أكدت الأمم المتحدة، أن الأمن الغذائي في اليمن، يواجه تحديات متعددة تتفاقم بسبب تغير المناخ، ما أدى إلى دمار البنية التحتية الزراعية وانجراف التربة الخصبة بالتزامن مع مواسم فيضانات مدمرة وجفاف طويل كلها أثرت على الإنتاج الزراعي في اليمن.

 

وقال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إن القطاع الزراعي في اليمن، يوظف ويدعم شريحة كبيرة من السكان - خاصة في المناطق الريفية الأكثر ضعفاً، يعد المصدر الرئيسي للإنتاج الغذائي المحلي وجزءً بالغ الأهمية في تعزيز الأمن الغذائي في بلد يعاني من الجوع على نطاق واسع.

 

وأضاف، أنه ولسوء الحظ، تأثر القطاع الزراعي في اليمن سلباً بالصراع الذي طال أمده - وآثار تغير المناخ. يستورد اليمن حوالي 85٪ من غذائه، بما في ذلك 90٪ من القمح اللازم للإمدادات الغذائية، مما يعني ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية.

 

ولفت برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلى أنه وبالشراكة مع الصندوق الاجتماعي للتنمية ومشروع الأشغال العامة يعمل على تنفيذ مشروع الاستجابة لتعزيز الأمن الغذائي في اليمن.

 

ويهدف المشروع الأممي، الذي يموله ويدعمه البنك الدولي، إلى معالجة أزمة الأمن الغذائي من خلال إعادة تأهيل البنية التحتية الزراعية والحفاظ عليها وتعزيز الممارسات الزراعية الذكية مناخياً.

 

وأشار إلى مشروع إعادة تأهيل قناة الري في كبة الأشرف في بني سواد، إحدى مديريات وصاب السافل بمحافظة ذمار، كأحد المشاريع التي يمولها صندوق برنامج الأمم المتحدة الإتمائي، منوها إلى الآثار التي انعكست على الزراعة وحياة المواطنين جراء المشروع الحيوي.

 

وقال المهندس جمال السنباني، مشرف فرع مشروع الأشغال العامة: "تم اختيار هذه المنطقة بالذات للمشروع بناءً على كونها منطقة زراعية بنسبة 100٪، مما يعني زيادة الفائدة من هذا التدخل إلى أقصى حد." قام مشروع الأشغال العامة بتنفيذ الجزء الأول من المشروع، وهو بناء حاجز رُسوبي لرفع منسوب المياه وبناء مدخل قناة بطول 200 متر لإعادة توجيه المياه التي تمر عبر الوادي إلى القناة، مما يضمن توافرها للري، بالإضافة إلى بناء جدران الحماية.

 

وأوضح السنباني أن "الهدف العام من هذا المشروع هو استعادة الأراضي الزراعية في المنطقة والحفاظ عليها، مما يعطي دفعة مُستدامة وطويلة الأجل للأمن الغذائي في المنطقة".

 

 

ولفت المهندس باسم السقاف، استشاري الصندوق الاجتماعي للتنمية في المشروع، إلى أن "المزارعين في المنطقة تأثروا بشكل كبير بتغير المناخ، مما أدى إلى الجفاف وانخفاض الإنتاجية الزراعية." ويضيف أن "الصندوق الاجتماعي للتنمية قام بإعادة تأهيل القناة الرئيسية وكذلك القنوات الفرعية، إلى جانب إنشاء بوابات تحكم فرعية والعديد من الجسور وجدران الحماية. حيث تقوم القنوات الفرعية بإيصال المياه من القناة الرئيسية إلى الأراضي الزراعية، في حين تساعد بوابات التحكم في تنظيم تدفق المياه وتوزيعها على المزارع المتعدده. وتحمي جدران الحماية الأراضي الزراعية من الفيضانات المحتملة، بينما تساعد الجسور الناس والمركبات على الانتقال فوق القنوات."

 

وتركز هذه التدخلات على توفير فرص عمل قصيرة الأجل بالإضافة إلى آثار المشروع طويلة الأجل. فبالإضافة إلى الحفاظ على الأراضي الزراعية، أدت أعمال إعادة تأهيل قنوات الري أيضاً إلى خلق فرص عمل مؤقتة للمجتمع المحلي.

 

وبحسب الأمم المتحدة، فقد استفادت 465 أسرة من فرص العمل التي وفرها المشروع أثناء الإنشاء، مما أتاح لهم كسب الأجور مع بناء أصول زراعية مستدامة، وكان لها أثر إيجابي إيجابي على المجتمع الأوسع الذي يضم حوالي 4,500 أسرة زراعية في المنطقة مع تحسين الوصول إلى موارد المياه.

 

يعد مشروع إعادة تأهيل القناة أحد المشاريع العديدة المترابطة جغرافياً والتي تركز على تحسين الأمن الغذائي والانتعاش الاقتصادي - وهو نهج جديد يقوده البنك الدولي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي مع الشركاء المحليين، الصندوق الاجتماعي للتنمية ومشروع الأشغال العامة، لمضاعفة الأثر الإيجابي على مستوى المجتمعات.

 


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: الامم المتحدة الزراعة اليمن امطار جفاف الصندوق الاجتماعی للتنمیة مشروع الأشغال العامة الأراضی الزراعیة الأمم المتحدة الأمن الغذائی إعادة تأهیل فی المنطقة الغذائی فی فی الیمن

إقرأ أيضاً:

تداعيات تغير المناخ.. مستويات الجليد البحري في القارة القطبية الجنوبية تتراجع مجددًا (تقرير)

تواصل تداعيات تغير المناخ إلقاء ظلالها على كل مكان في الكوكب، إذ تكرر تراجُع مستويات الجليد البحري المحيط بالقارة القطبية الجنوبية هذا العام، بعد انهيار استمر 6 أشهر متتالية في العام الماضي 2023.

وقال باحث الجليد البحري في جامعة تسمانيا الأسترالية، الدكتور ويل هوبز: “إن الأمر قد يستغرق عقودًا حتى يتعافى النظام البيئي في القارة القطبية الجنوبية مما حدث خلال العام الماضي”.

ويشير بعض العلماء إلى أن الجليد البحري المحيط بالقارة القطبية الجنوبية على وشك الوصول إلى أدنى مستوى قياسي في الشتاء للعام الثاني على التوالي، وفقًا لتقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

تجدر الإشارة إلى أن منطقة القارة القطبية الجنوبية خضعت لتحول مفاجئ في عام 2023 بسبب تغير المناخ، إذ انهار الغطاء الجليدي البحري المحيط بالقارة لمدة 6 أشهر متتالية.

تراجع مستويات الجليد البحري المحيط بالقارة القطبية الجنوبية

في شتاء عام 2023، غطى نحو 1.6 مليون كيلومتر مربع أقل من المتوسط طويل الأجل، وهذا يعادل تقريبًا مساحة بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإسبانيا مجتمعة، بسبب تغير المناخ.

وقال علماء في شراكة برنامج أنتاركتيكا الأسترالي، إن أحدث البيانات أظهر أن هذا تكرر في عام 2024. وفي 7 سبتمبر/أيلول الجاري، كانت كمية المحيط المتجمد أقل مما كانت عليه في التاريخ نفسه من العام الماضي، حسبما نشرته صحيفة الغارديان البريطانية (theguardian).

وعلى الرغم من أن سجل الشتاء لم يكتمل بعد، وبالتالي ليس من الواضح ما إذا كانت مساحة الجليد البحري للموسم ستكون أقل من العام الماضي، قال العلماء إنه جزء من مجموعة من الأدلة على أن نظام القارة القطبية الجنوبية انتقل إلى “حالة جديدة”.

وقال باحث الجليد البحري في جامعة تسمانيا الأسترالية، الدكتور ويل هوبز: “ما نتحدث عنه هو حدثان متطرفان… فقد كان العام الماضي قاسيًا وحدث مرة أخرى”.

تأثير الغلاف الجوي

أوضح باحث الجليد البحري في جامعة تسمانيا الأسترالية، الدكتور ويل هوبز، أن الغلاف الجوي كان المحرك الرئيس للتغيرات الإقليمية على أساس شهري وسنوي، حسبما رصدته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وقال: “الأمر المختلف الآن هو أن درجات حرارة المحيط الجنوبي الأكثر دفئًا لها تأثير حقيقي في الجليد البحري”.

وأردف: “نحن نعلم أن العامين الماضيين كانا الأكثر دفئًا على الإطلاق بالنسبة إلى الكوكب، حيث كانت درجات الحرارة العالمية أعلى من 1.5 درجة مئوية فوق ما قبل الصناعة لفترات طويلة، وينعكس هذا الاحترار العالمي الآن في المحيطات المحيطة بالقطب الجنوبي”.

وفي يوم السبت 7 سبتمبر/أيلول الجاري، غطّى الجليد البحري في المحيط الجنوبي 17 مليون كيلومتر مربع، وهو أقل من أدنى مستوى سابق بلغ 17.1 مليون كيلومتر مربع في العام الماضي.

ويبلغ المتوسط طويل الأمد ليوم 7 سبتمبر/أيلول الجاري بناءً على بيانات الأقمار الاصطناعية 18.4 مليون كيلومتر مربع، حسبما نشرته صحيفة الغارديان البريطانية (theguardian).

شتاء القطب الجنوبي

يبدأ الشتاء في القطب الجنوبي عادة في شهر مارس/آذار، ويستمر حتى أكتوبر/تشرين الأول.

وقال عالم المناخ ومصمم النماذج الجوية لدى المكتب الأسترالي للأرصاد الجوية، الدكتور فيل ريد: “إنه من السابق لأوانه القول بشكل قاطع ما إذا كان الجليد البحري الشتوي قد وصل إلى أقصى مستوى سنوي له، لكن من المفاجئ أنه انخفض إلى ما دون المتوسط في سنوات متتالية”.

وأكد أنه في حين بدأ العلماء في فهم تأثير انخفاض مستويات الجليد البحري في الطقس والمناخ، فقد أشارت دراسات حديثة إلى أنها أسهمت في زيادة هطول الأمطار في الصيف وأيام الشتاء الجافة في أستراليا.

وأضاف ريد: “يُعتقد أن تفاعلات المحيط والغلاف الجوي الناجمة عن فقدان الجليد البحري في القارة القطبية الجنوبية هي التي تدفع هذه التغييرات”.

الجليد البحري المحيط بالقارة القطبية الجنوبية – الصورة من Getty Images

بدوره، قال باحث الجليد البحري في جامعة تسمانيا الأسترالية، الدكتور ويل هوبز: إن الأمر قد يستغرق عقودًا حتى يتعافى الجليد البحري في القارة القطبية الجنوبية من حدث العام الماضي، وبحلول ذلك الوقت سيكون التأثير طويل الأمد للاحتباس الحراري العالمي واضحًا.

وأكد أن “هناك المزيد والمزيد من الأدلة على أن (متوسط غطاء الجليد البحري على المدى الطويل) من غير المرجح أن يعود”.

وعلى الرغم من أن فقدان الجليد البحري لا يغيّر بصورة مباشرة مستويات سطح البحر العالمية، يقول العلماء إنه قد يكون له تأثير غير مباشر كبير، خصوصًا في الصيف.

ووجدت دراسة، نُشرت في مجلة نيتشر Nature العام الماضي، أن المياه الذائبة من الصفائح الجليدية في القارة يمكن أن تبطئ الدورة الانقلابية للمحيط الجنوبي -وهو تيار محيطي عميق- بحلول عام 2050 إذا استمرت انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري العالمي عند مستواها الحالي.

وقدرت ورقة بحثية لاحقة أن الدورة الانقلابية، التي تؤثر في أنماط الطقس العالمية ودرجات حرارة المحيطات، قد تباطأت بنحو 30% منذ تسعينيات القرن الماضي، وهو ما يرجع إلى تداعيات تغير المناخ.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
Source link مرتبط

مقالات مشابهة

  • قطر تبحث مع الأمم المتحدة التطورات بغزة وجهود الوساطة لإنهاء الحرب
  • وزير الري: تأثيرات سلبية تواجه مصر والمنطقة العربية في مجال تغير المناخ
  • «عقار» يلتقي مدير التنمية الزراعية ويشيد بجهود تعزيز الأمن الغذائي
  • كبيرة منسقي الشؤون الإنسانية في غزة: يجب العمل لتسهيل دخول المساعدات إلى القطاع
  • لجنة العقوبات تناقش الخميس التقرير النهائي لفريق الخبراء بشأن اليمن
  • لجنة العقوبات بشأن اليمن تناقش الخميس هذا التقرير
  • كارثة تهدد طبقة الأوزون بسبب الجليد.. العالم ينتظر أسوأ سيناريوهات تغير المناخ
  • تداعيات تغير المناخ.. مستويات الجليد البحري في القارة القطبية الجنوبية تتراجع مجددًا (تقرير)
  • تغير المناخ أحدث موجات تسونامي هزت الأرض 9 أيام
  • تقرير اقتصادي: السيول تركت أضرارا كبيرة على القطاعين الزراعي والتجاري في اليمن