وسائل إعلام أمريكية: تحديات أمام "هاريس" في مناظرة "ترامب"
تاريخ النشر: 10th, September 2024 GMT
تعد المناظرات الرئاسية في الولايات المتحدة لحظات حاسمة تتشكل فيها ملامح الانتخابات، حيث تسلط الضوء على التباينات الجوهرية بين المرشحين وتعرض مهاراتهم في التعامل مع التحديات السياسية. وفي هذا السياق، تواجه كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأمريكي، تحديات بارزة في مناظرتها المرتقبة مع دونالد ترامب، الرئيس السابق ومنافسها القوي.
تأتي هذه المناظرة في وقت حاسم، حيث يسعى كل من هاريس وترامب لإقناع الناخبين ببرامجهم ورؤاهم لمستقبل البلاد. تتضاعف أهمية هذه المناظرة بالنسبة لهاريس في ظل تاريخ ترامب السياسي المثير للجدل، والذي يتضمن سلسلة من التهم والمواقف المثيرة للجدل التي قد تؤثر بشكل كبير على نتائج الانتخابات. بينما تركز هاريس على تقديم نفسها كبديل جدير ومنقذ، سيواجهها ترامب بأسلوبه الهجومي المعروف، مما يجعل هذه المناظرة اختبارًا حقيقيًا لقدرتها على الصمود والتفوق في معركة سياسية معقدة.
أداء ضعيف أتى بالنائبةلقد غيرت نائبة الرئيس انتخابات 2024 بعد أن قاد الأداء الضعيف للرئيس جو بايدن في مناظرته ضد ترامب على قناة CNN في يونيو إلى إنهاء حملته لإعادة انتخابه، واختيار نائبته كامالا هاريس. أعادت هاريس عدة ولايات متأرجحة إلى ساحة المعركة الانتخابية، وجعلت الديمقراطيين يحلمون بتحول مذهل في سباق كانوا يظنون أنهم في طريقهم لخسارته.
قالوا إنَّها لم تنجح في توحيد حزبهالكن وسائل إعلام وصجفيون يرون خلاف ما سبق، إذأنَّه لم يثبُت نجاحها في توحيد حزبها “الديمقراطي”، وتقديم نفسها كصوت جديد للتغيير الجيلي، ولاقترابها من التعادل مع ترامب في الاستطلاعات، بعد أنها ليست طريقًا موثوقًا للوصول إلى 270 صوتًا انتخابيًا مطلوبًا للفوز بالرئاسة. في الواقع، إذا كانت الانتخابات يوم الثلاثاء، يمكن للرئيس السابق، الذي تجاوز بالفعل محاولة اغتيال والعديد من التهم الجنائية، أن يظل قادرًا على الفوز.
تحدِّيات المهارة البلاغيةتتطلب مناظرتها في فيلادلفيا استخدام مهارات بلاغية كانت موضع تساؤل خلال فترة نائب الرئيس. على الرغم من بعض التألق في المناظرات وجلسات الاستماع، عانت هاريس أحيانًا من صعوبة في تقديم سياسات واضحة تحت الضغط. استعدادها لمقابلة إعلامية رئيسية واحدة فقط يزيد من التحديات التي تواجهها في المناظرة مع ترامب.
تحديها كامرأة سمراءستواجه هاريس، التي تسعى لتصبح أول رئيسة سمراء وذات أصل جنوبي آسيوي، منافسًا يستخدم التصنيفات العرقية.ستواجه هاريس، التي تسعى لتصبح أول رئيسة سمراء وذات أصل جنوبي آسيوي، منافسًا يستخدم التصنيفات العرقية والجندرية لتحقيق مكاسب سياسية. على الرغم من هجمات ترامب العنصرية، تظل هاريس مصممة على عدم الوقوع في أفخاخ ترامب، رافضة الانجرار وراء خطاباته العنصرية.
خبرة لا ترقى لمستوى هيلاري كلينتونتمتلك هاريس خبرة سياسية على مستوى عالٍ، لكنَّها أقل بكثير من تلك التي تمتلكها هيلاري كلينتون مرشحة الديمقراطيين لعام 2016 أو بايدن عندما واجهوا ترامب في المناظرات الرئاسية. وحتى بعض أعضاء حزبها لم يعتقدوا أنها أقوى قائدة ديمقراطية محتملة لعصر ما بعد بايدن.
بعض وسائل الإعلام الامريكي ترى أنَّه في خِضَمّ التحضيرات للمناظرة القادمة مع دونالد ترامب، تواجه كامالا هاريس، نائبة الرئيس، أربع تحديات رئيسية قد تؤثر بشكل كبير على أدائها ونتائجها.
صحفيون أمريكيون يقولون إنَّه برغم استعدادها الكامل لمواجهة هذه التحديات، إلا أن كل واحدة منها تضعها أمام اختبارات صعبة.
موازنة الردود مع التركيز على الرسالة: يجب على هاريس أن تتوازن بين التصدي لما تتوقعه حملتها من هجمات وأكاذيب من ترامب وبين التركيز على رسالتها الأساسية. كما قالت في مقابلة إذاعية، "أعتقد أنه سيكذب وله أسلوب استخدمه في الماضي، سواء كان هجماته على الرئيس أوباما أو هيلاري كلينتون. ما أنوي توضيحه هو ما نعرفه جميعًا، وبالتأكيد كما أتنقل في البلاد في هذه الحملة، يميل إلى القتال من أجل نفسه، وليس من أجل الشعب الأمريكي."
تحييد التناقضات الأساسية في الحملة: تحتاج هاريس إلى معالجة التناقض المتمثل في أنها تترشح كوكيلة للتغيير على الرغم من كونها جزءًا من إدارة غير شعبية. ترامب يلوم هذه الإدارة على المشاكل الاقتصادية والارتفاع في أسعار المواد الغذائية والإسكان، والتي تعد هاريس بحلها.
سد الفجوة في القضايا المهمة: يجب على هاريس أن تسعى لسد الفجوة مع بايدن بشأن القضايا التي تعتبر الأهم للناخبين، مثل إدارة الاقتصاد والهجرة، والتي غالبًا ما تتخلف فيها عن ترامب في الاستطلاعات. يشير فريق ترامب إلى أن هاريس وبايدن مسؤولان عن المشاكل الاقتصادية التي تعاني منها الطبقة المتوسطة، ويحتاجان إلى إقناع الناخبين بأن سياسات "بيدينوميكس" تعمل رغم ارتفاع الأسعار بشكل كبير.
التعامل مع اتهامات التغيير في المواقف: سيكون التحدي الأصعب هو كيفية التعامل مع اتهامات ترامب بأنها غيرت مواقفها بشأن السياسات التي دعمتها خلال حملتها الأولية في عام 2019، مثل التكسير الهيدروليكي وقضايا الحدود. في محاولة لتوضيح هذه التحولات، أكدت هاريس أن "قيمي لم تتغير." لكنها بحاجة إلى معالجة الانتقادات التي تشير إلى أنها قد تعود إلى مواقفها السابقة إذا فازت بالسلطة، وهو ما قد يضر بسمعتها في الولايات المتأرجحة مثل بنسلفانيا.
ختامًا، حسب ما كتبت وسائل إعلام أمريكية، سيتعيَّن على كامالا هاريس أن تقدِّم نفسها في هذا اللقاء كرئيسة محتملة، لسد كل الفجوات السابقة، وتعديل نظرة - من وجهة نظر البعض - تبدو فارقة في اختيار من يصل إلى البيت الأبيض لرئاسة أمريكا 2024.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: مناظرة هاريس وترامب مناظرة ترامب وهاريس إعلام أمريكي الولايات المتحدة نائبة الرئيس الأمريكي هاريس وترامب مناظرة هاريس ترامب التحديات السياسية وسائل إعلام أمريكية کامالا هاریس تواجه کامالا هاریس أن
إقرأ أيضاً:
نتنياهو يزعم أن جهات داخلية وخارجية تضرّ بـإسرائيل والمعارضة تقرّ العكس
زعم رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، السبت، أن جهات داخلية وخارجية قد سرّبت معلومات وصفها بـ"الحسّاسة"، ساهمت بـ"تقويض" أمن دولة الاحتلال الإسرائيلي.
ودعا نتنياهو، إلى فتح تحقيق موسّع ضد وسائل إعلام دولية يشتبه "بتورطها" في نقل تلك المعلومات.
في المُقابل، يواجه نتنياهو، تُهم المعارضة، بالوقوف خلف تسريب الوثائق، من أجل تخفيف الضغط على حكومته، والتهرّب من المسؤولية عن إفشال جهود التوصل إلى اتفاق لتبادل أسرى.
وقال نتنياهو، خلال مقطع مسجل مدته تزيد عن 6 دقائق، نشره مكتبه: "التسريبات الأخيرة خرجت من المجلس الأمني المصغر ومنحت معلومات ذات قيمة كبرى لأعدائنا".
وأضاف بأن "التسريبات التي طالت اجتماعات المجلس الوزاري المصغر (الكابينيت) والفريق المفاوض تضمنت معلومات عسكرية حساسة، ما تسبب في تعزيز موقف حركة حماس وإلحاق أضرار كبيرة بالأمن الإسرائيلي".
وزعم نتنياهو، أن التسريبات الأخيرة "ليست مجرد تجاوزات عادية، بل هي محاولة متعمدة للإضرار بسمعته الشخصية وتفعيل ضغوط سياسية عليه"، فيما دعا إلى "التحقيق مع وسائل إعلام دولية".
وزعم أنها "لعبت دورا في نشر التسريبات" حيث ادعى في الوقت نفسه، أن هذه الوسائل قد: "ساهمت في تقويض الأمن القومي الإسرائيلي وتشويه صورته أمام العالم".
ودافع نتنياهو، عن فلدشتاين، بالقول: "هو شخص وطني لا يمكن أن يمس بأمن إسرائيل".
وبحسب إعلام عبري رسمي، كانت النيابة العامة الإسرائيلية، الخميس الماضي، قد قدّمت لائحة اتهام ضد المتهم الرئيسي بقضية التسريبات داخل مكتب نتنياهو، إيلي فلدشتاين، كان أبرزها: "تسريب معلومات سرية، بنيّة الإضرار بأمن الدولة".
وفي السياق نفسه، خلال الأيام القليلة الماضية، تداولت وسائل إعلام عبرية، من بينها صحيفة "هآرتس"، أنباء تبرز أنّ نتنياهو تحدث مع المتّهم فلدشتاين، قبل فترة قصيرة من حدوث عملية التسريب.
والخميس الماضي، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية، مذكرتي اعتقال دوليتين، بحق نتنياهو ووزير حربه السابق، يوآف غالانت، بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال الإبادة المتواصلة التي ترتكبها دولة الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين، لأكثر من عام كامل.
وبدعم أمريكي، تشن دولة الاحتلال الإسرائيلي، حرب إبادة جماعية على كامل الأهالي في قطاع غزة المحاصر، أسفرت عن أكثر من 148 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.