فلج وضَّاح.. مياه مُتدفقة في ساقية الأسطورة الشعبية
تاريخ النشر: 10th, September 2024 GMT
الرؤية- حمود الهنائي
عادةً ما تميلُ الشعوب إلى تصديق الأساطير والحكايات الغرائبية في تفسير الظواهر الطبيعية التي تحدث من حولهم، وتزخر الثقافة الشعبية العُمانية بالعديد من الحكايات ذات الطابع الماورائي، ويعد فلج وضاح أحد الأفلاج الذي نُسج حوله روايات تتسم بالخيال.
وفلج وضَّاح الواقع ببلدة معول في الجانب الغربي من جبل الكور الواقع بين ولايتي بهلاء بمحافظة الداخلية وعبري بمحافظة الظاهرة، يعد من أندر وأغرب الأفلاج في السلطنة وفق ظاهرة تعرف بـ"التدفق والاندثار".
إذ تخبرنا روايات الأوَّلين عن أسطورة شعبية تداولتها الأجيال على مر العصور تفيد بأن الفلج كان مقسمًا بين بني البشر وأهل الجن على أن يرتوي كل منها من الفلج لمدة 7 أيام، غير أن الدراسات الحديثة أثبتت ظاهرة علمية تسمى بالتدفق والاندثار حيث يعتمد تدفق مياه الفلج على كمية المياه بالخزان الجوفي وضغط الهواء داخل الخزان والانحدار الشديد لمستوى سطح الأرض.
في حين تشير روايات شعبية مغايرة إلى أن الفلج سمي بهذا الاسم، عندما كانت القبائل العُمانية ترحل من مكان لآخر سعيًا وراء الماء والمرعى؛ حيث توافرت المياه الجوفية بكثرة. وتضيف الروايات االشعبية أنه وبينما الناس يستسقون من الفلج، توجهت امرأة إلى منبع الفلج لتزداد من الماء، فسقطت فيه ولم تخرج منه واختفت ولم يجدوا لها أثرا، وكانت من قبيلة المقرشي، والتي بدأت البحث عنها بكل الطرق الممكنة في ذلك الوقت؛ فاستعانوا بالسحرة والمنجمين، فقيل لهم إن الجن أخذوها زوجة لأحدهم، زاعمين بنشوء مصاهرة بين الجن والإنس.
وكان اسم شيخ القبيلة آنذاك وضّاح المقرشي، وبعد وفاة الشيخ أُطلق اسم وضاح على شيخ قبيلة الجن، باعتبارهم من الجن المسالم، حسب الأسطورة الشعبية.
غير أنَّ العلم الحديث والتطورالتكنولوجي فنَّد هذه الروايات والمعتقدات وأكد من خلال الدراسات الميدانية أن التكوين الجيولوجي ساهم بشكل كبير في تكوين خزانات مياه في جوف الأرض تعمل بشكل علمي يعرف بظاهرة التدفق والاندثار. ولكن القصص الأسطورية جعلت منه مزاراً سياحياً وخاصة لعشاق المغامرات.
وتعد الأفلاج في سلطنة عُمان أحد أهم الموروثات الشعبية التي أسهمت في تكوين وترسيخ الهوية للإنسان العُماني منذ القدم، ومكنت الأفلاج الإنسان العُماني من العيش في مناطق جافة وشديدة الحرارة؛ مما دفعته إلى الاستيطان حولها وكان لها الدورالأكبر في نمو العمران والتحضر في القرى والبلدات.
ويبلغ عدد الأفلاج في محافظات سلطنة عُمان 4173 فلجًا، وذلك بحسب آخر إحصائيات وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه، كما سجلت محافظة الظاهرة 560 فلجًا منها 331 فلجًا حيًا.
وتتنوع الأفلاج العُمانية بين الأفلاج العينية والغيلية والداوودية حسب مصدر مياهها، فالأفلاج العينية يكون مصدرها من العيون الطبيعية، أما الأفلاج الغيلية التي تشكل النسبة الأعلى في سلطنة عُمان؛ فيكون مصدرها الأودية التي تصب من أعالي الجبال، بينما الأفلاج الداوودية فيكون مصدرها الآبار الجوفية.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
الجبهة الشعبية: الاحتلال فشل في تحقيق أهدافه وتحرير أسرانا بات قريبا
قال نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جميل مزهر إن الاحتلال الإسرائيلي فشل في تحقيق أهدافه في قطاع غزة، مؤكدا أن "اليوم التالي في غزة" سيكون فلسطينيا خالصا بعيدا عن مخططات الاحتلال.
جاء ذلك في كلمة ألقاها مزهر -مساء الاثنين- بمناسبة بدء سريان المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال.
وشدد نائب الأمين العام للجبهة الشعبية على أن الاحتلال فشل في تحقيق أهدافه رغم الدعم الأميركي اللامحدود، لافتا إلى أن "غزة انتصرت ليس فقط في الميدان بل على مستوى الرواية أيضا، وأثبتت أن الحق لا يقهر".
وأضاف "غزة اليوم تحولت لأيقونة تُدرس في الأكاديميات العسكرية، ليس فقط بقدرتها القتالية، بل بقدرتها على الصمود والثبات".
وأكد مزهر أن القطاع المحاصر منذ 16 عاما "تحول إلى مقبرة للعدو، تكبده خسائر فادحة في القادة والجنود، وتحوّل إلى كابوس يزلزل الاحتلال".
وبعث نائب الأمين العام للجبهة الشعبية رسالة للأسرى في سجون الاحتلال مفادها أن "تحريركم بات قريبا"، مشيرا إلى أن المقاومة تمكنت من إخفاء الأسرى لأكثر من 470 يوما من دون أن يتمكن الاحتلال من الوصول إليهم.
ووصف مشهد تسليم المحتجزات الإسرائيليات بغزة مقابل مئات الأسرى الفلسطينيين بأنه "صفعة جديدة في وجه الاحتلال".
إعلانووجه مزهر تحية إلى "مقاومتنا الباسلة بكافة أذرعها العسكرية، التي كسرت كبرياء العدو، وأجبرته على التراجع"، مثمنا دور المقاومين في الضفة الغربية، وفي جبهات الإسناد في لبنان واليمن والعراق وإيران.
كذلك وجه تحية إلى القادة الذين استشهدوا في معركة طوفان الأقصى، وخص بالذكر قادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية وصالح العاروري ويحيى السنوار، إلى جانب الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.
ومساء الأربعاء الماضي، أعلن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني توصل الوسطاء إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، لافتا إلى أن المرحلة الأولى منه ستستمر 42 يوما.
وأطلقت حماس سراح 3 أسيرات إسرائيليات من غزة، في حين أفرجت إسرائيل عن 90 أسيرة وأسيرا فلسطينيين، بينهم 21 طفلا، وذلك في أول أيام المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.
وتعتزم إسرائيل إطلاق سراح 1977 أسيرا فلسطينيا، بينهم 290 محكومون بالسجن المؤبد و1687 بأحكام متفاوتة، ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، مقابل الإفراج عن 33 أسيرا إسرائيليا محتجزا بقطاع غزة.
وبين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني الجاري، أسفرت الحرب الإسرائيلية غير المسبوقة على قطاع غزة عن أكثر من 157 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 11 ألف مفقود.