حراس البقر يعززون العنف الديني ضد المسلمين بالهند في عهد مودي
تاريخ النشر: 9th, September 2024 GMT
سلطت سلسلة الهجمات الأخيرة التي شنها الهندوس على المسلمين في الهند، الضوء على كيفية استمرار العنف الطائفي في كونه مشكلة خطيرة، حتى مع سعي البلاد إلى تعريف نفسها على المسرح العالمي كديمقراطية قوية تتمتع بحقوق متساوية للجميع، حسب تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز".
وقالت الصحيفة في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إنه على الرغم من فوز رئيس الوزراء ناريندرا مودي بفارق ضئيل في الانتخابات في حزيران/ يونيو، والذي فسره كثيرون على أنه رفض، فقد كانت هناك حالات عديدة من مثل هذا العنف، وفقا لمنظمات حقوق الإنسان التي تركز على الهند وإحصاء صحيفة "نيويورك تايمز" للتقارير الإخبارية المحلية.
وتشمل ما لا يقل عن اثنتي عشرة حالة ما يسمى بحراس الأبقار، وهو العنف المرتبط بذبح الأبقار أو تهريبها، أو الاشتباه في مثل هذه الأفعال.
في آب/ أغسطس، اعتدت مجموعة من الرجال الهندوس بالضرب على رجل مسلم يبلغ من العمر 72 عاما لأنهم اعتقدوا أنه يحمل لحم بقر في حقيبته. وفي ذلك الشهر أيضا، أطلقت مجموعة تصف نفسها بأنها من "حماة الأبقار" النار على طالب هندوسي يبلغ من العمر 19 عاما حتى الموت لأنهم اعتقدوا أنه مسلم يهرب الأبقار، وفقا لعائلته.
وشدد الصحيفة على أن قضية الأبقار مثيرة للانقسام لأنها تضع المعتقدات الدينية لمجموعة ضد النظام الغذائي لمجموعة أخرى. الأبقار مقدسة في الهندوسية، وخاصة بين الطبقات العليا، وتحظر العديد من الولايات الهندية ذبحها، فضلا عن بيع أو تهريب لحوم البقر. لكن لحوم البقر يستهلكها العديد من المسلمين.
وأشارت إلى أن العنف الديني ليس نادرا في الهند، حيث يتعايش أكثر من مليار هندوسي، وحوالي 200 مليون مسلم، و30 مليون مسيحي، و25 مليون سيخي وأقليات دينية أخرى، في بعض الأحيان بشكل غير مريح.
في عهد مودي، الذي سعى إلى تحقيق أجندة قومية هندوسية منذ توليه السلطة في عام 2014، أصبح المسلمون بشكل متزايد هدفا للجماعات الهندوسية المتشددة التابعة لحزب بهاراتيا جاناتا.
تحدث مئات حالات العنف الديني، بما في ذلك الإعدام خارج نطاق القانون والضرب والإساءة، كل عام، وفقا لبيانات من مكتب سجلات الجرائم الوطنية.
ونقل التقرير عن هارش ماندر، الناشط في مجال حقوق الإنسان والسلام، قوله إن الهجمات شائعة لدرجة أنها فقدت قدرتها على الصدمة تقريبا.
وأضاف أن العنف ضد المسلمين على وجه الخصوص، "أولا يتم تطبيعه، وثانيا يتم إضفاء الشرعية عليه وثالثا يتم تقديره. لذا ليس من الطبيعي القيام بذلك فحسب، بل إنه من الجيد القيام به".
وأشارت الصحيفة إلى أن حراسة الأبقار هي مجموعة فرعية من العنف الديني، حيث تعمل فرق "gau rakshaks" (حماة الأبقار) كقوة شرطة بحكم الأمر الواقع.
وبحسب التقرير، فإن القوانين الخاصة بذبح الأبقار تحددها الولايات، ولكن مودي جعل من حماية الأبقار حجر الزاوية في استراتيجيته السياسية الوطنية، الأمر الذي شجع حركة لها جذور عميقة في التاريخ الهندي. ونادرا ما يعلق مودي علنا على عنف الجماعات المسلحة.
من عام 2019 وحتى قبل بدء الهند في الذهاب إلى صناديق الاقتراع في نيسان/ أبريل، كان أكثر من خُمس الهجمات المبلغ عنها من قبل الهندوس على المسلمين مرتبطة بحراس الأبقار، وهي الفئة الأكبر، وفقا لتحليل أجرته ACLED، وهي منظمة غير ربحية مستقلة تراقب الأزمات وتحلل البيانات.
من غير المرجح أن تصبح مثل هذه الحوادث أقل تكرارا في فترة ولاية مودي الثالثة، على الرغم من الفوز بهامش أضيق من المتوقع لحزبه في الانتخابات، كما قال محمد أكرم، الباحث الذي شارك في تأليف ورقة بحثية عام 2021 حول حراس الأبقار.
وقال أكرم للصحيفة الأمريكية، إنه "على الرغم من التوقعات بأن ضعف مودي سياسيا قد يؤدي إلى انخفاض في خطاب العنف المناهض للمسلمين، فقد كان هناك أكثر من اثنتي عشرة حادثة من عنف حراس الأبقار خلال هذه الفترة وحدها".
وفي ما وصفته عائلة الضحية بحالة خطأ في تحديد الهوية، تعرض آريان ميشرا، 19 عاما، لإطلاق النار في ولاية هاريانا بعد مطاردة بالسيارات في 24 آب/ أغسطس. ألقت الشرطة القبض على خمسة رجال، كان أحدهم معروفا محليا بأنه حارس للأبقار.
صرح سياناند ميشرا، والد الضحية، للصحفيين هذا الأسبوع أن ابنه لا يعرف الجناة، الذين افترضوا أن ابنه كان مهربا للأبقار. وأضاف: "نحن لا نقاتل أحدا"، موضحا أن عائلته تنتمي إلى طبقة هندوسية عليا.
نأت إحدى أكبر الجماعات الهندوسية العنصرية في الهند، فيشوا هندو باريشاد، بنفسها عن الهجمات الأخيرة. قال ألوك كومار، الرئيس الدولي للمجموعة: "نحن ندين جميع أشكال العنف والميل إلى أخذ القانون بأيدي المرء". وقال كومار إن مجموعته تدرب العمال على التدخل فقط إذا تم تهريب الأبقار والإبلاغ عن مثل هذه الحالات للشرطة.
وقال كومار إنه من المهم أن يلتزم الهندوس بنفس القوانين التي تحكم جميع المواطنين الهنود. وأضاف أن حالات العنف الأخيرة كانت أكثر من مجرد مصادفة من كونها تشكل توجها.
في 28 آب/ أغسطس، صعد الحاج أشرف علي سيد حسين، وهو رجل مسلم يبلغ من العمر 72 عاما، على متن قطار في ولاية ماهاراشترا، وفقا للتقرير.
وقال حسين إنه كان مسافرا لزيارة ابنته عندما بدأ حشد من الشباب في السخرية منه بعد أن حددوا هويته كمسلم من خلال لحيته وقلنسوته، واتهموه بحمل لحم البقر في حقيبته. (وفقا لابنه، كان لحم الجاموس، وهو أمر مسموح به عموما).
وقال حسين للصحفيين: "سألتهم، من أنتم لتسألوا؟" وعند ذلك، بدأ الرجال - الذين كانوا في طريقهم لامتحانات التأهيل ليصبحوا ضباط شرطة - في ضربه. وقد أصيب بإصابات متعددة، بما في ذلك في العينين والرأس والصدر.
وقال أرشانا دوسان، ضابط شرطة كبير يحقق في القضية، إن أربعة رجال اتُهموا بارتكاب جرائم خطيرة بما في ذلك الضرب المبرح والنهب.
وفي كثير من الأحيان، يتم تصوير العنف بالكاميرات وتداوله على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كما في حالة حسين. وقال ماندر للصحيفة "إنك تخلق دليلا على جريمة بموجب القانون الهندي"، مضيفا أن هذا كان عنفا "استعراضيا. وهذا يعني أنك متأكد من أنك لن تُعاقب".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الهند مودي المسلمون الهند المسلمون مودي سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العنف الدینی فی الهند أکثر من فی ذلک
إقرأ أيضاً:
الركراكي: نملك حارسي مرمى من أحسن حراس العالم وعامل سنهما لايشكل عقدة حالياً
زنقة20ا الرباط
أكد الناخب الوطني وليد الركراكي، أن “المنتخب الوطني يمتلك أحسن حراسي مرمى في العالم ياسن بونو ومنير محمدي”، مؤكد أن “وصولهما إلى سن ما فوق الثلاثين لا يشكل حاليا عقدة للمنتخب”.
وأضاف الركراكي في الندوة الصحفية التي عقدها اليوم قبل مواجهة منتخب الغابون الجمعة المقبلة بمدينة فرانسفيل الغابونية، في إطار الجولة الثالثة من تصفيات كأس إفريقيا للأمم المغرب 2025، “حاليا نتوفر على أحسن الحراس ونحن محظوظ بأن نمتلك أمثال الحارسين ياسين بونو ومنير المحمدي وهما حراسين كبيرين”.
وأبرز الناخب الوطني أنه “في إطار العمل على مركز حراسة المرمى قما باستقدام حارسين جديدة للأنسجام مع المنتخب الوطني وتجربيهما في التدريب وبعض المباريات”.
وتابع “لقد جربنا الحارسين الجديدين في التداريب.. وليس لدينا مشكل في حراسة المرمى اليوم وقد نلقى مشكل في المستقبل .. وعامل السن ليس معيارا حاليا”.