مضحك حال قادة الدول العربية وهم يعيشون حالة الانتشاء والزهو والعجب خلال حضورهم للعروض العسكرية التي تقوم بها جيوشهم خلال المناسبات والأعياد الوطنية، والمضحك جدا أن هؤلاء يدركون جيدا بأن مهمة هذه الجيوش بأسلحتها ومعداتها العسكرية الحديثة والمتطورة تقتصر فقط على الاستعراض في المناسبات، والمشاركة في قمع الشعوب ومصادرة حريتها وحقوقها المشروعة، وتأمين كراسيهم وعروشهم والحفاظ على مصالحهم، ولا فائدة منها غير ذلك .
يتشدقون باسم الوطنية والقومية وهم أبعد ما يكونوا عنهما، وطنيتهم مجرد شعارات وعبارات وتصريحات للدعاية الإعلامية والاستهلاك المحلي، وقوميتهم مجرد ضحك على الذقون واستغلال ودغدغة لعواطف الشعوب، ينفقون ملايين الدولارات على إعداد وتأهيل وتسليح جيوشهم ، من خلال البرامج التدريبية والدورات التأهيلية الداخلية منها والخارجية، ويبرمون الصفقات الواحدة تلو الأخرى مع أمريكا وروسيا والصين والدول المصنعة للأسلحة بغرض حصولهم على أحدث الأسلحة وأشدها فتكا وأكثرها ضررا، يشعروك بأنهم يعدون العدة لمعركة مفصلية مع كيان العدو الصهيوني نصرة لفلسطين والمسجد الأقصى وبقية المقدسات في أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ، أو أنهم يخططون لتأسيس قوات الردع العربية المشتركة على غرار ما يسمى بقوات حلف الناتو .
المهم نجد في النهاية أن هذه الجيوش (لا تهش ولا تنش) مجرد أرقام لضباط وجنود يتم استخدامهم في العروض العسكرية وحماية الحكام وقمع الشعوب، وللأسف الشديد التآمر على الأمة وقضاياها المصيرية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، تمتلك مصر جيشا ضخم العدد والعدة، ولكن هذا الجيش لم يحرك ساكنا تجاه ما يتعرض له أبناء قطاع غزة، بل أسهم في تضييق الخناق على أبطال المقاومة الفلسطينية وأبناء قطاع غزة من خلال إغلاق معبر رفح وتشديد الإجراءات الأمنية للحيلولة دون تسلل أبطال المقاومة والمصابين والنازحين من قطاع غزة عبره، صحيح الأمر والسلطة بيد السيسي ونظامه، ولكن ذلك لا يبرر أن يكون للجيش المصري موقفاً جريئاً وقوياً مسانداً لإخواننا في قطاع غزة، من باب براءة الذمة، والأمر ذاته ينطبق على السعودية والإمارات والأردن و غالبية جيوش الدول العربية و التي لا نشاهد جيوشها وأسلحتها إلا في العروض العسكرية والمناسبات الوطنية .
ما فائدة الجيوش العربية ما دامت عاجزة عن نصرة فلسطين وقضيتها وغزة وأهلها؟!! لماذا كل هذا الإنفاق العسكري المهول على تسليح وتأهيل ضباطها وجنودها؟!! ما الذي يدفع بالقادة العرب إلى اتخاذ سياسة الإستحمار لشعوبها والضحك عليها بالحديث عن القومية العربية والقوات العربية المشتركة والدفاع المشترك؟!! لماذا دائما نرى ونشاهد هذه الجيوش حاضرة في الاعتداء على هذه الدولة الشقيقة أو تلك والمشاركة في تدميرها وإثارة الحروب والصراعات داخلها؟!! لماذا شاهدناها في العدوان على سوريا واليمن والصراع في ليبيا والسودان؟!! لماذا نشاهدها في تقاتل في صف أوكرانيا وروسيا، ولا نشاهدها تقاتل في صف المقاومة الفلسطينية نصرة لغزة وفلسطين؟!! لماذا لا نشاهد هذه الجيوش وهذه الأسلحة والمعدات العسكرية سوى في العروض العسكرية وعند قمع الشعوب، والمحافظة على عروش القادة والملوك والأمراء؟!!
بالمختصر المفيد : هذه الجيوش هي صنيعة الحكام ، مهمتها الأولى هي حمايتهم وتأمين كراسيهم وعروشهم ، عقيدتها القتالية متناغمة ومرتهنة لسياسة ومصالح الحكام ، أما أسلحتها الحديثة والمتنوعة فهي مسلطة على الشعوب وأداة بيد القوى الاستعمارية تستخدم للتآمر على الأنظمة وتقويض أمنها واستقرارها، فهي التي استخدم النصيب الأكبر منها في تدمير سوريا، واليمن، وليبيا والسودان، وهي التي تقف خلف إذكاء الصراعات والفتن ذات البعد الطائفي والمذهبي في العراق ولبنان، وهي التي تمثل ترسانة احتياطية لجيش كيان العدو الإسرائيلي عند الحاجة، لذا لا تعويل على هذه الجيوش، ولا على أسلحتها، ما دامت مجرد أدوات بيد الحكام، تسمع وتطيع وتنفذ أوامرهم، وتوفر لهم ولعروشهم الحماية، وتقمع الأصوات الحرة في أوساط شعوبها، وتشارك في انتهاك سيادة جيرانها والاعتداء عليهم ، وتدمير بنيتهم التحتية ، وإثارة الفوضى والاضطرابات في أوساطهم .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
شيخ الأزهر: الحوار الإسلامي أطلق محاولة لتشكيل وحدة علمائية ورؤية مشتركة بين الشعوب
(أ ش أ):
كشف فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، عن استراتيجية الأزهر لبناء جسور التعايش، التي انطلقت من تأسيس "بيت العائلة المصرية" عام 2011 بعد الاعتداء الأليم على كنيسة القديسين بالإسكندرية، مشيرا إلى أن هذا البيت يُدار بالتناوب بين شيخ الأزهر وبابا الكنيسة الأرثوذكسية كل 6 أشهر، وروعي في تشكيله ألا يترجم أي شيء يدل على تفرقة أو تمييز بين دين ودين.
وأضاف شيخ الأزهر، خلال حديثه اليوم بأولى حلقات برنامجه الرمضاني «الإمام الطيب»، أنه بعد نجاح تجربة بيت العائلة المصرية داخليا، والتي كانت تجربة رائدة وملهمة، تم التفكير في كيفية محاولة زرع السلام بين طوائف الأمة في عالمنا الإسلامي والعربي، وأن تكون هناك «وحدة علمائية» كبداية، بحيث تشكل هذه الوحدة في وجدان الشعوب رؤية واحدة أو هدف واحد مشترك، قائلا:"من هذا المنطلق فكرنا في أن نلتقي نحن علماء المذاهب الإسلامية، وأن يكون بيننا لقاءات، وأن تكون بلادنا مفتوحة للعلماء".
وأكد شيخ الأزهر، أن مؤتمر الحوار الإسلامي- الإسلامي في البحرين نجح نجاحا كبيرا، معربا عن خالص تقديره لجلالة الملك حمد بن عيسى، ملك مملكة البحرين، الذي استضاف هذا المؤتمر الجامع لممثلي المذاهب المختلفة من أكثر من ثلاثين دولة، فكان فيه أهل السنة والشيعة الإمامية والإباضية والزيدية، وكان الجميع يشعر بالأخوة والصداقة والمصارحة.
كما خرج المؤتمر بتوصيات مهمة جدا، وناقش المؤتمرون فيه الأسباب التي أوجدت هذه الفرقة أو هذا التعصب للمذهب، قائلا: "نحن نقبل التمذهب، وهو أمر لا مفر منه، ولكن نرفض التعصب للمذهب، وعلى الجميع أن يؤمنوا بمبدأ الوحدة في مواجهة العدو».
وشدد الإمام الطيب على ضرورة تقديم المصالح العليا للمسلمين على الخلافات المذهبية، موضحا أن الاختلاف "سُنة إلهية" استنادًا لقوله تعالى: ﴿وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ﴾، لكنه حذَّر من تحوُّل الخلاف إلى تعصُّب يُضعف الأمة، مؤكدا أنه ليس بمعقول أن تكون أمانة التمذهب بأكبر من أمانة الوحدة والحفاظ على حياة الأمة، فيجب تقديم واجب الأمة على واجب المذهب، وأن يكون للأمة موقف واحد عند النوائب، كما يحدث مع الاتحادات الموجودة الآن، كالاتحاد الأوروبي والتحالفات الآخرى، قائلا «نحن أولى بها، وما معنا وما بيننا من مقومات التحالف أكثر بكثير جدا مما لديهم».
هذا المحتوى منلمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
شيخ الأزهر أحمد الطيب مجلس حكماء المسلمين كنيسة القديسين بالإسكندرية برنامج الإمام الطيب مؤتمر الحوار الإسلامي- الإسلاميتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الأخبار المتعلقةإعلان
رمضانك مصراوي
المزيدهَلَّ هِلاَلُهُ
المزيدإعلان
شيخ الأزهر: الحوار الإسلامي أطلق محاولة لتشكيل "وحدة علمائية" ورؤية مشتركة بين الشعوب
© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى
القاهرة - مصر
23 13 الرطوبة: 39% الرياح: شمال المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار bbc وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك