نظمت اللجنة الثقافية التابعة لنادي اليخت المصري بالاسكندرية، مساء اليوم الاثنين، ندوة بعنوان "الصحافة الورقية إلى أين؟" قدمها النائب المهندس طارق السيد عضو مجلس النواب والكتاب الصحفي طارق إسماعيل، أدار اللقاء أحمد بسيوني.

جاء ذلك بحضور القنصل ماريو دي بسكولي، قنصل عام إيطاليا بالإسكندرية، وشوكت سعد وكيل نقابة الصحفيين، واللواء محمد نور الدين أحد أبطال معركة كبريت وأحد أفراد الكتيبة 603 ولفيف من الشخصيات العامة والصحفيين والإعلاميين والمثقفين.

قال النائب المهندس طارق السيد عضو مجلس النواب خلال كلمته: إن صناعة الصحافة تشهد تحولات جذرية غير مسبوقة، مدفوعة بالثورة الرقمية وتطور التقنيات الحديثة، أبرزها الذكاء الاصطناعي، وهذه التحولات تطرح تحديات كبيرة على الصحافة الورقية التقليدية، وتدفعها إلى إعادة تقييم دورها ووظائفها، والبحث عن آليات جديدة للتكيف والبقاء.

وأضافت أن العوامل المؤثرة على الصحافة الورقية من حيث تغير سلوك القارئ يفضل القراء حاليًا الحصول على الأخبار بشكل فوري وعلى مدار الساعة، مما يجعل سرعة نشر الأخبار عبر المنصات الرقمية ميزة تنافسية كبيرة، لافتًا أن المنصات الرقمية تتيح تقديم محتوى مخصص لكل قارئ بناءً على اهتماماته وتفضيلاته، وهو ما يصعب تحقيقه في الصحف الورقية و تحول المعلنون بشكل متزايد نحو المنصات الرقمية، مما يؤثر سلبًا على إيرادات الصحف الورقية المعتمدة بشكل كبير على الإعلانات المطبوعة.

وأشار إلى أن تكاليف طباعة وتوزيع الصحف الورقية مرتفعة، مما يزيد من الضغوط المالية على الناشرين حيث يوجد 7 مؤسسات صحفية تنتج صحف ورقية لافتًا أن الذكاء الاصطناعي يهدد ببعض وظائف الصحفيين التقليدية، مثل كتابة التقارير الإخبارية الروتينية، ولكنه يفتح آفاقًا جديدة لتحسين جودة المحتوى وتسريع عملية الإنتاج.

ومن جانبه قال الكاتب الصحفي طارق إسماعيل خلال كلمته أن الصحافة الورقية تواجه تحديات كبيرة في ظل التطور التكنولوجي، ولكنها تمتلك أيضًا فرصًا هائلة للتطور والابتكار، من خلال تبني استراتيجيات جديدة و التركيز على تقديم قيمة مضافة للقراء، يمكن للصحف الورقية أن تستمر في الازدهار في العصر الرقمي.

وأكد أنه على الرغم من هذه التحديات، لا يزال هناك مستقبل للصحيفة الورقية. فالكثير من القراء يفضلون قراءة الصحيفة الورقية للاستمتاع بتجربة القراءة المميزة، وللحصول على تحليلات عميقة لا يمكن الحصول عليها من خلال وسائل الإعلام الرقمية. كما أن الصحيفة الورقية تلعب دورًا هامًا في الحفاظ على التراث الثقافي والمعرفي حيث هي أكثر من مجرد وسيلة لنقل الأخبار، فهي شريك في حياتنا اليومية، تساعدنا على فهم العالم من حولنا، وتشكل وجهات نظرنا.

وأضاف أن الصحيفة الورقية تتيح للمقالين والكتاب مساحة واسعة لتقديم تحليلات معمقة وشاملة للقضايا المعقدة فهي تشجع القارئ على التفكير النقدي والتدقيق في المعلومات، بعيدًا عن الإغراءات السطحية للإعلام الرقمي ولطالما ارتبطت الصحيفة الورقية بالمصداقية والموضوعية، حيث تخضع جميع المقالات والتقارير لعمليات تدقيق صارمة قبل النشر.

وأكد أنه لا بد أن نستعيد الصحافة الورقية الي رونقها علي ما هي كانت عليه في الماضي، حيث تمنح الصحيفة ثقة كبيرة لدى القراء، ويجعلها مرجعًا موثوقًا به وتتميز قراءة الصحيفة الورقية بتجربة حسية فريدة لافتا أن عند قراءة الصحيفة الورقية تشعر و كأنك تحمل جزءًا من التاريخ بين يديك، و تستمتع بتصفح الصفحات وتسليط الضوء على الكلمات و العبارات التي تلفت انتباهك، هذه التجربة تمنح القراءة عمقًا خاصًا، وتساعد على الاستيعاب والتذكر بشكل أفضل.

واختتم حديثه أن الصحافة الورقية هي أمن قومي على رغم من أنها تواجه تحديات كبيرة، ولكنها ليست محكوم عليها بالزوال فبفضل قدرتها على تقديم محتوى عالي الجودة وبناء مجتمعات قارئة، يمكن للصحافة الورقية أن تستمر في الوجود وتلعب دورًا هامًا في تشكيل الرأي العام ونشر المعرفة.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الإسكندرية نقابة الصحفيين الصحافة الورقية نادي اليخت الصحافة الورقیة

إقرأ أيضاً:

البنية التحتية الرقمية.. تجربة تنموية كتبت شهادة تفوق الإمارات

عززت دولة الإمارات مكانتها الرائدة عالمياً في قيادة التحول الرقمي، من خلال بنية تحتية رقمية متطورة تتبنى أحدث التقنيات المتقدمة والذكاء الاصطناعي، ما أسهم في تعزيز جودة الحياة الرقمية بمختلف القطاعات الحيوية.
ونجحت دولة الإمارات في تعزيز جاهزيتها مبكراً لمواكبة التحولات الرقمية والتكنولوجية المتسارعة، حتى باتت مركزاً عالمياً للتكنولوجيا المتقدمة، وذلك بفضل رؤى وتوجيهات القيادة الرشيدة والسياسات والقوانين المرنة واستشراف المستقبل.
وتصنف دولة الإمارات من الدول الرائدة والمتقدمة في تطوير البنية التحتية الرقمية، إذ بلغ الاستثمار في تقنية المعلومات والاتصالات والحوسبة السحابية والأمن السيبراني 84.5 مليار درهم خلال عام 2024، حسب تقرير حديث لمركز “إنترريجونال للتحليلات الإستراتيجية”.
وتصدرت دولة الإمارات العديد من مؤشرات التنافسية العالمية المرتبطة بالحكومة والخدمات الرقمية، والذي جاء ثمرة سنوات من العمل والالتزام الجاد من مختلف الجهات والمؤسسات الحكومية الاتحادية والمحلية، إضافة إلى مواصلة ضخ المزيد من الاستثمارات في مشاريع البنية التحتية الرقمية، لا سميا قطاعات الاتصالات وتقنية المعلومات والابتكار والمدن الذكية، مما يعكس التزام حكومة الإمارات بتحقيق التنمية المستدامة والازدهار والرفاه الاجتماعي وتعزيز الاقتصاد الوطني لا سيما الرقمي.
وقال محمد إبراهيم الخضر مستثمر في مجال التكنولوجيا الرقمية، إن دولة الإمارات قدمت نموذجاً في مجال تبني التقنيات المتقدمة في مختلف مناحي الحياة، وذلك نتيجة استثمارها الفاعل في مشاريع البنى التحتية الرقمية على مدى الـ 50 عاماً الماضية، إضافة إلى تطبيق تقنيات متقدمة أسهمت في استدامة وجودة هذه المشاريع أيضا.
وأضاف أن الإمارات تمكنت من تعزيز التنوع الاقتصادي وتقليل الاعتماد على النفط، مع التركيز على قطاعات جديدة مثل البنية التحتية الرقمية والاقتصاد الرقمي والابتكار والصناعة المتقدمة، وأفردت لها موازنات خطط طويلة الأجل، ويجني ثماره الأجيال الحالية والمقبلة.
وأشار الخضر إلى أن دولة الإمارات تعد من أوائل الدول التي تبنت تقنيات الجيل الخامس “5G” على نطاق واسع، وأطلقت مشاريع طموحة مثل الحكومة الذكية ومدينة دبي الذكية، مما ساهم في تحسين جودة الحياة الرقمية، وعزز مركزها ضمن أفضل الدول على مستوى العالم.
وأوضح أن مؤشر “أوكلا سبيد تيست” الذي يقيس سرعة الإنترنت حول العالم، رصد تقدم الإمارات خلال السنوات الماضية في خدمات النطاق العريض، لتتبوأ مراكز متقدمة وتصل إلى المركز الأول وفق آخر تحديث خلال شهر أغسطس 2024، كما احتلت المرتبة الأولى في سرعة الإنترنت على الهاتف المتحرك.
وتبوأت دولة الإمارات مراكز الصدارة عالمياً في المؤشرات الصادرة عن الأمم المتحدة والمرتبطة بالبنية الرقمية، وفق تقرير الحكومات الإلكترونية 2024 الذي كشف عن تصدر الإمارات المركز الأول عالميا في مؤشر البنية التحتية للاتصالات.
كما حلت دولة الإمارات في المرتبة الأولى عالميا في مؤشرات عدد السكان الذين يستخدمون الإنترنت واشتراكات الإنترنت ذات النطاق العريض المحمول لكل 100 نسمة، واشتراكات النطاق العريض للأجهزة المحمولة لكل 100 نسمة، ونسبة الأفراد الذين يستخدمون الإنترنت مقارنة بعدد السكان وفق تقرير التنافسية العالمية لعام 2024.


مقالات مشابهة

  • البنية التحتية الرقمية.. تجربة تنموية كتبت شهادة تفوق الإمارات
  • ضابطة تفقد حياتها بشكل مأساوي خلال فحص روتيني لمقاتلة
  • محافظ الدقهلية لـ المجلس التنفيذي: الانتهاء من توصيل الكهرباء بقرية العاصية بنبروه خلال 48 ساعة
  • ثقافة الغربية تشارك في ندوة تثقيفية حول تأهيل وتنمية قدرات الشباب
  • ترامب: يجب إنهاء الحرب في قطاع غزة وإعادة إعماره بشكل سريع
  • «حزب مستقبل وطن» بإسنا ينظم ندوة تثقيفية وتعليمية لدور الشباب والمرأة في العمل
  • طارق أبو السعد: الإخوان استغلوا المساجد الصغيرة لتعليم الأطفال مبادئ الجماعة
  • خبير: ثورة ضد نتنياهو بسبب ظهور مقاتلي حماس بهذا الشكل خلال تسليم الأسرى
  • الجزيري: أسعى للتركيز مع الزمالك بشكل أكبر خلال الفترة المٌقبلة
  • قطاع الأعمال: تعيين طارق سلمان رئيساً لمجلس إدارة شركة القاهرة للأدوية