جريدة الرؤية العمانية:
2024-09-17@05:14:18 GMT

بداية اللاهوت

تاريخ النشر: 9th, September 2024 GMT

بداية اللاهوت

 

أ. د. المهدي إمبيرش **

مصطلح اللاهوت قد نقرؤه ترجمةً للفظ اليوناني الفينيقي، (Theology)؛ حيث المقطع الأول اليوناني يمكن إرجاعه إلى زيوس Theos، الذي في الميثولجيا (Methodology)، اليونانية، رب الأرباب في مجمع الآلهة اليونانية، وهو ابن كرونوس الزمن، أما المقطع الفينيقي (logy)، فهو من (logos)، أي اللغة، حيث كان حرف (S) مستخدماً في الفينيقية مثل (قدموس) أي القديم، و(ديموس) أي المظلم والدامس الذي انتقل إلى اليونانية على أنه الديمقراطية، أي الدهماء والسواد، وقد استخدمه أفلاطون بهذا المفهوم.

من ثَم فإنَّ الثيولجي، كان عند اليونانيين المفارق أو الذي في السماء. من ثَم فإنه يكونوا متشيأ، أي المحدود في الظرف ومن ثَم فهو معقول ومنطقي أي تم عقله داخل المحدود ومتحيز داخل نطاقه. هنا لا يمكن الوصول إليه إلا بالصعود المعراجي.

وقد أخد اليونانيون هذه الفكرة من خرافة صعود زرادشت إلى السماء على حيوان خرافي وهو ما أدخله الفرس من خلال تفاسيرهم في قصة المعراج على حيوان بين البغل والحصان اخترعوا له اسم البراق. ومن ثَم ظهر مصطلح الانطولجيا، (Ontology)، وهو اسم مركب من ثلاثة مقاطع، الاون (oon) ومعناها الوجود، والانطو (onto)، أي الموجود من الوجود، ويكون اللغوس أو المنطق متجهاً إلى الموجود من الوجود، وهو الذي اهتم به اللهوتيون الأوروبيون (الدليل الانطولجي) على وجود الله، والدليل هو دليل الموجود، وليس الوجود ومن ثَم يدخل في مبحث اللسانيات، وتحديدا، منطق اللغة أو قواعدها.

أما المصطلح الثاني فهو مصطلح (Theosophy) ويقوم هذا المصطلح الذي في مقطعه الثاني، فينيقي من (سوفس) الذي نستخدمه اليوم في الصفاء والطهارة ومنه الصوفية أي التجرد من المادي والملموس. وتقوم هذه الفكرة على الشامانيه، (الصوفية العدمية) في الهند والتي اتخدت مما يعرف بالتناسخ وسيلة للتطهير أي أن طقس حرق الجثة يُحيلنا إلى أنَّ الجسد ملوث وأن وضع الرماد في نهر الكنج يبعد اللعنة عن الأحياء.

والطليف أن سقراط وأفلاطون كانا شاميين (من الشامانية الوثنية) يعتقدان في التناسخ، وفي مقولة سقراط الشامانية (الموت مطلب الفلاسفة) وأن أفلاطون كان صوفيًا تجريديًا على الطريقة الأوريثية القديمة، في جذورها الشامانية، ومن ثَم التجريدية الفيثاغورثية، التي تنتصر للعدد المجرد، وتتخد من الدائرة رمزًا للوصول للعدمية والتي تنفي الحركة والتغير والوصول إلى النرڤانا، والتي يُقابلها عند سقراط وأفلاطون مصطلح اليودايومونيا؛ أي الكمال والخلاص والطهارة بإفناء الجسد.

ولأن تناول هذه القضايا يحتاج إلى أكثر من مداخلة تحت نفس العنوان نرجئ الحديث إلى مقال آخر.

*************

** أ.د. مهدي مفتاح إمبيرش وزير الثقافة الليبي الأسبق، يعمل على درجة أستاذ في كلية الآداب قسم الفلسفة جامعة طرابلس ليبيا متحصل على درجة الماجستير من قسم الدراسات الشرقية بجامعة توسان، أريزونا في الولايات المتحدة بمرتبة الشرف في دراسة المقارنة بين جبران خليل جبران وفريدريك نيتشه، تحصل على درجة الدكتوراه في فلسفة التاريخ من جامعة لايبتزغ، والدكتوراه الثانية من جامعة طرابلس ليبيا في فلسفة الحضارة، وله العديد من الكتب والمؤلفات والدراسات المطبوعة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

بعيو: مصراتة تنتفض ضد الثلاثي الدبيباتي الذي حكم فأفسد

وصف محمد بعيو، رئيس المؤسسة الليبية للإعلام، المظاهرات الغاضبة في مدينة مصراتة بـ«الانتفاضة» ضد حكم الدبيبات.

وقال بعيو، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”:” مصراتة تنتفض ضد الثلاثي الدبيباتي الذي حكم فأفسد، وخاصم ففجر، ووعد فأخلف، وعاهد فخان” .
وأضاف بعيو:” ذات الرمال تستعيد ذاتها الوطنية وتقول كلمتها الحاسمة، نعم للوطن”.
وخرجت مظاهرات مناهضة لرئيس حكومة الوحدة المؤقتة “عبدالحميد الدبيبة” وعائلته في مصراتة نتيجة لتردي الأوضاع في البلاد وتطالبه بالرحيل.

الوسوم«بعيو» أفسد الثلاثي الدبيباتي مصراتة

مقالات مشابهة

  • بعيو: مصراتة تنتفض ضد الثلاثي الدبيباتي الذي حكم فأفسد
  • هذا ما أعنيه من مفهوم الكيان السني في سوريا
  • ما الذي يُفسر تعافي اقتصادات جنوب أوروبا؟
  • أمطار رعدية معتبرة بداية من منتصف النهار على 17 ولاية
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • ما هذا العراق الذي لا يثق به أحد
  • معلومات عن الصاروخ الذي أطلق من اليمن باتجاه إسرائيل
  • مسؤول بالرئاسة الإيرانية: الحوثيون يسمحون للسفن بالمرور إلى اسرائيل مقابل المال والتي لا تدفع يستهدفونها
  • بعد 68 عامًا.. ناهد رشدي ترحل وتترك خلفها مشهد ”فرح سنية” الذي لن يموت!
  • ارتفاع اسعار الدولار في بغداد واربيل مع بداية الأسبوع