قالت دار الإفتاء المصرية، إن المراد من الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف إظهار الفرح في هذا اليوم، ويُقصَد به تجمع الناس على الذكر، والإنشاد في مدحه والثناء عليه صلى الله عليه وآله وسلم، وإطعام الطعام صدقة لله، والصيام، والقيام؛ إعلانًا لمحبة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وإعلانًا للفرح بيوم مجيئه الكريم صلى الله عليه وآله وسلم إلى الدنيا؛ فيكون الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بكل أنواع القربات التي يتقرب بها الإنسان إلى الله تعالى.

الإفتاء توضح حكم الغرامات التعويضية المالية دار الإفتاء توضح عدد ركعات صلاة الضحى ووقتها وفضلها

وأضافت دار الإفتاء، أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف تعظيمٌ واحتفاءٌ وفرحٌ بالحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، والاحتفاءُ والفرح به أمرٌ مقطوع بمشروعيته؛ لأنَّه عنوان محبته صلى الله عليه وآله وسلم التي هي ركن الإيمان.

قال الحافظ ابن رجب الحنبلي في "فتح الباري" (1/ 48، ط. مكتبة الغرباء الأثرية): [محبَّة النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أصول الإيمان، وهي مقارِنة لمحبة الله عز وجل، وقد قرنها اللهُ بها، وتَوَّعَدَ مَن قدَّم عليهما محبَّة شيء من الأمور المحبَّبة طبعًا من الأقارب والأموال والأوطان وغير ذلك].

وتابعت دار الإفتاء أن وبناءً على ذلك: فالاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو إظهار الفرح في هذا اليوم، وذلك يكون بشتى أنواع القربات التي يتقرب بها الإنسان إلى الله تعالى، وهو أمر مستحبٌّ مشروعٌ بالكتاب والسنة، وقد درج عليه المسلمون عبر العصور، واتفق علماء الأمة على استحسانه، ولم ينكره أحدٌ يُعتَدُّ به.

وفيما يتعلق بحكم شراء حلوى المولد النبوي والتهادي بها، قالت دار الإفتاء، إن إظهار الفرح بمولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم بشراء الحلوى والتهادي بها جائز شرعًا، بل هو أمرٌ مستحبٌّ مندوبٌ إليه؛ لتعلقه بحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيمه، ولا يعد هذا من البدعة المذمومة ولا من الأصنام في شيء.

 حكم شراء حلوى المولد النبوي

وأضافت دار الإفتاء أن الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف والفرح بها من أفضل الأعمال وأعظم القربات.

وتابعت دار الإفتاء أن يندب إحياء هذه الذكرى بكافة مظاهر الفرح والسرور، وبكل طاعة يُتقرب بها إلى الله عز وجل، ويَدخُل في ذلك ما اعتاده الناسُ من شراء الحَلوى والتهادي بها في المولد الشريف؛ فرحًا منهم بمولده صلى الله عليه وآله وسلم، ومحبةً منهم لما كان يحبه؛ فعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: "كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم يُحِبُّ الحَلْوَاءَ، وَيُحِبُّ العَسَلَ" رواه البخاري وأصحاب السنن وأحمد، فكان هذا الصنيعُ منهم سُنةً حسنة، كما أن التهادي أمر مطلوب في ذاته؛ لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «تَهَادوْا تَحَابوْا» رواه الإمام مالك في "الموطأ"، ولم يَقُمْ دليلٌ على المنع من القيام بهذا العمل أو إباحَتِه في وقت دون وقت، فإذا انضمت إلى ذلك المقاصد الصالحة الأخُرى؛ كَإدْخَالِ السُّرورِ على أهلِ البيت وصِلة الأرحامِ فإنه يُصبح مستحبًّا مندوبًا إليه، فإذا كان ذلك تعبيرًا عن الفرح بمولدِ المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم كان أشَدَّ مشروعيةً وندبًا واستحبابًا؛ لأنَّ "للوسائل أحكام المقاصد".

وأشارت دار الإفتاء إلى أن قد نص العلماء على استحباب إظهار السرور والفرح بشتى مظاهره وأساليبه المشروعة في الذكرى العطرة لمولده الشريف صلى الله عليه وآله وسلم:

يقول الحافظ السيوطي في "حسن المقصد في عمل المولد" المطبوع ضمن "الحاوي للفتاوي" (1/ 230، ط. دار الفكر)-: [فيستحب لنا أيضًا إظهارُ الشكر بمولده بالاجتماع وإطعام الطعام ونحو ذلك من وجوه القربات وإظهار المسرات.

وأردفت دار الإفتاء أما الزعم بأن شراء الحلوى في المولد أنها أصنام، وأنها بدعة وحرام، وأنه لا يجوز الأكل منها، ولا إهداؤها: فهو كلام باطل يدل على جهل قائليه بالشرع الشريف، وضحالة فهمهم لمقاصده وأحكامه؛ فإنها أقوال مبتدعة مرذولة لم يَقُلْها أحدٌ من علماء المسلمين في قديم الدهر ولا حديثه، ولم يُسبَق أصحابُها إليها، ولا يجوز العملُ بها ولا التعويل عليها؛ إذ فيها تشبيه للمسلمين المحبين لله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم بالمشركين العاكفين على الأصنام، وهذا مسلك الخوارج الذين يعمدون إلى النصوص التي جاءت في المشركين فيحملونها على المسلمين، والله سبحانه وتعالى يقول منكرًا على أصحاب هذا المنهج: ﴿أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ ۝ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ﴾ [القلم: 35-36]، ويلزم من هذه الأقوال الفاسدة تحريم مظاهر الفرح بمولد النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، وهذا مع مخالفته للفطرة السوية هو مخالف لعمل الأمة المحمدية.


 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المولد النبوي حلوى المولد النبوي حكم شراء حلوى المولد النبوي دار الإفتاء الإفتاء النبی صلى الله علیه وآله وسلم المولد النبوی الشریف دار الإفتاء

إقرأ أيضاً:

بتلاوة القرآن وإنشاد الأشعار والمدائح.. الإفتاء توضح الحكم الشرعي في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف

المولد النبوي الشريف.. يعد الاحتفال بالمولد النبوي الشريف من أحب الأمور للمسلمين، لأنها أكثر المناسبات الدينية التي ينتظرها الكثيرون، لإحياء ذكرى مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ولكن يرغب البعض في معرفة حكم الشرع في الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف.

الاحتفال بالمولد النبوي الشريف

وأوضحت دار الإفتاء المصرية حكم الشرع في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف قائلة: «إن هناك فرقا عظيما بين حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، وبين طريقة الاحتفال وسلوك المحتفلين، حيث إنها مسألة دقيقة يجب التنبه لها».

المولد النبوي الشريف الاحتفال بذكرى المولد النبوي جائز شرعًا

أكدت دار الإفتاء أن حكم الاحتفال بذكرى المولد النبوي، جائز شرعًا، بدليل القرآن والسُّنة وعمل المسلمين سلفًا وخلفًا، ولكن هل المحبة تكون بالقصائد الشركية والرقص والغناء والموسيقى في المولد النبوي؟.

طريقة الاحتفال وسلوك المحتفلين في ذكرى المولد النبوي

وقالت دار الإفتاء إن: «طريقة الاحتفال وسلوك المحتفلين، هو أمر يختلف من شخص لآخر، فما وافق من ذلك مبادئ الشرع الشريف فلا حرج فيه وما خالف منه في ذلك فلا نجيزه، بل نقول بحُرمته».

الاحتفال بالمولد النبوي الشريف حكم الشرع في الاحتفال بالمولد النبوي

وتابعت الإفتاء: «إذا عرفت ذلك، فلا ينبغي سحبُ حكم ما خالف الشرع من سلوك المحتفلين على حكم الاحتفال بذاته، وهذا خلط عظيم أوقع الناس في عنت ولبس خطير، وينبغي أن يُعلم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أغلق باب الشرك والضلالة على الأمة، وذلك بقوله: «إنَّ اللَّهَ لا يجمعُ أمَّتي -أو قالَ: أمَّةَ محمَّدٍ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ- علَى ضلالةٍ».

طرق الاحتفال بالمولد النبوي الشريف

وأضافت دار الإفتاء: حكم الاحتفال بالمولد النبوي، أن سلفُنا الصالح دَرَجَ على الاحتفال بمولد الرسول الأعظم صلوات الله عليه وسلامه بإحياء ليلة المولد بشتى أنواع القربات من إطعام الطعام وتلاوة القرآن والأذكار وإنشاد الأشعار والمدائح في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

المولد النبوي الشريف إجازة ذكرى المولد النبوي الشريف

يذكر أن الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أعلن أن إجازة المولد النبوي الشريف 2024/1446، تكون رسمياً لـ كافة العاملين في القطاع الخاص والحكومة، اليوم الأحد، وهي إجازة رسمية مدفوعة الأجر، للعاملين في الوزارات، والمصالح الحكومية، والهيئات العامة، ووحدات الإدارة المحلية، وشركات القطاع العام، وشركات قطاع الأعمال العام، وشركات القطاع الخاص.

اقرأ أيضاًهل اليوم إجازة رسمية بمناسبة المولد النبوي الشريف؟

رددها الآن.. أدعية بمناسبة المولد النبوي الشريف

أجمل عبارات التهنئة بمناسبة المولد النبوي الشريف 2024.. أرسلها إلى الأهل والأصدقاء

مقالات مشابهة

  • فضل زيارة مقام النبي عليه السلام وروضته الشريفة
  • الإفتاء توضح أفضل العبادات يوم مولد النبي
  • بتلاوة القرآن وإنشاد الأشعار والمدائح.. الإفتاء توضح الحكم الشرعي في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف
  • الإمام الطيب يوضح الاحتفال اللائق بمولد النبي غدًا
  • كيفية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ؟ الإفتاء تجيب
  • الإفتاء توضح حكم الصلاة على النبي ﷺ لتذكر الشيء المنسي
  • هل يجوز صيام يوم مولد النبي احتفالا بالذكرى العطرة؟
  • هل تاريخ مولد النبي صحيح؟.. دار الإفتاء تجيب على السؤال المحير
  • احتفالات مولد النبي 2024: أبرز التهاني وتفاصيل الإجازة
  • «الإفتاء» توضح الفرق بين ليلة ويوم المولد النبوي.. يستحب فيهما الصلاة على المصطفى