عربي21:
2024-09-17@06:46:28 GMT

مقاومة النسيان.. غزة أولا

تاريخ النشر: 10th, September 2024 GMT

تفرض علينا المسؤولية الأخلاقية والسياسية عدم الهروب من المشهد الفلسطيني في هذه الأيام والأسابيع القادمة. الحذر كل الحذر من أن يصيبنا اليأس والقنوط، ونستسلم للمجزرة المستمرة، وتتعود أعيننا ومشاعرنا على شلال الدم المتواصل منذ قرابة العام، فذلك ما يسعى اليه العدو الصهيوني من خلال أسلحته وأجهزة الدعاية ومناوراته الشيطانية التي لا تتوقف.

يراد منا أن نلتفت إلى الكم الهائل من المصائب والتحديات المختلفة التي تطوقنا، وأن نعطي ظهورنا للشعب الفلسطيني حتى يلقى مصيره بمفرده بعيدا عن أعيننا ومساندتنا.

سئل الشاعر الجاهلي عنتر بن شداد عن الشجاعة، فطلب من سائله أن يضع كل منهما إصبعه تحت أسنان الآخر، وأن يضغطا بقوة، والذي يتحمل الوجع أكثر من غيره هو الأشجع. بعد الشروع في هذا الاختبار صرخ الرجل واستسلم، فقال له عنتر: "لو صبرت بعض الشيء لكنت الفائز، لأن الشجاعة هي الفارق الزمني في تحمل آلام اللحظات الأخيرة". وما يجري في غزة وأيضا في الضفة هو شبيه بهذه القصة.

لا خلاف حول حجم الكارثة الإنسانية التي حصدت أرواح أكثر من 40 ألف فلسطيني خلال هذه الحرب الانتقامية، وعجلة الانتقام مستمرة لا تتوقف، لكن رغم حجم المأساة التي تجاوزت فظاعتها ما حصل خلال النكبة الأولى، فقد توجه رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق "نفتالي بينيت" بنداء عاجل إلى مواطنيه يدعوهم الى عدم مغادرة إسرائيل التي تمر حسب اعتقاده بـ"أصعب أوقاتها منذ عام 1948". واستعرض أسباب رغبة الإسرائيليين في مغادرة ما اعتبروه "وطنهم" فذكر "مقاطعة دولية، تضرر الردع، 120 إسرائيليا في الأسر، آلاف العائلات الثكلى، الجليل (الشمال) مهجور، آلاف المهجرين، وزراء لا يهتمون إلا بأنفسهم، فقدان السيطرة على الاقتصاد والعجز".

هذا ما صنعته المقاومة بهم، وهذا هو شرح ما ورد في الآية الكريمة "إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون".

وقف الثائر العظيم "تشي غيفارا" في عام 1964 في مقر الأمم المتحدة، وألقى خطبته الشهيرة التي ختمها بقوله "الوطن أو الموت". لقد تم اغتياله واستقلت كوبا. صحيح استشهد اسماعيل هنية لكن استمرت المقاومة، وسيكون النصر هو ثمن ذلك الاغتيال سواء ردت طهران على تلك الجريمة أم لا، وعندما يتساءل الكثيرون "متى نصر الله" يكون الجواب "ألا إن نصر الله قريب".

ماذا يطلب الفلسطينيون من العرب وبقية شعوب الأرض؟

يطلبون المزيد من المتابعة لما يحدث داخل غزة وفي الضفة والقدس، المزيد من التنديد، وتكثيف التحركات الميدانية المنددة بالإرهاب الصهيوني كتابة وتظاهرا وحوارات مستمرة حول طبيعة المرحلة وندوات استشرافية. لا تندم على أي مبادرة تشارك فيها،يطلبون المزيد من المتابعة لما يحدث داخل غزة وفي الضفة والقدس، المزيد من التنديد، وتكثيف التحركات الميدانية المنددة بالإرهاب الصهيوني كتابة وتظاهرا وحوارات مستمرة حول طبيعة المرحلة وندوات استشرافية. لا تندم على أي مبادرة تشارك فيها، ولا تتردد في الاستجابة لأي دعوة للحديث عن فلسطين والفلسطينيين، لا تستخف بأي جهد يبذل في سبيل القضية ولا تتردد في الاستجابة لأي دعوة للحديث عن فلسطين والفلسطينيين، لا تستخف بأي جهد يبذل في سبيل القضية، فكل أشكال الفعل والقول دليل على أن القضية حية وستبقى حية مهما حصل في ساحة القتال.

في مقابل ذلك، المقاومة مطالبة بعدة أشياء في هذا المنعطف الأخير من الحرب الدائرة:

- مزيد الصمود وحماية الثغور، وتوحيد الصفوف، والحفاظ على معنويات عالية، وحسن التصرف في الإمكانيات البسيطة المتوفرة.

- عدم الرهان على الأنظمة العربية التي أثبت غالبيتها بكونها تتعامل مع المستقبل من ثقب صغير، معظمها لن يكون لها مستقبل لأنها في الغالب فاقدة للشرعية ولا تملك رؤية استراتيجية، ولا تدرك أهمية الأرض ورمزية القضية. وكلما ضعفت المقاومة زادت انتهازية الحكومات وقدمت خدمات إضافية للدولة العبرية.

- على القيادة التريث وحماية رصيدها الاحتياطي، فدخول قواتها بالضفة الغربية في الحرب عامل جيد من شأنه إرباك العدو واستنزافه، لكن بشرط أن يبقى هذا الانخراط في العمليات العسكرية والميدانية محدودا ومدروسا، فادخار القوة جزء من القوة وشرط من شروط الانتصار على المدى المتوسط والطويل. فالحرب القادمة ستكون داخل الضفة، وهو ما يعد له قطعان المستوطنين الذين اقترب عددهم من المليون. وكما تم الاستعداد لعملية طوفان الأقصى وبناء القدرة على صمود المقاومة، يكون من الضروري التفكير في حماية رصيد المقاومة داخل الضفة الغربية، وعدم التضحية بالكوادر في هذه المرحلة، وإبقائهم للمرحلة الموالية.

بناء على ما تقدم، المواجهة مع الصهيونية ستطول، وحسن إدارة المواجهة شرط من شروط النجاح فيها. ويبقى الدعم الشعبي رافدا أساسيا من روافد الانتصار.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطيني غزة الإسرائيلية المقاومة إسرائيل فلسطين غزة المقاومة مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة سياسة سياسة اقتصاد مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المزید من

إقرأ أيضاً:

حماس: تصاعد جرائم المستوطنين في الضفة يستدعي مزيدا من العمل المقاوم

الثورة نت/
دعت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، اليوم الاثنين، الشعب الفلسطيني وفصائله في الضفة الغربية ليكونوا صفاً واحداً في مواجهة المستوطنين وصد اعتداءاتهم الإرهابية.
وبحسب موقع (فلسطين أون لاين)، قال القيادي في الحركة محمود مرداوي، إن تصاعد هجمات مليشيات المستوطنين في العديد من محافظات الضفة الغربية المحتلة، هو نتيجة النهج الاستئصالي الذي تتبناه حكومة العدو المتطرفة.

وأكد مرداوي أن الهجوم على مدرسة عرب الكعابنة في المعرجات قرب أريحا، وما سبقه من عمليات حرق وتنكيل وتخريب للمتلكات في العديد من المحافظات بالضفة، هي محاولة بائسة لترهيب المواطنين ودفعهم نحو ما يتمناه العدو من تهويد الضفة وتهجير أهلها منها.

وشدد على أن كل تلك الممارسات الفاشية لن تفلح في دفع الشعب الفلسطيني للتنازل أو التزحزح عن أرضه وحقوقه، بل ستكون وقوداً لمزيد من الصمود والتحدي، والثبات على خيار المواجهة مهما كانت التضحيات.
واكد أن خيار المقاومة هو الكفيل والضامن الوحيد للخلاص من الاحتلال واستعادة الحقوق.

مقالات مشابهة

  • البكتريا المقاومة للأدوية قد تقتل 39 مليون شخص بحلول 2050
  • ناشط لـ "صفا": اجتماع الأجهزة الأمنية في الخليل تنسيق أمني موسّع لا يمثل المحافظة
  • ناشط لـ "صفا": اجتماع الأجهزة الأمنية في الخليل تنسق أمني موسّع لا يمثل المحافظة
  • الشعبية: العملية البطولية في القدس رد طبيعي على جرائم الاحتلال
  • حماس: تصاعد جرائم المستوطنين في الضفة يستدعي مزيدا من العمل المقاوم
  • الحرب على غزة مستمرة.. ولكن!
  • خبير عسكري: تطور لافت في إستراتيجيات المقاومة بالضفة الغربية
  • الفلاحي: المقاومة في الضفة قادرة على الاشتباك وإيلام الاحتلال
  • تركيا تشيع عائشة نور إزغي إيغي التي قتلت في الضفة الغربية المحتلة- (صور)
  • الأمن السيبراني:الاستخبارات الإيرانية مستمرة في التجسس على مؤسسات الدولة العراقية