزارة -الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة- إلى أن الغاز المسال -وهو وقود أنظف مع مدى أفضل- يمكن أن يكون بديلًا قابلًا للتطبيق للمركبات الثقيلة.

ويمثّل قطاع النقل الهندي 13.5% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المرتبطة بالطاقة في البلاد، إذ تسهم المركبات الثقيلة بحصّة كبيرة.

وتعتقد الحكومة أن استهداف خفض الانبعاثات في هذا القطاع سيكون له تأثير كبير في الانبعاثات الإجمالية.

ووفقًا للوزارة، فإن الغاز المسال لديه عامل انبعاث أقل بنسبة 24% من الديزل، كما ينتج انبعاثات أقل من الغازات الضارة مثل أكاسيد النيتروجين وأكاسيد الكبريت.

شاحنات في الهند – الصورة من وكالة رويترز مخطط الغاز المسال في الهند

يهدف الاقتراح إلى تحويل ثلث المركبات الثقيلة طويلة المدى الحالية للغاز المسال، وضمان استعمال ثلث المركبات الثقيلة المستقبلية للغاز المسال، ما قد يقلل من تلوث المركبات بمقدار الثلث.

ومن المتوقع أن يستغرق هذا التحول من 5 إلى 7 سنوات، بدعم من تطوير البنية التحتية للغاز المسال، بما في ذلك إنشاء محطات توزيع الغاز المسال وتشجيع مصنّعي المركبات على إنتاج شاحنات تعمل بالغاز المسال.

وقد كُلِّفت شركات تسويق النفط والغاز الهندية بإنشاء 49 محطة للغاز المسال في المرحلة الأولى، مع التخطيط لمزيد من التوسع، بناءً على الطلب ونمو سوق الغاز المسال.

وتهدف الحكومة إلى استقرار أسعار الغاز المسال، وجعل الوقود متاحًا في جميع أنحاء البلاد، مع تحفيز أصحاب الأساطيل على تحويل شاحنات الديزل إلى الغاز المسال.

ويتضمن الاقتراح -أيضًا- إنشاء مرافق صغيرة للغاز المسال والغاز المسال الحيوي لخدمة المناطق التي لا يمكن توصيلها بسهولة بخطوط الأنابيب، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن منصة “بي إن إي إنتلي نيوز” (BNE IntelliNews).

بالإضافة إلى ذلك، قد تعمل الحكومة على تطوير طريق نيودلهي-مومباي السريع بوصفه طريقًا سريعًا تجريبيًا للغاز المسال، مع إعفاءات من ضريبة المرور للمركبات الثقيلة التي تعمل بالغاز المسال.

وتتصور الوزارة أنه بمجرد وضع البنية الأساسية الأولية، سيصبح نظام الغاز المسال مكتفيًا ذاتيًا، ويتوسع دون مزيد من التدخل الحكومي.

صفقات الغاز المسال في الهند

في إطار دفع إمدادات الغاز المسال، وافقت شركة بترول أبوظبي الوطنية أدنوك، اليوم الإثنين (9 سبتمبر/أيلول 2024)، على صفقة مدّتها 15 عامًا لتزويد شركة النفط الهندية إنديان أويل، بمليون طن متري سنويًا من الوقود.

وقال مكتب أبوظبي الإعلامي، إن الغاز المسال سيأتي أساسًا من مشروع الرويس للغاز المسال التابع لشركة أدنوك.

وجاء توقيع الصفقة، التي تعدّ سابع اتفاقية لتصدير الغاز المسال من مشروع الرويس، على هامش زيارة ولي عهد أبوظبي الشيخ خالد بن محمد بن زايد إلى نيودلهي، وإجراء محادثات رسمية مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، حول العلاقات الإستراتيجية بين البلدين وسُبل تعزيزها وتطويرها بما يخدم المصالح المشتركة.

وتمتلك أدنوك طموحات كبيرة في الغاز والغاز المسال، التي ترى أنها ركائز لنموها المستقبلي، إلى جانب الطاقة المتجددة والبتروكيماويات.

ومنحت أدنوك كلًا من شل وبي بي وتوتال إنرجي وميتسوي اليابانية حصة 10% في مشروع الرويس، الذي من المتوقع أن يبدأ الإنتاج في أواخر عام 2028، بحسب ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن منصة “إيكونوميك تايمز” (Economic Times).

سيتكون المشروع، الذي سيعمل بالطاقة النظيفة، من محطتين تنتج كل منهما 4.8 مليون طن سنويًا من الغاز المسال، وهو ما سيضاعف قدرة أدنوك على إنتاج الغاز المسال إلى أكثر من 15 مليون طن سنويًا.

وحتى الآن، أعلنت الشركة الإماراتية اتفاقيات لإجمالي 6 ملايين طن متري سنويًا، وهذا الالتزام بمبيعات تبلغ 70% من مشروع الرويس للغاز المسال.

ويوضح الإنفوغرافيك التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- أهم صفقات تصدير الغاز المسال من مشروع الرويس حتى أغسطس/آب 2024:

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
Source link مرتبط

المصدر: الميدان اليمني

كلمات دلالية: تعمل بالغاز المسال المرکبات الثقیلة من مشروع الرویس للغاز المسال الغاز المسال قطاع النقل إلى الغاز المسال فی فی الهند سنوی ا

إقرأ أيضاً:

«بن قدارة» يُجري مباحثات في واشنطن حول قطاع النفط الليبي

عقد رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط فرحات بن قدارة، سلسلة اجتماعات في العاصمة الأمريكية واشنطن مع عدد من كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية.

وبحسب الصفحة الرسمية للمؤسسة على فيسبوك، فقد شملت اللقاءات اجتماعًا في البيت الأبيض مع مستشار الرئيس الأمريكي الخاص أموس هوكستين، وفي وزارة الخارجية مع مساعد وزير الخارجية الأمريكي جوشوا هاريس، وفي مكتب الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية مع القائم بأعمال نائب المدير المساعد لمكتب الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في الشرق الأوسط سيبيل سيغل.

كما عقد بن قدارة اجتماعًا في وزارة الخزانة مع مسؤول الشؤون الدولية بوزارة الخزانة الأمريكية أنتوني ماركوس، وفي وزارة الطاقة مع مساعدي وزير الطاقة الأمريكي جيفري بيات وبراد كرابتري وجوش فولز، والتقى في وزارة التجارة مع مساعد وزير التجارة الأمريكي توماس برنس.

وخلال هذه الاجتماعات، أكد المسؤولون الأمريكيون دعمهم الكامل للمؤسسة الوطنية للنفط في جهودها للحفاظ على استقلاليتها وحياديتها، خاصة في ظل التحديات والضغوط التي تواجهها، وشددوا على ضرورة حماية المؤسسة من التدخلات التي قد تعرقل أدائها، مبرزين دورها الحيوي في تأمين دخل الدولة الليبية، بالإضافة إلى استقرار إمدادات الطاقة العالمية، لا سيما في ظل القضايا المتعلقة بخفض الإنتاج وأزمة مصرف ليبيا المركزي.

كما أشار المسؤولون إلى استعدادهم لتقديم كافة أشكال الدعم الفني والتقني لتعزيز التعاون مع المؤسسة في مجالات الحوكمة والشفافية، إضافة إلى رفع كفاءة العاملين في قطاع النفط الليبي.

وتم التأكيد خلال الاجتماعات على أهمية تطوير الشراكات في مجال تقليل انبعاثات الكربون من خلال نقل التكنولوجيا والمعرفة اللازمة لتحقيق الأهداف البيئية المشتركة، خاصة في إطار المبادرات التي طرحتها المؤسسة الوطنية للنفط خلال قمة المناخ العالمية Cop28 للحد من انبعاثات الميثان وثاني أكسيد الكربون.

وتم أيضا الاتفاق على مواصلة التنسيق بين الطرفين، بما يشمل تنظيم لقاءات وزيارات مستقبلية، بهدف تعزيز التعاون الاقتصادي ودعم دخول الشركات الأمريكية إلى قطاع النفط الليبي.

مقالات مشابهة

  • في 8 خطوات.. استخراج إذن إصلاح المركبات عبر منصة "أبشر"
  • تعليق صادرات الغاز المسال الأميركي يمهد طريق إمدادات كندا والمكسيك لآسيا
  • أرامكو السعودية ترفع حصتها في ميد أوشن للطاقة إلى 49 بالمئة
  • واردات اليابان من الغاز المسال ترتفع.. وشحنات عربية
  • واردات الصين من الغاز المسال ترتفع.. هل تنخفض خلال الشتاء؟
  • "فرنسين" يوقف 30% من إنتاج النفط الأميركي بخليج المكسيك
  • صناعة النفط والغاز في الجزائر ستظل داعمة لأوروبا.. والطاقة المتجددة سلاح دبلوماسي
  • أنس الحجي: الطلب على النفط لا يتأثر بانتشار السيارات الكهربائية
  • «بن قدارة» يُجري مباحثات في واشنطن حول قطاع النفط الليبي
  • شركات كبرى على وشك الانهيار تحت وطأة تراجع الأسعار