موقع 24:
2025-04-18@03:12:19 GMT

برلمان العالم

تاريخ النشر: 10th, September 2024 GMT

برلمان العالم

يفتتح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم الثلاثاء، الدورة العادية التاسعة والسبعين للجمعية العامة للمنظمة الدولية، في طقوس ثابتة، مثل القرع على الناقوس الذي قدمته اليابان هدية، في إشارة رمزية إلى تنبيه العالم إلى الحدث الجاري، والقضايا المهمة التي سيتم تداولها.

الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتبر برلمان العالم، والجهاز الرئيسي لصنع السياسات في المنظمة الدولية التي يفترض أن تمثل النظام العالمي الجديد بعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها، حيث تضمّ الجمعية العامة في عضويتها كافة الدول الأعضاء، وتتيح منتدى لا مثيل له للمناقشة متعددة الأطراف لنطاق كامل من القضايا الدولية التي شملها ميثاق الأمم المتحدة، ولكل دولة من الدول ال 193 الأعضاء في المنظمة الدولية صوت واحد في الجمعية العامة، مما يتيح تساوياً في قوة الأصوات بين كافة الدول الأعضاء.


وستستمر اجتماعات دورة الجمعية العامة حتى يوم الاثنين القادم، حيث سيخاطب رؤساء الدول والحكومات وممثلو بلادهم البرلمان العالمي حول مختلف القضايا.
والعنوان الرئيسي للدورة هو «عدم ترك أحد خلف الركب: العمل معاً من أجل النهوض بالسلام والتنمية المستدامة والكرامة الإنسانية للأجيال الحالية والمقبلة»، إلى جانب طيف واسع من القضايا العالمية وبعضها يتم مناقشته منذ عقود، فيما بعضها جديد مثل: تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتغير المناخ، والعمل من أجل وقف إطلاق النار في مناطق النزاعات وحفظ السلام، إلى جانب حقوق الإنسان وإشاعة الديمقراطية وسيادة القانون والحوكمة، فضلاً عن عناوين اللجوء والهجرة ومكافحة الإرهاب، والأطفال والنساء والعنف الجنسي في الصراعات المسلحة، إلى جانب التعاون الرقمي والتمويل الرقمي والذكاء الاصطناعي، وغيرها من القضايا الساخنة.
ينعقد المنتدى العالمي الأكبر من نوعه هذا العام، وفي هذه الآونة، والمجتمع الدولي يقف على مفترق طرق، وسط شكوك في العمل الدولي نفسه، ما يجعل رؤية المستقبل غامضة وضبابية، في ظل الصراعات والنزاعات والحروب والانتهاكات البيّنة لكل القوانين الدولية والإنسانية، وبرعاية من القوى الدولية المتنفذة المتدرعة بحق النقض (الفيتو)، والتي تملك إلغاء أو تعطيل مشاريع القرارات الأممية التي لا توافق هواها أو مصالحها وحلفاءها.
وقد عبّر عن هذا المأزق المستمر منذ عقود، مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك، الذي قال أمس الاثنين، خلال افتتاح الدورة ال 57 لمجلس حقوق الإنسان: «يمكننا إما أن نواصل على الطريق الحالي، على أنه أمر طبيعي، ونسير في سباتنا نحو مستقبل قاتم، وإما أن نستيقظ ونقلب منحى الأمور لصالحنا وصالح البشرية وصالح الكوكب».
وتلمس هذه الحقيقة واقع أن الكبار في العالم مكلفون أخلاقياً أن يكونوا أكثر من غيرهم حرصاً على الحفاظ على المنظمة الدولية وميثاقها وما تمثله مؤسساتها من رمزية لاستمرار النظام الدولي حفاظاً على الأمن والسلم والقانون والاستدامة والعدالة، بدلاً من استبدال الثوابت بقواعد مستجدة تلتف على قوة الحق لإعلاء حق القوة، استهتاراً بالقانون الدولي، وضرباً للحائط بالمعايير والمؤسسات الدولية.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الأمم المتحدة الجمعیة العامة

إقرأ أيضاً:

القوة الناعمة في زمن أزمة العلاقات الدولية

المتأمل لما يحدث في المشهد العالمي اليوم، بعيدا عن الأوهام، يستطيع أن يرى بوضوح أن العلاقات الدولية تمر بمرحلة ضعف غير مسبوقة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. ويتمثل هذا الضعف في التآكل التدريجي لقيم النظام العالمي والتصدع الذي ظهر بشكل جلي في شرعية مؤسسات، وعودة الاحتفاء بمعادلات القوة بدلا من القانون الدولي.. إضافة إلى تعميم البراجماتية الجافة التي تبرر كل شيء باسم المصلحة الوطنية.. وهي مصلحة تتجاوز كل القوانين وتدوس على مصالح الآخرين دون أي اعتبار أخلاقي.

وأمام كل هذا المشهد يبرز سؤال مهم جدا وهو: «كيف نستطيع حماية مصالحنا؟» و«كيف نستعيد معنى أن نكون جزءا من عالم مشترك؟ كما كان العالم يبحث منذ عقود طويلة ويحتفي «بالقرية الصغيرة» التي بنتها العولمة!!

دخل العالم الآن فيما يمكن تسميته بمرحلة «ما بعد النظام الدولي»، وهذه المساحة تبدو أكثر احتفاء «بالعسكرة» منها بالدبلوماسية وأكثر اهتماما بالتحالفات المؤقتة وبالتدخلات في الدول الأخرى دون أي مساءلة من مؤسسات المجتمع الدولي الذاهبة نحو فقدان كل أدواتها وإمكانياتها التأثيرية أو العملية.. لقد تغيرت قواعد اللعبة بحسب منطق القوة والمال والإعلام.

لكن هذا لا يعني أن على العالم أجمع التسليم بما يجري وانتظار ما يمكن أن تسفر عنه مرحلة «ما بعد النظام» من تشكل لـ«نظام جديد» بل على الدول التي تملك تاريخا من القيم والمبادئ والتجربة السياسية الراسخة أن تعمل جاهدة على ترميم ما تصدع من «روح النظام الدولي»، على الأقل، عبر أدوات القوة الناعمة التي تملكها.

دون أدنى مبالغة فإن سلطنة عُمان تحاول القيام بهذا الدور في حدود ما تستطيع مستندة إلى تجربتها التاريخية وإلى علاقاتها الدولية الراسخة التي تتمسك بها وتحميها عبر التمسك بمبادئها وقيمها الأصيلة.

يمكن أن نقرأ خلال هذا الأسبوع ثلاثة أحداث تؤكد مسار سلطنة عُمان في هذا النهج. الحدث الأول يتمثل في الزيارة التاريخية التي قام بها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، حفظه الله ورعاه، إلى مملكة هولندا، والحدث الثاني في رحلة السفينة «شباب عمان»، والحدث الثالث في معرض مسقط الدولي للكتاب.

أكدت زيارة جلالة السلطان المعظم إلى مملكة هولندا على مبدأ آخذ في التلاشي وهو أن العلاقات بين الدول تُبنى على أسس الاحترام المتبادل، وتتشكل عبر الحوار لا عبر التهديد، وتترسخ على قواعد المصالح المشتركة وليس على نزوات الهيمنة. أحيت الزيارة السلطانية الكثير من القيم والمبادئ وفتح مسارات للحوار، كما فتحت مسارات اقتصادية جديدة قائمة على تبادل المصالح وليس على احتكارها.

أما السفينة «شباب عمان»، التي ستبحر نهاية الشهر الجاري إلى أكثر من 20 محطة عربية وعالمية فإنها تحمل معها رسالة السلام. وتهدف السفينة من هذه الرحلة إلى التأكيد على مبدأ الانفتاح ومناهضة الانغلاق وانكفاء العالم على نفسه، كما ترفع علم الحوار والتقارب بين الشعوب في لحظة عالمية صعبة جدا تتآكل فيه لغة الإنسانية وتنهار القيم.

أمّا معرض مسقط الدولي للكتاب فإنه يأتي ليكمل بهاء المشهد حيث تتحول سلطنة عُمان إلى مساحة تلتقي فيها الأفكار والأطروحات الثقافية التي تمثل كل شعوب العالم.. ورغم أن المعرض ساحة ضخمة لبيع الكتب إلا أنه ساحة أضخم أيضا للاحتفاء بالمنتج الإنساني الفكري سواء كانت عبر الكتاب أو عبر الفعاليات الثقافية النوعية التي يقيمها المعرض.

هذه الأحداث الثلاثة وغيرها من الأحداث القائمة مثل مشاركة عمان في إكسبو أوساكا في اليابان، وما يتبعها من أحداث أخرى الأسبوع القادم ليست منفصلة عن بعضها البعض إنما هي حلقات مترابطة بعضها البعض تمثل رؤية عُمان لترميم الفكرة الجوهرية للعلاقات الدولية التي تقول دائما إن البشرية، رغم كل خلافاتها ومصالحها المتشابكة، تحتاج إلى أن تبني الجسور لا الجدران، وأن تعود إلى مرجعيات القانون، والاحترام المتبادل، وقيم الحوار لا إلى لغة الإقصاء والتهديد والوعيد الأكثر حضورا في السياسة الدولية السائدة اليوم.

مقالات مشابهة

  • برلماني ينتقد صمت تركيا تجاه التطورات التي تخص شمال قبرص
  • “اليمن الجديد على طاولة السياسة الدولية: السفير عبدالآله حجر يروي قصة الصعود من تحت الركام”
  • رئيس البنك الدولي يناشد الدول النامية خفض الرسوم الجمركية
  • خدمة جديدة للتحويل الدولي للأموال.. تعرف على الدول المتاحة
  • حرب القيامة التي يُراد بها تغيير خارطة الوطن العربي
  • القوة الناعمة في زمن أزمة العلاقات الدولية
  • رئيس برلمان أمريكا الوسطى يشيد بالتنمية التي تشهدها الأقاليم الجنوبية في لقاء مع الطالبي العلمي
  • حرب القيامة التي يُراد بها تغيير خارطة الوطن العربي 
  • رئيس الجمعية العامة: يجب مكافحة العبودية الحديثة التي يرضخ لها 50 مليون شخص حول العالم
  • الأردن يعلن إحباط مخطط لإثارة الفوضى..المخابرات أعلنت القبض على 16 شخصاً في القضايا