يشهد قطاع الرعاية الصحية تحولاً جذرياً بفضل التطور المتسارع في مجال الذكاء الاصطناعي. وفي قلب هذا التحول، يبرز دور مركز الذكاء الصحي في مستشفى الملك فيصل التخصصي، الذي يعمل منذ عام 2019 على تطوير تطبيقات مبتكرة للذكاء الاصطناعي.

حيث حقق المركز إنجازات بارزة في مجال التشخيص والعلاج، حيث تم تطوير أكثر من 20 تطبيقًا للذكاء الاصطناعي.

من أبرز هذه التطبيقات، استخدام تقنيات التعلم العميق لتحليل الصور الطبية بدقة عالية، مما ساهم في تشخيص الأمراض بدقة أكبر وسرعة فائقة. كما ساهم الذكاء الاصطناعي في تخصيص العلاج لكل مريض بناءً على تحليل بياناته الصحية الشاملة، مما أدى إلى تحسين نتائج العلاج.

وقد قام المركز مؤخرًا بكشف النقاب عن أحدث ابتكاراته في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي المتقدمة، والتي طُورت بالكامل في السعودية. ومن المتوقع أن تساهم هذه الابتكارات في تعزيز مكانة "التخصصي" كمركز رائد في مجال الرعاية الصحية الذكية على مستوى العالم.

وخلال القمة العالمية للذكاء الاصطناعي (GAIN)، يستعرض التخصصي أحدث ابتكاراته في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي المتقدمة، والتي طورت كلياً بسواعد سعودية، ضمن خطواته للتحول نحو مستشفى أكثر ذكاء، حيث يتوقع دمجها بالكامل في عمليات المستشفى، بعد إتمام مرحلة التحقق التي تتضمن اختبارات صارمة لضمان الدقة والموثوقية والسلامة، ما سيعزز من مكانة "التخصصي" كمستشفى رائد في المجال على الصعيدين المحلي والعالمي.

وتسهم التقنية التي طورها مركز الذكاء الصحي في تحسين الكفاءة التشغيلية للمستشفى، حيث يُتوقع أن تختصر الوقت اللازم لتلخيص وتحليل المنشورات العلمية وسياسات المستشفى، كما تمكّن الموظفين من مراقبة مسارات المرضى بفعالية واستخراج رؤى تستند إلى البيانات لتعزيز تجربة المرضى. وقد أدى اعتماد هذه التطبيقات إلى تنفيذ أكثر من 170 ألف إجراء تدخلي، أسفر عن انخفاض في وقت انتظار توفر السرير من 32 ساعة إلى 6 ساعات. كما تقلصت أوقات الانتظار في قسم الطوارئ بنسبة 14%، كما أصبح 90% من المستفيدين من خدمات الصيدلية والمختبر يتلقون الخدمة خلال أقل من 15 دقيقة.

ونظير الجهود التي يبذلها التخصصي لتسريع توظيف الذكاء الاصطناعي في القطاع الصحي، حصل على العديد من الجوائز المرموقة، مثل جائزة الريادة في الذكاء الاصطناعي لعام 2022 من المعرض والمؤتمر الدولي للذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، وكذلك جائزة تميز الأعمال العالمية لعام 2024 (IBXA)، عن فئة "أفضل استخدام لرؤى وملاحظات العملاء"، وذلك لابتكاره نظام "أنفال" القائم على تقنية الذكاء الاصطناعي، للتنبؤ برضى المرضى، وتحليل تجاربهم.

يذكر أن مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث يعد الأبرز عالمياً في تقديم الرعاية الصحية التخصصية، وصنف مؤخراً في المركز الـ20 في قائمة أفضل مؤسسات الرعاية الصحية في العالم لعام 2023، والأول على مستوى الشرق الأوسط وأفريقيا، وذلك بحسب تصنيف براند فاينانس "Brand Finance".

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الرياض الذكاء الاصطناعي التخصصي فی مجال الذکاء الاصطناعی للذکاء الاصطناعی الرعایة الصحیة

إقرأ أيضاً:

الإمارات تُطلق حقبة جديدة في مستقبل الرعاية الصحية

سامي عبد الرؤوف (أبوظبي) 

أخبار ذات صلة الإمارات توزع 13586 سلة غذائية على النازحين في جنوب غزة سيف بن زايد يقدم واجب العزاء في وفاة الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود

حققت الجهات الصحية نجاحاً لافتاً يؤكّد مكانتها الرائدة كمحرّك رئيس لتطوير قطاع الرعاية الصحية المحلي والعالمي، عن طريق تطوير حلول صحية مستدامة لجميع فئات وأفراد المجتمع، لاسيما في مجالات الصحة الرقمية والذكاء الاصطناعي وطب المستقبل، مّما يجعل الإمارات نموذجاً يُحتذى به لدول المنطقة والعالم. 
ويلتزم القطاع الصحي بدعم الابتكار واستشراف المستقبل ومواكبة التطورات العالمية، بما يسهم في تعزيز مكانة دولة الإمارات كمركز عالمي متقدم للابتكار الصحي، وتحقيق الأهداف الوطنية الطموحة، وتقديم نموذج يُحتذى به إقليمياً وعالمياً في الاستفادة من التكنولوجيا لخدمة المجتمعات، مع التأكيد على دور الذكاء الاصطناعي كمحرك رئيسي لتطوير حلول طبية متقدمة ومستدامة.
وكشفت الجهات الصحية، خلال مشاركتها في مؤتمر ومعرض الصحة العربي «ارب هيلث 2025»، عن حزمة متكاملة من المشاريع والمبادرات الاستراتيجية، التي تسهم في تعزيز جودة الخدمات الصحية المستقبلية. وتتميز هذه المبادرات بتوظيفها المتقدم للتقنيات الرقمية والنماذج التنبؤية ونظم المعلومات الصحية، مع التركيز على الترابط بين الصحة والمناخ.  وتندرج هذه المشاريع في إطار الاستراتيجية الشاملة لضمان توفير خدمات رعاية صحية استباقية عالية الجودة، والارتقاء بمستوى الصحة العامة في المجتمع، وتعزيز الوعي والالتزام بالوقاية الصحية، وذلك من خلال كوادر متخصّصة مؤهلة وبمشاركة فاعلة من القطاع الخاص ضمن منظومة حوكمة موثوقة.

مرتكزات المستقبل 
وتشير المشاريع والمبادرات للجهات الصحية، إلى 5 مرتكزات ترسم مستقبل منظومة صحية مرنة، تعتمد طرق عمل مبتكرة للخدمات الصحية بمعايير مستقبلية.
وتمثّل المشاريع التحولية حجر الزاوية في الجهود الوطنية لتعزيز جاهزية القطاع الصحي لمواجهة التحديات المستقبلية، عبر تنفيذ حزمة الخدمات المبتكرة، التي تجسّد رؤيتها في تطوير القطاع الصحي بشكل شامل ومتكامل، بما يسهم في إرساء منظومة صحية رائدة إقليمياً وعالمياً تدعم تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030.
ويُعد توظيف الذكاء الاصطناعي، ثاني هذه المشاريع، في خطوةٍ تعكس الالتزام بتعزيز جودة وكفاءة الخدمات الصحية من خلال توظيف التقنيات المتقدمة، التي تسهم في تعزيز جودة الخدمات الصحية المستقبلية. 
وتتميز المبادرات التي تعكف على تطبيقها الجهات الصحية، بتوظيفها المتقدم للتقنيات الرقمية والنماذج التنبؤية ونظم المعلومات الصحية، مع التركيز على الترابط بين الصحة والمناخ.  وتندرج هذه المشاريع في إطار الاستراتيجية الشاملة لضمان توفير خدمات رعاية صحية استباقية عالية الجودة، والارتقاء بمستوى الصحة العامة في المجتمع، وتعزيز الوعي والالتزام بالوقاية الصحية، وذلك من خلال كوادر متخصّصة مؤهلة وبمشاركة فاعلة من القطاع الخاص ضمن منظومة حوكمة موثوقة. وهذه الأنظمة، هي الأكثر تطوراً وتقدم حلولاً رائدة تنسجم مع الاستراتيجيات الوطنية ورؤية «نحن الإمارات 2031»، لترسيخ منظومة صحية مرنة مستمرة التحديث والتطور تحقق نتائج ريادية، وتوظف القدرات الرقمية وتعمل كمنصة عالية الكفاءة والفعالية في الاستجابة للفرص المستقبلية. 
وتعتبر الجهات الصحية، الذكاء الاصطناعي عنصراً أساسياً لدعم استدامة النظام الصحي، وتقديم حلول مبتكرة ذات أثر ملموس في تحسين جودة الحياة، وسيكون الأداة الأهم في تحقيق تحول جذري في الرعاية الصحية. 
أما ثالث هذه المرتكزات، فهو الأداء والتميز الإكلينيكي، ويرتكز على التحليل المعمق لبيانات الجراحات التي تُجرى في المستشفيات ونسب إشغال غرف العمليات باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، مما يتيح للمستشفيات تحسين مؤشرات الأداء ومقارنتها بالفترات الزمنية السابقة، وبالتالي تعزيز التخطيط الاستراتيجي والكفاءة التشغيلية.
بالإضافة إلى التحليلات التنبؤية التي تدعم التخطيط الأمثل للموارد وتسهم في تقليل الازدحام، وتعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحليل اتجاهات المواعيد واستخدام العيادات وتخصيص الموارد، وعرض بيانات تفاعلية عن تدفق المرضى، ما يسهم في تحسين الكفاءة والفاعلية في تقديم الخدمات.
وفي إطار تعزيز سلامة المرضى، يبرز مرتكز تقليل الأخطاء التي يمكن تجنبها في بيئة الرعاية الصحية، من خلال بيانات مركزية لرصد وتحليل الحوادث ومعدلات الامتثال والمقاييس الخاصة بالحالات، مع التركيز على الحالات الحرجة، مثل التقرحات السريرية والتسمّم الدموي والفشل الكلوي الحاد وغيرها.
بالإضافة إلى إرشادات سير العمل والبروتوكولات الطبية، التي توجه الفرق متعددة التخصّصات إلى ضرورة التدخل السريع واتخاذ إجراءات فعّالة، مما يسهم في خلق بيئة علاجية أكثر أماناً وموثوقية.
وبذلك تقدم دولة الإمارات العربية المتحدة، للعالم نموذجاً متقدماً في الابتكار الصحي والاستدامة، الأمر الذي من شأنه الإسهام في تطوير الأنظمة الوقائية والتقنيات العلاجية للحفاظ على صحة الأسرة والمجتمع. 

أبرز المشاريع 
ومن أبرز المشاريع والمبادرات التي تعمل عليها الجهات الصحية، مشروع رائد للتدقيق الذكي على المخططات الهندسية للمنشآت الصحية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، والمنصة الوطنية لتوحيد تراخيص المهن الصحية، ومشروع تحليل المؤشرات الحيوية للرعاية الصحية الوقائية المعزّز بالذكاء الاصطناعي. 
كما تشمل المبادرات منصة «صوت المتعامل» لتعزيز تجربة المتعاملين كجزء من منظومة متكاملة لتصفير البيروقراطية في القطاع الصحي، وبرنامج «مسار» المبتكر لتعزيز جودة الحياة الصحية لطلبة المدارس وخلق بيئة مدرسية صحية مستدامة.
بالإضافة إلى مشاريع صحة الأسرة ورعاية المجتمع، والابتكار في الصحة النفسية، ومستقبل الرعاية الصحية، والصحة الرقمية، والذكاء الاصطناعي، والاستدامة وجودة الحياة.

مقالات مشابهة

  • لمياء العمير تحقق إنجازات نوعية في الذكاء الاصطناعي في مجال البيانات الضخمة
  • مناقشات لبحث آليات تنظيم استقدام العمالة الفلبينية لدعم قطاع الرعاية الصحية في مجال التمريض
  • سباق الذكاء الاصطناعي.. دول تسعى للحاق بالولايات المتحدة والصين
  • الإمارات تُطلق حقبة جديدة في مستقبل الرعاية الصحية
  • «الذكاء الاصطناعي» يدقق مخططات المنشآت الصحية
  • سفيرة إستونيا: نسعى لتعزيز التعاون مع الإمارات في الرعاية الصحية الرقمية
  • «رئيس الرعاية الصحية» يبحث مع كبريات الشركات العالمية تسخير الذكاء الاصطناعي للتشخيص والعلاج
  • معرض الكتاب 2025| مناقشة كتاب "تطبيقات الذكاء الاصطناعي" لرباب عبد الرحمن
  • ندوة بمعرض الكتاب تناقش تأثير الذكاء الاصطناعي على الإعلام
  • مؤسس «تلغرام» يكشف أسرار تفوق الصين بمجال «الذكاء الاصطناعي»