” وَاللَهِ لَن يَصِلوا إِلَيكَ بِجَمعِهِم….”
تاريخ النشر: 10th, September 2024 GMT
الحمد لله القائل (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْـمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْـمَصِيرُ)، التوبة- آية (73).
في ذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبه وآله أفضل الصلاة وأتم التسليم، التاريخ يعيد نفسه في ركيزتين أساسيتين:
الركيزة الأولى: عندما بدأ النبي (صلوات الله عليه وآله وسلم)في نشر الإسلام في مكة، ودعوة الوفود القادمة إلى مكة إلى التوحيد والإسلام……، لم تسكت قريش عن ذلك، فأخذوا يواجهون النبي ويحاربونه بأساليب مختلفة، منها التكذيب، والسحر وصولاً إلى المساومة والإغراء، وذهبت قريش إلى عمه أبى طالب معرضةً عليه المال والشرف والملك لمحمد (صلوات الله عليه وآله وسلم) عليهم، مقابل التراجع عن الدين الذي جاء به والتنازل عن الحق الذي آتى به، فعرض أبي طالب طلب قريش على النبي (صلوات الله عليه وآله وسلم)، فرد قائلاً (يا عماه، والله لو وضعوا الشمس في يميني، والقمر في شمالي على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه)، فرد أبي طالب عليهم قائلاً (ما أعظم محمدَ تعرض عليه الدنيا فيأبى).
واليوم التاريخ يعيد نفسه عندما وقف الشعب اليمني الموقف الإيماني الثابت والمبدئي قيادة ومجاهدين في مناصرة الشعب الفلسطيني، وذلك في التغييرات الجذرية في إغلاق باب المندب، وإعادة البحر الأحمر إلى الحاضنة العربية، ومنع سفن ثلاثي الشر من المرور في البحار والمحيطات حتى يتم رفع الحصار عن غزة، وتغيير جذري في معادلة الردع وهو استهداف السفن والبوارج وحاملات الطائرات والمواقع الحيوية لدول قوى الاستكبار العالمي المتمثلة باللوبي اليهودي الصهيوني بالصواريخ الباليستية والمجنحة والطيران المسيَّر والصواريخ الفرط صوتية وتكبدت خسائر اقتصادية باهظة وشللاً في موانئها وفشلت في إيقاف العمليات، أتت دول قوى الاستكبار العالمي محاولة المساومة والإغراء لقائد الثورة (يحفظه الله)، بأنها سوف تنهي الحصار والحرب على اليمن، وستدفع الرواتب مقابل عدم استهداف السفن والتنحي عن نصرة الشعب الفلسطيني، فرد قائد الثورة (يحفظه الله) عليهم قائلاً (لن نخذل الشعب الفلسطيني أبداً، مادام فينا عرقً ينبض، ومادام فينا وجود للحياة، لأننا مع حياتنا نحمل الإيمان بالله تعالى)، ما أعظم قائد الثورة وهو يجسد القيادة الربانية والنور الإلهي في نصرة الشعب الفلسطيني.
الركيزة الثانية : عندما رفض النبي (صلوات الله عليه وآله وسلم )، المساومة والمداهنة (( وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ )، اشتد أذى المشركين، ووقف أمامهم عم النبي أبي طالب قائلاً (وَاللَهِ لَن يَصِلوا إِلَيكَ بِجَمعِهِم حَتّى أُوَسَّدَ في التُرابِ دَفينا…..)، وعليه تمت محاصرة الرسول (صلوات الله عليه وآله وسلم) ومن معه في شعب بني هاشم لمدة ثلاث سنوات.
واليوم التاريخ يعيد نفسه عندما وقف شعب الإيمان والحكمة قيادة ومجاهدين في مناهضة المشروع الاستعماري لدول قوى الاستكبار العالمي، وذلك بمشروع قرآني ثوري نهضوي تحرري يقوده اليسد القائد / عبدالملك بن بدر الدين الحوثي (يحفظه الله)، معتمداً على الله في تأصيل الهوية الإيمانية، بالعودة إلى مصدرها الحقيقي وهو القرآن الكريم والرسول محمد (صلوات الله عليه وآله وسلم)، وذلك لأن القرآن والرسول هما الحل الوحيد لتوحيد الأمة ومواجهة الطغيان، وعليه أتت دول قوى الاستكبار العالمي لتفرض حصاراً بثلاثة أضعاف الحصار الذي فرض على النبي في شعب بني هاشم، وحرباً منذ ما يقارب تسع سنوات ومازالت .
ما أعظم شعب الإيمان والحكمة اليوم، وهو يجسد قول أبي طالب (والله لن يصلوا اليك بجمعهم) احتشاداً وأعداداً في كل الساحات والميادين محتفلاً ومدافعاً عن رسول الله (صلوات الله عليه وآله وسلم).
وليس غريباً على شعب الإيمان والحكمة الدفاع عن رسول الله (صلوات الله عليه وآله وسلم….)، فهم أحفاد الأنصار وأبطال الفتوحات وحاملو الرايات .
وفي ذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبه وآله أفضل الصلاة وأتم التسليم، نقول لدول قوى الاستكبار العالمي، إن أكبر قربان نتقرب به إلى الله قيادةً وشعباً ومجاهدين هو خدمة هذه الأمة في حريتها واستقلالها، ونصرة المحرومين والمستضعفين في العالم.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: القرآن الكريم أثبت نورانية النبي
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن نورانية النبي العدنان صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، فكان سيدنا محمد بن عبد الله هو ذلك النور الذي ظهر فجأة في جزيرة العرب بمكة ذلك الموضع الذي ضم أول بيت وضع للناس في الأرض، فكان سيدنا محمد هو النور المبين الذي أخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم، وجاء ليحقق المدينة الفاضلة، فدعا أولاً لتوحيد مصدر تلقي التعليمات.
وأضاف جمعة، فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أنه أقام النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم الدلائل والبراهين على صدق دعوته، تلك الدعوة التي لا يختلف عليها عقلاء الأرض وهي أن الصانع واحد، وينبغي أن يفرد بالعبادة وحده، كما انفرد بالخلق والإيجاد، بنى الاعتقاد السليم في الله والكون والإنسان، كون النظام الاجتماعي الفريد، كون الدولة الإسلامية تنشر الإسلام في شتى بقاع الأرض، أقام حضارة ما زالت قائمة إلى يومنا هذا تباهي حضارات العالم بكمالها ونزاهتها.
وقد أثبت القرآن نورانية النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم، فقال تعالى : {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ } ، وقال تعالى: {وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا}.
فهو صلى الله عليه وسلم نور ومنير، ولا شيء في أن يعتقد المؤمن بأنه صلى الله عليه وسلم نورًا طالما أن الله عز وجل قد وصفه بذلك وسماه نورًا، ولقد ثبت في السنة أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يقولون : إنه وجهه صلى الله عليه وسلم كالقمر [رواه النسائي في الكبرى]، وقدر أخبر صلى الله عليه وسلم أنه عندما حملت فيه أمه: «رأت نورًا أضاء لها قصور بصرى من أرض الشام » [ذكره الطبري في تاريخ، وابن هشام، وصاحب حلية الأولياء].
وأكد أصحابه رضوان الله عليهم أن : «النبي صلى الله عليه وسلم عندما دخل المدينة أضاء منها كل شيء، وعندما مات أظلم منها كل شيء» [أحمد والترمذي وابن ماجه] إلى غير ذلك من آثار وأحاديث تبين أنه صلى الله عليه وسلم كان نورًا، ولا ينبغي أن ننفي أن ذلك النور كان حسياً، فليس هناك ما يتعارض مع أنه ﷺ كان نورا ومنيرًا، وأنه ﷺ له نور حسي مع أصل العقيدة، كما أنه لا يعارض طبيعته البشرية التي أخبر بها القرآن.