جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-18@09:08:19 GMT

بداية اللاهوت

تاريخ النشر: 9th, September 2024 GMT

بداية اللاهوت

 

أ. د. المهدي إمبيرش **

مصطلح اللاهوت قد نقرؤه ترجمةً للفظ اليوناني الفينيقي، (Theology)؛ حيث المقطع الأول اليوناني يمكن إرجاعه إلى زيوس Theos، الذي في الميثولجيا (Methodology)، اليونانية، رب الأرباب في مجمع الآلهة اليونانية، وهو ابن كرونوس الزمن، أما المقطع الفينيقي (logy)، فهو من (logos)، أي اللغة، حيث كان حرف (S) مستخدماً في الفينيقية مثل (قدموس) أي القديم، و(ديموس) أي المظلم والدامس الذي انتقل إلى اليونانية على أنه الديمقراطية، أي الدهماء والسواد، وقد استخدمه أفلاطون بهذا المفهوم.

من ثَم فإنَّ الثيولجي، كان عند اليونانيين المفارق أو الذي في السماء. من ثَم فإنه يكونوا متشيأ، أي المحدود في الظرف ومن ثَم فهو معقول ومنطقي أي تم عقله داخل المحدود ومتحيز داخل نطاقه. هنا لا يمكن الوصول إليه إلا بالصعود المعراجي.

وقد أخد اليونانيون هذه الفكرة من خرافة صعود زرادشت إلى السماء على حيوان خرافي وهو ما أدخله الفرس من خلال تفاسيرهم في قصة المعراج على حيوان بين البغل والحصان اخترعوا له اسم البراق. ومن ثَم ظهر مصطلح الانطولجيا، (Ontology)، وهو اسم مركب من ثلاثة مقاطع، الاون (oon) ومعناها الوجود، والانطو (onto)، أي الموجود من الوجود، ويكون اللغوس أو المنطق متجهاً إلى الموجود من الوجود، وهو الذي اهتم به اللهوتيون الأوروبيون (الدليل الانطولجي) على وجود الله، والدليل هو دليل الموجود، وليس الوجود ومن ثَم يدخل في مبحث اللسانيات، وتحديدا، منطق اللغة أو قواعدها.

أما المصطلح الثاني فهو مصطلح (Theosophy) ويقوم هذا المصطلح الذي في مقطعه الثاني، فينيقي من (سوفس) الذي نستخدمه اليوم في الصفاء والطهارة ومنه الصوفية أي التجرد من المادي والملموس. وتقوم هذه الفكرة على الشامانيه، (الصوفية العدمية) في الهند والتي اتخدت مما يعرف بالتناسخ وسيلة للتطهير أي أن طقس حرق الجثة يُحيلنا إلى أنَّ الجسد ملوث وأن وضع الرماد في نهر الكنج يبعد اللعنة عن الأحياء.

والطليف أن سقراط وأفلاطون كانا شاميين (من الشامانية الوثنية) يعتقدان في التناسخ، وفي مقولة سقراط الشامانية (الموت مطلب الفلاسفة) وأن أفلاطون كان صوفيًا تجريديًا على الطريقة الأوريثية القديمة، في جذورها الشامانية، ومن ثَم التجريدية الفيثاغورثية، التي تنتصر للعدد المجرد، وتتخد من الدائرة رمزًا للوصول للعدمية والتي تنفي الحركة والتغير والوصول إلى النرڤانا، والتي يُقابلها عند سقراط وأفلاطون مصطلح اليودايومونيا؛ أي الكمال والخلاص والطهارة بإفناء الجسد.

ولأن تناول هذه القضايا يحتاج إلى أكثر من مداخلة تحت نفس العنوان نرجئ الحديث إلى مقال آخر.

*************

** أ.د. مهدي مفتاح إمبيرش وزير الثقافة الليبي الأسبق، يعمل على درجة أستاذ في كلية الآداب قسم الفلسفة جامعة طرابلس ليبيا متحصل على درجة الماجستير من قسم الدراسات الشرقية بجامعة توسان، أريزونا في الولايات المتحدة بمرتبة الشرف في دراسة المقارنة بين جبران خليل جبران وفريدريك نيتشه، تحصل على درجة الدكتوراه في فلسفة التاريخ من جامعة لايبتزغ، والدكتوراه الثانية من جامعة طرابلس ليبيا في فلسفة الحضارة، وله العديد من الكتب والمؤلفات والدراسات المطبوعة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

من أطلق الرصاصة الأولى؟ القصة الخفية وراء بداية الحرب في السودان – الحلقة الأولى

وثائقي: من أطلق الرصاصة الأولى؟ القصة الخفية وراء بداية الحرب في السودان – الحلقة الأولى-

في هذه السلسلة الوثائقية ، نكشف الحقيقة الصادمة وراء التحركات العسكرية الغامضة قبل اندلاع الحرب في السودان! ????????????

هذه السلسلة ستغير نظرتك لما حدث في 15 أبريل، وستجعلك تتساءل: هل كانت الحرب حتمية، أم أن هناك من دفع الأمور إلى نقطة اللاعودة؟

البعشوم

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • تصل بداية الصيف .. العراق يتفاوض على أول صفقة للغاز من الجزائر
  • بداية الأسبوع المقبل.. تفاصيل صرف مرتبات شهر مارس 2025
  • حرارة إستثنائية غدا.. وإضطراب جوي قوي بداية من الجمعة
  • تباين مؤشرات البورصة في بداية تعاملات الاثنين
  • من أطلق الرصاصة الأولى؟ القصة الخفية وراء بداية الحرب في السودان – الحلقة الأولى
  • حديث أركو مناوي ..الذي نفذ في خضّم المعركة ورغم مرارات الحرب
  • رئيس شؤون الضباط في وزارة الدفاع العميد محمد منصور: الجيش العربي السوري كان وسيبقى عماد السيادة الوطنية، واستعادة الكفاءات والخبرات العسكرية التي انشقت وانحازت للشعب في مواجهة نظام الأسد البائد والتي خاضت معارك الدفاع عن الوطن أمرٌ ضروري لتعزيز قدرات جيشن
  • الأمم المتحدة تعارض الوجود العسكري الإسرائيلي في المنطقة العازلة بين سوريا والجولان المحتل
  • بمواصفات خيالية.. هل يكون «OnePlus» الحاسب الذي ننتظره؟
  • منذ بداية شهر رمضان.. ضبط 60 مليون قطعة ألعاب نارية متنوعة