تزامنا مع العيد الـ72.. عالم أزهري: تحية إجلال وتقدير لكل فلاح مصري
تاريخ النشر: 9th, September 2024 GMT
هنأ الشيخ أبو اليزيد سلامة، أحد علماء الأزهر الشريف، المزارع المصري تزامنا مع عيد الفلاحين الـ72 الذي يُحتفل به في 9 سبتمبر من كل عام، مٌشيدا بالدور العظيم الذي يلعبه الفلاح المصري في بناء وتطوير المجتمع، وكذلك جهده الذي يُعد مصدر فخر للأمة.
الفلاحون يعملون بجد واجتهادوقال العالم الأزهري، خلال حلقة برنامج «مع الناس»، المذاع على فضائية «الناس»، اليوم الاثنين: «يوم الفلاح المصري هو مناسبة للتعبير عن تقديرنا العميق لكل الفلاحين الذين يعملون بجد واجتهاد، إنهم يمثلون نموذجًا للجدية والإخلاص، وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أهمية العمل اليدوي، حيث قال: ما أكل أحد طعامًا أفضل من أن يأكل من عمل يده».
وأضاف: «لقد طلب الله سبحانه وتعالى من النبي صلى الله عليه وسلم أن يُعلم الناس أهمية العمل، حتى في أصعب الظروف، فقد ورد في الحديث الشريف: (إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها)، وهذا يُظهر لنا مدى أهمية الاستمرار في العمل والإنتاج مهما كانت الظروف، تحية إجلال وتقدير لكل فلاح مصر».
ودعا الشيخ أبو اليزيد سلامة، الله سبحانه وتعالى أن يبارك في جهود الفلاحين، وأن يديم علينا وعليهم الخير والسعادة والبركة، وأن يستمروا في العطاء والعمل من أجل رفعة الوطن وازدهاره.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الفلاح يوم الفلاح
إقرأ أيضاً:
العيد الذي نحتاجه
د. ذياب بن سالم العبري
مع اقتراب عيد الفطر المُبارك، تبدأ ملامح الفرح تتسلل إلى تفاصيل الحياة من حولنا. نرى ذلك في الأسواق التي تعج بالحركة، وفي الأطفال الذين يختارون ملابسهم الجديدة بحماس، وفي الأمهات اللاتي يُحضّرن الضيافة، وفي الأسر التي تترقب اللقاءات العائلية التي افتقدتها طوال شهور. العيد، كما نعيشه هنا في عُمان، ليس مجرد مناسبة دينية أو عطلة تقويمية؛ بل هو لحظة إنسانية جماعية، فيها شيء من الطمأنينة، وشيء من الدفء، وشيء من العودة إلى البدايات.
لكن وسط هذه الأجواء المبهجة، من المفيد أن نتوقف قليلًا ونتأمل: لماذا يحتفل الإنسان أصلًا بالأعياد؟ وما الذي يجعلها محطات مُهمة في حياته؟ المفكرون والباحثون في علم الاجتماع والأنثروبولوجيا نظروا إلى الأعياد باعتبارها حاجة إنسانية متجذّرة، يتجاوز فيها الفرد تفاصيل حياته اليومية، ليتواصل مع الجماعة، ومع الزمان، ومع الذاكرة. العالم الاجتماعي الفرنسي إميل دوركايم رأى أنَّ الأعياد تُعيد إنتاج الروابط الاجتماعية، وتقوّي الإحساس بالانتماء، لأنها تجعل الناس يفرحون معًا، ويحزنون معًا، ويتشاركون لحظة شعورية موحدة. أما كارل يونغ، فرأى أن الطقوس الجماعية – مثل الأعياد – تُخاطب عمق النفس البشرية، وتعيد للإنسان توازنه الداخلي. ومن زاوية أخرى، حذّر مفكرون معاصرون من انزلاق الأعياد إلى طقوس استهلاكية خالية من المعنى؛ حيث تتحوّل مناسبات الفرح إلى مواسم إنفاق لا أكثر.
في عُمان، ما زالت الأعياد تحتفظ بجوهرها الجميل. نلمس ذلك في تفاصيل بسيطة لكنها عميقة: في تبادل التهاني بين الجيران، في زيارة الأقارب كبار السن، في بساطة الملابس التقليدية، وفي إصرار كثير من الأسر على إعداد القهوة والفوالة بأيديها، رغم توفر كل شيء في الأسواق. هذا الوعي الجمعي بأهمية العيد، هو ما يجب أن نحرص على نقله للأجيال الجديدة، ليس بالكلام فقط؛ بل بالمُمارسة.
العيد ليس في مظهره فحسب؛ بل في أثره. هو لحظة نادرة لترميم العلاقات، ولإعادة الاتصال بالناس الذين باعدت بيننا وبينهم مشاغل الحياة. هو فرصة لنقول "شكرًا" و"سامحني" و"اشتقت إليك" دون حواجز. هو وقت مثالي لأن يفرح كل من في البيت، لا بحسب قدرته الشرائية؛ بل بحسب مكانته العاطفية. ولا تكتمل هذه الصورة إلّا إذا مدَّدنا فرحة العيد إلى من حولنا، ممن قد لا يملكون ما يكفي للفرح، أو ممن يقضون العيد وحدهم، أو تحت ضغط الحياة. العيد الحقيقي هو ذاك الذي لا يُقصي أحدًا، ولا يُشعر أحدًا بأنَّه أقل من غيره.
إننا بحاجة اليوم، أكثر من أي وقت مضى، إلى أن نستعيد العيد كحالة إنسانية، لا كروتين اجتماعي. أن نعيده إلى سياقه الطبيعي بوصفه استراحة للروح، وتجديدًا للصلة، ومساحة للتأمل والامتنان والبساطة. وليس المقصود أن نبتعد عن مظاهر الفرح؛ بل أن نمنحها معناها الحقيقي، فلا يكون الفرح مسرفًا ولا فارغًا؛ بل واعيًا ومتزنًا.
ولأنَّ كل عيد هو فرصة جديدة، فإنَّ السؤال الذي ينبغي أن نحمله معنا ونحن نُقبِل على عيد الفطر هذا العام هو: هل سنجعل من هذا العيد محطةً للتقارب الحقيقي، والمشاعر الصادقة، والفرح المسؤول؟ أم سنكتفي بالمرور السريع، دون أن نترك فيه أو يأخذ منَّا شيئًا يبقى؟