محمد بن راشد يطلق “جامعة دبي الوطنية” باستثمارات 4.5 مليار درهم
تاريخ النشر: 10th, September 2024 GMT
دبي – الوطن:
أعلن صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، تأسيس “جامعة دبي الوطنية”، باستثمار يبلغ 4.5 مليار درهم، بهدف ترسيخ مكانة دبي كوجهة عالمية للتعليم العالي والبحث العلمي، وتأتي هذه الخطوة ضمن المشاريع الاستراتيجية لأجندة دبي الاجتماعية 33، لتكون الجامعة بمثابة مؤسسة أكاديمية رائدة تسهم في إعداد الكفاءات الوطنية المتميزة والقيادات الشابة المؤهّلة وتوفر تخصصات نوعية لتصبح ضمن أفضل 200 جامعة في العالم.
وقال صاحب السموّ عبر حساب سموّه الرسمي في منصة “إكس”: “الإخوة والأخوات … نطلق اليوم مشروعاً جديداً ضمن مشاريعنا لتطوير التعليم في بلادنا … نطلق جامعة دبي الوطنية .. باستثمارات مبدئية 4.5 مليار درهم .. هدفها أن تكون ضمن أفضل 50 جامعة شابة خلال العقد القادم .. وتوفير برامج أكاديمية تخصصية ومستقبلية .. وأن تكون ضمن أفضل الجامعات في الإسهامات البحثية .. الجامعة هويتها إماراتية .. وبرامجها عالمية .. ومخرجاتها ستكون لخدمة مسيرتنا التنموية .. العالم يتغير بسرعة .. والتحدي الحقيقي هو صناعة أجيال قادرة على استيعاب هذه المتغيرات وتسخيرها لصنع مستقبل أفضل لنا ولبلادنا بإذن الله”.
كما قال سموّه في هذه المناسبة: “نطمح لأن تكون جامعة دبي الوطنية إحدى أفضل 200 جامعة خلال 20 سنة، وضمن أفضل 3 جامعات محلياً في عدد الإسهامات البحثية في غضون 10 سنوات.. الجامعة ستوفر برامج أكاديمية نوعية تعزز المنظومة التعليمية الداعمة لطموحات دبي ومستقبلها، وترسّخ موقعها ضمن أفضل 10 مدن في العالم في جودة التعليم خلال العقد المقبل”.
وتابع سموّه: “لا نبني جامعة، بل نبني مستقبلًا يتجاوز الحدود هدفنا بناء صرح معرفي ليكون منارةً للعلم، وحاضنةً للشباب، ورافداً للمستقبل.. ولذلك قررنا تعيين حمدان بن محمد رئيساً أعلى للجامعة، ومكتوم بن محمد نائباً له، وأحمد بن سعيد رئيساً لمجلس الأمناء، وتشكيل مجلس استشاري من الخبراء العالميين من مختلف التخصصات.. الجامعة ستكون داعماً قوياً لترسيخ مكانة دبي بين أهم مراكز التحصيل العلمي الذي سنسخّره في خدمة البشرية”.
واختتم سموّه: ” نطمح لأن تخرّج جامعة دبي الوطنية قيادات إماراتية متسلّحة بأحدث العلوم والمهارات والقيم الإنسانية، تكون قدوة بجاهزيتها للمستقبل وطموحاتها اللامحدودة.. نحن ماضون في بناء قادة المستقبل القادرين على المساهمة الفعالة في تحقيق تطلعاتنا، وتعزيز مكانة دولتنا.. وسيظل الإنسان دائماً أكبر استثمار لنا”.
إثراء مجتمع المعرفة في دبي
وأكد سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي الرئيس الأعلى لجامعة دبي الوطنية، أن الاستثمار في التعليم العالي هو استثمار في فرص المستقبل وتعزيز رأس المال البشري.
وقال سموّه: “دبي تواصل برؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، نهج الاستباقية في بناء الإنسان وتطوير بنية تحتية عالمية المستوى للتعليم العالي والبحث العلمي.. وتمكين المواهب والكفاءات أكاديمياً هو المسار لإعداد قيادات شبابية عالية الكفاءة يمكنها قيادة قطاعات المستقبل وريادة الابتكار وتوسيع آفاق البحث والتطوير وتسريع النمو الاقتصادي والاجتماعي ومواصلة تحقيق الإنجازات القياسية التي ميّزت مسيرة دبي دائماً”.
وأضاف سموّه: “جامعة دبي الوطنية ستؤهل الكفاءات المحلية وتستقطب المواهب العالمية وتفتح آفاق التعاون الأكاديمي مع المؤسسات ومراكز الأبحاث والخبراء من مختلف أنحاء العالم، وستكون بتطورها وتنوّعها نموذجاً حيوياً عن دبي وبيئتها الداعمة والمحفزة للابتكار والتقدم المعرفي والعلمي”.
ولفت سموّه إلى أن جامعة دبي الوطنية ستدعم مجتمع المعرفة في دبي، وتسهم في تصميم المستقبل الذي تتطلع إليه، وترتقي بجودة التعليم فيها لتكون في المراكز العالمية المتقدمة”.
محرك اقتصاد دبي المستقبل
وأكد سموّ الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الأول لحاكم دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية، نائب الرئيس الأعلى لجامعة دبي الوطنية، أن الجامعات وأبحاثها التطبيقية لها دور أساسي في تعزيز الإمكانات الاقتصادية، وتطوير التنافسية، واستدامة النمو، وتصميم مسارات جديدة للتنويع الاقتصادي القائم على المعرفة وتفعيل فرصه الجديدة.
وقال سموّه: “المؤسسات الأكاديمية والجامعية والبحثية في دبي أصبحت برؤية صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، مراكز اقتصادية وحاضنات للابتكارات، تعزّز ريادة اقتصاد دبي، وتوسّع قاعدته، وترسّخ مرونته، وتفتح أمامه مجالات تنموية جديدة يمتد أثرها إلى القطاعات كافة”.
وأضاف سموّه: “تأسيس جامعة دبي الوطنية هو مشروع استراتيجي سيسهم في تحقيق أحد أبرز المشاريع التحولية في أجندة دبي الاقتصادية 33 بجعل دبي مركزاً ريادياً للتعليم العالي على مستوى العالم، إلى جانب إعداد كفاءات محلية وعالمية تمتلك القدرات والقيم التي تؤهلها لتحقيق التميز في مختلف البيئات وأسواق العمل، وسيمكّن أجيالاً شابة طموحة بمهارات ريادة الأعمال وبالإمكانات التي تتيح لها تصميم وإطلاق المشاريع المبتكرة والأفكار الاقتصادية الناجحة من دبي نحو العالمية”.
دبي منارة معرفية
ومن جهته أكد سموّ الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران المدني، نائب رئيس المجلس التنفيذي رئيس مجلس أمناء جامعة دبي الوطنية، أن دبي تواصل تعزيز موقعها كمنارة معرفية ووجهة للباحثين والمبتكرين والحريصين على التحصيل العلمي والمعرفي الذي يخدم البشرية.
وقال سموّه: “إرساء منظومة معرفية متكاملة في دبي كان دائماً في مقدمة أولويات المشروع التنموي والحضاري والإنساني الذي صنعه صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، حيث أطلق سموّه منذ أكثر من 20 عاماً “مجمّع دبي للمعرفة”، ليكون موطناً لمؤسسات تعليمية وأكاديمية وتدريبية عالمية في مختلف التخصصات. ويأتي إعلان سموّه عن تأسيس جامعة دبي الوطنية اليوم تتويجاً لهذا النهج الريادي، وإضافة كبرى لبيئة توليد ومشاركة ونشر المعرفة الأكاديمية والبحثية والتطبيقية انطلاقاً من دبي نحو العالم”.
وأضاف سموّه: “بناء الإنسان هو هدف استراتيجي في قصة نجاح دبي دائماً، وهو هدفٌ رفيعلأن المؤسسات المعرفية كجامعة دبي الوطنية تنمّي العقول وتبني القدرات وتصقل المهارات وتمكّن المواهب وتحفّز الابتكارات وتخرّج الكفاءات القادرة على صناعة الفرص واستشراف التحولات وقيادة قطاعات المستقبل كافة. ونتطلّع إلى دور مستقبلي محوري للجامعة في إعداد جيل معرفي متمكّن، واستقطاب العقول الفذة والطلبة المتميزين من داخل الدولة ومن مختلف أنحاء العالم، وبناء مجتمعات معرفية تتميز بالإبداع والابتكار وتسخّر كل مقومات العلوم والتكنولوجيا والثقافة لتدعم مسيرة التنمية الشاملة”.
مجلس الأمناء
وأعلن صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عن تشكيل مجلس الأمناء لجامعة دبي الوطنية برئاسة سموّ الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، ويضم مجلس أمناء الجامعة كلاً من: معالي عمر سلطان العلماء، ومعالي هلال سعيد المري، وسعادة عائشة عبدالله ميران، وسعادة عيسى كاظم، وسعادة أحمد بن بيات، والأستاذ الدكتور علوي الشيخ علي.
مجلس استشاري عالمي
كما يضم تشكيل الجامعة مجلساً استشارياً من الخبراء العالميين من مختلف التخصصات، وهم: الخبير الاقتصادي الدولي الدكتور محمد العريان، وصائب أيجنر، والبروفيسور فاضل أديب، وفادي غندور، حيث تتمثل مهام اللجنة في تعزيز تعاون الجامعة مع المجتمع الأكاديمي والعلمي العالمي، واستشراف أحدث التطورات والتوجهات المعرفية، واقتراح البرامج الجامعية والبحثية وتخصصات الدراسات العليا الجديدة التي تواكب طموحات الطلبة وتلبّي تطلعات دبي، بالإضافة إلى المساهمة في بناء مساقات أكاديمية واعدة، وتسليط الضوء على الفرص في مجالات البحث والتطوير، واستكشاف إمكانات الشراكات العلمية والبحثية مع فعاليات الأعمال والقطاعين الحكومي والخاص، من أجل ترسيخ دور الجامعة كمنطقة اقتصادية حيوية ومختبر أكاديمي ومعرفي مفتوح لتصوّر وتصميم المستقبل وتعزيز الريادة المعرفية والعلمية لدبي.
مستهدفات
وتستهدف الجامعة أن تصبح ضمن أفضل 50 جامعة لفئة “الجامعات دون الـ50 عاماً” خلال 10 سنوات، وضمن أفضل 200 جامعة خلال 20 سنة، وأن تكون ضمن أفضل 3 جامعات محلياً في عدد الإسهامات البحثية في غضون 10 سنوات، مع تمكين خريجيها بمهارات بحثية وعلمية ومعرفية تواكب المستويات العالمية في مخرجات التعليم الجامعي والعالي. وستوفر الجامعة صرحاً تعليمياً بمستوى الجامعات العالمية من خلال برامج أكاديمية نوعية وطواقم تدريسية وبحثية على أعلى مستوى من التأهيل العلمي والأكاديمي.
أبحاث تنافسية وتطبيقية
وستتميز “جامعة دبي الوطنية” بأبحاث تنافسية عالمية في مجالات تخصصية لابتكار حلول عملية ومستقبلية، كما ستركز على الابتكارات العملية، وتعتمد أساليب تدريس مبتكرة تضمن ترابط وتكامل التخصصات، لتقديم تعليم عصري يحفز التحصيل المستمر وتنويع المعارف والمهارات. كما تسعى لتقديم البحوث الأكاديمية والتطبيقية في المجالات ذات الأهمية العلمية والاستراتيجية، وتعزيز ثقافة الابتكار وريادة الأعمال وتطبيقاتها بالشراكة مع المجتمع الأكاديمي والعلمي العالمي.
وتستقطب الجامعة طلبة متميزين من الإماراتيين ومن مختلف دول العالم وفق معايير قبول تنافسية، تستند إلى أعلى المعايير العالمية، وتؤهل طلبتها لمواكبة أحدث التطورات المعرفية، كما توفر أفضل تجربة جامعية للطلبة، مع فرص منح دراسية ومزايا نوعية.
صرح تعليمي متكامل
وستشكل “جامعة دبي الوطنية” صرحاً معرفياً متكاملاً، بالاستناد إلى دراسة تقييمية شاملة للمؤسسات التعليمية المحلية الرائدة، وتعزيز الشراكات الدولية، وتحديد التخصصات المختلفة والأبحاث الأكاديمية والتطبيقية التي ستلبي طموحات الجامعة الجديدة.
وستعزز جامعة دبي الوطنية عقد شراكات نوعية مع القطاعات المجتمعية والحكومية وقطاعات الأعمال والمؤسسات الخاصة، بما يؤهل طلبتها للوصول المباشر إلى مختبرات الأبحاث والعمل على مشاريع مشتركة مع مختلف الجهات المعنية.
دعم خطة دبي 2033
ويدعم تأسيس الجامعة خطة دبي 2033 وغايات أجندة دبي الاجتماعية 33 وأجندة دبي الاقتصادية D33 بتوفير منظومة تعليمية تواكب طموحات دبي وتعزز رأس المال البشري فيها، وتثري تمسك الطلبة بالقيم والهوية الوطنية، كما تسهم الجامعة في الارتقاء بجودة التعليم في دبي لتكون ضمن الأفضل عالمياً، وتمكين المواهب والكفاءات الشابة من الاستفادة بشكل أكبر من فرص العمل المتاحة في القطاع الخاص، وتعزيز مكانة الإمارة مركزاً ريادياً للتعليم العالي على مستوى العالم.
نبذة عن أعضاء المجلس الاستشاري:
الدكتور محمد العريان:
الخبير الاقتصادي الدولي حاصل على لقب جائزة “نوابغ العرب” عن فئة الاقتصاد. وهو رئيس كلية كوينز بجامعة كامبريدج، ومستشار “المكتب الوطني للبحوث الاقتصادية”. شغل منصب رئيس المجلس التنموي العالمي 5 سنوات، واختاره مؤشر “فورين بوليسي” في قائمة أفضل 100 مفكّر عالمي لأربع سنوات متتالية. نشر العديد من المؤلفات ويكتب في كبريات الدوريات الاقتصادية والمالية العالمية. وقدم مساهمات نوعية في مسارات التنمية الاقتصادية العالمية، وطوّر نظريات اقتصادية فاعلة لتعزيز مرونة الاقتصادات لنامية والمتقدمة.
صائب أيجنر:
هو عضو مجلس إدارة مركز دبي المالي العالمي منذ عام 2004. كما شغل منصب رئيس مجلس إدارة سلطة دبي للخدمات المالية لمدة 10 سنوات من عام 2011 حتى عام 2021. وهو مؤسس شركة “لون ورلد” ورئيس مجلس الإدارة المؤسس للمجلس الاستشاري الإقليمي لكلية لندن لإدارة الأعمال، ورئيس جمعية خريجي الكلية. وهو عضو سابق في مجلس أجندة المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس. كما تشمل اهتماماته قطاعات التعليم والفنون. وهو مستشار أول للمتحف البريطاني. وله العديد من الكتب والمؤلفات.
البروفيسور فاضل أديب:
حائز على جائزة “نوابغ العرب” عن فئة التكنولوجيا والهندسة، لقاء ريادته في مجالات التقنيات اللاسلكية واستخداماتها. وتم اختياره كقائد عالمي شاب من قبل المنتدى الاقتصادي العالمي. وهو محاضر مشارك في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، واختارته “أم آي تي تكنولوجي رفيو” ضمن أفضل 35 مبتكراً دون سن 35، كما اختارته “فوربس” ضمن أفضل 30 مبتكراً دون سن 30 في مجال التكنولوجيا. ويتم استخدام ابتكاراته في الكثير من التطبيقات المتقدمة مثل الإدراك الروبوتي للبحث والمتابعة، ومراقبة حالة المرضى عن بٌعد، لا سيما المصابين بالزهايمر وكوفيد-19.
فادي غندور:
هو عضو مجلس إدارة غرفة دبي للاقتصاد الرقمي، ورئيس مجلس الإدارة التنفيذي لمنصة “ومضة” التي يعمل من خلالها على تعزيز البيئة الحيوية الشاملة الداعمة لثقافة ومشاريع ريادة الأعمال والنمو والاستثمار في منطقة الشرق الأوسط. وهو الشريك المؤسس لمجموعة “أرامكس” للخدمات اللوجستية، والتي كان الرئيس التنفيذي لها طوال 30 عاماً. وهو أيضاً مؤسس مبادرة “روّاد التنمية للمشاريع الناشئة” التي تعزز دور القطاع الخاص في تمكين الشباب في العالم العربي وفتح آفاق تمويل مشاريعه الريادية وأفكاره الإبداعية والمبتكرة.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
محمد بن راشد يشهد توقيع اتفاقية تعاون بين مركز محمد بن راشد للفضاء وشركة “تاليس ألينيا سبيس” بحضور منصور بن زايد وحمدان بن محمد وسيف بن زايد
شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، التوقيع على اتفاقية تعاون بين مركز محمد بن راشد للفضاء وشركة تاليس ألينيا سبيس بصفتها الشريك الاستراتيجي في مشروع محطة الفضاء القمرية، من خلال تطوير “وحدة معادلة الضغط” ضمن المحطة القمرية، وذلك في قصر الوطن بأبوظبي.
جاء ذلك بحضور سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة، وسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، رئيس مركز محمد بن راشد للفضاء، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية.
وقال سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم: “سعدنا اليوم بحضور اتفاقية التعاون مع شركة الفضاء الإيطالية تاليس ألينيا وبحضور رئيس وكالة الفضاء الإيطالية لتكون الشريك الاستراتيجي في مساهمة الإمارات في بناء المشروع الدولي العلمي الجديد (محطة الفضاء القمرية)”.
وأضاف سموه أن محطة الفضاء القمرية تمثل حدودا جديدة للتقدم البشري في مجال الفضاء وسنرسل أول رائد فضاء إماراتي عربي لمدار القمر بعد اكتمال المحطة.
وأوضح أن مركز محمد بن راشد للفضاء يقود اليوم مشاركة الدولة في هذا المشروع الجديد للبشرية والذي يمثل خطوة متقدمة لتواجد بشري على سطح القمر تعقبه رحلات كونية لكواكب أخرى.. طموح جديد للبشر تفخر الإمارات بالمشاركة فيه مع دول أخرى مثل الولايات المتحدة واليابان وكندا والاتحاد الأوروبي. وقادمنا العلمي أفضل وأعظم بإذن الله”.
وقع الاتفاقية سعادة سالم حميد المري، مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء، وجيامبيرو دي باولو، نائب الرئيس التنفيذي ونائب الرئيس الأول للمراقبة والاستكشاف والملاحة في شركة تاليس ألينيا سبيس، وذلك بحضور سعادة حمد عبيد المنصوري، رئيس مجلس إدارة مركز محمد بن راشد للفضاء، وسعادة لورينزو فانارا، سفير ايطاليا لدى الدولة والبروفيسور روبيرتو باتيستون رئيس وكالة الفضاء الإيطالية.
وتحقق دولة الإمارات عبر مشاركتها في محطة الفضاء القمرية عبر تطوير وحدة معادلة الضغط، قفزة نوعية جديدة ضمن الاستراتيجية الهادفة إلى ترسيخ الحضور الإماراتي الفاعل والمؤثر عالمياً في جميع مجالات علوم الفضاء وتقنياته.
وحول توقيع هذه الاتفاقية، قال معالي طلال حميد بالهول الفلاسي، نائب رئيس مركز محمد بن راشد للفضاء إن هذا النجاح يعكس الدعم الكبير الذي توليه القيادة الرشيدة لقطاع الفضاء الوطني، وذلك من خلال توفير بيئة محفزة تحوّل الطموحات إلى إنجازات ملموسة، حيث يرسخ استمرار الإمارات في الإسهام في مهام فضائية عالمية غير مسبوقة مكانتها محركا رئيسيا لاستكشاف الفضاء، مما يعزز ريادتها العلمية والتكنولوجية على الصعيد العالمي.
وأضاف معاليه أن تطوير مركز محمد بن راشد للفضاء لمحطة الفضاء القمرية يؤكد واقع التقدم التكنولوجي الذي حققته الدولة، ويجسد الرؤية الاستراتيجية، والخطى الثابتة التي يسير بها هذا المشروع المهم.
من جانبه، قال سعادة حمد عبيد المنصوري، رئيس مجلس إدارة مركز محمد بن راشد للفضاء إنه بفضل دعم قيادتنا الرشيدة، نواصل تحقيق إنجازات نوعية في قطاع الفضاء عالمياً ويمثل التعاون مع شركة تاليس خطوة محورية ضمن جهود المركز لتعزيز الابتكار وتطوير تقنيات متقدمة في مجال استكشاف الفضاء.
وأضاف سعادته أن تطوير دولة الإمارات لوحدة معادلة الضغط على متن محطة الفضاء القمرية، يضمن استدامة مشاركتنا في أهم المشاريع الفضائية العالمية، التي ستمكن الأجيال القادمة من تحقيق إنجازات غير مسبوقة في هذا القطاع الحيوي ويمثل فرصة لإبراز المهارات التقنية التي تتمتع بها الكوادر الوطنية في الدولة في مجال استكشاف الفضاء، ويؤهلها للعمل على تطوير مهام تمثل إسهاماً في تعزيز الجهود التنموية الشاملة لصالح خير وازدهار المجتمعات كافة.
من جانبه قال سعادة سالم حميد المري، مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء إن محطة الفضاء القمرية تشكل ركيزة أساسية في تطوير البنية التحتية الداعمة للمهام المستقبلية إلى القمر وما بعده، ما يضمن جاهزية رواد الفضاء لتنفيذ أبحاث علمية متقدمة على سطح القمر.
وأضاف سعادته أن الشراكات الاستراتيجية مع الجهات الرائدة عالمياً في قطاع الفضاء، مثل شركة تاليس، تعزز من قدرات المركز على تطوير حلول وتقنيات متقدمة تدعم مستقبل استكشاف الفضاء.. ومن خلال مشروعات طموحة تجسّد رؤية قيادتنا الرشيدة، يواصل المركز ترسيخ مكانة دولة الإمارات مساهما رئيسا في مسيرة الاستكشاف الفضائي والتطور التكنولوجي العالمي.
وتقدم هيرفي ديري، الرئيس التنفيذي لشركة تاليس ألينيا سبيس بخالص الشكر والتقدير لمركز محمد بن راشد للفضاء على ثقته بشركتنا، وقال إن وحدة معادلة الضغط تشكل جزءاً جوهرياً من محطة الفضاء القمرية، وستُصمَّم خصيصًا لتمكين رواد الفضاء من تنفيذ أنشطة في الفضاء ونحن فخورون بمواكبة رؤية دولة الإمارات الطموحة في استكشاف الفضاء ودعم التزام مركز محمد بن راشد للفضاء بشراكاته الدولية، كما يعكس هذا التعاون المكانة الريادية التي تتمتع بها تاليس ألينيا سبيس في مجالات أنظمة النقل الفضائي، والبنى التحتية المدارية، واستكشاف الفضاء.
وستتولى دولة الإمارات مهمة تطوير وتشغيل وحدة معادلة الضغط الخاصة بالمحطة لمدة قد تصل إلى 15 عاماً قابلة للتمديد ، ويبلغ وزن وحدة معادلة الضغط 10 أطنان وطولها 10 أمتار وعرضها 4 أمتار، بينما تبلغ أبعاد المحطة كاملة (42 × 20 × 19 متراً).
وستحصل الإمارات على مقعد دائم، وإسهامات علمية في أكبر برنامج لاستكشاف القمر والفضاء، وستكون بين أوائل الدول التي ترسل رائد فضاء إلى القمر، كما سيكون للدولة الأولوية في الحصول على البيانات العلمية والهندسية المقدمة التي ستحصل عليها المحطة، ما يعزز مسيرتها المعرفية.
وستشهد عملية تطوير وحدة معالجة الضغط 5 مراحل مختلفة، وأولى تلك المراحل مرحلة التخطيط، ويتم خلالها تحديد الأهداف والاستراتيجيات، واختيار شركاء المشروع لإنشاء نموذج لوحدة معادلة الضغط، ثم يتبعها مرحلة التصميم ويتم خلالها وضع التصاميم والمواصفات التفصيلية لمكونات وحدة معادلة الضغط المراد تجميعها.
وتشمل المرحلة الثالثة عملية التأهيل، وتتضمن اختيار وتأهيل مكونات وحدة معادلة الضغط، لضمان موثوقيتها وسلامتها، أما المرحلة الرابعة فهي مرحلة الإطلاق وتشمل تجهيز وإطلاق المكونات الفضائية، ودمجها في محطة الفضاء القمرية، ثم مرحلة التشغيل والتي سيتولى خلالها فريق مركز محمد بن راشد للفضاء مسؤولية عمليات التشغيل الخاصة بوحدة معادلة الضغط، لمتابعة والتأكد من سلامة وظائفها كجزء هام من محطة الفضاء القمرية.
وتشكل محطة الفضاء القمرية أحد أهم العناصر في برنامج “أرتميس” التابع لوكالة “ناسا” الأمريكية، خاصة وأنها ستكون أول محطة فضاء تدور حول القمر، وستوفر المحطة التي سيتم بناؤها بالتعاون مع شركاء دوليين وتجاريين، وظائف أساسية لدعم رواد الفضاء وتمكينهم من أداء وتنفيذ المهام الموكلة إليهم على أفضل وجه، كما ستسمح المحطة باستضافة رواد الفضاء لفترات طويلة، وتعزيز عمليات مهمات استكشاف سطح القمر، وتسهيل الدراسات حول الإشعاع الشمسي والكوني، وانطلاقاً من المحاور السابقة تعد المحطة المحور الأهم ضمن برنامج أرتميس لاستكشاف القمر والبعثات المستقبلية إلى المريخ.
يذكر أن دولة الإمارات العربية المتحدة كانت قد أعلنت في يناير 2024 عن انضمامها إلى مشروع تطوير محطة الفضاء القمرية إلى جانب كل من الولايات المتحدة الأميركية واليابان وكندا والاتحاد الأوروبي، إضافة إلى إعلانها إرسال أول رائد فضاء إماراتي وعربي إلى مدار القمر.وام