يمانيون:
2024-09-17@05:23:03 GMT

إِنَّا أرسلنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا

تاريخ النشر: 10th, September 2024 GMT

إِنَّا أرسلنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا

فاطمة الراشدي

لم يخلق الله الأرض هذه من فراغ أَو لعدم هدف، ولم يخلق كُـلّ هؤلاء البشر والحيوانات بكل أنواعها للأكل والنوم فقط، بل خلق كُـلّ شيء على الأرض وفق قوانين وسنن حدّدها هو بنفسه؛ ليمشي كُـلّ كائن حي عليها.

خلق آدم وأمره بالعبادة هو وزوجه فوسوس لهما إبليس بأن اعصيا وكُلا مما حُرم عليكما، فأخرجهم الله من الجنة ليهبطوا في الأرض فيعملوا بعد أن كانوا في جنة النعيم؛ لأَنَّ الله سبحانه وتعالى حاكم عادل لا يتهاون أمام أمر في معصيته، أَيْـضاً لا يرض بالظلم لعباده فعندما رآهم بدأوا بالانحراف بعبادة الأصنام والتقرب بها إلى الله، صنعوها هم بأنفسهم، يسجدون لها ويقدسونها ويتوسلون بها لتقضي حوائجهم، فقدموا لها القرابين الثمينة من حلي وذهب بل وصل بهم الحال لذبح أبنائهم فداء لأصنامهم وآلهتهم المزعومة.

يأسرون الفقير فيجعلونه عبدًا لهم، يُرزقون بالبنات فيدفنوّهن خوفًا من العار، يفرقون بين الأبيض والأسود والغني والفقير والعربي والأعجمي؛ فأصبحوا أناساً منقسمين وطبقات مختلفة يسودها الفساد والفجور وكلّ شيء غير عادل وغير مرض لله كانوا يفعلونه.

ولأن الله عظيم جبار لا يرض بالظلم لعباده، كان يبعث في كُـلّ أُمَّـة نبيًّا ليكون لهم نذيرًا، قال تعالى: «إِنَّا أرسلنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا، وَإِنْ مِنْ أُمَّـة إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ»؛ حتى لا يكون لهم غدًا حجّـة أن لم يبعث الله لنا إمامًا ليهدينا ويعلمنا، أرسل لهم الأنبياء والرسل بالحق، وما من نبي إلا ودعا قومه سنين طويلة بلا ملل أَو كلل؛ فلا يؤمن إلا القليل منهم بينما الكثير ظل متمسكًا بمعتقداته وعبادته للأصنام بقولهم إنا وجدنا آباءنا عاكفون عليها؛ ليستمر الجهل في الأمم وبين أوساط الناس، ليبلغ الكفر ذروته فيزداد الكهن والفجور بين الناس.

وُصُـولاً لقريش قبيلة خاتم الأنبياء والرسل، فبعث الله لهم محمدًا يهديهم ويزكيهم ويكون لهم بشيرًا ونذيرًا، حَيثُ يقول تعالى في بعثته للنبي محمد صلوات الله عليه وعلى آله وسلم: «وَمَا أرسلنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَٰكِنَّ أكثر النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ».

لقد بعث الله محمدًا للناس ليخرجهم من الظلمات إلى النور ويهديهم إلى الصراط الحق ليرجعهم إلى الله سبحانه وتعالى.

بعث لهم محمدًا ليكون إمامًا ونبيًّا وهاديًّا بالحق.

بعثه سبحانه وتعالى ليقول لهم أن لا إله إلا الله فاعبدوه دون سواه.

بعث لهم محمدًا لينذرهم من عذاب يوم غد الذي سيصيبهم إن استمروا في كفرهم وطغيانهم؛ فما زادهم ذلك إلا طغيانًا وعنجهية كبيرة، فما من أحد يؤمن بمحمد إلا وقتلوه بعد أن يعذبوه بشتى أنواع العذاب، بل وصل بهم الحال لمحاولة قتل النبي -صلوات الله عليه وعلى آله- مرات عديدة، وما تدل أفعالهم هذه إلا على تحجر عقولهم وتخلفهم الذي يقبعون فيه، وعلى كبر جهلهم رغم كُـلّ تلك الحقائق والدلائل التي طُرحت لهم.

فما كان المانع من عدم إيمانهم بمحمد؟!

هل طلب منهم المال؟

أم طلب أن يعطوه الملك عليهم والجاه؟

لا شيء، بل إن الناس في ذلك الوقت ظلوا متمسكين بعاداتهم وتقاليدهم المزعومة في العبادات والطقوس التي يقومون بها، فكان من الصعب عليهم أن يتخلوا عن عادات عبادية توارثوها عن أجدادهم وآبائهم وُصُـولاً لهم، خَاصَّة كبار الأعيان وأصحاب الشأن منهم، الذين ظنوا أن إيمانهم برسالة محمد ستفقدهم هيبتهم ومكانتهم بين الناس بل سيخسرون كَثيراً من الأموال التي تنهال عليهم من كُـلّ جانب كقرابين لآلهتهم، فما كان منهم سوى الكفر والتكذيب لرسالة النبي محمد “صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ” أَيْـضاً تكبرهم كان سبب كفرهم بقولهم: (كيف يبعث الله لنا نبيًّا منا بشرًا يأكل ويشرب مثلنا؟!)، فكان هذا السبب من ضمن عدم إيمانهم بالرسالة، حَيثُ قال تعالى: ﴿وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إذ جَاءَهُمُ الْهُدَىٰ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولًا﴾، وقال تعالى: ﴿وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الآخرة وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَٰذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَرًا مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إذَا لَخَاسِرُونَ﴾.

اختلقوا الحجج والأسباب وأقنعوا بها أنفسهم قبل عامة الناس كيف لبشر أن يكون نبياً؟!

فاستمروا في كفرهم وجهلهم وتعنتهم، فلم يؤمنوا ولا تركوا الناس ليؤمنوا إلا من رحم الله وهداه، من آمن فقد نجي من عذاب الآخرة، ومن لم يؤمن فقد خسر الدنيا والآخرة، وما على الرسول إلا البلاغ المبين: ﴿وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ، وَمَا أرسلنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا﴾.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: ب ال ح ق محمد ا

إقرأ أيضاً:

مذاهب وأخلاق الناس في المولد النبوي الشريف

يحتفل العالم الإسلامي اليوم بذكرى مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم لعام 1446 هجريًا الموافق 2024، وفي هذا السياق أعاد الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء، ومفتي الجمهورية السابق نشرمقال بمناسبة المولد النبوي الشريف لفضيلة الإمام الرائد الشيخ محمد زكي الدين إبراهيم رحمه الله، وقد كان إمامًا أزهريًا، ومؤسس العشيرة المحمدية وعضوًا بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية والهيئة العليا للدعوة بالأزهر.

في ذكرى مولده.. هل قصة المولد النبوي لها أصل في الدين؟ البيت المحمدي يحتفل بذكرى المولد النبوي الشريف مذاهب وأخلاق الناس في المولد النبوي الشريف 

قال الإمام الرائد الشيخ محمد زكي الدين إبراهيم رضي الله عنه في مقاله بمناسبة المولد الشريف «الناس في استقبال ذكري المولد الشريف: أنماط ومستويات، ومذاهب وأخلاق، فمنهم من يستقبله فرحا: معبرا عن غبطته، بما يوفقه الله إليه من قول طيب أو عمل مبرور، مستبشرا مبشرا سواء، متذكرا مذكرا بنعمة الله، وحق رسول الله، محدثا كان، أو كاتبا أو شاعرا، أو ممولا، أو محبا صادقا، له نصيب من الفيض والمدد.

وتابع الشيخ محمد زكي أن منهم من لا يهتم بشيء في هذه الذكرى إلا بالتشغيب والمخالفة وتسفيه ما يندفع إليه الناس من المباحات بحكم حبهم الخالص لرسول الله.

وسرد الشيخ زكي الدين مواطن عدة لمن يهتموا في المولد النبوي بالمخالفة والتسفيه في المطلق مهما كان الفعل الخالص من محبة الناس للنبي.
فمن ذكر منهم نوره ﷺ ، قالوا: كفر!! 
ومن ذكر معجزاته المختلفة، قالوا: تخريف!! 
ومن انفعل بصيغ الصلاة والسلام عليه، قالوا: ابتدع!! 
ومن نسبه ﷺ إلى العصمة، قالوا: فسق!! 
ومن ذكر أبويه أو عمه ﷺ بخير، قالوا تزندق!! 
ومن حاول تمجيده ﷺ ، قالوا: فجر!! 
ومن توسل به إلى الله، قالوا: أِشرك!!
ومن أحب آل بيته ﷺ ، قالوا: تبطن!!
ومن زار قبره أو قبور أبنائه، قالوا: أوثن!!
ومن ذكره بالسيادة أقاموا الدنيا وأقعدوها عليه!!» 

 

أدعية المولد النبوي 2024

- «اللهم إني أدعوك في يوم المولد النبوي الشريف بأن تكتب لخطيبي الرزق الوفير والطمأنينة وراحة البال».

- «اللهم أعطنا خير هذا اليوم نوره وبركته وهداه».

- «اللهم ازرع في نفس وقلب من أحببت الرضا والسعادة بكل شيء تكتبها لها، وارزقه ما يتمنى اللهم آمين».

- «اللهم اغفر لنا ذنوبنا واغفر لنا خطاينا يا رب العالمين».

 

مقالات مشابهة

  • «الإفتاء«: قراءة القرآن مصحوبة بالآلات الموسيقية والتغني به مٌحرم شرعًا
  • مصطفى حجاج يتعاون مع جاد شويري في الناس غدارة
  • نفاد سريع لتذاكر حفل هاني شاكر في الكويت
  • سيد الناس.. غادة عادل تخوض تجربة الدراما الصعيدية للمرة الأولى
  • قصيدة في رثاءِ الأخ الأديب الأستاذ / عبدِ الله القِطي
  • ???? هل ما يحدث في السودان ابتلاء أو امتحان أو عقوبة من الله؟
  • مذاهب وأخلاق الناس في المولد النبوي الشريف
  • غادة عادل تتعاقد على مسلسل «سيد الناس» رمضان 2025
  • دراما رمضان 2025.. غادة عادل تتعاقد على مسلسل «سيد الناس» لـ عمرو سعد
  • السلطة المحلية بصنعاء تنظم فعالية مركزية احتفاءً بذكرى المولد النبوي الشريف