رشان اوشي: بِذرة الكرامة .. حصاد الحُرية ..(٢)
تاريخ النشر: 10th, September 2024 GMT
بِذرة الكرامة .. حصاد الحُرية ..(٢)
بلادنا تعيش هذه الأيام رحلة وضع حجر الأساس لنهضتها من بين ركام الحريق ، الركض نحو إعادة الإعمار والبناء على أسس جديدة ، ليس على الأقدام، لكنه على عجلات زمن مضى، ووعود وأحلام فيها برق ورعد، يزمجر في رحاب القادم، لقد قررت القيادة السودانية أن تكتب روايتها حول إنقاذ بلادنا من الفناء ، أن يكونوا زعماء لا مجرد قادة تهرم جاذبيتهم إذا خسروا القصر والأختام.
لا مبالغة في التأكيد على أن الشعب السوداني أدرك بوضوح أن الحرب التي يشنها الغرب على بلادنا عبر وكلاءه الإقليميين والمحليين ليست انقلاباً للسطو على السلطة فقط، بل لها بُعد استراتيجي أخطر على مستقبله،كونها تأتي في سياق مشروع تشكيل حكومة تابعة للغرب ، وهدفه السيطرة التدريجية على موارد السودان ويترافق ذلك مع تنفيذ مخطط تغيير ديمغرافي للواقع السكاني .
ظهر رد الفعل الغربي على قرار السودان باستئناف التعاون المشترك مع الصين ، بأن طالبت “فرنسا” و “بريطانيا” بإصدار قرار من مجلس الأمن الدولي بحظر الأسلحة في السودان ، يبدو أن المستعمر فقد أعصابه .
ولكن لن يحدث هذا ، لأن حلفاء السودان الجدد سيرفعون كرت “الفيتو” في وجه المستعمر ،لم يعد السودان وحيداً، بل حليفاً مهما في محور الشرق ، وستقضي القوات المسلحة على مليشيات المرتزقة الممولة من الامارات ، سننتصر داخلياً وخارجياً، ولن نفرط في شبر واحد من ارض السودان، ولا في سيادتنا، أن اجتمع الغرب على حصارنا والتضييق علينا، نحن شعب المقاومة منذ فجر التاريخ .
سيعود الرئيس “البرهان” ويجد الواقع مهيأً لاستقبال الاستثمارات الشرقية ، قوانين الاستثمار جاهزة ، مجهودات الفريق “ابراهيم جابر” في وضع سياسات جديدة للمستثمرين، تشمل اغراءات واعفاءات تصل إلى ٥٠٪ من الرسوم الحكومية بغرض جذب رؤوس الأموال الوطنية والأجنبية.
عمليات الإصلاح الكبرى داخل المؤسسات الإيراداية ، بإبعاد ومحاسبة الفاسدين بقايا العصر الاغبر المنصرم ، وتشديد الرقابة ، أثمرت عن زيادة إيرادات الجمارك السودانية بنسبة ٢١٤٪ خلال شهر يونيو فقط، والتي كانت لا تتجاوز ال50٪ من الربط المقرر ، بالرغم من توقف (812) شاحنة محملة بالبضائع على المعابر لم تخضع بعد لإجراءات الجمارك ، وخروج 50٪ من جمارك السيارات .
ننتظر عودة الرئيس البرهان إلى السودان ، ومن ثم بدأ الترتيبات لزيارته المرتقبة إلى روسيا ، وبهذا يكون قد حجز مقعد الصدارة في التاريخ السوداني بعد ٢٠١٩م . والتاريخ ممحاة لا يعاندها إلا من يترك بصمات يتعذر إزالتها.
محبتي واحترامي
رشان اوشي
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
الجيش السوداني يُعلن السيطرة على قاعدة"الزرق" شمال دارفور
أعلن الجيش السوداني والقوة المشتركة من حركات "سلام جوبا"، اليوم السبت، عن بسط سيطرتهم على قاعدة "الزرق" بولاية شمال دارفور.
ماكرون يدعو طرفي النزاع في السودان إلى إلقاء السلاح برنامج الغذاء العالمي: مقرا للأمم المتحدة بجنوب شرق السودان تعرض لقصف جوي
وبحسب"سبوتنيك"، أضاف الجيش السوداني، في بيان، أنه تمكن كذلك من "السيطرة على عدد مقدر من المركبات القتالية في "الزرق"، فضلا عن كمية من مواد تموين القتال، وقتل العشرات ومطاردة عناصر قوات الدعم السريع بعد هروبهم منها.
وتتخذ قوات الدعم السريع من بلدة "الزرق" الواقعة في شمال دارفور، قاعدة عسكرية استرتيجية، إذ بدأت منذ عام 2017، في إنشاء مشاريع بنى تحتية ضخمة في المنطقة، شملت مستشفيات ومدارس، فضلا عن معسكرات ضخمة لقواتها، كما أنها شرعت في إنشاء مطار في البلدة.
و"الزرق" هي منطقة نائية بولاية شمال دارفور، وتقع عند الحدود الثلاثية الرابطة بين السودان وتشاد وليبيا.
فيما قال حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، عن السيطرة على قاعدة "الزُرق" بعد أن كانت لقوات الدعم السريع: "(We got it)، أي لقد حصلنا عليها"، وذلك عبر منشور له على "فيسيوك" (أنشطة شركة "ميتا"، التي تضم شبكتي التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"إنستغرام"، محظورة في روسيا، باعتبارها متطرفة).