مدرس بصنعاء يضطر لجمع بقايا الطعام من المطاعم ليسد جوع أولاده وأسرته بعدما أكل الحوثيون مرتبه منذ سنوات ”تفاصيل مؤلمة”
تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT
روى ناشط حقوقي بالعاصمة صنعاء، تفاصيل مؤلمة، عن اضطرار أحد المدرسين، لجمع بقايا الطعام، من مطاعم العاصمة، ليسد بها جوع أسرته وأسرة شقيقه المتوفي، بعدما جارت عليه سلطة الانقلاب، وأكل الحوثيون مرتبه منذ سنوات.
وقال الناشط الحقوقي، يحيى أحمد أبو الرجال، في منشور على صفحته بالفيسبوك، رصده "المشهد اليمني"، إنه قبل يومين، عندما كان ضيفا لدى أحد أصدقائه لتناول الغداء بأحد المطاعم بصنعاء، تفاجأ بشخص يدخل ليجمع بقايا الأكل من المطعم، فخطر على باله أنه يعرفه.
يضيف أبو الرجال: "قلت لصديقي كأني اعرف هذا الشخص ، قال مش معقول ما تعرفه !! هذا زميلنا الاستاذ ..... ، لكن ظروفه سيئة قوي بدون مرتب و بدون عمل و يضطر لجمع بقايا الاكل لأولاده و اسرته و اسرة اخيه الذي توفي".
يواصل الناشط سرد تفاصيل القصة المؤلمة: "استحيت ان انظر اليه او اكلمه و لكن صديقي قام اليه و دعاه للغداء فرفض و التفت اليا بابتسامته الجميله التي كنت وكان الجميع يعرفها و قال اين الغيبه يا بشمهندس ، عادك اشتراكي او قد بطلت ؟".
اقرأ أيضاً لا تسكت ! جماعة الحوثي تتواطئ مع إحد البنوك بصنعاء لتسريح الموظفات وإحلال عناصر تابعة لهم بدلا عنهن صحيفة لبنانية تكشف عن ”سبب آخر” وراء عودة الوفد العماني إلى صنعاء في الأيام القادمة بالدليل.. عثمان مجلي يحرج المليشيا بشأن مرتبات موظفي الدولة المنقطعة برلماني بصنعاء يعلن إعتراف سلطات المليشيا بحق المعلمين في الإضراب ويدعوهم للاستمرار ضوء أخضر بريطاني لإنهاء الانقسام النقدي والحكومي بين صنعاء وعدن المليشيا تناشد مجلس الأمن الدولي بإعفائها من صرف مرتبات موظفي الدولة على وقع تظاهرة حاشدة أرصاد اليمن تبشر سكان 15 محافظة بما سيحدث خلال الساعات القادمة إطلاق عشرات السجناء في صنعاء مقابل تنفيذ عمليات إجرامية وفاة امرأة وإصابة أطفالها عقب سقوط سيارة على منزلهم خلال نومهم غربي اليمن (صور) أسعار صرف الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية في صنعاء وعدن مليشيا الحوثي تستعد لإجراء تعيننات بمنصبي قائد ونائب القوات الجوية بعد مصرعهما في ظروف غامضةومن شدة الصدمة، تسمّر أبو الرجال قاعدًا، وقال: "لم استطع النطق فقد كنت مثلي مثل الكرسي الذي اجلس عليه من ألم المشهد". ويشير إلى أن المدرس، معروف وتربت على يديه أجيال في مدينة الروضة، شمالي أمانة العاصمة صنعاء.
وانهالت مئات التعليقات، على منشور الحادثة المؤلمة، وكلها تعبر عن مدى الوجع والقهر الذي وصل إليه حال المواطنين في مناطق سيطرة الحوثيين، وخصوصا المدرسين، المنقطعة رواتبهم منذ قرابة الثمان سنوات.
ويصر الحوثيون على عدم صرف مرتبات المعلمين، رغم إعلان غالبيتهم الإضراب منذ 3 أسابيع، وتهدد الجماعة السلالية، المطالبين بمرتباتهم بالفصل والسجن وتتهمهم بالخيانة والعمالة، لمطالبتهم بأقل حقوقهم المنهوبة.
وكان نادي المعلمين أكد أن معظم مكاتب التربية في أمانة العاصمة صنعاء اشتركت بأغلبية ساحقة في الإضراب وصارت 85% من المكاتب الإدارية والتربوية مغلقة.
ولفت إلى أن محاولات كسر الإضراب والاستعانة ببدلاء عن المدرسين فشلت حتى في مدرسة الكويت كبرى مدارس الأمانة.
وكانت مصادر مطلعة بالعاصمة صنعاء، كشفت في وقت سابق أن يحيى الحوثي وزير التربية والتعليم في حكومة الانقلاب الحوثية، ينهب سنويا ( 2660000000 ريالا يمنيا)، ما يعادل 19 مليون ريال سعودي، في وقت يرفض الوزير صرف مرتبات المعلمين، منذ قرابة 8 سنوات .
المصدر: المشهد اليمني
إقرأ أيضاً:
الوالغون في صحن المليشيا من بوابة حنك النمل
في جامعة الخرطوم (قبل الخراب) لدي صديق يجالس فتاة مثقفة جدا مهتمة بالفكر النسوي، ذات أفق واسع وعقل مفتوح، تناقشت معها كثيرا أثناء لقاءاتنا المشتركة في جذور مفهوم التحرر و (الإنطلاقة) التي تعيشها، كانت تميل لي أكثر من صديقي، لكني – وبكل أسف- أستهدفت عقلها ولا شئ غيره، لذلك مَلّت الحديث معي، أما صديقي فلا زال مستمرا في الحفاظ على علاقته بها، رغم عداءها الغير مبرر للمجتمع المحافظ الذي ينتمي له كلانا أنا وصديقي ..
قابلتها بعد فترة ، أقتربت منها، وجدتها قاطعت صديقي، وصارت ترافق كل يوم شخصا مختلفا وتأتي بسيارة مختلفة، كل علاقاتها فوضوية وغير (ملتزمة) ، ذات مساء قابلتها في كافيه بصحبة (شوقر دادي مريب)، فسألتها سؤالا صريحاً، هل أنتِ مثقفة متحررة أم (ش*شة) ؟؟ فردت وهي غارقة في اللامبالاة : إن الطريق نحو ال## يبدأ من العقل ..
هذه الفتاة تشبه إلى حد بعيد الزميلين خالد نور وعبد الحفيظ مريود ، كلا الشخصين كوز سابق ومهمش، خالد كان ناشطا بقطاع طلاب الحركة الإسلامية لكن التنظيم همشه، فهو شخص سطحي محدود القدرات وضعيف الإمكانات التحليلية والتبريرية، كما همش مريود كذلك وهو المثقف والكاتب والسيناريست المتميز، كما أن شخصيته تجمع بين التصوف والتشيع والفلسفة والوجودية، مع سيطرة كبيرة لأفكار الهامش والمركز على طرائق كتابته ..
كلا الشخصين مختلف عن الآخر في إمكاناته وقدراته ، وكلاهما كان غارقاً في المسغبة للدرجة التي لا تتحمل فيها ظروفه الإقامة في فندق أو قطع تذكرة طيران لحضور منشط وطني أو غير وطني خارج السودان ، لكن ما يربط نور ومريود هو نهاية الطريق الذي وصلا إليه ..
حنك النمل هو أفضل طريق يمكن أن يسلكه الناشط المثقف للوصول لحالة الجنجويد الكامل ، فالجنجدة تبدأ من العقل كما أثبتت لنا المفكرة النسوية أعلى المقال، فالمثقف الغارق من المسغبة يعيش نظرية التطور الداروينية، يبدأ فيها مشككا ضعيفا ثم مخذلا صغيرا، ثم متهما أحد الأطراف (تلاويحا وتلاميح) ثم داعية سلام ومحايداً ثم يتحول لجنجويد كامل بكدمول ولغة جنجويدية متماهية مع خطاب القوني وجزلانه ..
هذه العملية لا يسلكها الأرزقية العاديين، فشخص مثل صلاح سندالة أو أحمد كسلا أو منعم الربيع، لن يجتهد كثيرا في تغيير موقفه، فيمكن أن يغير موقفه في اليوم مرتين ولا أحد يشعر بالصدمة حيال هذا التغيير، أو يستنكر عليه الفعل، لأن هؤلاء وطنوا متابعيهم على حقيقتهم وهي أنهم (أرزقية) محترفون ، لا يخجلون ولا يشعرون بالحرج من أحد وليست على وجوههم مزعة لحم يخشون عليها ..
لكن المعضلة أن مريود مثلا قدم نفسه مفكرا ومثقفا منحازاً لكثير من القيم الإيجابية والدينية، وكذلك لديه تجربة وتاريخ وسبق في تنظيم الحركة الإسلامية، فهو يورد القصة والإستشهاد في مقاله كالآتي : (مرة كنا مع الشيخ علي عثمان ومعنا المرحوم فلان والمرحوم فلان وشخصي الضعيف) فقد كان أقرب من غيره ل على عثمان ونافع وكرتي وأسامة عبد الله من كثير من حاملي السلاح ضد الجنجويد اليوم، والذين يدعي وهو وشلته الجديدة أنهم مليشيا كرتي وأسامة عبد الله ..
أنا لا أعرف خالد نور جيدا، لكني كنت أحترم مريود جدا، وأثق في رأيه، لكنه أصبح لا يستحي، وكلما زاد عدد الأشياء التي يستحي منها الإنسان كلما كان أقرب للكمال، والإنتماء للجنجويد هو أمر جدير بالخجل منه والتبرؤ، لكن المكتولة ما بتسمع الصايحة ..
يوسف عمارة أبوسن.