جمهور أم كلثوم بالطبع يعرف أن العبقري الراحل رياض السنباطي هو مَن لحَّن لها «أراك عصي الدمع»، و«لسه فاكر»، و«حيّرت قلبي معاك»، و«طوف وشوف»، فضلًا عن «الأطلال» وعدد هائل من الأغاني الأخرى؛ وبفضل هذا التعاون نجح الثنائي في تكوين حالة فنية خالدة، وعلى مدار 40 عاما لحَّن السنباطي لأم كلثوم أكثر من 200 لحن هي لأشهر أغانٍ على الإطلاق.

وفي حديث نادر كشف رياض السنباطي عن كواليس أول عمل مع أم كلثوم، وكواليس اللقاء الأول في محطة القطر، نسرده في ذكرى وفاته التي توافق اليوم 10 سبتمبر. 

اللقاء الأول بين رياض السنباطي وأم كلثوم

تحدث الفنان والملحن الراحل رياض السنباطي، في لقاء نادر عبر تليفزيون إحدى الدول العربية، عن كواليس اللقاء الأول بأم كلثوم قائلا إن أول مقابلة بينهما كانت شخصية في طفولته كان وقتها في بدايته وبسبب صوته العذب لُقب بـ«بلبل المنصورة»، وكانت أم كلثوم في بدايتها أيضًا لكنها تكبره بسنوات قليلة وانتشرت أسرع منه، وفي مرة من المرات كانا يُحييان أفراحًا في قريتين متجاورتين: «كانت في فرح في قرية بجانب القرية اللي إحنا فيها وإحنا في فرح وهي في فرح»، وفي طريق العودة إلى تقابلا صدفة في محطة القطر في خط الدلتا: «قابلتها في وقت فجرية حوالي الساعة 5 ونص صباحا في محطة القطر من محطات خط الدلتا، وكان والدي مطربا وكنت معاه بغني، وأم كلثوم كانت في فرح في قرية بجانب القرية اللي إحنا فيها، وإحنا في فرح وهي في فرح، فخلصنا لأجل الصدف في وقت واحد، وتقابلنا في المحطة مستنيين القطر والدنيا كانت برد وأبويا قالي يا رياض أم كلثوم أهي كان اسمها بدأ يزدهر، أبويا سلم على أبوها الشيخ إبراهيم وتقابلنا وقتها سلمت عليها وافترقنا».

كانت المرة الأولى للقاء «السنباطي» بـ أم كلثوم كان وقتها في الـ 12 أو 13 من عمره يتمتع بصوت رائع، لكن القدر كتب لـ أم كلثوم الانتشار بشكل أسرع منه، وقرر هو السفر للقاهرة يعمل في الموسيقى التي يحبها، بدأ الغناء في الإذاعة في المحطات المحلية، ومع افتتاح الإذاعة الحكومية على صوته بها ونال شهرة كبيرة لكنه لم يتعاون مع أم كلثوم في هذا الوقت حتى جاء فيلم «دنانير»، ولحَّن لها لحنًا خاصًا، لكن لم تغنه وقتها.

«دنانير» وحكاية أول لحن لـ أم كلثوم

في الأربعينيات من القرن الماضي قدَّم رياض السنباطي أول لحن لأم كلثوم، وكان خاصًا لها لكن لظروف لا يعلمها لم تغنِه، موضحًا: «في فيلم دنانير كان أول لحن خاص ليها على أساس إن أم كلثوم تغنيه ومحصلش نصيب تغنيه لأسباب لا أعلمها، فمدير استديو مصر أحمد سالم إداها لمطرب اسمه عبده السروجي، غنى الأغنية في الفيلم والجمهور تجاوب معاه في الصالة اثناء العرض لأنه سلس جدا، ام كلثوم حست إن اللحن قوبل بالنجاح راحت مسجلة إسطوانة بصوتها لأول مرة وبعدها بدأ التعاون، وعملت لها لحنين كانوا من كلمات أحمد رامي هما يا طول عذابي واشتياقي ما بين بعادك والتلاقي، واللحن التاني لما انتي ناوية تهاجريني اومال دموعك كانت ليه».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: رياض السنباطي ام كلثوم أول لقاء ریاض السنباطی اللقاء الأول أم کلثوم فی محطة فی فرح

إقرأ أيضاً:

الحب في زمن التوباكو (6)

 

مُزنة المسافر

غرقتُ يا جولي في مياهٍ راكدةٍ، ووقعتُ على وجهي، ونسيتُ أنه حولي، وادَّعيتُ أنني ميتة، وجاء لينقذني ألف مرة من بركٍ راكدة، وبحيرات جامدة، وبراكين خامدة.

جوليتا: وماذا حدث بعد ذلك يا عمتي؟

ماتيلدا: علمني كلمة لم اسمعها من باقي الرجال في ذلك الزمن الغابر، كنتُ أعتقدُ أن حظي- يا إلهي- عاثرٌ حتى وجدني رجل القطار، وكانت مقطورة حياتي من المفترض أنها الأفضل على الإطلاق؛ لأنه علمني لغاتٍ فرنجية، وسلوكًا مُهذَّبًا مع الغرباء، وكنتُ أنوي أن أراه كل ليلة قبل أن أُغني، وكُنَّا نحتسي القهوة سويةً كل نهار، ونقول بكلمات السعادة، كنتُ أضحكُ كثيرًا يا جولي، وكانت عيناي تلمعان دائمًا، كنتُ لطيفةً وآلامي صغيرة، وأفكاري كثيرة، ومشاعري مثيرة وأردتُ أن أُنير حياتي بشيء متوقد غير الحب.

جوليتا: ما هو يا عمتي؟

ماتيلدا: صوتي صار بطبقةٍ حلوةٍ للغاية، وكنتُ أستمتعُ وأنا أسمعه جيدًا كل ليلة على المسرح مع الميكرفون والجوقة والبشر الذين جاءوا ليُردِّدوا كلماتٍ كتبتُها، كنتُ أكتبُ القصص الممتعة أكثر من الغناء بالآهات.. كل يومٍ كان لي بطلٌ وقصة، وبطلة ونص.

وكان أبطال مغناي يتكررون ويتعاظمون، ويحملون السيوف أو يعتلون الخيول، وأحيانًا كنتُ أنسجُ أُحجيات غريبة، وأمنيات عميقة، وكان جمهوري يزيد ويريد الكثير من صوتي.

ولم يكن لي الوقت لأرى رجل القطار أو أسيرُ بين المعجبين الجُدد، كان لي جمهور باسمي، ويردد ما تقوله نفسي، ويعبرون ويخبرون عني كل الخير. وحين جاءت الانتخابات، كان الساسة ورجال كثر يتجمعون، يطالبون أن أغني في محافل مهمة، وأقول بكلمات وجلة حول شخص ما، ومنحوا لي تذكرة لباخرة كانت مغادرة إلى آفق غريب.

كنتُ أذهبُ وأعودُ، لا يمكنني أن أرحل كثيرًا، كان غنائي لهذا الجمهور الذي يسأل عني حين كنتُ أعتذرُ في أيام العلل، وكان جمهوري لا يشعر بالملل، ويحب أن يردد مغناي دون كللٍ.

وكنتُ أحبُ ذلك كثيرًا يا ابنة أخي.. كان مجدًا مُهمًا، وكان وَجدي قد اتخذ صندوقًا محكمًا داخل قلبي، فلم أشعر أنني بحاجة إلى رجل القطار، وكان قلبي لا يقفز أبدًا إلّا للحن والكلمات؛ لأنه كان أكل عيشي، والمكان الذي أشعرُ فيه أنني أعيشُ بكل حواسي وإحساسي، وكنتُ أكتبُ دون توقفٍ، أغنياتٍ جميلةً، حرفًا بجانب حرفٍ، وقافية ناصية في كل سطر، وألحانًا عاصية على النسيان. كان همِّي الكبير أن أكون أصدق إنسان، وأن أحكي ما يشعرُ به المستضعفون والبشر الذين فقدوا عطايا الله من أحباء وأصدقاء، وكان لي رغبة كبيرة- يا جولي- أن أُشعلَ حياتهم بشموع الحياة، وأراهم سعداء، كنتُ أسمعُ صلواتهم أحيانًا في آحادٍ وحيدةٍ، وفي دروبٍ بعيدة، وأرى آلامهم متكررة، وأحزانهم متوسِّدة، وكان خوفي أن تسقط مني كلمة جارحة، كنتُ أخشى أن أقول لهم أنني أراهم للقريحة، واتخذ من مشاعرهم موطنًا لها. وغيَّرتُ سلوكي وقلتُ إنَّ شعوري ليس للقصائد ولوسائد اللحن العظيم؛ بل هي للأرواح الضائعة، والهائمة، والقائمة على الخير، والراغبة رغبة كبيرة في أن يكون هذا الكون متوازنًا، وأنني لن أكتب شيئًا مستعجلًا؛ بل سأكتبُ للنبلاء من الناس، ولمن نسوا الخيلاء، ولمن يحب الكبرياء والكرامة، ولمن يسيرون في هذه الحياة بسلامة.

مقالات مشابهة

  • عماد النحاس ينجح في أول ظهور.. الأهلي يفوز على بتروجت في الدوري المصري
  • غرفة بيشة تنظّم اللقاء الأول لرجال ورواد ورائدات الأعمال تحت شعار “غرفة بيشة التي نُريد”
  • الحب في زمن التوباكو (6)
  • حكم صلاة الرجل جماعة بأهل بيته في وقتها؟ .. أمين الإفتاء يجيب
  • تفاصيل الاجتماع الأول للجنة الدراما والإعلام.. ماذا ناقش ومَن حضر؟
  • ماذا قال يايسله بعد تأهل أهلي جدة إلى نهائي آسيا؟
  • باريس سان جيرمان يحقق فوزه الأول تاريخيًا على آرسنال بذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا
  • اللقاء الأول للمؤسسات الوقفية في سلطنة عُمان يبحث التحديات والفرص الاستثمارية
  • بيستغل شهرته لنشر التاريخ .. محمد خميس يكشف أسراره الفنية
  • وزير الإعلام يستهل مبادرة “نبض الإعلام” باللقاء الأول مع صنَّاع البودكاست