يمانيون – متابعات
مثلت عملية “معبر الكرامة” التي أدت إلى مقتل 3 صهاينة برصاص مواطن أردني منطلقاً يفتح مساراً جديداً لعمليات قادمة ستكون أكثر قوة وتأثيراً على العدو الصهيوني.

وحققت هذه العملية الكثير من الرسائل والأهداف، في مقدمتها أن الشعوب العربية لا تقف إلى جانب حكامها المطبعين والصامتين تجاه جرائم العدو الصهيوني في قطاع غزة، وأنها لن تظل صامتة طويلاً، وستصل إلى حيث ما يكون هناك وجود صهيوني.

ولا قت عملية “معبر الكرامة” البطولية تفاعلاً واسعاً في الأوساط الأردنية، حيث خرج المواطنون في مسيرات جماهيرية كبرى، لتعلن مباركتها للعملية، ولتؤكد وقوفها مع غزة ومساندة الشعب الفلسطيني حتى النصر، كما بارك الأردنيون هذه العملية، معبرين عن فرحتهم الغامرة، بتوزيع الحلوى والورود في الأماكن العامة وساحات التظاهر.

واعتبر الخبير العسكري العقيد المتقاعد الدكتور محمد المقابلة أن هذه العملية تعد “خرقاً أمنياً وعسكريا”، مؤكداً أنها تعكس حقيقة النبض الشعبي الأردني، وهي عملية مشابهة نوعاً ما لما حصل قرب الحدود المصرية من قبل”.

ويضيف:” وتدل هذه العملية على أن الشعوب العربية لم يتم تزييف وعيها بالكامل، بما يسمى “بالسلام” مع “الإسرائيليين”، وأن ما يحصل في غزة، والضفة الغربية ليس منفصلاً عما يسمى بـ”وحدة الساحات” لدى الشعوب العربية.

وأوضح المقابلة أن استمرار جرائم الاحتلال في قطاع غزة بحق المدنيين، وما يحصل في الضفة الغربية من اقتحامات يومية، وتسارع محاولات تهويد المسجد الأقصى المبارك، كل ذلك أدى إلى تنفيذ هذه العملية الفدائية، التي من المرجح أن تعقبها العديد من العمليات الأخرى طالما بقي الاحتلال مستمراً في عدوانه على قطاع غزة”.

ويلفت إلى أنه جرى إحباط العديد من العمليات المماثلة سواء من الجانب الأردني أو المصري خلال الفترات السابقة، لكن لم يتم الإعلان عنها لأسباب أمنية”، على حد قوله.

وحول ما تعكسه العملية، يؤكد المقابلة أن الهجوم الذي نفذه مواطن أردني يثبت أن “الشارع الأردني يغلي” إزاء المجازر بحق الفلسطينيين في الأراضي المحتلة”.

وتناولت وسائل الإعلام العبرية هذه العملية بشيء من التفصيل، معبرة عن خشيتها من امتداد الغضب إلى ساحات أخرى، وتعرض المغتصبين لعمليات مشابهة، لا سيما في ظل حملات الاستفزاز المستمرة من قبل الصهاينة وعلى رأسهم المجرم بن غفير الذي يسعى إلى تهويد الأقصى.

ورأت تلك الوسائل أن العملية حدثت في منطقة “أمنية” مشتركة بين الصهاينة، والجانب الأردني، ولم يسبق أن شهدت هذه المنطقة أحداثاً مماثلة، وهو ما يزيد من مخاوف الإسرائيليين، وخشيتهم من التعرض لعمليات إطلاق في أماكن لم يعتادوها.

ومن أبرز الأبعاد الخاصة بالعملية أن منفذ العملية ليس فلسطينياً، وإنما عربي، وفي هذا إشارة إلى العدو الصهيوني ومن يقف خلفه بأن امتداد مثل هذه العمليات سيزداد، وهو ما يؤكده رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الخليل الدكتور بلال الشوبكي، والذي يرى أن العملية تشكل على المستوى المعنوي للفلسطينيين صحوة جديدة للإيمان بامتداد القضية الفلسطينية في السياق العربي”.

ويوضح أن أهالي قطاع غزة يشعرون بالخذلان، مما آلت إليه الأمور دون أي استجابة على المستويين العربي والإسلامي”، غير أن هذه العملية تفسر على مستوى الشعب الفلسطيني بأن الامتداد العربي لقضيتهم لايزال قائماً، وأن بنية المجتمعات العربية متشبثة بقوميتها، ولا تزال القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للشعوب العربية.
————————————————————————————————–
– المسيرة نت: محمد ناصر حتروش

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: هذه العملیة قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

الجامعة العربية: محاولات تهجير الفلسطينيين تطهير عرقي وخطة لتصفية القضية

عقدت بالقاهرة أعمال "مؤتمر فلسطين ودور المجتمـع المدني" تحت رعاية جامعة الدول العربية، في دورته الثانية تحت شعار "إعادة اعمار النسيج المجتمعي لغزة"  بالتعاون بين الأمانة العامة لجامعة الدول العربية ومركز شاف للدراسات المستقبلية وتحليل الأزمات والصراعات، يومي 23 و24فبراير 2025 بالقاهرة.

وأكدت السفيرة د. هيفاء أبو غزالة، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية أن رعاية جامعة الدول العربية لهذا المؤتمر يعكس مدى انخراطها في الجهود الرامية إلى تسوية القضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين المتفق عليه دولياً وتجسيد الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وعدم الالتفاف على هذه المبادئ الثابتة والمحددات المستقرة، والتي حظيت بإجماع عربي ودولي وذلك من منطلق الإيمان الراسخ بأن القضية الفلسطينية العادلة هي قضية أرض وشعب، وأن محاولات نزع الشعب الفلسطيني من أرضه، بالتهجير أو الضم أو توسيع الاستيطان، ثبت فشلها على مدار عقود وهي مرفوضة ومخالفة للقانون الدولي، وليست سوى عملية تطهير عرقي ومحاولة لتصفية القضية الفلسطينية.

 وأوضحت، قام وفد رفيع المستوى من جامعة الدول العربية والدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون التنمية البشرية، وزير الصحة والسكان، رئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة العرب، والدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، رئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب بزيارة معـر رفح يوم 15/2/2025، لتفقد آليه إرسال المساعدات الإنسانية الى قـــــطاع غــزة، في خطوة تؤكد الدعم العربي المستمر للفلسطينيين في ظل الأوضاع الراهنة، وهي رسالة واضحة لتجسيد التضامن العربي مع أهالي غزة وحشد الدعم الدولي لخطط الاستجابة الطارئة لمعالجة الظروف الإنسانية نتيجة العداونالاسرئيلي الغاشم.

شددت  أبو غزالة على أن غزة هي عنوان العزة؛ ينتصر أبناؤها على الدمار بالبناء وإعادة التعمير ويتحدى نوايا التهجير بصلابة الصمود والبقاء، ويواجهون آلة الموت الإسرائيلية بإرادة الحياة، وعزيمة لا تلين إلى حين إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

من جانبها أبرزت الدكتورة سماح حمد، وزيرة التنمية الاجتماعية ووزيرة الدولة لشؤون الإغاثة، أن الحكومة الفلسطينية عملت منذ بداية الأزمة على تنسيق الجهود الإغاثية والإنسانية لضمان وصول المساعدات للأسر المتضررة، مشيدةً بالدور المصري في دعم الشعب الفلسطيني، خاصة من خلال تسهيل إدخال المساعدات والمواد الإغاثية إلى غزة، وأوضحت أن غرفة العمليات الحكومية شكلت نموذجًا فاعلًا في تنسيق الاستجابة الطارئة بالتعاون مع المؤسسات الدولية، لضمان تقديم المساعدات الحيوية للأسر المتضررة وتوجيهها وفق الأولويات والاحتياجات الفعلية.

وأضافت أن الجهد الكبير الذي يُبذل بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني لتوفير الدعم النفسي للأطفال والنساء، مشيرةً إلى أن المرأة الفلسطينية أثبتت قدرتها الفائقة على الصمود، حيث كانت في مقدمة العائدين إلى مناطقهم في شمال القطاع رغم الدمار الكبير، سعيًا لاستعادة حياتهم الطبيعية وإعادة بناء مجتمعاتهم المحلية.

وأكد السفير محمد العرابي، وزير خارجية جمهورية مصر العربية الاسبق، ورئيس مجلس أمناء مركز شاف للدراسات المستقبلية أن المؤتمر يهدف إلى تقييم وتحليل الوضع الحالي في غزة من خلال تبني افكار تسهم في رفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني في القطاع والضفة الغربية.

وأشار الدكتور زين السادات الأمين العام لمركز شاف إلى ان المؤتمر المنعقد بالتعاون مع جامعة الدول العربية ومنظمة forward thinking يعد استكمالا للجهود التي بدأت في النسخة الأولى للمؤتمر المنعقد في مارس ٢٠٢٤ بهدف تمكين المجتمع المدني في غزة حتى يضطلع بدوره في اعادة بناء القطاع وتجنب فرض حلول خارجية غير مستدامة.

مقالات مشابهة

  • “ميدل إيست آي”: المخطط الأمريكي الإسرائيلي لتهجير أبناء قطاع غزة سيفشل
  • “الإعلامي الحكومي” يدين نشر ترامب فيديو تضمن مشاهد غير أخلاقية عن غزة
  • تفاهم بين “الصحفيين الإماراتية” و”الشبكة العربية للإبداع” لتعزيز التعاون الإعلامي
  • “إعلام الأسرى” : توقعات بإفراج العدو عن 594 أسيرًا من غزة
  • تجمع الرياض الصحي الأول يُطلق برنامج “تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها”
  • مصر ترفض اقتراح توليها إدارة قطاع غزة: “مرفوض وغير مقبول”
  • “سابك” تتحول إلى الربحية في 2024 مسجلة 1.54 مليار ريال لانخفاض خسائر العمليات
  • نائبة: القمة العربية ترسيخ لجهود مصر في دعم القضية الفلسطينية
  • “حماس”: مجازر الاحتلال لن تمنحه شرعية أو سيادة على شبر من أرضنا
  • الجامعة العربية: محاولات تهجير الفلسطينيين تطهير عرقي وخطة لتصفية القضية