أكد محللون سياسيون أنّ مواقف الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب، مرشح الحزب الجمهورى، ونائبة الرئيس الأمريكى الحالى ومرشحة الحزب الديمقراطى، من الأزمات الدولية، خصوصاً الحرب على غزة وحرب روسيا وأوكرانيا ستكون مؤثرة خلال المناظرة الأولى بينهما، حيث يشهد العالم تغيرات سياسية غير مسبوقة فى المصالح والأهداف السياسية بشكل مستمر.

وقال المحلل السياسى الفلسطينى الدكتور عبدالمهدى مطاوع إنّ «ترامب» وكامالا هاريس يحاولان الوصول إلى قرار إنهاء الحرب على قطاع غزة، لكن الموقف الفارق بينهما يتعلق بالحل السياسى، خاصة بعدما تطرق «ترامب»، خلال لقائه مع رئيس وزراء دولة الاحتلال، خلال زيارة الأخير إلى واشنطن، إلى توسيع إسرائيل، فى إشارة ضمنية إلى الضفة الغربية، وهذا ما يسعى إليه «نتنياهو»، وسبق أن قدم «ترامب» صفقة القرن كفكرة لحل يتضمن الاستيلاء على معظم أراضى الضفة الغربية، ولكن بالتأكيد لاقت هذه الصفقة رفضاً شديداً من القيادات الفلسطينية، إضافة إلى أن «ترامب» لا يدعم قرار حل الدولتين، ودائماً ما يُظهر موقفه العدائى للدولة الفلسطينية، ويؤكد فى تصريحاته حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها.

«هاريس» قد تتعامل بحدة مع إسرائيل.. ومرشح الحزب الجمهورى يدعم التوسع الإسرائيلى

وأضاف «مطاوع» لـ«الوطن»: «موقف المرشحة الديمقراطية يختلف سياسياً عن ترامب، خصوصاً تأييدها لحل الدولتين، مع الحفاظ على حق دولة الاحتلال فى الدفاع عن نفسها، كما أن نتنياهو يسعى لعرقلة المفاوضات وإنهاء الحرب وترحيل الملف إلى ما بعد الانتخابات الأمريكية، منتظراً دعم صديقه ترامب، وذلك لعدة أسباب، أبرزها إطالة أمد الحرب على غزة لضمان التأثير على فرص هاريس فى الفوز بالسباق الانتخابى، وذلك لأن هناك نسبة كبيرة من الأصوات فى الولايات المتحدة الأمريكية متضامنة مع الشعب الفلسطينى، وبالتالى خسارة هذه الأصوات ستؤثر بالفعل على فوز هاريس، وبهذه الطريقة يساعد نتنياهو الجمهورى دونالد ترامب، كما أن نتنياهو لا يريد إدارة أمريكية تعرقل خطته وتمارس الضغوط لإحباط مخططاته، خصوصاً بعد مماطلته الرئيس الأمريكى جو بايدن وعرقلة جهوده فيما يخص المفاوضات، وحال فوز هاريس ستتعامل معه بشكل أكثر حدة، لذلك يراهن نتنياهو بكل أوراقه على ترامب».

وتابع «مطاوع»: «يبدو أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ستستمر حتى نهاية الانتخابات أو على الأقل ستظل قائمة، وجميع الحلول السياسية ستؤجل إلى ما بعد الانتخابات، وحال فوز هاريس سيكون لديها القدرة على فرض رؤية مختلفة، لكن بشكل عام ستظل الولايات المتحدة داعماً قوياً لإسرائيل، وسيظل نتنياهو فى حاجة إلى ترامب من أجل فرض رؤيته فيما يتعلق باليوم التالى للحرب».

  نتيجة الانتخابات الأمريكية لن تؤثر على مجريات الأحداث فى أوكرانيا

وعن تأثير انتخابات الرئاسة الأمريكية على الحرب الروسية الأوكرانية، توقع الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية، عدم تغير السياسات الأمريكية سواء فازت المرشحة الديمقراطية «هاريس»، أو المرشح الجمهورى «ترامب»، مشيراً إلى أن القرارات السياسية الأمريكية تسيطر عليها المؤسسات وليس الأشخاص، وصناعة القرارات فى الولايات المتحدة الأمريكية لا تخضع للأهواء الشخصية. وأضاف «بدر الدين»: «نلاحظ مزايدات بين هاريس وترامب فى الوقت الحالى لأغراض تصويتية وكسب أكبر عدد من الأصوات فى السباق الانتخابى فقط، ومن المؤكد أن الولايات المتحدة تسعى بكل الطرق لدعم وتسليح أوكرانيا ضد روسيا، وترفض روسيا هذه المؤامرة ووصل الأمر إلى التلويح باستخدام الأسلحة النووية، وهذا سيظهر جلياً فى المناظرة بينهما».

واختتم «بدر الدين»: «السياسة الأمريكية وتحديداً فى منطقة الشرق الأوسط، لها مرتكزات خاصة، وأحد هذه المرتكزات الأساسية هو أمن إسرائيل وحمايتها، بصرف النظر عن الرئيس الأمريكى الفائز والحزب الذى ينتمى إليه، فالمبدأ العام للولايات المتحدة فى الشرق الأوسط هو حماية إسرائيل، وتغير الرئيس سيؤدى إلى اختلاف فى النواحى التكتيكية وأساليب الدعم لدولة الاحتلال الإسرائيلى فقط، ولكن ستظل أمريكا أقوى داعم للاحتلال الإسرائيلى فى الشرق الأوسط ولن ينظر أحد المرشحين الرئاسيين بعين الرحمة إلى ما يحدث على الأراضى الفلسطينية من معاناة».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مناظرة أخيرة دونالد ترامب كامالا هاريس الولایات المتحدة الرئیس الأمریکى

إقرأ أيضاً:

علم إسرائيل وحمامة بيضاء.. نبوءة القنصل الأميركي في القدس

منذ القرن التاسع عشر، لعبت الولايات المتحدة دورًا رئيسيًا في دعم المشروع الصهيوني، سواء على المستوى الديني أو السياسي. تجسد ذلك من خلال شخصيات مثل وارد كريسون، الذي كان من أوائل الأميركيين الداعمين لفكرة تشجيع الاستيطان الصهيوني في فلسطين، وصولًا إلى دونالد ترامب، الذي تبنى سياسات تسعى إلى إعادة تشكيل مستقبل غزة بما يخدم المصالح الصهيونية.

ترامب وغزة.. رؤية اقتصادية أم تهجير قسري؟

منذ أن عاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المشهد السياسي كرئيس للولايات المتحدة الأميركية، تصاعدت تصريحاته المثيرة للجدل بشأن الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي. وخاصة فيما يتعلق بقطاع غزة.

وسط حرب الإبادة المستمرة على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، طرح ترامب عدة أفكار تتعلق بمستقبل القطاع وسكانه، من بينها فرض السيطرة الأميركية على غزة، وإعادة توطين السكان الفلسطينيين في دول أخرى، وإلغاء حق العودة، ثم قال ما قد يفيد بغير ذلك لاحقاً.

قال ترامب أن الولايات المتحدة يجب أن تتولى السيطرة على قطاع غزة بعد انتهاء العمليات العسكرية بين إسرائيل وحركة حماس.

ويعتقد أن هذا الإجراء سيسهم في إعادة إعمار غزة وتحويلها إلى مركز اقتصادي وسياحي، مشيرًا إلى أن الأوضاع الحالية تجعل القطاع غير صالح للعيش. برر ترامب هذه الفكرة بضرورة إيجاد حل شامل يعيد تشكيل مستقبل غزة بما يتماشى مع الاستقرار الإقليمي.

إعلان

لذلك اقترح ترامب في يناير/ كانون الثاني 2025 إعادة توطين سكان غزة في دول أخرى، مثل الأردن ومصر، مع تقديم حوافز مالية لهذه الدول لاستيعاب الفلسطينيين النازحين. ويعتقد أن هذا الخيار سيمنح سكان غزة فرصة لحياة أفضل بعيدًا عن الظروف المعيشية القاسية داخل القطاع، معتبرًا أن غزة لم تعد مؤهلة للسكن بعد الدمار الواسع الذي شهدته.

وأكد ترامب أن الفلسطينيين الذين يغادرون غزة لن يكون لهم حق العودة، معتبرًا أن المنطقة لم تعد مناسبة لإعادة توطين السكان بعد الأضرار الهائلة التي لحقت بالبنية التحتية. ويرى أن هذا الإجراء ضروري لإيجاد واقع ديمغرافي جديد يمنع العودة الجماعية ويؤسس لمرحلة مختلفة في التعامل مع مستقبل القطاع.

في أعقاب تصريحات ترامب، أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي توجيهات بإعداد خطط تتيح للفلسطينيين الراغبين في مغادرة غزة الخروج إلى دول أخرى، ورغم عدم وضوح آلية تنفيذ هذا المخطط، فإنه يتماشى مع بعض الأطروحات التي قدمها ترامب بشأن مستقبل القطاع.

عند كوشنر الخبر اليقين!

بحسب تقرير نشر في موقع "زمان يسرائيل" العبري التابع لـ "تايمز أوف إسرائيل"، فإن الخطوط العريضة للخطة نشأت لدى جوزيف بيلزمان، وهو أستاذ في جامعة جورج واشنطن، الذي نشر مقالًا في يوليو/ تموز 2024 بعنوان "خطة اقتصادية لإعادة بناء غزة".

يحدد الاقتراح خطة للدول والشخصيات الخارجية "للاستثمار" في إعادة بناء غزة بموجب عقد إيجار مدته 50 عامًا، وبعد ذلك سيتم تناول مسألة منح "السيادة" للسكان. ووفقًا للخطة، فإن التركيز الأساسي لإعادة الإعمار سيكون على قطاع السياحة، بما في ذلك بناء الفنادق على شاطئ البحر.

ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن ترامب أخبر نتنياهو في مكالمة هاتفية في أواخر صيف 2024 أن غزة "قطعة عقارية رئيسية"، وأنها قد تكون موقعًا مثاليًا لبناء الفنادق.

إعلان

وقال بيلزمان في بودكاست في أغسطس/ آب إن مقاله "ذهب إلى مؤيدي ترامب، لأنهم كانوا أول من اهتم بها، وليس لمؤيدي بايدن". وأضاف أن صهر ترامب، جاريد كوشنر، "يريد استثمار أمواله فيها… يسيل لعابهم للدخول".

وقال بيلزمان إنه بموجب اقتراحه، سيتم "إخلاء قطاع غزة بالكامل"، مشيرًا إلى أن "الولايات المتحدة يمكن أن تضغط على مصر" لقبول اللاجئين من غزة، لأن "مصر دولة مفلسة" عليها ديون كبيرة للولايات المتحدة.

وسبق أن وصف كوشنر الصراع العربي الإسرائيلي بأكمله بأنه "ليس أكثر من نزاع عقاري بين الإسرائيليين والفلسطينيين"، بحسب تعبيره. وقال في فعالية في هارفارد في  فبراير/ شباط 2024 "العقارات على الواجهة البحرية لغزة يمكن أن تكون ذات قيمة كبيرة، إذا ما ركز الناس على توفير سبل العيش".

الجذور الأولى للفكر الاستيطاني الأميركي

أعادت تصريحات ترامب إلى الأذهان أفكارًا تاريخية مشابهة طرحها وارد كريسون (Warder Cresson) في القرن التاسع عشر. كريسون، الذي كان أوّل قنصلٍ أميركيٍّ في القدس، وداعيةٍ مبكرٍ لفكرة إعادة اليهود إلى فلسطين، تحوّل من المسيحية إلى اليهودية وغير اسمه إلى ميخائيل بوعاز إسرائيل.

كان من أبرز دعاة فكرة توطين اليهود في فلسطين، مؤمنًا بأن الله خلق الولايات المتحدة لدعم اليهود، وأن النسر الأميركي سيحقق نبوءة أليشع بتغطية الأرض بجناحيه. أعلن كريسون أن "لا خلاص لليهود إلا بقدومهم إلى إسرائيل"، وكرس حياته لتحقيق هذه الرؤية.

في 22 يونيو/ حزيران 1844، رحل كريسون إلى فلسطين حاملًا علمًا أميركيًا وحمامة بيضاء كان ينوي إطلاقها عند وصوله. وعندما وصل كريسون إلى فلسطين، واستقر في القدس، أسس "ختمًا قنصليًا" ومد حماية أميركية على يهود المدينة، الذين كان العديد منهم فقراء يعتمدون على المساعدات الخارجية.

في عام 1852، أسس مستعمرة زراعية يهودية لتدريب المهاجرين على الزراعة، وحاول إنشاء مستوطنة في وادي رفائيم بمساعدة موسى مونتفيوري، لكن جهوده فشلت.

إعلان

ومع ذلك، فإن أفكاره ألهمت آخرين، مثل كلوريندا ماينور (Clorinda Minor)، التي أسست مدرسة الزراعة للأعمال اليدوية لليهود في الأرض المقدسة بالقرب من قرية أرطاس، بالقرب من بيت لحم. وقامت بتأسيس مستوطنة "جبل الأمل" بالقرب من يافا، الذي اشتراها كريسون، باعتبارها "مزرعة أميركية نموذجية" لتعليم اليهود كيفية زراعة الأناناس والموز والليمون.

هندسة جغرافية فلسطين

ما يجمع بين كريسون وترامب هو الإيمان بإعادة تشكيل الواقع الديمغرافي والسياسي لفلسطين لصالح المشروع الصهيوني. فبينما سعى كريسون إلى إعادة توطين اليهود في فلسطين عبر إنشاء مستوطنات زراعية، يسعى ترامب إلى إعادة هندسة الواقع الحالي عبر سياسات التهجير القسري، وإعادة الإعمار تحت السيطرة الأميركية.

مع استمرار هذا النهج عبر التاريخ، تعكس تصريحات ترامب بشأن غزة امتدادًا للفكر الاستيطاني الأميركي الذي بدأ مع وارد كريسون في القرن التاسع عشر. فكما سعى كريسون إلى الاستيلاء على فلسطين عبر الاستيطان، تأتي أطروحات ترامب وكوشنر بواجهة اقتصادية، لكنها في جوهرها تستند إلى نفس الهدف: تفريغ الأرض وإعادة تشكيلها بما يخدم المشروع الصهيوني.

وبينما تغيّرت الأساليب والخطابات، يبقى النهج ثابتًا؛ إعادة هندسة الواقع الفلسطيني وفق مصالح القوى المهيمنة، في استمرارية تعكس كيف يعيد التاريخ نفسه من كريسون إلى ترامب، كل مرة بأسلوب جديد لكن بروح استعمارية واحدة.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • الحوثيون يهددون بالتصعيد بعد الضربات الأمريكية
  • كيف يتلاعب نتنياهو بوقف إطلاق النار؟
  • دعوات إسرائيلية داخلية لوقف العدوان على غزة رغم مطالبة نتنياهو بالتصعيد
  • مسئول بارز: إسرائيل أُبلغت مسبقًا بالضربات الأمريكية على اليمن
  • ترامب: لن نتسامح مع هجوم الحوثيين على السفن الأمريكية
  • العودة إلى السياسة الواقعية الأمريكية
  • ترامب يجتمع بشركات النفط الأمريكية وسط الحرب التجارية
  • وزارة التعليم الأمريكية: إدارة ترامب تحقق مع 45 جامعة بشأن سياسات العرق والتنوع
  • مكتب نتنياهو: إسرائيل قبلت مقترح ويتكوف وحماس تواصل رفضه
  • علم إسرائيل وحمامة بيضاء.. نبوءة القنصل الأميركي في القدس