استنجد الأدارسة بالإمام يحيى الذي هب لنجدتهم وقاتل آل سعود حتى بلغ الطائف. وفي عام 1972، عقب استقلال جنوب اليمن عن الاستعمار البريطاني عام 1967، نشبت أول حرب بين اليمن الجنوبي والسعودية، حيث استولت السعودية على إقليمي الوديعة وشرورة اليمنيين.
وقد رسمت بريطانيا حدود اليمن الجنوبي (أو ما كان يعرف باتحاد الجنوب اليمني) مع السعودية، وسمي "خط الاستقلال"، الذي لم تعترف به السعودية إلا بعد حرب 1972 على جنوب اليمن وسيطرتها على مناطق جنوبية.


استمرت السعودية في محاربة النظام التقدمي في جنوب اليمن، وأنشأت كيانات جنوبية ومعسكرات لاتباعها من أبناء السلاطين والأمراء الذين غادروا جنوب اليمن بعد الاستقلال.
وحاربت النظام السياسي وأرسلت مدفوعين للقيام بتفجيرات لخزانات النفط وتسميم آبار المياه في جنوب اليمن، وذلك بسبب رفض الحزب الاشتراكي الحاكم في جنوب اليمن ترسيم الحدود مع السعودي، فطلبت الأخيرة من الحكومة البريطانية عدم منح محافظات شبوة وحضرموت والمهرة لحكومة الاستقلال الوطني في عام 1967، وقدمت مساعدات مالية وعسكرية لإسقاط الحزب الحاكم في المحافظات الجنوبية تحت ستار محاربة الشيوعية.
ومنعت السعودية حينذاك أبناء المحافظات الجنوبية من الهجرة للعمل فيها، مما اضطر الكثير منهم للذهاب إلى صنعاء واستخراج جوازات سفر شمالية لهم باسم الجمهورية العربية اليمنية للعمل في السعودية دون مضايقات. شعرت السعودية بأن أهدافها في الجنوب والوصول إلى بحر العرب لم تتحقق،

فلجأت إلى محاربة النظام التقدمي في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، وساهمت بفعالية في التآمر عليه وإخراجه من السلطة عام 1994، بعد أربع سنوات من تحقيق الوحدة مع شمال الوطن.

عارض حزب الإصلاح الوحدة اليمنية بهدف الوصول إلى السلطة بدعم سعودي، وقاموا بحملات اعتقالات لقيادات الحزب الاشتراكي، وصولًا إلى حرب صيف 1994 وإقصاء الاشتراكي من السلطة وأخلوا الساحة للسعودية لتصفية حساباتها مع قيادات الحزب الاشتراكي اليمني الذين وجدوا أنفسهم عام 1994 في الرياض والإمارات يشكلون معارضة سياسية ضد نظام علي عبد الله صالح.

واستخدمت السعودية تلك المعارضة كورقة ضغط على صالح للحصول على تنازلات في ترسيم حدود المحافظات الجنوبية مع السعودية، الذي رفض الحزب الاشتراكي اليمني ترسيمها وكان يطالب باستعادة الأراضي المحتلة من قبل السعودية (نجران، عسير، جيزان، الوديعة، وشرورة).

تكرر المشهد مرة أخرى في 2015، ليجد الإصلاح ومن معه أنفسهم في أحضان السعودية يتآمرون على اليمن وحكومة صنعاء  - أنصار الله.

يبدو أن السعودية تريد اليوم استكمال أهدافها في استقطاع كل الأراضي اليمنية وتمزيق الجنوب اليمني إلى دويلات وكيانات تحكمها سياسات مسلحة وبدعم تحالف الاحتلال السعودي من محافظة شبوة وحضرموت والمهرة، والوصول إلى بحر العرب واستكمال مشاريعها لاحتلال الأراضي اليمنية منذ العام 1934 وحتى العام 1972 ظلت أطماع السعودية ثابتة كالجبال، تتمثل في الوصول إلى مياه المحيط الهندي عبر اختراق حدود اليمن إلى بحر العرب، مع الحرص على عدم المساس بمعاهدة الطائف التاريخية لعام 1934، التي تعد إرثًا عزيزًا من عهد الملك عبد العزيز في توحيد شبه الجزيرة العربية.

وفي مقابل إسكات صوت المعارضة الجنوبية "موج" وقطع الدعم المالي عنها بعد حرب صيف 1994، انتزعت السعودية تنازلات بترسيم الحدود الجنوبية الشرقية والغربية لليمن، وجاءت معاهدة جدة عام 2000 بين البلدين لتضع - كما يقال - حداً نهائياً للحدود وتحل الخلافات التي استمرت لأكثر من ستة عقود.

بموجب هذه المعاهدة، استولت السعودية على أراضٍ يمنية جنوبية شاسعة في صحراء الربع الخالي، تمتد من محافظة شبوة حتى خليج القمر في محافظة المهرة، بما في ذلك المناطق التي اكتشفت فيها شركات سوفيتية النفط والغاز عام 1982.

هذه الأراضي المحتلة أصبحت اليوم جزء من حدود المملكة السعودية، حصلت عليها بعد إنهاء حركة المعارضة الجنوبية "موج" في عام 2000م.

فهل سيواجه المجلس الانتقالي وأحزاب اللقاء المشترك المتواجدة في السعودية المصير ذاته؟،

وهل ستكون كبش فداء لاستكمال الأطماع السعودية في اليمن. المفاجآت كثيرة وقادمة، وستكشف لنا ما لم يكن في الحسبان.

فمن باعوا الان لن يحرروا ولن يبنوا وطن، بل هم جسر عبور لتحقيق أطماع المحتل الأجنبي في أوطانهم، وسيبقون في هامش التاريخ

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: الحزب الاشتراکی جنوب الیمن

إقرأ أيضاً:

قيادي بالحزب الاشتراكي: زيارة ماكرون لمصر لاقت اهتمامًا واسعًا في ألمانيا |فيديو

قال حسين خضر القيادي بالحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني، إنّ زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمصر قد لاقت اهتمامًا واسعًا في ألمانيا، مشيرًا إلى أن الإعلام الألماني نقل الزيارة بتفاصيلها وأثرها الكبير على السياسة الدولية، خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.

وأضاف “الخضر”، في مداخلة عبر تطبيق "سكايب" مع الإعلامية بسمة وهبة، مقدمة برنامج "90 دقيقة"، عبر قناة "المحور"، أن المواقف الأوروبية بدأت تتغير لصالح فلسطين، وذلك بسبب الحراك الدبلوماسي المصري والدعم الذي تحظى به من قبل العديد من الدول الأوروبية.

وتابع، أن الزيارة كانت لها دلالات سياسية هامة، مشيرًا إلى أن الرئيس ماكرون تجول في منطقة خان الخليلي بالقاهرة، وهو ما أظهر صورة إيجابية عن الوضع في مصر مقارنة بما تعيشه بعض الدول الأخرى في المنطقة.

تحسين النظرة الاوروبية لمصرمتخصص: أوروبا تدعم الرؤية المصرية تجاه غزة .. وأمريكا متمسكة بدعم إسرائيلبسمة وهبة: دولة عظمى اختارت العريش للتعبير عن رفضها لتهجير أهالي غزةسيناتور أمريكي: ما يحدث في غزة تطهير عرقي وجريمة حرب بشعةانقسامات داخلية.. إسرائيل تهدد بفصل نحو 1000 طيار بسبب الحرب في غزة

وذكر، أن ذلك ساهم في تحسين النظرة الأوروبية لمصر، حيث أظهرت وسائل الإعلام الألمانية دعمًا للموقف المصري، مع تسليط الضوء على الموقف الفرنسي من القضية الفلسطينية.

وأشار خضر إلى أن الموقف الألماني كان تاريخيًا داعمًا لحل الدولتين، حيث كان الحزب الاشتراكي الديمقراطي دائمًا من المؤيدين لحل الدولتين.

ولفت إلى أن المستشار الألماني كان قد أعلن في وقت سابق رفضه لتهجير الفلسطينيين من غزة، مؤكدًا دعم بلاده لمبدأ السلام في المنطقة.

وأكد خضر أن الشعب الألماني يدرك تمامًا معاناة الفلسطينيين في غزة، وأن موقف الحكومة الألمانية من القضية الفلسطينية يدعمه بشكل كبير، موضحًا أن كل هذه التحولات قد تؤثر في السياسة الأوروبية بشكل عام لصالح القضية الفلسطينية في المستقبل.

مقالات مشابهة

  • شاهد | ما دور السعودية و الإمارات في العدوان الأمريكي على اليمن؟
  • اليمن تخسر أمام كوريا الجنوبية وتفشل في الوصول الى المونديال 
  • قيادي بالحزب الاشتراكي: زيارة ماكرون لمصر لاقت اهتمامًا واسعًا في ألمانيا |فيديو
  • كان في طريقه لإسرائيل.. سقوط صاروخ أطلق من اليمن في الأراضي السعودية
  • استعدادات أخيرة لناشئي اليمن قبل مواجهة كوريا الجنوبية المصيرية
  • جيش الاحتلال يعلن سقوط إحدى مسيراته داخل الأراضي اللبنانية
  • مسؤول بحزب الله: مستعدون لمناقشة مستقبل سلاح الحزب بهذه الشروط
  • الظاهري: «منظومة الأزمات» من أحدث الأدوات الرقمية
  • تصريحات مدرب منتخب اليمن للناشئين بعد الخسارة من اندونيسيا وقبل لقاء كوريا الجنوبية
  • صراع الممالك.. خريطة الأطماع الإسرائيلية - التركية فوق أنقاض الدولة السورية