الرؤية- حمود الهنائي

عادةً ما تميلُ الشعوب إلى تصديق الأساطير والحكايات الغرائبية في تفسير الظواهر الطبيعية التي تحدث من حولهم، وتزخر الثقافة الشعبية العُمانية بالعديد من الحكايات ذات الطابع الماورائي، ويعد فلج وضاح أحد الأفلاج الذي نُسج حوله روايات تتسم بالخيال.

وفلج وضَّاح الواقع ببلدة معول في الجانب الغربي من جبل الكور الواقع بين ولايتي بهلاء بمحافظة الداخلية وعبري بمحافظة الظاهرة، يعد من أندر وأغرب الأفلاج في السلطنة وفق ظاهرة تعرف بـ"التدفق والاندثار".

إذ تخبرنا روايات الأوَّلين عن أسطورة شعبية تداولتها الأجيال على مر العصور تفيد بأن الفلج كان مقسمًا بين بني البشر وأهل الجن على أن يرتوي كل منها من الفلج لمدة 7 أيام، غير أن الدراسات الحديثة أثبتت ظاهرة علمية تسمى بالتدفق والاندثار حيث يعتمد تدفق مياه الفلج على كمية المياه بالخزان الجوفي وضغط الهواء داخل الخزان والانحدار الشديد لمستوى سطح الأرض.

في حين تشير روايات شعبية مغايرة إلى أن الفلج سمي بهذا الاسم، عندما كانت القبائل العُمانية ترحل من مكان لآخر سعيًا وراء الماء والمرعى؛ حيث توافرت المياه الجوفية بكثرة. وتضيف الروايات االشعبية أنه وبينما الناس يستسقون من الفلج، توجهت امرأة إلى منبع الفلج لتزداد من الماء، فسقطت فيه ولم تخرج منه واختفت ولم يجدوا لها أثرا، وكانت من قبيلة المقرشي، والتي بدأت البحث عنها بكل الطرق الممكنة في ذلك الوقت؛ فاستعانوا بالسحرة والمنجمين، فقيل لهم إن الجن أخذوها زوجة لأحدهم، زاعمين بنشوء مصاهرة بين الجن والإنس.

 

وكان اسم شيخ القبيلة آنذاك وضّاح المقرشي، وبعد وفاة الشيخ أُطلق اسم وضاح على شيخ قبيلة الجن، باعتبارهم من الجن المسالم، حسب الأسطورة الشعبية.

غير أنَّ العلم الحديث والتطورالتكنولوجي فنَّد هذه الروايات والمعتقدات وأكد من خلال الدراسات الميدانية أن التكوين الجيولوجي ساهم بشكل كبير في تكوين خزانات مياه في جوف الأرض تعمل بشكل علمي يعرف بظاهرة التدفق والاندثار. ولكن القصص الأسطورية جعلت منه مزاراً سياحياً وخاصة لعشاق المغامرات.

وتعد الأفلاج في سلطنة عُمان أحد أهم الموروثات الشعبية التي أسهمت في تكوين وترسيخ الهوية للإنسان العُماني منذ القدم، ومكنت الأفلاج الإنسان العُماني من العيش في مناطق جافة وشديدة الحرارة؛ مما دفعته إلى الاستيطان حولها وكان لها الدورالأكبر في نمو العمران والتحضر في القرى والبلدات.

ويبلغ عدد الأفلاج في محافظات سلطنة عُمان 4173 فلجًا، وذلك بحسب آخر إحصائيات وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه، كما سجلت محافظة الظاهرة 560 فلجًا منها 331 فلجًا حيًا.

وتتنوع الأفلاج العُمانية بين الأفلاج العينية والغيلية والداوودية حسب مصدر مياهها، فالأفلاج العينية يكون مصدرها من العيون الطبيعية، أما الأفلاج الغيلية التي تشكل النسبة الأعلى في سلطنة عُمان؛ فيكون مصدرها الأودية التي تصب من أعالي الجبال، بينما الأفلاج الداوودية فيكون مصدرها الآبار الجوفية.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الجبهة الشعبية: الرد اليمني الباليستي في عمق الكيان الصهيوني تعزيز لمعادلة الردع

 

الثورة نت/..

أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أن الرد اليمني الباليستي في عمق كيان العدو الصهيوني تعزيز لمعادلة الردع وكشف جديد لهشاشة الكيان الصهيوني.

وفي بيان لها اليوم الأحد، حيت الجبهة “بكل فخر واعتزاز الشعب اليمني الشجاع وقواته المسلحة الباسلة التي أثبتت مجدداً قدرتها على اختراق العمق الصهيوني والدفاعات الأمريكية والغربية بإطلاق صاروخ باليستي أصاب عاصمة الكيان المصطنعة، في عملية نوعية جديدة أثبتت قدرة اليمن على تعزيز معادلة الردع ضد الاحتلال، وعلى الرد القوى على جريمة قصف العدو لميناء الحديدة، وعلى جرائم الإبادة ضد الشعب الفلسطيني”.

وشددت على أن هذه العملية جعلت العدو الصهيوني في حالة من الصدمة والارتباك.. كاشفة مجدداً عن هشاشة منظومته الدفاعية التي لطالما اعتمدت على الدعم الأمريكي وحلفائه.

وأشارت الجبهة الشعبية في بيانها إلى أن الضربة الصاروخية تأتي في سياق استمرار جبهة الإسناد اليمنية وضربات محور المقاومة في الرد على حرب الإبادة الصهيونية ضد شعبنا ودعم المقاومة، حيث تعهدت القوات المسلحة اليمنية بفرض حظر بحري على الاحتلال، وضرب كل من يتحدى هذا الحظر.

ورأت أن القوات المسلحة اليمنية وجهت من خلال هذه العملية رسالةً قوية إلى العدو الصهيوني، مفادها أن أي اعتداء على اليمن أو غزة لن يمر دون عقاب، وأن خسائر الاحتلال ستكون فادحة على مختلف المستويات، وفي عمق الكيان.

وأوضحت أن هذه العملية النوعية تؤكد أن العدوان الأمريكي الصهيوني على اليمن لم يحقق أهدافه في كسر إرادة اليمن أو التأثير على عملياته الداعمة لغزة.

كما أكدت أن الرهان الصهيوني على المنظومات الدفاعية الأمريكية والغربية أو جرائم الحلفاء ضد اليمن لم يحقق أهدافه في حماية الكيان الصهيوني.

وختمت الجبهة الشعبية بيانها بالقول: إن الرسالة اليمنية الباليستية اليوم واضحة ولا لبس فيها ” أوقفوا العدوان على غزة فوراً، وإلا فإن ردود اليمن ستتواصل وتتعمق وتكون أشد قوةً واختراقاً للعمق الصهيوني، ولن تكون هناك خطوط حمراء في الدفاع عن قضايا الأمة وفي القلب منها قضية فلسطين ومقاومتها الباسلة”.

مقالات مشابهة

  • قوات الاحتلال تعتقل زوجة أحمد سعدات و"الشعبية" تُعقّب
  • المبادرات الشعبية تجاه النازحين.. أيادٍ تمتد بالخير
  • الشعبية: العملية البطولية في القدس رد طبيعي على جرائم الاحتلال
  • 25 سبتمبر.. موعد حفل علي الحجار في ساقية الصاوي
  • في هذا الموعد.. علي الحجار يحيي حفلا غنائيا في ساقية الصاوي
  • اليوم.. علي الحجار يحيي حفلًا غنائيًا في ساقية الصاوي
  • الجبهة الشعبية: الرد اليمني الباليستي في عمق الكيان الصهيوني تعزيز لمعادلة الردع
  • الشعبية: الرد اليمني الباليستي في عمق الكيان تعزيز لمعادلة الردع
  • "الشعبية" تثمن انضمام تشيلي للدعوى ضد الاحتلال في "العدل الدولية"
  • مضبوطات بـ60 مليون جنيه.. سقوط عصابة غسل الأموال في قنا