نابلس- هتف الفلسطينيون "نموت وتحيا فلسطين" و"إسرائيل دولة إرهاب.. وإحنا منها ما بنهاب" وهم يشيعون المتضامنة الأميركية من أصل تركي عائشة نور أزغي (آيشنور أزكي) في مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية، بعد أن استشهدت برصاص الاحتلال الإسرائيلي في بلدة بيتا جنوبي المدينة عقب ظهر يوم الجمعة الماضي.

واستشهدت عائشة (26 عاما) برصاصة من النوع الحي، أطلقها عليها جنود الاحتلال من مسافة قريبة، واخترقت رأسها، في مشاركتها التضامنية الأولى بمظاهرة سلمية منددة بالاستيطان في فلسطين، في جريمة أكدت عنف قوات الاحتلال في قمع الفلسطينيين والمؤازرين لهم.

وعبر مسيرة حاشدة شارك بها مئات، وبحضور رسمي وشعبي فلسطيني وتركي ممثل بالسفير التركي في فلسطين فائد مصطفى ومحافظ نابلس غسان دغلس ومسؤولين آخرين، فضلا عن رفاقها في الميدان، شُيِّع جثمان عائشة بعد ظهر اليوم الاثنين من أمام مشفى رفيديا الحكومي بنابلس حيث أقيمت صلاة الجنازة على روحها.

المشيعون حملوا يافطات تندد بجريمة ااغتيال عائشة خلال جنازتها بنابلس (الجزيرة) "الطريق للحرية"

حمل رفاق عائشة من المتضامنين الأجانب والفلسطينيين الجثمان الذي لُفّ بالعلم الفلسطيني والكوفية على أكتافهم، وسط هتافات غاضبة أطلقوها رفضا لجرائم إسرائيل والولايات المتحدة ضد الفلسطينيين، وتلا ذلك مراسم جنازة عسكرية، إذ حُمل جثمان عائشة فوق أكتاف العساكر الفلسطينيين، وعزف كل من النشيد الوطني الفلسطيني والتركي.

ثم نقل الجثمان إلى مركبة إسعاف فلسطينية نقلته بدورها إلى الوفد الأميركي الذي قام لاحقا بنقله إلى مطار "بن غوريون" في مدينة اللد المحتلة، لينقل بعدئذ بطائرة أميركية أو تركية لمواراتها الثرى في مسقط رأسها في أنطاليا بتركيا تلبية لرغبة أسرتها، حسب ما تحدث للجزيرة نت أحد الناشطين في "حركة التضامن العالمي" التي قدمت من خلالها عائشة.

وأمام ثلاجة الموتى في مستشفى رفيديا، حيث بقي جثمان عائشة 4 أيام، احتشد عشرات المتضامنين الأجانب وناشطون فلسطينيون، ورفعوا وسط حالة من الحزن العام والغضب الذي علا وجوههم الأعلام الفلسطينية وصورا لعائشة.

كما حمل المشيعون لوحات كتب عليها عبارات باللغتين الإنجليزية والعربية، تندد بجريمة الاحتلال باغتيال الناشطة وتؤكد أنهم لن ينسوها، وعبارة أخرى كان ترددها عائشة بنفسها وتقول "دمي يمهد الطريق للحرية".

السفير التركي في فلسطين ومحافظ نابلس وعدد من المتضامنين الأجانب والفلسطينيين شاركوا في الجنازة (الجزيرة) دمها رسالة للعالم

وينقل محافظ نابلس غسان دغلس -عبر الجزيرة نت- رسالة للعالم ولكل من يدعم إسرائيل مفادها أن "استشهاد عائشة على أرض فلسطين مفخرة لها، وأن دمها لعنة على الظلّام وكل من يدعم الاحتلال"، وأكد أن الشعب الفلسطيني سيظل صامدا على أرضه.

وعن الأثر الذي تركته عائشة باستشهادها، يضيف دغلس أنها "أضاءت شمعة للعالم، وأن دمها سينير الطريق، وأنها بشهادتها دقت الطبول ليسمع الكل أن الشعب الفلسطيني مظلوم ويريد حريته".

أما وزير هيئة الجدار والاستيطان مؤيد شعبان فقال إن إسرائيل تقتل كل من يدافع عن الفلسطينيين، وإن عائشة هي المتضامنة الأجنبية العاشرة التي يقتلها الاحتلال الإسرائيلي. وأضاف شعبان للجزيرة نت "هذا لن يردع أو يمنع قدوم المتضامنين الذين يزدادون أمام تصاعد جرائم الاحتلال، لأنهم يرون الحقائق على الأرض التي يحاول الاحتلال تزويرها".

وفي بلدة بيتا حيث استشهدت عائشة، يعكف المجلس البلدي والمجتمع المحلي على إقامة "بيت عزاء" للشهيدة، ويعملون لتكريمها بإقامة نصب تذكاري لها وإطلاق اسمها على أحد الشوارع في البلدة.

وقال رئيس بلدية بيتا محمود برهم للجزيرة نت "نعدّ عائشة الشهيد رقم 17 من الذين ارتقوا بمعركة الدفاع عن جبل صبيح المستمرة منذ نحو أكثر من 3 سنوات، وهي الفتاة الأولى، وعرضنا أن نكرمها بالدفن في أرض بيتا إلى جانب الشهداء هناك إكراما لها وللشعب التركي".

المتضامنة لولو تحمل صورة رفيقتها عائشة وتقول إنها تعرضت هي أيضا لاعتداء من قبل المستوطنين (الجزيرة) على درب عائشة

كانت عائشة قد درست علم النفس في جامعة واشنطن بالولايات المتحدة الأميركية، وعملت في بعض المراكز مساعدة اجتماعية ومن ثم عملت في شركة سياحية، ووصلت إلى فلسطين الأسبوع الماضي بصفتها متطوعة في "حركة التضامن العالمي لمساندة الفلسطينيين".

وتقول المتضامنة الأميركية من أصل سوري "لولو" إنها وزملاءها يؤازرون ذوي عائشة ويقفون إلى جانبهم، "ونقول لإسرائيل إن قتل عائشة لن يرهبنا، ونحن نأتي إلى هنا ونعرف أننا قد نستشهد، فنحن مثل بقية الفلسطينيين الذين يقتلهم الاحتلال كل يوم"، حسب تعبيرها.

وتضيف لولو -للجزيرة نت- أنها تعرضت لاعتداء من المستوطنين قبل استشهاد عائشة بأيام، خلال تضامنها مع أهالي بلدة قصرة جنوبي نابلس، حيث شجّ المستوطنون رأسها بالحجارة وكسروا يدها، وتقول "بعض الأصدقاء تخوفوا من القدوم بعد استشهاد عائشة، لكن آخرين وأعدادهم كبيرة سيأتون قريبا".

أما المتضامن الأميركي "يوسف" -كما يسمي نفسه- فقال إنه "يشعر بالألم لفقدان أخته في الإسلام ورفيقة النضال عائشة". وأضاف للجزيرة نت "الاحتلال لا يكترث لحياة الإنسان، سواء أكان أميركيا أو أجنبيا أو فلسطينيا. لكن رغم الغضب والأسى الذي يعترينا، فإن ذلك يجعلنا مستمرين على درب عائشة، والدرب الذي جئنا من أجله".

مراسم عسكرية أقيمت لعائشة خلال تشييعها بمدينة نابلس (الجزيرة)

ويقول عبد الكريم دلبح أحد الناشطين في حركة التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني (ISM) إن "استشهاد عائشة والاعتداء الإسرائيلي على متضامنين آخرين الذي تصاعد أخيرا له أثر كبير عليهم، ويدلل على أننا بحاجة للتضامن الدولي الفعّال".

ويصف دلبح المتضامنين بأنهم "المدافعين عن الإنسانية والحرية"، ويقول إن "80% من عملهم التضامني يتم بعد عودتهم إلى بلدانهم، فهم يرون جرائم الاحتلال واقعا ويوثقونها، ثم ينقلون ذلك إلى حكوماتهم وشعوبهم، وهناك هم مصدقون أكثر".

ويضيف أن الحاجة لهؤلاء المتضامنين تزداد أكثر، كونهم "أفضل رسل" لإعلاء الصوت الفلسطيني في بلدانهم، والأهم أنهم "يضغطون على حكوماتهم المنحازة لإسرائيل، ولهم تأثير بالمقاطعة والنضال من أجل فلسطين، وهم مؤثرون جدا في وقف الدعم المادي والعسكري للاحتلال".

ولفت دلبح إلى أن إجراءات الاحتلال وقتله للمتضامنين والاعتداء عليهم لن يوقف تدفقهم إلى فلسطين، وأن أعداد المسجلين في دولهم للمشاركة بحملات التضامن وحركاتها تزداد كل يوم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات جثمان عائشة للجزیرة نت

إقرأ أيضاً:

جنازة الناشطة عائشة نور تتحول إلى مظاهرة تضامن مع فلسطين في تركيا

ووفقا لتقرير مراسل الجزيرة عامر لافي فإن عائشة غادرت بلدتها وهي طفلة رضيعة لم تتجاوز العشرة أشهر متجهة إلى الولايات المتحدة، لتعود اليوم جثة هامدة، مخلفة وراءها قلوبًا مكلومة لأهلها وأحبائها.

واعتبر المشاركون في الجنازة أن تضحية عائشة بحياتها تضامنًا مع القضية الفلسطينية تمثل رسالة قوية لكل من يلتزم الصمت إزاء ما يجري في فلسطين، وخاصة في قطاع غزة.

15/9/2024مقاطع حول هذه القصةالقسام تستهدف اللواء الغربي 300 الإسرائيلي بالصواريخplay-arrowمدة الفيديو 00 minutes 58 seconds 00:58قصف إسرائيلي على مدرسة للنازحين في غزة يسفر عن شهداء وجرحىplay-arrowمدة الفيديو 02 minutes 15 seconds 02:15ما أهداف نتنياهو من إعلانه تصعيد العمليات على جبهة لبنان؟play-arrowمدة الفيديو 28 minutes 43 seconds 28:43شاهد.. آثار تعذيب وضرب شاب مقدسي في تل أبيبplay-arrowمدة الفيديو 04 minutes 11 seconds 04:11الاحتلال يخلف دمارا كبيرا في مخيم نور شمس بالضفة الغربيةplay-arrowمدة الفيديو 01 minutes 21 seconds 01:21محام مقدسي: هذا ما طلبناه من المحكمة الإسرائيلية بخصوص حي وادي الجوزplay-arrowمدة الفيديو 05 minutes 19 seconds 05:19شهداء ومصابون في قصف شقة سكنية بحي الدرجplay-arrowمدة الفيديو 01 minutes 40 seconds 01:40من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebook-f-darktwitteryoutube-whiteinstagram-whiterss-whitewhatsapptelegram-whitetiktok-whiteجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • جنازة الناشطة عائشة نور تتحول إلى مظاهرة تضامن مع فلسطين في تركيا
  • الرئيس الفلسطيني يمنح وسام نجمة القدس للشهيدة التركية الأميركية
  • تركيا تشييع جثمان الناشطة عائشة نور إزغي إيغي التي قتلتها قوات الاحتلال الاسرائيلي
  • تركيا: الآلاف يشاركون في تشييع جثمان الناشطة الأمريكية التركية عائشة نور إزغي إيغي إلى مثواها الأخير
  • جثمان الناشطة "عائشة نور" يوارى الثرى في تركيا
  • وصول جثمان «عائشة نور» إلى منزل عائلتها غرب تركيا (فيديو)
  • قتلتها إسرائيل .. تشييع جثمان الناشطة الأمريكية التركية عائشة نور
  • رئيس البرلمان التركي: المسؤولية عن جريمة قتل عائشة تقع على إسرائيل وداعميها
  • ناشط رافق عائشة نور: سنواصل تضامننا مع الفلسطينيين لأنهم يستحقون الحرية
  • تشييع جثمان الناشطة عائشة نور بعد مقتلها على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي